المجموع : 8
الناسُ في الدينِ وَالدُنيا ذَوّ دَرَجِ
الناسُ في الدينِ وَالدُنيا ذَوّ دَرَجِ / وَالمالُ ما بَينَ مَوقوفٍ وَمُختَلِجِ
مَن عاشَ قَضّى كَثيراً مِن لُبانَتِهِ / وَلِلمَضايقِ أَبوابٌ مِنَ الفَرَجِ
مَن ضاقَ عَنكَ فَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ / في وَجهِ كُلِّ مَضيقٍ وَجهُ مُنفَرِجِ
قَد يُدرِكُ الراقِدُ الهادي بِرَقدَتِهِ / وَقَد يَخيبُ أَخو الرَوحاتِ وَالدَلَجِ
خَيرُ المَذاهِبِ في الحاجاتِ أَنجَحُها / وَأَضيَقُ الأَمرِ أَدناهُ مِنَ الفَرَجِ
لَقَد عَلِمتُ وَإِن قَصَّرتُ في عَمَلي / أَنَّ اِبنَ آدَمَ لا يَخلو مِنَ الحُجَجِ
أَنّى يَكونُ تَقِيّاً غَيرُ ذي حَرَجٍ / ما يَتَّقي اللَهَ إِلّا كُلُّ ذي حَرَجِ
لَيسَ يَرجو اللَهَ إِلّا خائِفٌ
لَيسَ يَرجو اللَهَ إِلّا خائِفٌ / مَن رَجا خافَ وَمَن خافَ رَجا
قَلَّما يَنجو امرُؤٌ مِن فِتنَةٍ / عَجَباً مِمَّن نَجى كَيفَ نَجا
تَرغَبُ النَفسُ إِذا رَغَّبتَها / وَإِذا زَجَّيتَ بِالشَيءِ زَجا
اِسلُك مِنَ الطُرُقِ المَناهِج
اِسلُك مِنَ الطُرُقِ المَناهِج / وَاصبِر وَإِن حُمِّلتَ لاعِج
وَانبِذ هُمومَكَ أَن تَضي / قَ بِها فَإِنَّ لَها مَخارِج
وَاقضِ الحَوائِجَ ما استَطَع / تَ وَكُن لِهَمِّ أَخيكَ فارِج
فَلَخَيرُ أَيّامِ الفَتى / يَومٌ قَضى فيهِ الحَوائِج
ذَهَبَ الحِرصُ بِأَصحابِ الدُلَج
ذَهَبَ الحِرصُ بِأَصحابِ الدُلَج / فَهُمُ في غَمرَةٍ ذاتِ لُجَج
لَيسَ كُلُّ الخَيرِ يَأتي عاجِلاً / إِنَّما الخَيرُ حُظوظٌ وَدَرَج
لا يَزالُ المَرءُ ما عاشَ لَهُ / حاجَةٌ في الصَدرِ دَأباً تَعتَلِج
رُبَّ أَمرٍ قَد تَضايَقتَ بِهِ / ثُمَّ يَأتي اللَهُ مِنهُ بِالفَرَج
خَليلَيَّ إِنَّ الهَمَّ قَد يَتَفَرَّجُ
خَليلَيَّ إِنَّ الهَمَّ قَد يَتَفَرَّجُ / وَمَن كانَ يَبغي الحَقَّ فَالحَقُّ أَبلَجُ
وَذو الحَقَّ لا يَرتابُ وَالعَدلُ قائِمٌ / عَلى طُرُقاتِ الهَقِّ وَالشَرُّ أَعوَجُ
وَأَخلاقُ ذي التَقوى وَذي البِرِّ في الدُجى / لَهُنَّ سِراجٌ بَينَ عَينَيهِ مُسرَجُ
وَنِيّاتُ أَهلِ الصِدقِ بيضٌ نَقِيَّةٌ / وَأَلسُنُ أَهلِ الصِدقِ لا تَتَلَجلَجُ
وَلَيسَ لِمَخلوقٍ عَلى اللَهِ حُجَّةٌ / وَلَيسَ لَهُ مِن حُجَّةِ اللَهِ مَخرَجُ
لَقَد دَرَجَت مِنّا قُرونٌ كَثيرَةٌ / وَنَحنُ سَنَمضي بَعدَهُنَّ وَنَدرُجُ
رُوَيدَكَ يا ذا القَصرِ في شُرُفاتِهِ / فَإِنَّكَ عَنها تُستَخَفُّ وَتُزعَجُ
وَإِنَّكَ عَمّا اختَرتَهُ لَمُبَعَّدٌ / وَإِنَّكَ مِمّا في يَدَيكَ لَمُخرَجُ
أَلا رُبَّ ذي طِمرٍ غَدا في كَرامَةٍ / وَمِلكٍ بِتيجانِ الخُلودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا لَدَيَّ نَفيسَةٌ / وَإِن زَخرَفَ الغاوُونَ فيها وَزَبرَجوا
وَإِن كانَتِ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً / فَإِنّي إِلى حَظّي مِنَ الدينِ أَحوَجُ
تَخَفَّف مِنَ الدُنيا لَعَلَّكَ أَن تَنجو
تَخَفَّف مِنَ الدُنيا لَعَلَّكَ أَن تَنجو / فَفي البِرِّ وَالتَقوى لَكَ المَسلَكُ النَهجُ
رَأَيتُ خَرابَ الدارِ يَحكيهِ لَهوَها / إِذا اجتَمَعَ المِزمارُ وَالعودُ وَالصَنجُ
أَلا أَيُّها المَغرورُ هَل لَكَ حُجَّةٌ / فَأَنتَ بِها يَومَ القِيامَةِ مُحتَجُّ
تَدَبَّر صُروفَ الحادِثاتِ فَإِنَّها / بِقَلبِكَ مِنها كُلَّ آوِنَةٍ سَحجُ
وَلا تَحسَبِ الحالاتِ تَبقى لِأَهلِها / فَقَد تَستَقيمُ الحالُ طَوراً وَتَعوَجُّ
مَنِ استَطرَفَ الشَيءَ استَلَذَّ اطِّرافَهُ / وَمَن مَلَّ شَيئاً كانَ فيهِ لَهُ مَجُّ
إِذا لَجَّ أَهلُ اللُؤمِ طاشَت عُقولُهُم / كَذاكَ لَجاجاتُ اللِئامِ إِذا لَجّوا
تَبارَكَ مَن لَم تَشفِ إِلّا بِهِ الرُقى / وَلَم يَأتَلِف إِلّا بِهِ النارُ وَالثَلجُ
اللَهُ أَكرَمُ مَن يُناجى
اللَهُ أَكرَمُ مَن يُناجى / وَالمَرءُ إِن داجَيتَ داجى
وَالمَرءُ لَيسَ بِمُعظِمٍ / شَيئاً يُقَضّي مِنهُ حاجا
كَدَرُ الصَفاءِ مِنَ الصَدي / قِ فَما تَرى إِلّا مِزاجا
وَإِذا الأُمورُ تَزاوَجَت / فَالصَبرُ أَكرَمُها نِتاجا
وَالصِدقُ يَعقِدُ فَوقَ رَأ / سِ حَليفِهِ لِلبِرِّ تاجا
وَالصِدقُ يَثقُبُ زَندُهُ / في كُلِّ ناحِيَةٍ سِراجا
وَلَرُبَّما صَدَعَ الصَفا / وَلَرُبَّما شَعَبَ الزُجاجا
يَأبى المُعَلَّقُ بِالهَوى / إِلّا رَواحاً وَادِّلاجا
اِرفُق فَعُمرُكَ عودُ ذي / أَوَدٍ رَأَيتُ لَهُ اعوِجاجا
وَالمَوتُ يَختَلِجُ النُفو / سَ وَإِن سَهَت عَنهُ اختِلاجا
اِجعَل مُعَرَّجَكَ التَكَرُّ / مَ ما وَجَدتَ لَهُ انعِراجا
يا رُبَّ بَرقٍ شِمتُهُ / عادَت مَخيلَتُهُ عَجاجا
وَلَرُبَّ عَذبٍ صارَ بَع / دَ عُذوبَةٍ مِلحاً أُجاجا
وَلَرُبَّ أَخلاقٍ حِسا / نٍ عُدنَ أَخلاقاً سِماجا
هَوِّن عَلَيكَ مَضايِقَ الد / ُنيا تَعُد سُبُلاً فِجاجا
لا تَضجَرَنَّ لِضيقَةٍ / يَوماً فَإِنَّ لَها انفِراجا
مَن عاجَ مِن شَيءٍ إِلى / شَيءٍ فَإِنَّ لَهُ مَعاجا
خَليلَيَّ إِنَّ الهَمَّ قَد يَتَفَرَّجُ
خَليلَيَّ إِنَّ الهَمَّ قَد يَتَفَرَّجُ / وَمَن كانَ يَبغي الحَقَّ فَالحَقُّ أَبلَجُ
وَذو الغِشِّ مَرهوبٌ وَذو النُصحِ آمِنٌ / وَذو الطَيشِ مَدحوضٌ وَذو الحَقِّ يَفلُجُ
وَذو الصِدقِ لا يَرتابُ وَالعَدلُ قائِمٌ / عَلى طُرُقاتِ الحَقِّ وَالجَورُ أَعوَجُ
وَأَخلاقُ ذي التَقوى وَذي البِرِّ في الدُجى / لَهُنَّ سِراجٌ بَينَ عَينَيهِ يُسرَجُ
وَلَذّاتُ أَهلِ الفَضلِ بيضٌ نَقِيَّةٌ / وَأَلسُنُ أَهلِ الصِدقِ لا تَتَلَجلَجُ
وَلَيسَ بِمَخلوقٍ عَلى اللَهِ حُجَّةٌ / وَلَيسَ لَهُ مِن حُجَّةِ اللَهِ مَخرَجُ
أَلا دَحَرَت مِنّا قُرونٌ كَثيرَةٌ / وَنَحنُ سَنَمضي بَعدَهُنَّ وَنَدرُجُ
أَلا إِنَّ أَملاكاً سَمَت وَتَبَهَّجَت / وَلَكِنَّها بادَت وَبادَ التَبَهُّجُ
أَلا غَرَّتِ الدُنيا رِجالاً عَهِدتَهُم / أَلا رُبَّما راحوا عَلَيها وَأَدلَجوا
رُوَيدَكَ يا ذا القَصرِ في شُرُفاتِهِ / فَإِنَّكَ عَنهُ تُستَحَثُّ وَتُزعَجُ
وَإِنَّكَ عَمّا اختَرتَهُ لَمُزَحلَقٌ / وَإِنَّكَ عَمّا في يَدَيكَ مُخَرَّجُ
تَذَكَّر وَلا تَنسَ المَعادَ وَلا تَكُن / كَأَنَّكَ مُخلاً لِلمَلاعِبِ مُمرَجُ
وَلا تَنسَ إِذ أَنتَ المُوَلوَلُ حَولَهُ / وَنَفسُكَ مِن بَينِ الجَوانِحِ تَخرُجُ
وَلا تَنسَ إِذ أَنتَ المُسَجّى بِثَوبِهِ / وَإِذ أَنتَ في كَربِ السِياقِ تُحَشرِجُ
وَلا تَنسَ إِذ أَنتَ المُعَزّى قَريبُهُ / وَإِذ أَنتَ في بيضٍ مِنَ الرَيطِ مُدرَجُ
وَلا تَنسَ إِذ يَهديكَ قَومٌ إِلى الثَرى / إِذا ما هَدَوكاهُ انثَنَوا لَم يُعَرِّجوا
وَلا تَنسَ إِذ قَبرٌ وَإِذ مِن تُرابِهِ / عَلَيكَ بِهِ رَدمٌ وَلِبنٌ مُشَرَّجُ
وَلا تَنسَ إِذ بَينٌ بَعيدٌ وَإِذ أَدا / لَهُ سَبَبٌ لِلصَرمِ دونَكَ مُدمِجُ
وَلا تَنسَ إِذ تُكسى غَداً مِنكَ وَحشَةٌ / مَجالِسُ فيهِنَّ العَناكِبُ تَنسِجُ
لا بُدَّ مِن بَيتِ انقِطاعٍ وَوَحدَةٍ / وَإِن سَرَّكَ البَيتُ العَتيقُ المُدَبَّجُ
وَلِلغِيِّ أَحياناً سَبيلٌ مُشَبَّهٌ / وَلَكِن سَبيلُ الرُشدِ أَهدى وَأَبهَجُ
وَإِنَّ القُلوبَ لَو تَوَخَّت يَقينَها / لَتَصفو عَلى روحِ الحَياةِ وَتَثلُجُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الجِدَّ يَبرُقُ صَفُّهُ / وَإِن كانَ أَحياناً بِهِ الهَزلُ يُمزَجُ
أَلا رُبَّ ذي طِمرٍ غَدا في كَرامَةٍ / وَمَلكٍ بِتيجانِ الهَوانِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ إِقامَةٍ / وَإِن زَبَّرَ الغاوُونَ فيها وَزَبرَجوا
وَكَم خامِدٍ تُخفيهِ ضَغطَةُ حُفرَةٍ / وَقَد كانَ في الدُنيا يَصيحُ وَيُرهِجُ
إِذا ما قَضى لَهُ امرِئٍ فَكَأَنَّهُ / تَحَسُّفُ زَهرٍ أَو كِتابٌ يُمَجمَجُ