المجموع : 5
لِيَ الحَربُ مَعطوفاً عَليَّ هِياجُها
لِيَ الحَربُ مَعطوفاً عَليَّ هِياجُها / وَظِلُّ جَوادي قَيظُها وَعَجاجُها
وَيَأنَفُ عَزمي أَن يُرَدَّ رِماحَها / إِذا اِشتَبَهَت خُرصانُها وَزِجاجُها
فَما بالُ بَغدادٍ إِذا اِشتَقتُ رِحلَةً / تَشَبَّثَ بي غيطانُها وَفِجاجُها
كَأَنَّ لَها ديناً عَلَيَّ وَإِنَّني / سَيَطلُبُها سَيفي وَديني خَراجُها
أَبَغداذُ ما لي فيكَ نَهلَةُ شارِبٍ / مِنَ العَيشِ إِلّا وَالخَطوبُ مِزاجُها
وَلَو أَنَّني أَرضى بِأَدنى مَعيشَةٍ / لَأَرضَت مُنائي عِندَ أَهليكِ حاجُها
وَلَكِنَّني جارٍ عَلى حُكمِ هِمَّةٍ / كَثيرٍ عَنِ الطَبعِ الذَليلِ اِنعِراجُها
يُخَيَّلُ لي أَنَّ الأَماني غَياهِبٌ / وَلا تَنجَلي إِلّا وَعَزمي سِراجُها
أُداري المُقلَتَينِ عَنِ اِبنِ لَيلى
أُداري المُقلَتَينِ عَنِ اِبنِ لَيلى / وَيَأبى دَمعُها إِلّا لَجاجا
لَها ثَبطٌ عَلى الأَيّامِ باقٍ / تَجيشُ بِها مَعيناً أَوأُجاجا
كَأَنَّ بِها رَكِيَّةَ مُستَميتٍ / يُخَضخِضُها بُكوراً وَاِدِّلاجا
أَذودُ النَفسَ عَنهُ وَذاكَ مِنها / عِنانٌ ما مَلَكتُ لَهُ مَعاجا
كَأَنَّ العَينَ بَعدَ اليَومَ جُرحٌ / إِذا طَبّوا لَهُ غَلَبَ العِلاجا
تَجُمَّ عَلى القَذى وَتَفيضُ دَمعاً / مَطالُ الداءِ وَادَعَ ثُمَّ هاجا
وَأَينَ كَفارِسِ الفُرسانِ عَمرٍو / إِذا رُزءٌ مِنَ الحِدثانِ فاجا
بِحَقٍّ كانَ أَوّلَهُم وُلوجاً / عَلى هَولٍ وَآخِرَهُم خَراجا
إِذا رَسَبَت حَصاةُ القَلبِ مِنهُ / طَفا قَلبُ الجَبانِ بِهِ اِنزِعاجا
بَكَيتُكَ لِلسَوابِقِ موضِعاتٍ / قِماصُ السِربِ أَعجَزَ أَن يُعاجا
يُقَرِّطُها الأَعِنَّةَ مُبدَلاتٍ / مَكانَ جِلالِها العَلَقَ المُجاجا
يَدَعنَ عَلى الأَجالِدِ مَوضَحاتٍ / كَأَنَّ عَلى مَفارِقِها شِجاجاً
وَإِرقاصِ المَطِيِّ عَلى وَجاها / يَجبُنَ إِلى العُلى طُرُقاً نِهاجا
مُرَنَّقَةَ العُيونِ كَأَنَّ فيها / دِهانَ مَواقِدٍ يَصِفُ الزَجاجا
وَرِثتَ عَنِ الأَبَينِ قَناً وَبَأساً / فَأَنفَقتَ اللَهاذِمَ وَالزِجاجا
وَمُنخَرِقٍ أَخوتَ السَيفَ فيهِ / وَحَبلُ اللَيلِ يَندَمِجُ اِندِماجا
أَرابَكَ فَاِكتَلَأتَ بِغَيرِ رُمحٍ / كَأَنَّ عَلى عَوامِلِهِ سِراجا
تَوَقَّرُ جاشَكَ الأَهوالُ فيهِ / إِذا اِعتَلَجَ الجَبانُ بِهِ اِعتِلاجا
وَقَد جابَ الذَميلُ عَليكَ وَهناً / مِنَ الظَلماءِ مَدرَعَةً وَساجا
وَمَزلَقَةٍ تُرَشُّ بِها المَنايا / وَتَسمَعُ لِلقُلوبِ بِها رَجاجا
وَفُقتَ بِشَوكِ أَخمَصِكَ العَوالي / وَيَلقى المَرءُ لِلغَمِّ اِنفِراجا
وَمُظلِمَةٍ مِنَ الغَمَراتِ عَطشى / جَعَلتَ لَها مِنَ القُضبِ اِنبِلاجا
وَمائِلَةٍ أَقَمتَ لَها كُعوباً / وَقَد شَغَرَت عَلى القَومِ اِعوِجاجا
وَداهِيَةٍ تُشَوِّلُ بِالذُنابى / غَدَوتَ لِبابِ مَطلَعِها رِتاجا
وَمُعضِلَةٍ كَفيتَ وَذاتِ وَهيٍ / شَدَدتَ لَها العِراقي وَالعِناجا
وَفاصِلَةٍ كَسَيلِ الطودِ عَجلى / قَطَعتَ بِها التَشادُقَ وَالضَجاجا
وَآنِيَةِ اللُحومِ مِنَ القَضايا / أَعَدتَ لَهُنَّ كَيّاً أَو نُضاجا
وَشارِدَةٍ رَبَطتَ لَها الحَوايا / وَقَد مَرِحَ البِطانُ بِها وَماجا
وَرَأيٍ يَفرُقُ الجُلّى وَيَهدي / وَراءَ مَضيقِها سُبُلاً فِجاجا
قَطَعتَ بِمَطرَبَيهِ عَلى تَمارٍ / خِلاجَ الشَكِّ إِنَّ لَهُ خِلاجا
كَأَنَّكَ صُبتَ مِنهُ بِذاتِ فَرعٍ / عَلى البَوغاءِ لَبَّدَتِ العَجاجا
كَمَزلَقَةِ الذُبابِ إِذا أُمِرَّت / عَلى ذي الداءِ بالِغَتِ الوِداجا
لَئِن نَبَحَتهُ آوِنَةً كِلابٌ / لَقَد لَبِسَت بِهِ الأَسَدَ المُهاجا
فَمَن يَزَعُ العُرَيبَ إِذا تَناغَت / وَيَضرِبُ بَينَ غارِبِها سِياجا
وَيُذكِرُها الحُلومَ عَلى تَناسٍ / وَقَد بَلَغَت حَفائِظُها الهِياجا
يُحاجِجُها عَنِ الأَرحامِ حَتّى / يُقِرَّ القَومُ أَنَّ لَهُ الحِجاجا
وَمَن رَدَّ النَقائِذَ بَعدَ يَأسٍ / وَقَد جاوَزنَ ضُوراً وَالوِلاجا
تَغَلغَلَ في النَفاقِ قُنِيُّ سَعدٍ / رَواغَ الذِئبِ قَد وَلَجَ الحِراجا
تَمادَحَتِ الرَبابُ بِهِ وَكانَت / تُنابَزُ بِالمَعائِبِ أَو تُهاجى
بِرُغمي أَن يَكُنَّ قَنا تَميمٍ / قَضَينَ عَلى الذَنائِبِ مِنكَ حاجا
حَمَيتَ مَنابِتَ الرَمرامِ مِنهُم / وَأَخلَيتَ الأَناعِمَ وَالنَباجا
مَنَعتَهُمُ اللِقاحَ وَمُلقَحاتٍ / يَكادُ الخَوفُ يَمنَعُها النَتاجا
فَما لَقِحَت لَهُم إِلّا اِختِلاساً / وَلا وَلَدَت لَهُم إِلّا خِداجا
أَبى الباغونَ مِثلَ مَداكَ إِلّا / ضَلالاً عَن طَريقِكَ وَاِنعِراجا
سَأَبعَثُها عَلَيكَ مُسقِفاتٍ / طِباقَ الأَرضِ أُطلِعُها الفِجاجا
مُسالاتِ الأَغِرَّةِ مُلجَماتٍ / وِحاداً أَو مُقَرَّنَةً زِواجا
وَأَجعَلُها سُلوّاً بَعدَ يَأسٍ / وَمِن أَلَمِ الصَدى وَرَدَ الأُجاجا
أَقاضٍ حَقَّ قَبرِكَ ذو غَرامٍ / أَعاجَ الرَكبَ عَن طَرَبٍ وَعاجا
يُريقُ عَليكَ ماءَ القَلبِ صِرفاً / وَماءُ العَينِ يَجعَلُهُ مِزاجا
وَلَو بَلَغَ المُنى إِنسانُ عَيني / خَلا مِنها وَأَسكَنَكَ الحُجاجا
لا تَيأَسَنَّ فَرُبَّما
لا تَيأَسَنَّ فَرُبَّما / عَظُمَ البَلاءُ وَفُرِّجا
قَد يَنسَخُ الخَوفَ الأَما / نُ وَيَغلُبُ اليَأسَ الرَجا
إِنّا إِذا حَلَبَ البَخيلُ لِبانَها
إِنّا إِذا حَلَبَ البَخيلُ لِبانَها / أَمسَيتُ أَحلُبُها دَمَ الأَوداجِ
خَطَبَتَني الدُنيا فَقُلتُ لَها اِرجِعي / إِنّي أَراكِ كَثيرَةَ الأَزواجِ
وَالعيسُ قَد نَشَّفَ مِنها السُرى
وَالعيسُ قَد نَشَّفَ مِنها السُرى / صَفوَ العَريكاتِ وَنِقيَّ الأَجاج
لَم يَبقَ إِلّا مُضَغٌ لاكَها / طولُ الطَوى وَاِستَرَطَتها الفِجاج