المجموع : 4
نَأَت بِصَدوفَ عَنكَ نَوىً عَنوجُ
نَأَت بِصَدوفَ عَنكَ نَوىً عَنوجُ / وَجُنَّ بِذِكرِها القَلبُ اللَجوجُ
غَداةَ غَدَت حُمولُهُمُ وَفيهِم / ضَحا شَخصٌ إِلى قَلبي يَهيجُ
سَكَنَّ الغَورَ مَربَعَهُنَّ حَتّى / رَأَينَ الأَرضَ قَد جَعَلَت تَهيجُ
وَصِفنَ بِهِ فَقُلنَ لَنا بِنَجدٍ / مِنَ الحَرِّ الَّذي نَلقى فُروجُ
فَعالَينَ الحُمولَ عَلى نَواجٍ / عَلائِفَ لَم تُلَوِّحها المُروجُ
غَدَونَ فَقُلنَ أَعواءٌ مَقيلٌ / لَكُم فَاِنحوا لِذاكَ وَلا تَعوجوا
وَرُحنَ فَبِتنَ فَوقَ البِئرِ حَتّى / بَدا لِلناظِرِ الصُبحُ البَليجُ
كَأَنَّهُمُ عَلى البَوباةِ نَخلٌ / أُمِرَّ لَها بِذي صَعبٍ خَليجُ
فَما يَدري المُخَبِّرُ أَيَّ جِزعٍ / مِنَ الأَجزاعِ يَمَّمَتِ الحُدوجُ
أَومَت بِعَينَيها مِنَ الهَودَجِ
أَومَت بِعَينَيها مِنَ الهَودَجِ / لَولاكَ في ذا العامِ لَم أَحجُجِ
أَنتَ إِلى مَكَّةَ أَخرَجتَني / وَلَو تَرَكتَ الحَجَّ لَم أَخرُجِ
يا رَبَّةَ البَغلَةِ الشَهباءِ هَل لَكُمُ
يا رَبَّةَ البَغلَةِ الشَهباءِ هَل لَكُمُ / أَن تَرحَمي عُمَراً لا تَرهَقي حَرَجا
قالَت بِدائِكَ مُت أَو عِش تُعالِجُهُ / فَما نَرى لَكَ فيما عِندَنا فَرَجا
قَد كُنتَ حَمَّلتَني غَيظاً أُعالِجُهُ / فَإِن تُقِدني فَقَد عَنَّيتَني حَجَجا
حَتّى لَوَ اِسطيعُ مِمّا قَد فَعَلتَ بِنا / أَكَلتُ لَحمَكَ مِن غَيظي وَما نَضَجا
فَقُلتُ لا وَالَّذي حَجَّ الحَجيجُ لَهُ / ما مَجَّ حُبُّكِ مِن قَلبي وَلا نَهَجا
وَما رَأى القَلبُ مِن شَيءٍ يُسِرُّ بِهِ / مُذ بانَ مَنزِلُكُم مِنّا وَما ثَلِجا
كَالشَمسِ صورَتُها غَرّاءُ واضِحَةٌ / تُعشي إِذا بَرَزَت مِن حُسنِها السُرُجا
ضَنَّت بِنائِلِها عَنّا فَقَد تَرَكَت / مِن غَيرِ ذَنبٍ أَبا الخَطّابِ مُختَلَجا
نَعَقَ الغُرابُ بِبَينِ ذاتِ الدُملُجِ
نَعَقَ الغُرابُ بِبَينِ ذاتِ الدُملُجِ / لَيتَ الغُرابَ بِبَينِها لَم يَزعَجِ
نَعَقَ الغُرابُ وَدَقَّ عَظمَ جَناحِهِ / وَذَرَت بِهِ الأَرواحُ بَحرَ السَمهَجِ
ما زِلتُ أَتبَعُهُم لِأَسمَعَ حَدوَهُم / حَتّى دَخَلتُ عَلى رَبيبَةِ هَودَجِ
نَظَرَت إِلَيَّ رِئمٍ أَكحَلٍ / عَمداً وَرَدَّت عَنكَ دَعوَةَ عَوهَجِ
فَبَهَت بِدُرِّ حُلِيِّها وَوِشاحِها / وَبَريمِها وَسِوارِها فَالدُملُجِ
فَظَلِلتُ في أَمرِ الهَوى مُتَحَيِّراً / مِن حَرِّ نارٍ بِالحَشا مُتَوَهِّجِ
مَن ذا يَلومَني إِن بَكَيتُ صَبابَةً / أَو نُحتُ صَبّا بِالفُؤادِ المُنضَجِ
قالوا اِصطَبِر عَن حُبِّها مُتَعَمِّداً / لا تَهلِكَنَّ صَبابَةً أَو تَحرِجِ
كَيفَ اِصطِباري عَن فَتاةٍ طَفلَةٍ / بَيضاءَ في لَونٍ لَها ذي زِبرِجِ
نافَت عَلى العَذَقِ الرَطيبِ بِريقِها / وَعَلى الهِلالِ المُستَبينِ الأَبلَجِ
لَمّا تَعاظَمَ أَمرُ وَجدي في الهَوى / وَكَلِفتُ شَوقاً بِالغَزالِ الأَدعَجِ
فَسَرَيتُ في دَيجورِ لَيلٍ حِندِسٍ / مُتَنَجِّداً بِنِجادِ سَيفٍ أَعوَجِ
فَقَعَدتُ مُرتَقِباً أُلِمُّ بِبَيتِها / حَتّى وَلَجتُ بِهِ خَفِيَّ المَولَجِ
حَتّى دَخَلتُ عَلى الفَتاةِ وَإِنَّها / لَتَحُظُّ نَوماً مِثلَ نَومِ المُبهَجِ
وَإِذا أَبوها نائِمٌ وَعَبيدُهُ / مِن حَولِها مِثلُ الجِمالِ الهُرَّجِ
فَوَضَعتُ كَفّي عِندَ مَقطَعِ خَصرِها / فَتَنَفَّسَت نَفَساً فَلَم تَتَلَهَّجِ
فَلَزِمتُها فَلَثِمتُها فَتَفَزَّعَت / مِنّي وَقالَت مَن فَلَم أَتَلَجلَج
قالَت وَعَيشِ أَبي وَحُرمَةِ إِخوَتي / لَأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ إِن لَم تَخرُجِ
فَخَرَجتُ خَوفَ يَمينِها فَتَبَسَّمَت / فَعَلِمتُ أَنَّ يَمينِها لَم تَحرَجِ
فَتَناوَلَت رَأسي لِتَعلَمَ مَسَّهُ / بِمُخَضَّبِ الأَطرافِ غَيرَ مُشَنَّجِ
فَلَثَمتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها / شُربَ النَزيفِ بِبَردِ ماءِ الحَشرَجِ