المجموع : 4
رَماني الزَّمانُ بِأَحداثِهِ
رَماني الزَّمانُ بِأَحداثِهِ / وَكُنتُ صَبوراً عَلى ما حَدَث
وَأَفنى الشَبابَ وَأَهلاً مَضَوا / وَما كُنتُ مِمَّن بِذاكَ اكتَرَث
وَمُنذُ عَيا بَصَري ضَعفُهُ / قَعَدتُ كَأَنّي رَهينُ الجَدَث
وَقَد كُنتُ مُستأنِساً ساكِناً / فقَد صرتُ مُستَوحِشاً ذا عَبث
إِذا رُمتُ انظر في مُهرَقٍ / تَغَشّى سَنا ناظِريَّ الشَعَث
وَإِن أَنا أَبعَثُ ذهني لَهُ / لِفكرٍ أراهُ إِذن ما انبَعَث
وَمَن كانَ في العلمِ ذا شِبَعٍ / فَإِني إِلى فَقرِهِ ذو غَرَث
يَزينُ الفَتى عِلمُهُ مِثلَما / يزينُ الفَتاةَ الحُلى وَالرُعُث
وَإِن كانَ قَلبي قَريحاً فَلي / لِسانٌ بِحَمدِ إلَهي نَفَث
أَجَلتُ لِحاظي في الرِياضِ الرَمائثِ
أَجَلتُ لِحاظي في الرِياضِ الرَمائثِ / وَنَزَّهتُ فكري في فُنونِ المَباحثِ
وَشاهَدتُ مَجموعاً حَوى العلمَ كُلَّه / فَأَولُ مَكتوبٍ وَثانٍ وَثالثِ
فَيا حُسنه مِن جامِعٍ لِفَضائلٍ / جَليلٍ على نَيلِ المَعارفِ باعثِ
لَحازَ لِسانَ العُربِ أَجمَعَ فَاِغتَدى / نِهايةَ مُرتادٍ وَمَطلَبَ باحِثِ
بِهِ أَزهَرَت لِلأَزهَريِّ رِياضُهُ / فَأَنوارُها تَجلو دَياجي الحَوادثِ
وَصَحَّت بِهِ لِلجَوهَريِّ صِحاحُه / فَلا كسرَ يَعروها وَلا نقرَ عابِثِ
وَسادَ بِهِ بَينَ الأَنامِ ابنُ سيدةٍ / فَمحكمُهُ ما فيهِ عيثٌ لِعايثِ
وَبرّ ابنُ بريٍّ وَصَحَّت بِنَقدِهِ الص / صحاحُ اِستَقَلَّت في بَراثِنِ ضابثِ
وَللجزريِّ ابنِ الأَثير نِهايَةٌ / إِذا قُرِئَت أَزرَت بِسَمعِ المَثالِبِ
وَكُلّ مُجَلٍّ إِذ تَقادَمَ عَهدُهُ / وَلَيسَ المُصلّي في السباقِ بِرابِثِ
وَإِنَّ جَمالَ الدينَ جَمَّلَ كُتبَهُمُ / بإصلاحِ ما قَد أَوهَنوا مِن رَثائِثِ
لَقَد فاقَهَم عِلماً وَزادَ عَلَيهِم / وَأَنّى بِبادي الفتخ حُرج الأَباغِثِ
تَجمَّع فيهِ ما تَفَرَّقَ عِندَهُم / وَأَربى عَلَيهِم بِالعلوم الأثائِثِ
بنثرٍ كَشِبهِ الزَهرِ غِبَّ سَمائِهِ / وَنَظمٍ كَمثلِ الزَهرِ بِالسحرِ نافثِ
لَهُ قدمٌ في ساحةِ الفَضلِ راسِخٌ / وَمَجدٌ قَديمٌ لَيسَ فيهِ بِحادثِ
وَنسبةُ علمٍ كابِراً بَعدَ كابرٍ / فَمِن خَيرِ مَوروثٍ إِلى خَيرِ وَارثِ
حَفيظٍ لِأَسرارِ المُلوكِ أَمينها / عَليمٍ بِتَصريفِ الخُطوبِ الكَوارثِ
بِهِ افتخرت قحطانُ وَاشتَدَّ أَزرُها / وَباهت بِهِ الأَملاكَ أَبناءُ يافثِ
وَلا بَرِحَت روحُ الجَمالِ مُقيمَةً / بِعَدنٍ لَدى الحُورِ الحِسانِ الأَواعثِ
صَبابةُ المَرءِ بِالأَحداثِ مُذهِبَةٌ
صَبابةُ المَرءِ بِالأَحداثِ مُذهِبَةٌ / لِلدين وَالمالِ فَاحذَر صُحبَةَ الحَدَثِ
كَفى مِن الذَمِّ وَالتَنفيرِ أَنَّهُمُ / سَمَّوهُ باسمِ الَّذي يُبدِيهِ مِن خَبَثِ
أَلا إِنَّ أَلحاَظاً بِقَلبي عَوابِثا
أَلا إِنَّ أَلحاَظاً بِقَلبي عَوابِثا / أَظُنُّ بِها هاروت أَصبح نافِثا
إِذا رامَ ذو وَجدٍ سُلواً مَنَعتَهُ / وَكُنَّ عَلى دِينِ التَصابي بَواعِثا
وَقَيَّدنَ مَن أَضحى عَن الحُب مُطلَقاً / وَأَسرَعنَ لِلبَلوى بِمَن كانَ رائِثا
بِروحي رَشاً مِن آل خاقان راحِلٌ / وَإِن كانَ ما بَينَ الجَوانِحِ لابِثا
غَدا وَاحِداً في الحُسنِ لِلفَضل ثانِيا / وَللبدر وَالشَمس المُنيرةِ ثالِثا