القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 3
خليلّ هل من منصت فأبثَّه
خليلّ هل من منصت فأبثَّه / شجون فتى يشكو الأليم من البَثّ
فأني سئمت العيش في عنفوانه / ويسأم مثلي كلّ محترث حرثي
أقول وليل الغرب ليس بنائم / أما لنيام القوم في الشرق من بعث
لقد جاح هذا الشرق بعد اعتزازه / جوائح أودت منه بالكرش والفَرث
فساء من الإملاق والجهل خُلقه / وصار سمين القوم يَبطِش بالغَث
وعاد هزيلاً مجده متلفّعاً / بسحقٍ دَريس من مفاقَره رَثّ
وهبَت به هوج الرياح فلم تدع / من العلم جذراً فوقه غير مُجتَثّ
أرى غثياناً في النفوس وهل ترى / نفوساً على خُبث المطاعم لا تغثي
فيا قومنا أين المساواة عندكم / فقد طال عنها في مواطنكم بحثي
وأين مواثيق الأخوة إنني / أرى حبلها في كل يوم إلى النكث
إن بصدري للقريض لفَوْرةً / يزيد بها من طول غفلتكم نفثي
أراكم فأهجو ثم أطرق ذاكراً / أوائلكم قبلاً فأندب أو أرثي
وأبكي على المجد الذي كان دونه / على رُكبتَيْه الدهر من خشية يجثي
يقولون إن الأرث في الخلق سُنّةٌ / فهل بطلت في خلقكم سنة الإرث
فهلا ورثتم ثلث ذاك الذي بنوا / من المجد لا لا بل أقلّ من الثلث
فعدتم وقاموا واستكَنْتم وفاخروا / بعزٍّ على وجه البسيطة مُنَبثّ
وما أتعبَ المستنهضيكم فإنهم / يحثّون منكم للعلا غير محتثّ
أما والعلا واهاً لها من ألِيَّةٍ / عدِمت العلا إن بِتّ منها على حنث
لاحتقرن الموت في معرك المُنى / واستُر أفق البأس بارَهَج الكث
وأركب متن الهَول دون لُبانتي / ولست أبالي بالكوارث والكَرْث
وأجري بمُستَنّ الخطوب مشمِّراً / واخبط ليل المزعجات بلا لُبْث
ولولا إبائي إن أخاطب ماجناً / كتبت هجاء الدهر بالقلم الثلث
لقد جمع الدهر المكايد كلّها
لقد جمع الدهر المكايد كلّها / بقِدرٍ كبيرٍ صيغ من معدن الخبث
وصبّ عليها من بئار صروفه / سجالاً من الكذب المموَّه والحنث
وأنقع فيها ما يعادل ثلثها / من المكر بل ما قد يزيد على الثلث
وفتّت أرطالاً من الغدر فوقها / وعالجها بالدقّ والدلك والدَعت
وأوقد ناراً للخديعة تحتها / تزيد على نار الغضى أو على الرِمث
ففارت ملياً فيه ثم تصعّدت / بخاراً بانبيق من السحر والنَفث
فصاغ طباع الإنكليز من الذي / تقاطر في الإنبيق كالمطر الدَثّ
دع اللَوم واسمع ما أقول فإنني / قتلت طباع التيمسيّين بالبحث
كأنهم والناسَ عُثّ وصوفة / وهل يستقيم الصوف في عيثة العث
فكم حرثوا في أرض مستعمراتهم / مظالم سوداً كنّ من أسوأ الحرث
وكم أيقظُوا والناس في الليل نُوَّم / بها فِتناً كالدَجن يَهمي على الوعث
وهم يأكلون الزبد من منتجاتها / ويُلقون للأهلين منهنّ بالفَرث
فيَحظَوْن منها بالنفائس دونهم / ويعطونهم منها السَقيط من الخُرثى
زُرِ الهند إن رمت العيان فكم ترى / على الأرض من غُبر هناك ومن شُعث
يقولون إنا عاملون لسعدكم / ولم يعملوا غير الكوارث والكرث
فكم بعثُوا في الشرق حرباً ذميمة / تمثّل في أهوالها ساعة البعث
وكم أرسلوا دسّاً جواسيس مكرهم / على الناس يشتدون بالنبش والنبث
وهم سلُبوا أرض العراق سمينها / ولم يتركوا للقوم منها سوى الغث
إذا ما رأيت القوم في فخّ مكرهم / رققت لهم تبكي على القوم أو ترثي
فلا تَرجُ في الدنيا وفاءً لعهدهم / فلا بدّ في الأيام للعهد من نكث
وما الحكم إلاّ عندنا كمِظَشّة / رمَوها إلينا كي يَرَوا لُعبة الطث
وفي الألعاب لم تر قط عيني
وفي الألعاب لم تر قط عيني / كمثل اللعب بالأكر الثلاث
تجول بمستطيل الشكل عال / لطيف صنعه حسن الأثاث
فبيضاوان تندفعان جرياً / إلى حمراء بادية اللهات
ينال الضرب إحداها فتجري / لضرب الأخريين بلا لباث
فتنبعث الثلاث مدحرجاتٍ / وقد حصل اصطدام بانبعاث
يدحرجهنّ أغلمة ظراف / نسيت بهم مغازلة الإناث
بأيديهم عصّي مشرعات / مهيّأة لضرب واحتثاث
فكان إذا انحنى للضرب منهم / غلام هاج شوقي وهو جاث
ورّبت ضربة لما تثنّى / ليضربها تثنّى بانخناث
وكانت توبة لي عن مجون / فعادت من هواه إلى انتكاث
فلست وقد تجدّد لي غرام / أبالي لوم ألسنة رثاث

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025