يا رُبَّ بدرٍ بات يُرْشِف مِسْمَعي
يا رُبَّ بدرٍ بات يُرْشِف مِسْمَعي / وفمي شَهِيَّ رُضابِه وحَديثه
فظمئتُ وهْو يُعِلُّني مُتواليا / وقديمُ شوقيَ فيه مثلُ حديثه
ومضَى وأبيضُ عِرْضِه لم تنبسط / يدُ ريبةٍ منى إلى تَمْريثه
والليلُ يستُره بفضلِ ردائه / والصبحُ يَشْهَره بوَشْكِ حَثيثه
فكأنّ ذا يأتي بغُرّة وجهِه / وكأنّ ذا يَمْضي بجَعْدِ أَثيثه
وجهِ الأجلِّ الأفضلِ الملكِ الذي / في الحرب يطعن في صدور لُيوثه
ملكٌ إذا سمع الصريخَ بشاسعٍ / لَبّاه ثم يكون نفسَ مُغيثه
مُعْطٍ إذا ضَنَّ الغمامُ بقَطْرِه / رَوَّى جميعَ الأرضِ جودُ غُيوثه
شادَ المَعاليَ فوقَ أُسٍّ ثابتٍ / في الفضل صار إليه عن مَوْروثه
والرعبُ أولُ رُسْلِه لعدوه / فحَذارِ ثم حَذارِ من مبعوثه