يا دارَ أَسماءَ قَد أَقوت بِأَنشاجِ
يا دارَ أَسماءَ قَد أَقوت بِأَنشاجِ / كَالوَشمِ أَو كَإِمامِ الكاتِبِ الهاجي
فَكَلُّ أَمعَزَ مِنها غَير ذي وَحَجٍ / وَكلّ دارة هَجلٍ ذاتِ أَوحاجِ
أَودى بِها كُلُّ رَجّافِ الضّحى هَزِمٍ / وَعاصِفٍ لِنُخالِ التُربِ نَسّاجِ
فَما يَبينُ بِها إِلّا مَعارِفُها / كَالحبرِ في زُبُرٍ لَيسَت بِأَمحاجِ
وَقَد تُلاقي بِها أَسماءُ مسقَبةً / وَالدَهرُ في جِدَّة مِنهُ وَإبهاجِ
إِنّي عَناني وُدادٌ بَينَنا نَشِب / بِلا قَضاءِ لُباناتِ وَلا حاجِ
أَيّامَ أَسماءُ رُعبوبٌ خَدلّجةٌ / كَصعدة الغابِ في نَجلٍ وَإِدراجِ
مِن السِمانِ الخِماصِ الغيدِ مالِئة / لِلعَينِ في طُرَّةٍ كَالشَمسِ مِنهاجِ
وَشربةٍ مِن شَرابٍ غَيرِ ذي نَفَسٍ / في صرةٍ مِن نجومِ القيظِ وَهّاجِ
سَقَيتُها صادِياً تَهوي مَسامِعُهُ / قَد ظَنَّ أَن لَيسَ مِن أَصحابِهِ ناجِ
إِذ الشَبابُ بِها وَالحُسنُ في نَهَرٍ / مِنَ المَعيشَةِ حُلو الطَعم ثَجّاجِ
تَقاوَدَت غَمَماً حَتّى إِذا رَضيَت / طالَت عَلَيهِنَّ طولاً غيرَ مجماجِ
تَعمى المَداري في جَون غَدائِره / وَحفُ النَباتِ لدُهنِ البانِ مجّاجِ
وَالعَينُ وَالجيدُ مِن ظَبي أَعارَهُما / أَسماءَ رِئمٌ أَلوف الظلِّ مِخراجِ
تَفتَرُّ عَن أُقحُوانٍ صُبحَ سارِيَةٍ / أَضحى بِرابِيَةٍ فَيحاءَ مِئراجِ
كَأَنَّ ريقَتَها بَعد الكَرى اِغتَبَقَت / ماءَ العَناقيدِ مَمزوجاً بِأَثلاجِ
أَسماءُ ذلِكَ ما أَسماءُ جانِبُها / عَن الدَنِيِّ بِأَغلاقٍ وَأَشراجِ
تَنفي اللِثامَ عَلى ما في اللِثام كَما / يَنفي الزُيوفَ عَزيزٌ عاقِدُ التاجِ
سَقياً لِأَسماءَ وَاِخضَرَّت مَراتِعُها / وَيل اِمّها غُنمُ ذي وَفر وَمُحتاجِ
عَلى نَوى مِن نَواها لا يُلائِمُنا / وَالنَوءُ يُخلفُ مِنها بَعد إِبلاجِ
يا صاحِبَيَّ اِنظُرا هَل تُؤنِسان لَنا / بَين العَقيقِ وَأَوطاسٍ مِنَ اِحداجِ
غَدَونَ مِن حُجبِ الجَونَين أَو حُقبٍ / عَلى عَناجيج أَمثالٍ كَالابراجِ
أَسماءُ بانَت وَلَم تُنجِز مَواعِدَها / وَلم تُنِلكَ مَواعيداً مِنَ اِعناجِ
فَسَلِّ أَسبابَ شَوقٍ مِن مَوَدَّتها / بِباقِلِ النابِ كَالقرقورِ وَسّاجِ
جَمُّ المَقَذِّ أَسيل الخَطم متَّسقٌ / مُحتَجِبٌ جانِباهُ غَيرُ مِدراجِ
لاعٍ يَكادُ خَفيضُ النَقرِ يُفرِطُهُ / مُستَربعٍ لِسُرى الموماةِ هَيّاجِ
يُرضيكَ عَفواً فَإِن رَفَّعتَ هزَّته / رفَّعتَ مِن رِبَذِ التَبغيلِ هِملاجِ
عَلى مَراديَ سَمحاتٍ أَنِفنَ بِهِ / وَجُؤجُؤٍ مائِرِ الضَبعَينِ مَوّاجِ
مُقارِبٌ حينَ يَحزَوزي عَلى جَدَدٍ / رسلٍ بِمُعتَلِجاتِ الرَملِ غَوّاجِ
يولي الشَليل وَما مَسَّت وَليّتهُ / مُوثَّقاً ذا كَراديسٍ وَأَثباجِ
كَأَنَّما الرَحلُ مِنهُ فَوق مُبتَقِلٍ / مُكدِّحٍ علجانَ اللَيلِ مَعّاجِ
يُصَدِّعُ العُونَ أَندابُ العُلوجِ بِهِ / قَضى الرَبيع بِتعداءٍ وَتَشحاجِ
شَدَّت مُنازَلَةُ الأَقرانِ مِرَّتَهُ / وَحَوز ما حازَ من فَذّ وَأَفواجِ
فَاِقوَرَّ لاحِقُهُ قبّاً أَياطِلُهُ / خاظي الخَصائِلِ نَهدٌ غَيرُ مجماجِ
ظَلَّ بِدَوٍّ مِنَ الرَنقاءِ يَلفَحُهُ / نَفحُ السَمومِ وَإلفَيهِ بِأَلفاجِ
يَعصِبنَ أَلمى قَضيفاً مِن تَناصُبِها / في يَومِ نَجمٍ مِنَ الجَوزاءِ وَهّاجِ
حَتّى إِذا حَلَّ شَرقِيٌّ عَساكِرَهُ / ما في قَوادِمِ سِقطَيه مِن اِفراجِ
وَقَد تَذَكَّرَ عِدّاً مِن أَباطِنِهِ / مُستَورِداً ذا عَلاجيمٍ وَدَرّاجِ
مِنَ الأَباطنِ أَسراهُ ذَوي هِزَمٍ / مَجَلجلٍ قَرِدِ الأَسناءِ نَشّاحِ
فَاِحتازَ بَيضاءَ مِثلَ السَحل مانِعَةً / ما تَحتَويهِ قَدِ اِعتَلَّت بِإِرتاجِ
قَد شَفَّها خُلُقٌ مِنهٌ وَقَد قَفِلت / عَلى مِلاحٍ كَلَونِ المِشق أَمشاجِ
كَأَنَّ صَوتَ حُداها وَالقَرينُ بِهِ / تَرجيعُ مُغتَرِبٍ نَشوانَ لَجلاجِ
نَعبُ الأَشاهيبِ فَالأَخبارُ مَجمَعُها / وَاللَيلُ ساقِطَهٌ أَرواقُهُ داجِ
حَتّى إِذا ما إِيالاتٌ جَرَت بُرحاً / وَقَد رَبَعنَ الشوى مِن ماطِر ماجِ
صَلاهُما هَزِجٌ هِزٌّ خَصائِلُهُ / سيما الجَوادِ عَلَيهِ الخانِف الناجي
كَأَنَّهُ وهُما لا يَثنيانِ لَهُ / أَعطافَ مُنكَفَتي هيجٍ وَإِمجاجِ
يامومُ صَحماء مُحمرّ مخدَّمُها / كَأَنَّما عُطِفتَ خَزّاً بِديباجِ
بانَت بِمَنزِلَةٍ هَولٍ عَلى حَذَرٍ / حَتّى الصَباحِ وَما هَمَّت بِإِدلاجِ
ثُمَّ اِغتَدَت وَغَدا نِزُّ مُلازِمها / إِصعادُهُ كَهَواهُ راهِبٌ راجي
يَرجو مَراتِعَهُ مِن عازِبٍ أَنِقٍ / آثارَ مُرتَجزٍ حَيرانَ لَجلاجِ
أَو خائِفٌ لَحِماً شاكاً بَراثِنهُ / كَأَنَّهُ قاطِمٌ وَقفَينِ مِن عاجِ
ما زِلنَ يَنسُبنَ وَهناً كُلَّ صادِقَةٍ / باتَت تُباشِرُ عُرماً غَيرَ أَزواجِ
حَتّى سَلَكنَ الشوى مِنهُنَّ في مَسكٍ / مِن نَسل جَوّابَةِ الآفاقِ مِهداجِ
يَنحازُ منهنَّ فيهِ أُمَّةٌ خُلِقَت / حُذّاً مُذَبَّحةٌ مِنها بِأَوداجِ
يَجزمنَهُ في قَنا جوفٍ عَلى أَفَدٍ / ثَنيٍ جَميعٍ نِهاجٍ غَيرِ أَفلاجِ
وَهُنَّ بِالعَينِ مِن ذي صارِخٍ لَجبٍ / هَولٍ وَنَوّاحةٍ بِالمَوتِ مِرجاجِ
شَدَّت مطا عَرَبِيّ غَيرِ ذي عُقَدٍ / مُقارِبٍ كَنَسا اليَعفورِ حِملاجِ
حَتّى إِذا ما قَضَينَ النَحبَ وَاِنصَرَفَت / أَبصارُهُنَّ عَلى طَخياءَ كَالساجِ
شاكَت رُغامَى قَذُوفِ الطَرف خائِفَة / هَول الجِنان نَزورٍ غَيرِ مِخداجِ
حَرّى مُوقَّعةٌ ماجَ البنانُ بِها / عَلى خِضَمٍّ يُسَقّى الماءَ عَجّاجِ
فَاِغتالَها الأَجَلُ الآتي فَأَسلَمَها / ناوي الحَياةِ عَلَيها غَير منعاجِ
مُقَلَّصٌ رَبِذُ الأَوصالِ شَيَّعَهُ / يَعبوبُ حائِلِ جَولٍ شَركِ أَعلاجِ
كَأَنَّهُ وَشَياطينُ المِراحِ بِهِ / قِدحٌ بِكَفّي مُلَقّى الفَوزِ فَلّاجِ