أَضحَت حِبالُكِ يا سُمَيَّ رِثاثا
أَضحَت حِبالُكِ يا سُمَيَّ رِثاثا / والبَينُ أَفسَدَ في هَواكِ وَعاثا
وَلَقَد هَجَعتُ وَجَفنُ عَيني لَم يَذُق / إِلّا غِراراً في الكَرى وَحِثاثا
وَأَرى المَوَدَّةَ لا تَزالُ صَحيحَةً / عِندي وَوِدُّكِ في الهَوى مُلتاثا
جَرّعتِني كَأساً بِبَينِكِ مُرَّةً / لَما نَزَلتِ أَجارِعاً وَعِثاثا
وَسَلوتِ عَنّي مُنذُ بِنتِ وَإِنَّني / لَمُطَلِّقُ عَنّي السُرورَ ثَلاثاً
ولَقَد طَلَبتُ المُستَغاثَ مِنَ الهَوى / فَوَجَدتُ مِن جُودِ المُعِزِّ غِياثا
مَلِكٌ إِذا نَكَثَ المُلوكُ رَأَيتَهُ / لا مُخلِفاً وَعداً وَلا نَكاثا
خِرقٌ إِذا وَقَفَ العُفاةُ بِبابِهِ / أَعطَى الغِنى وَإِذا اِستُغيثَ أَغاثا
وَإِذا تَلاحَمَتِ الكُماةُ رَأَيتَهُ / حِلسَ الوَغى وَالضَيغَمَ الدِلهاثا
وِتَساهَمَت أَسيافُهُ وَرِماحُهُ / وَسِهامُهُ مُهجَ العِدى أَثلاثا
دَفَنَ الأَسِنَّةَ في صُدورِ عِداتِهِ / فَكَأَنَّما خُلِقَت لَها أَجداثا
أَندى المُلوكِ يَداً وَأَفضَلُ سَيِّدٍ / ناطَ الرِداءَ بِمَنكِبِيهِ وَلاثا
مِن مَعشَرٍ وَرِثوا الفَخارَ وَوَرَّثُوا / مَن خَلَّفُوهُ ذَلِكَ المِيراثا
يا مَن لَبِثنا في ذَراهُ لِأَنَّهُ / أَمسى عَلى فِعِلِ النَدى لَبّاثا
قَد أَحدَثَت عِندِي يَداكَ مَواهِباً / أَغنَينَني فَكَفَينَني الأَحداثا
وَتَجَدَدَت لي في ذَراكَ مِنَ الغِنى / نِعَمٌ وَكُنَّ قُبيلَ ذاكَ رِماثا
وَالأَرضُ لا تَنفَكُّ يابِسَةَ الثَرى / حَتّى تُصابَ بِوابِلٍ وَتُغاثا
فَلأَشكُرَنَّكَ شُكرَ مَن أَقنَيتَهُ / مالاً وَجاهاً واسِعاً وَأَثاثا
وَلأَنظِمَنَّ ثَناكَ في جِيدِ العُلى / سِمطاً وَفي أُذُنِ الزَمانِ رِعاثا