المجموع : 12
نظرت إِلَيها وَهيَ بَيضاء تبهجُ
نظرت إِلَيها وَهيَ بَيضاء تبهجُ / بخدٍّ به ماء الصِّبا يَتموَّجُ
وفرع غُدافيّ يزين سواده / جبين وقاه اللَه كالحق أبلج
نظرت اليها وَهيَ تعطو كأَنَّها / غَزال بمخضلٍّ من الروض يمرج
عَلى صدرها نهدان قاما أَمامها / وَمن خلفها أَردافها تترجرج
وَتحسب ماسَ القرط نار حباحب / عَلى متلع من جيدها تَتَوَهَّج
ولا صبر حتى يمسك القرط رجفة / بآذانها أو قلبي المتهيج
وَقَد خرجت من دارها للبانة / فأَحسست منها أَن روحي تخرج
مشت وَمَشى قَلبي المُتَيم خلفها / يقبِّل آثار الخطى حيث تنهج
لها وهي أدرى العالمين بحالتي / هوى في فؤادي ناره تتأجَّج
أريد إذا قابَلتها لأبثها / غَرامي بها لكنني أَتلجلج
تمنيت يا لَيلى وَهَل تنفَع المنى / لَو اَنَّ حياتي في حَياتك تمزج
فنحيا جميعاً في بُلهنيةٍ ولا / رقيبٌ علينا يستفزُّ ويزعج
لست أَدري وَلا الطَبيعة تَدري
لست أَدري وَلا الطَبيعة تَدري / كَيفَ أَبدَت أُمُّ الحَياةِ نتاجا
كَيفَ حازَ الإنسان حذقاً وَنُطقاً / بعد أن كانَ نطفة أَمشاجا
هي الوغى فَلِنَنْظُرْ من يَموت بها
هي الوغى فَلِنَنْظُرْ من يَموت بها / وَمن هنالك من نيرانها ناجي
البَر من وثبان للصفوف به / كالبحر يضرب أَمواجاً بأمواج
وَإِذا الامر ضاقَ يوماً تمطّى
وَإِذا الامر ضاقَ يوماً تمطّى / طالباً بعد الضيق فيه اِنفراجا
وإذا سيم الشعب يوماً هواناً / فَهو يبدي عَلى المهين اِحتجاجا
أمة تكسر الرتاج إذا ما / وَجدت دون ما تريد رتاجا
وإذا لم تُقرن بعلمٍ بَناتُ ال / عَقل منا لَم تأَتِ يوماً نتاجا
قد تقدمنا برهة ثم إنا / قد رجعنا وَراءَنا أَدراجا
وإذا الحق لم يصن لذويه
وإذا الحق لم يصن لذويه / أخذ القوم يحدثون هياجا
إن للشعب والسياسة طب / مثلما للأفراد منه مزاجا
نفديك من كوكب للرشد وهّاجِ
نفديك من كوكب للرشد وهّاجِ / نَمشي على ضوئه في ليلنا الداجي
بالاتحاد اعتصم إن كنت معتصماً / فإنه للترقي خير منهاج
إن الَّذي أخذت عينى تشاهده / قد أبهج النفس منى أي إبهاج
أرى العدالة يا قَلبي الكَئيب وفت / بوعدها وهي كل السؤل والحاج
أشر عليّ وقل من أين ألثمها / أَمن ترائبها أم طرفها الساجي
هي الحَبيبة تحمي اليوم حوزتها / من التعرض أيدي حزبها الناجي
من كل أروع لا يَخشى منيته / وخائض لغمار الهول ولّاج
لَولا بقية آمال تعللني / لطال في اليأس تأويبي وإدلاجي
حسناء ترفل في ثوب يجللها / وذلك الثوب من خز وديباج
مشت من البهو والأحرار تتبعها / إلى الحديقة فوجاً بعد أفواج
حزب على خلفة الأديان متحد / كأَنه لم يكن قبلاً بأمشاج
معشوقتي عن هَواها لست منصرفاً / وإن فروا بسيوف الغدر أوداجي
وقفت والعين تَبكي من مسرتها / أمام شعب من الإفراج عجّاج
أمام بحر من الأفكار مضطرب / أَمام جيش من الأصوات رجراج
إن الشعوب إذا هاجَت عواطفها / كالبحر يضرب أمواجاً بأمواج
يا قوم إنكم نِلتم مطالبكم / فأفرجوا عن طريقي بعض إفراجِ
أو اسمحوا بسكوت كي أخاطبكم / أو انصرفت كما قد جئت أدراجي
قالوا تكلم وساد الصمت بينهم / فقلت أنصح والإخلاص منهاجي
العلم يا ناس لا تنسَوا تدارسه / فإنه للمعالي خير معراج
لا أطفأَ اللَه نوراً كان منتمياً / إلى سراج من العرفان وهَّاج
والعدل حيطة من قد كان ذا سعةٍ / وعون كل فقير الحال محتاج
والظلم مفسدة ماحل في بلدٍ / إلا وأزعج فيه أي إزعاج
قد أُعلنت للورى حرية فمضى / زمان سخرة ذي أمر وقرباج
وأُطلقت كل نفس من أسارتها / هذا الذي كان يرجو نيله الراجي
فقال في وصفها شعري يؤرخها / تحرر الناس من أسر وأحواج
قَد قَضى باستقلاله الشعب حاجا
قَد قَضى باستقلاله الشعب حاجا / فهو اليوم جاءَ يُبدي ابتهاجا
جاعلاً يومه من الدهر عيداً / ومن العيد للعلى معراجا
إن يوماً فيه استقل ليوم / كان فيه هتافه عجاجا
إنها نهضة العروبة جمعا / ء إلى ما ترى إليه احتياجا
أَخرجتها من حمأة الذل أَيد / قادرات لهاشم إخراجا
أَمطرتنا من بعد محل طويل / ديمة كان ماؤُها ثجّاجا
فاِكتَسى حكم الذات رأساً وصدراً / بعد أَن كان نطفة أَمشاجا
هتف الناس اليوم للعيد طراً / وَبَدا القطر مائجاً رجراجا
أَدرك الشعب ماله من حقوق / بعد أَن خاضَ للحقوق العجاجا
وَعَسى أَن أَعيش حتى أَرى في / وطني ما يزيد قَلبي اِبتهاجا
نحن عن تلك الغرا
نحن عن تلك الغرا / نيق عميٌ في دجى
أترى أن الشفا / عات منها ترتجى
من رام يثبت صدق الدين بالحجج
من رام يثبت صدق الدين بالحجج / جنى على العلم والأسماع والمهج
هي الحقيقة فاسمعها علانية / من شاعر عربي غير ذي عوج
لم تكن هذه الحياة سوى حر
لم تكن هذه الحياة سوى حر / ب عوان تخوضها الأفواج
ان شر الحروب في كل عصر / هو مالا يثور فيه العجاج
ليس يجدي الأرض التي لم يصل / ها النور توا على السماء احتجاج
انما بين الشعب والعلم والش / شِعر اذا صحت نهضة اوشاج
ما عجيج القريض ان ضيم بدع / أي بحر ما ان له امواج
سارسل من شعر على البعد واهج
سارسل من شعر على البعد واهج / عليك لتخزى ما رجا بعد مارج
تخذت سلاح الزور للطعن عدة / ولم تفتكر فيما له من نتائج
فالقيت منك النفس لا عن روية / بهاوية ليست بذات مخارج
وانك في جعل التجسس مهنة / سلكت إلى الغايات شر المناهج
أغرك ان الكذب اصبح سوقه / يروج وان الصدق ليس برائج
انا في خضم ثائر عجّاج
انا في خضم ثائر عجّاج / والليل مسود الجوانب داج
ليل وزوبعة وبحر زاخر / تعلوه امواج فهل انا ناج
اني التفت فلا ارى شيئا سوى / بحر به الامواج كالابراج
اني وان كنت الجريئى فؤاده / لا خاف شرّة هذه الامواج
ادلجت فيه وهو يرغو هائجا / فذممت بعد توغلي ادلاجي
واذا ركبت البحر فانظر اولا / ان لا يكون البحر بالمهتاج
كيف النجاة وقد تحطم زورقي / من صخرة نتأت مع الاثباج
وسبحت حتى كل مني ساعدي / ادعو الاله واتقي واناجي
انا عندما ارسلت فيه زورقي / ما كان هذا السبح في منهاجي
وكأنما انا نملة في زاخر / وكأنه من زئبق رجراج
لو كنت ادري ما الاقيه به / لرجعت قبل توغلي ادراجي
واذا نجوت فسوف اقطع كل ما / بيني وبين البحر من اوشاج
اما باهداب الحياة تعلق / فلانني لم اقض منها حاجي