هل الهَمُّ إلا كُربةٌ ثُمَّ تُفْرَجُ
هل الهَمُّ إلا كُربةٌ ثُمَّ تُفْرَجُ / لها مُعقِبٌ تحدى إليه وتُزعَجَ
هل الدهرُ إلا غمرةٌ ثم تَنْجَلي / وَشِيكاً وإلا ضِيقةٌ تتفَرَّجُ
وما الدَّهرُ إِلا عائدٌ مثلُ سالفٍ / وما العَيْشُ إلا جِدَّةٌ ثم تُنهِجُ
وكيف أَشيمُ البرقَ والبرقُ خُلَّبٌ / ويُطْمِعُني رَيْعانُه المتبلِّجُ
وكيف أُديمُ الصبرَ لا بي ضَراعَةٌ / ولا الرِّزْقُ مَحْظورٌ ولا أَنا مُحْرَجُ
ألا رُبَّما كانَ التَّصَبُّرُ ذِلَّةً / وأَدنى إِلى الحالِ التي هي أسْمَجُ
وهل يحملُ الهمَّ الفتى وهو ضامِنٌ / سُرى الليل رَحّالُ العَشِيّاتِ مُدلجُ
ولا صبرَ ما أعدى على الدهرِ مطلبٌ / وأمكنَ إدلاجٌ وأَصحر مَنهَجُ
أبى ليَ إغضاءَ الجفونِ على القَذى / يَقِينِيَ أَنْ لا عُسْرَ إلّا سيُفرَجُ
أخططُ في ظهرِ الحصير كأنني / أسيرٌ يخاف القتلَ والهمّ يُفرَجُ
لئن كنتُ محتاجاً إِلى الحِلم إنني / إِلى الجَهلِ في بعضِ الأَحايينِ أحوَجُ
ولي فَرَسٌ للحِلْمِ بالحِلمِ مُلجَمٌ / ولي فَرَسٌ للجهلِ بالجَهلِ مُسرَجُ
فَمَن شاءَ تَقْويمي فإِنّي مُقوَّمٌ / ومَن رامَ تعويجي فإِنّي مُعَوَّجُ
وما كنت أرضى الجهلَ خِدناً وصاحِباً / ولكنَّني أرضى بهِ حينَ أُحرَجُ
ألا رُبَّما ضاقَ الفَضاءُ بأهلهِ / وأَمْكَنَ مِنْ بَينِ الأَسِنَّةِ مَخرَجُ
وقد يُركَبُ الخَطْبُ الذي هو قاتِلٌ / إِذا لم يَكُنْ إِلّا عَلَيهِ مُعَرَّجُ
وإنْ قالَ بَعضُ النّاسِ فيهِ سَماجةٌ / فقد صَدَقُوا والذُّلُ بالحُرِّ أَسمَجُ