المجموع : 7
صَدَعتْ قَلْبِيَ صَدْعَ الزُّجاج
صَدَعتْ قَلْبِيَ صَدْعَ الزُّجاج / مَا لَهُ مِنْ حِيلَةٍ أَوْ عِلاجْ
مَزَجَتْ رُوحِيَ أَلحَاظُها / فَالهوى مِنِّي لِرُوحِي مِزاجْ
يَا قضيباً فَوْقَ دِعْصِ نقا / وَكثيباً تَحْتَ تِمثالِ عاجْ
أنتَ نُورِي في ظَلامِ الدُّجَى / وسِراجِي عنْدَ فَقْد السِّراجْ
قَدْ أوْضَحَ اللَّهُ للإِسْلامِ مِنْهاجا
قَدْ أوْضَحَ اللَّهُ للإِسْلامِ مِنْهاجا / وَالنَّاسُ قَدْ دَخَلُوا في الدِّينِ أَفْواجا
وقَدْ تَزيَّنتِ الدُّنيا لِساكِنها / كأَنَّما أُلْبِسَتْ وَشْياً وَدِيباجا
يَا ابْنَ الخَلائِفِ إِنَّ المُزنَ لَوْ عَلِمَتْ / نَداكَ مَا كَانَ مِنْها الماءُ ثَجَّاجا
وَالحَرْبُ لَوْ عَلِمَتْ بأساً تَصُولُ بِهِ / ما هَيَّجَتْ مِنْ حُمَيَّاكَ الَّذي اهْتاجا
ماتَ النِّفاقُ وَأَعْطى الْكُفْرُ ذِمَّتَهُ / وَذَلَّتِ الخَيْلُ إِلْجاماً وَإسْراجا
وَأَصْبَحَ النَّصْرُ مَعْقوداً بِأَلْويَةٍ / تَطْوي المَراحِل تَهْجيراً وَإِدْلاجا
أَدْخَلْتَ في قُبَّةِ الإسْلامِ مَارِقَةً / أَخْرَجْتَهُمْ مِنْ دِيَارِ الشِّرْكِ إخْراجا
بِجَحْفلٍ تَشْرَقُ الأَرْضُ الفَضَاءُ بِه / كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالأَمْواجِ أَمْوَاجَا
يَقُودُهُ البَدرُ يَسري في كواكِبِهِ / عَرَمْرَماً كَسَوادِ اللَّيْلِ رَجْراجا
يَرَونَ فِيهِ بُرُوقَ المَوْتِ لامِعَةً / وَيَسْمعُونَ بِهِ لِلرَّعْدِ أَهزاجا
غادَرت في عَقوَتَي جَيَّانَ مَلْحَمَةً / أَبْكَيْتَ مِنْهَا بِأَرْضِ الشِّركِ أَعْلاجا
في نِصْفِ شَهْرٍ تَرَكْتَ الأَرْضَ ساكِنَةً / مِنْ بَعْدِ ما كانَ فِيْهَا الجوْرُ قَدْ ماجا
وُجِدْتَ في الخَبَرِ المَأثُورِ مُنْصَلِتاً / مِنَ الخَلائِفِ خَرَّاجاً وَوَلّاجا
تُمْلا بِكَ الأَرْضُ عَدْلاً مِثْلَ مَا مُلِئَتْ / جَوْراً وَتُوضِحُ لِلْمَعْروفِ مِنْهاجَا
يَا بَدْرَ ظُلْمَتِها يَا شَمْسَ صُبْحَتِها / يَا لَيْثَ حَوْمَتِها إِنْ هائِجٌ هاجا
إنَّ الخَلافَةَ لَنْ تَرْضى وَلا رَضِيَتْ / حَتّى عَقدْتَ لها في رَأسِكَ التَّاجا
وَمُعَذَّرٍ نَقشَ الجمالُ بمِسْكِهِ
وَمُعَذَّرٍ نَقشَ الجمالُ بمِسْكِهِ / خَدّاً لَهُ بِدَمِ القُلُوب مُضَرَّجا
لَمَّا تَيَقَّنَ أَنَّ سَيْفَ جُفُونِهِ / مِنْ نَرْجِسٍ جَعلَ النِّجادَ بَنَفْسجا
ورَوضَةٍ عقدَتْ أَيْدِي الربيعِ بِها
ورَوضَةٍ عقدَتْ أَيْدِي الربيعِ بِها / نَوْراً بِنَوْرٍ وتَزْويجاً بتَزْويجِ
بِمُلْقَحٍ مِنْ سَوارِيها وَمُلْحَقَةٍ / ونَاتِجٍ مِنْ غَوادِيها ومَنتُوجِ
توشَّحَتْ بِمُلاةٍ غَيْرِ مُلْحمةٍ / مِنْ نَوْرِها ورِداءٍ غَيْرِ مَنْسُوجِ
فَأَلْبَسَتْ حُلَلَ المَوشِيِّ زَهْرَتها / وَجَلَّلتْها بِأَنْماطِ الدَّيابِيجِ
يا مَليحَةَ الدَّعَجِ
يا مَليحَةَ الدَّعَجِ / هَلْ لَدَيْكِ مِنْ فَرَجِ
أَمْ تُراكِ قَاتلَتي / بِالدَّلالِ والغَنَجِ
مَنْ لِحُسْنِ وَجْهكِ مِنْ / سُوءِ فِعْلِكِ السَّمِجِ
عاذِليَّ حَسْبُكُما / قَدْ غَرِقْتُ في لُجَجِ
هَلْ عَلَيَّ وَيْحَكُما / إنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجِ
الحقُّ أبلجُ واضحُ المنهاجِ
الحقُّ أبلجُ واضحُ المنهاجِ / والبدرُ يُشرِقُ في الظلامِ الداجي
والسَّيفُ يعدلُ مَيلَ كلِّ مخالفٍ / عَميتْ بصيرتُهُ عنِ المنهاجِ
وإذا المعاقلُ أُرتجتْ أبوابُها / فالسَّيفُ يفتحُ قُفلَ كلِّ رِتاجِ
نشرَ الخليفةُ للخلافِ عزيمةً / طَوتِ البلادَ بجحفَلٍ رَجراجِ
جيشٌ يلفُّ كتائباً بكتائبٍ / ويضمُّ أفواجاً إلى أفواجِ
وتراهُ يأفِرُ بالقنابلِ والقَنا / كالبحرِ عندَ تَلاطُمِ الأمواجِ
متقاذفُ العِبْرَينِ تخفُقُ بالصَّبا / راياتُه مُتدافعُ الأمواجِ
من كلِّ لاحقةِ الأياطلِ شُدَّفٍ / رحبِ الصدورِ أمينةِ الأثباجِ
وترى الحديدَ فتقشَعرُّ جُلودُها / خوفَ الطِّعانِ غداةَ كلِّ نِهاجِ
دُهمٌ كأَسْدفةِ الظَّلامِ وبعضُها / صفرُ المناظرِ كاصفرارِ العاجِ
من كلِّ سامي الأَخْدعَينِ كأنَّما / نِيطتْ شكائمُهُ بجذعِ الساجِ
لمّا جفلْنَ إلى بلاي عشيَّةً / أقْوتْ معاهدُها منَ الأعلاجِ
فكأنَّما جاسَتْ خلالَ ديارِهمْ / أُسدُ العرينِ خَلَت بِسربِ نِعاجِ
ونَجا ابنُ حفصونٍ ومَن يكنِ الرَّدى / والسيفُ طالبُهُ فليسَ بناجِ
في ليلةٍ أسرت بِهِ فكأنَّما / خِيلَتْ لديهِ ليلةَ المعراجِ
ما زال يَلقحُ كلَّ حربٍ حائلٍ / فالآنَ أنتَجها بشَرِّ نِتاجِ
فإذا سألتَهُمُ مَواليَ مَن هُمُ / قالوا مواليَ كلِّ ليلٍ داجِ
ركبَ الفِرارُ بعُصبةٍ قد جرَّبوا / غِبَّ السُّرَى وعواقبَ الإدلاجِ
وبقيّةٌ في الحصنِ أُرتجَ دونَهمْ / بابُ السلامةِ أيَّما إرتاجِ
سُدَّتْ فِجاجُ الخافقَينِ عليهمُ / فكأنَّما خُلقا بغيرِ فِجاجِ
نَكصتْ ضَلالَتُهمْ على أعقابِها / وانصاعَ كفرُهمُ على الأدراجِ
مَن جاء يسألُ عنهمُ من جاهلٍ / لم يرو سَغباً من دمِ الأوداجِ
فأولاكَ هم فوق الرَّصيفِ وقد صَغا / بعضٌ إلى بعضٍ بغيرِ تَناجِ
رَكبوا على بابِ الأميرِ صوافِناً / غَنِيَتْ من الإلجامِ والإسراجِ
أضحى كبيرُهمُ كأنَّ جَبينَهُ / خُضبتْ أسِرَّتُه بماءِ الزاجِ
لما رأى تاجَ الخلافةِ خانَهُ / قامَ الصَّليبُ له مَقامَ التَّاجِ
هذي الفتوحاتُ التي أَذكتْ لنا / في ظُلمةِ الآفاقِ نورَ سِراجِ
ربَّ بقيعٍ طامسِ المنهاجِ
ربَّ بقيعٍ طامسِ المنهاجِ /
رضيعِ كلِّ أوطفٍ ثجّاجِ /
حَبابُهُ كالنَّفخِ في الزُّجاجِ /