القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 6
يا حادي العيسَ بِسَلعٍ عَرَّجِ
يا حادي العيسَ بِسَلعٍ عَرَّجِ / وَقِف عَلى البانَةِ بِالمُدَرَّجِ
وَنادِهِم مُستَعطِفاً مُستَلطِفاً / يا سادَتي هَل عِندَكُم مِن فَرَجِ
بِرامَةٍ بَينَ النَقا وَحاجِرٍ / جارِيَةٌ مَقصورَةٌ في هَودَجِ
يا حُسنَها مِن طَفلَةٍ غُرَّتُها / تُضيءُ لِلطارِقِ مِثلَ السُرُجِ
لُؤلُؤَةٌ مَكنونَةٌ في صَدَفٍ / مِن شَعَرٍ مِثلِ سَوادِ السَبَجِ
لُؤلُؤَةٌ غَوّاصُها الفِكرُ فَما / تَنفَكُّ في أَغوارِ تِلكَ اللُجَجِ
يَحسَبُها ناظِرُها ظَبيَ نَقاً / مِن جيدِها وَحُسنِ ذاكَ الغَنَجِ
كَأَنَّها شَمسُ ضُحىً في حَمَلٍ / قاطِعَةٌ أَقصى مَعالي الدَرَجِ
إِن حَسَرَت بُرقُعَها أَو سَفَرَت / أَزرَت بِأَنوارِ الصَباحِ الأَبلَجِ
نادَيتُها بَينَ الحِمى وَرامَةٍ / مَن لِفَتىً حَلَّ بِسَلعٍ يَرتَجي
مَن لِفَتىً مُتَيَّهٍ في مَهمَهٍ / مُوَلَّهٍ مُدَلَّهِ العَقلِ شَجى
مَن لِفَتىً دَمعَتُهُ مُغرِقَةٌ / أَسكَرَهُ خَمرٌ بِذاكَ الفَلَجِ
مَن لِفَتىً زَفرَتُهُ مُحرِقَةٌ / تَيَّمَهُ جَمالُ ذاكَ البَلَجِ
قَد لَعِبَت أَيدي الهَوى بِقَلبِهِ / فَما عَلَيهِ في الَّذي مِن حَرَجِ
تاه الفؤادُ بذكر الله وابتهجا
تاه الفؤادُ بذكر الله وابتهجا / ولاحَ صبحُ الهدَى للعبد وابتلجا
وأسرجَ الله من أنوار حكمتِه / ومن معارفِه في قلبه سُرُجا
فظلَّ يفتحُ من أبوابِ رحمته / على خليقتِه ما كان قد رتجا
يا لابساً خِرقةَ التصوّفِ ما
يا لابساً خِرقةَ التصوّفِ ما / عليك فيما لبستَه حَرَجُ
إن كنتَ من عُصبةٍ منزَّهة / قد عرفوا ذاتُهم وما مرجوا
قاموا على عفَّةٍ ومسغبة / تهلكُ حتى أتاهم الفرجُ
تحصَّنوا بالعليِّ حين علوا / وخصهم بالشهودِ إذ عَرَجوا
فانظر إلى حالهم وحليتهم / وحصنِ تقديسه الذي ولجوا
وادخل من الموضع الذي دخلوا / تخرجْ بالحليةِ التي خرجوا
جميلٌ ولا يهوى جليّ ولا يرى
جميلٌ ولا يهوى جليّ ولا يرى / لقد حار فيه صاحبُ الفكر والحججْ
جنيتُ بمصحوبٍ على كل حالةٍ / تحيره الأمواجُ في هذه اللججْ
جرى معه الفكر الصحيح إلى مدى / فما غاب عن ثفٍّ ولا بلغ البثجْ
جميع النهى غرقى شهودٍ وفكرة / ففي عينه نفيُ العقولِ مع المهج
جمعتُ له ذاتي فلم تك غيره / فحِرت فما أدري ثوى فيّ أم خرج
جرى القدَر ُالمحتوم في كلِّ كائنٍ / بما هو فيه ما عليه به حرج
جزى الله عنا من يجازي مسيئنا / على سوءه حسناً فأصبح يبتهج
جزاءً وِفاقاً لا اتفاقاً وإنهم / يقولون بالتوحيدِ والأمر مزدوج
جنينا عليه بالقبول فأمرنا / مَريجٌ فعينُ الكون تبدو إذا مَرَج
جماعٌ بأنثى قيل فيها طبيعة / تولَّد منه كل ما دبَّ أو درج
إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا / نصبر فإنَّ انتهاءَ الضيقِ ينفرجُ
بذاك خالقنا الرحمن عوَّدنا / في كلِّ ضيقٍ له قد شاءه فرج
ألا ترى الأرض عن أزهارها انفرجت / كما السماء لها في ذاتها فرجُ
والكون علو وسفل ليس غيرهما / والأمر بينهما بالنص مندرج
وكلُّ شيء من الكوان نعلمه / موحدا هو في القرآن مزدوجُ
حتى الوجود الذي إلينا مرجعنا / بما له من صفاتِ الكون يزدوج
فليس يوجد فرد ليس يشفعه / شي سوى مَن له التقسيمُ والدرج
ذاك الإله الذي لاشيء يشبهه / من خلقه فبه الإصباح تتبلج
وهو العزيز فلا مثلٌ يعلدله / وإنما بمتاب العبدِ يبتهج
فكيف من هو محتاجٌ ومفتقرٌ / إلى أمورٍ بنا إن لم يكن حرج
فلا يصح على الإطلاق أنَّ لنا / حكمَ الغنى ولهذا فيه يندرج
الحبُّ شاهد عدلٍ في قضيتنا / إذا الخلائق فيما قلته مرجوا
هم المصابيحُ في الظلماء إن ولجوا / كما هم العمى إنْ زالوا وإن خرجوا
سبحانه وتعالى أنْ يحيطَ به / علماً عقولٌ لمّا في ذاته دلجوا
أما تراها على الأعقاب ناكصة / لما رأت فنيت في ذلك المهج
فليس يدركُ مجهولٌ حقيقته / وفيه خلفٌ لأقوام لهم حجج
لو أنهم نظروا في حسنِ صورته / قالوا به قرنٌ قالوا به فلج
قالوا بعينيه في إبصاره وَطَف / قالوا به كحلٌ قالوا به دَعَجُ
فما أقاموا على حالٍ وما جمعوا / عليه في علمهم فيه وما درجوا
هذا مع الخلقِ كيف الحقُّ فاغتبروا / ما في بيوتهمُ من نوره سرج
إني اتخذتُ إلى ذي العرش معراجا
إني اتخذتُ إلى ذي العرش معراجا / فإن لي شرعة منه ومنهاجا
على لسانِ رسولٍ منه ألبسني / به المهيمنُ في إسرائه تاجا
إذا رأيت وفودَ الله قد وصلوا / يأتون دين الإله الحقِّ أفواجا
فاستغفر الله واطلب عفوه كرماً / وكن فقيراً إلى الرحمن محتاجا
معاشر الناس إنَّ الله أنبتكم / من أرضه نطفا في النشىء أمشاجا
وثم أولجكم لما أماتكمُ / فيها لأمر أرادَ الحقَّ إيلاجا
وقد علمت بأنَّ الله يخرجكم / بعد المماتِ من الجداثِ إخراجا
من بعد إنزاله من أجل نشأتكم / ماء كمثلِ منيّ الناسِ ثجّاجا
وصيَّر الناسَ اقساما منوَّعة / ثلاثة في كتابِ الله أزواجا
لو أنَّ ما عندنا من علمِ صانعنا / يكون في رهجِ السواق ما راجا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025