القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَمال الدّين الصَّرصَري الكل
المجموع : 2
سبح لربك في الظلام الداجي
سبح لربك في الظلام الداجي / واذكره ذكر مواظب لهاج
سبحان من رفع السموات العلى / سبعا وزان السقف بالأبراج
وأطاح بالقمر المنير ظلامها / وأضاءها بسراجها الوهاج
وأحلها زمر الملائك خضعاً / لجلاله من ساجد ومناجي
والأرض مهدّها وأرسى فوقها ال / اطواد تمنعها من الإزعاج
فتذللت سُبُلاً فجاجا منةً / منه على السّلاك بين فجاج
وبدت شواهد صنعة فيها بما / أبداه من مستحسن الأزواج
والبحر سخره ولولا لطفه / لطغا بفرط تلاطم الأمواج
وبأمره البحران يلتقيان لا / يبغي على عذب مرور أجاج
والفلك سخرها لمنفعة الورى / فجرين فوق المُزبد العجاج
والليل يخلفه النهار ويخلف ال / ليل النهار بغيهب متداج
ويطول هذا ثم يقصر ضده / متعاقبين بحكمة الإيلاج
فهما وتصريف الرياح ومنشأ ال / سحب الثقال أدلةٌ لمناجي
أعظم بها آياتٌ انقطعت بها / أسباب كل معاند محجاج
والله أحيا الأرض بعد مماتها / بجدوبها بالوابل الثجاج
فاهتز هامدها فأخرجت الذي / قد أودعت من نبتها البهّاج
فكسا الربيع بقاعها من نشره / حللا تفوق ملابس الديباج
من أحمر قانٍ وأصفر فاقعٍ / نضرٍ وأبيض ناصع كالعاج
فتبارك الله المهيمن مخرج ال / أموات منها أحسن الإخراج
واختار آدم من تراب بارئاً / أولاده من نطفة أمشاج
ثم اصطفى منهم عباداً خصّهم / بنبوة هي عصمة للآجي
واختار منهم أجمعين محمداً / لظهور دين واضح المنهاج
وكأن كل الأنبيان لسره / تاجٌ وأحمد درة للتاج
وهو المسمى في القرآن بشاهدٍ / وبمنذر ومبشر وسراج
أسرى من البيت الحرام به إلى / أقصى مساجده بليل ساج
فعلا على ظهر البراق معظماً / ورأى عجائب ليلة المعراج
كشف الحجاب له وكلمه فما / اشقى معارض فضله بحجاج
لا زال ممتد المزيد مواصلاً / بصلاته صلة بغير خداج
فلقد شفا سقم الصدور وعالج ال / ادواء بالتبليغ خير علاج
واختار أمته وفضلها على / ماضي القرون وسالف الأفواج
واختار منها آله وصحابه / للنصر عند كريهة وهياج
واختار أربعة هم خلفاؤه / فحموا شريعته من الأعلاج
منهم أبو بكر عتيق سيد ال / أصحاب أفضل مخبت نشاج
صديقه الأتقى الوقور ومنفق ال / مال الجزيل عليه عند الحاج
واختار عائشة الطهور لوصله / بكراً سمت شرفاً على الأزواج
وأنيسه في الغار عند تتبع ال / أعداء بالطلبات والإرهاج
وأقام في يوم اليمامة دينه / بقواضب وبعامل وزجاج
وخليفة الصدق الإمام المرتضى / عمر المفتح قفل كل رتاج
جمّاع كل خليقةٍ مرضيه / قماع كل مجاهر ومداجي
ولطالما نزل الكتاب بوفق ما / يقضيه فيما يعتر ويفاجى
وبحفصة اختص النبي المصطفى / صوامة قوامة بدياج
والبر عثمان الذي في ركعة / لله بالقرآن كان يناجي
لصابر الثبت الشهيد قتيل أهل / البغي في الإلجام والإسراج
هجموا عليه وما رعوا في قتله / الآفاصيح شاخب الأوداج
ولقد رآه لابنتيه محمد / كفؤاً حليماً لم يعب بلجاج
ثم الإمام علي العلم الرضا / حلال مشكل كل أمر داج
كشاف كل ملمة بحسامه / أكرم به من كاشف فرّاج
وسقته كفّ وداده كأس العلى / بإخائه صرفاً بغير مزاج
وحباه بالطهر البتول فزاده / شرفاً على شرف بخير زواج
وكفاه بالحسنين فخراً لم يخب / راجيهما ولنعم ذخر الراجي
ومن الصحابة ستة لم تعترض / شبه الشكوك مقامهم بخلاج
سعد وطلحة والزبير وباذل الب / كرات بالأحمال والأحداج
وأبو عبيدة وابن زيد واعتقد / فضل ابن صخر واعص ذا ارهاج
ولأهل بدر والحديبية أعترف / بالفضل واحذر من يسيء ويداجي
والفضل في كل الصحابة فاعتقد / فلأنت إن أضمرت ذلك ناجي
ثم الذي اعتقد ابن حنبل اتبع / تأمن غداً من الحشر من إزعاج
حبرٌ تمسك بالحديث فلم يزغ / عنه إلى من عاج شر معاج
واستخرج الأخبار في السنن التي / ثبتت وصحت أحسن استخراج
نصر الآله به القرآن فلم يكن / في نصره بالعاجز اللجاج
هو في الحياة وسيلتي وذخيرتي / لهجوم موت للأنام مفاجي
أوجهك أم ضوء الصباح تبلجا
أوجهك أم ضوء الصباح تبلجا / أم البدر في برج الكمال جلا الدجى
أم الشمس يوم الصحو في برج سعدها / وفرعك أم ليل المحب إذا سجا
وبرق سرى أم نور ثغرك باسما / ونشرك أم مسك ذكي تأرجا
أتتك جنود الحسن طوعا بأسرها / فصرت مليكا في الجمال متوجا
فأضحت أبيات القلوب أسرة / لديك فلم يملكن عنك معرجا
فطوبى لعبد أنت سيده لقد / سما بين أرباب البصائر والحجى
فهل تجلب الأحلام لي منك نظرة / فتكشف بعض الهم عني وتفرجا
فقد نال مني منع طيفك مثلما / شجاني من البيت المطوح ما شجا
حثثنا إليك العيس حتى تبوأت / لديك مقيلا ناضر الروض مبهجا
فما كان أدنى قربنا من بعادنا / وأقرب أفراح الفؤاد من الشجى
فلله قلبي يوم زمت ركابنا / وفارقت ظلا من جنابك سجسجا
رجوت بقرب الدار أن أطفىء الأسى / فما زاد وقد الشوق إلا تأججا
فهل للركاب القود نحوك مرجع / يجبن بنا وعرا ويطوين مدرجا
يحثحثها الحادي العجول مهجرا / إليك ويطوي شقة البيد مدلجا
يخوض بها آل الضحى فكأنما / يخوض بها البحر الخضم ملججا
إذا ما تعالت في الهواجر في السرى / تخال نعاماً في السباسب هدجا
عليها رجال تشتكي ألم الجوى / كما تشتكي في سيرها ألم الوجى
لهم حنة عند الصباح وحنة / إليك إذا ما الليل غيهبه دجا
يؤمون ربعا أفيح الجو زاهراً / أضاء بوجه منك أزهر أبلجا
حمى بك عنا كل مظلمة محا / وكل رجا منه ثمال لمن رجا
رحيب الذرى غض القطاف لمن جنى / إذا ما نحاه من جنى عائذا نجا
إذا لجأ العافي إليه مؤملاً / جلا ضر معتر إلى بابه لجا
إليك رسول الله أهدي مدائحي / فتكسب من رياك نشرا مؤرجا
وتلبسها أوصافك الزهر حلة ال / بهاء وروضا من حلاك مدبجا
أسوت بما بينت داء قلوبنا / كما كنت تأسو قبل أوسا وخزرجا
وكنت نبيا قبل آدم مرتجى / لتفتح باباً للهداية مرتجا
فجئت ورسم الرشد بالغي منهج / فأوضحت فيه للبرية منهجا
وشيدت أعلام الرشاد مجددا / وكنت كميا في الجهاد مدججا
وثقفت سهم الدين حتى أقمته / وقد كان ملوي المغامز أعوجا
فصبح وجه الحق أبلج ظاهرا / بنورك والبطلان أزور مخدجا
وأدخلك الرحمن بالصدق مدخلا / خرجنا به من دارة الشرك مخرجا
فيا خير من زم النياق لحجة / وألجم خيلا للجهاد وأسرجا
ومن إن أحاط الكرب بالناس كلهم / فعاذوا به ألفوه عنهم مفرجا
وإن صلي النار العصاة غدا غدا / لأمته من هوة النار مخرجا
أجرني فقد أصبحت في زمن له / عرام لأهل الحلم أصبح مزعجا
وقد أبلت السبعون برد شبيبتي / فأضحى بتكرار الأهلة منهجا
وعندي حاجات بها الله عالم / أبيت بها من كارث الهم محرجا
ولست أرى خلا معينا أبثه / شجوني فما أزداد إلا توهجا
وما لي في يومي غيرك مسعد / إذا القلب للخطب الفظيع تلجلجا
لأنك عند الله أنجح شافع / لدفع الملمات الشدائد ترتجى
عليك سلام الله ما أظلم الدجى / وما فلق الصبح المنير تبلجا
وعم به أصحبك الزهر ما سرى / إلى ربعك السامي مشوق وأدلجا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025