المجموع : 16
ثِيابِيَ أَكفاني وَرَمسِيَ مَنزِلي
ثِيابِيَ أَكفاني وَرَمسِيَ مَنزِلي / وَعَيشي حِمامي وَالمَنِيَّةُ لِيَ بَعثُ
تَحَلَّي بِأَسنى الحَلي وَإِحتَلِبي الغِنى / فَأَفضَلُ مِن أَمثالِكِ النَفرُ الشُعثُ
يَسيرونَ بِالأَقدامِ في سُبُلِ الهُدى / إِلى اللَهِ حَزنٌ ما تَوَطَّأنَ أَو وَعثُ
وَما في يَدٍ قُلُبٌ وَلا أَسؤُقٍ بُراً / وَلا مَفرَقٍ تاجٌ وَلا أُذُنٍ رَعَث
وَغانِيَةٍ في دارِ أَشوسَ ظالِمٍ
وَغانِيَةٍ في دارِ أَشوسَ ظالِمٍ / تُسَوَّرُ مِمّا لَم يَجِب وَتُرَعَّثُ
يُصاغُ لَها في حَليها أَيمُ عَسجَدٍ / فَهَل أَمِنَت مِن لَدغِهِ حينَ تُبعَثُ
أَيا جَسَدي لا تَجزَعَنَّ مِنَ البِلى
أَيا جَسَدي لا تَجزَعَنَّ مِنَ البِلى / إِذا صِرتَ في الغَبراءِ تُحثى وَتُنبِثُ
وَإِن كانَ هَذا الجِسمُ قَبلَ اِفتِراقِهِ / خَبيثاً فَإِنَّ الفِعلَ شَرٌّ وَأَحبَثُ
مَناكِبَ ساعاتي رُكِبَت فَأَبتَغي / لَباثاً وَسَيرُ الدَهرِ لا يَتَلَبَّثُ
نَهارٌ وَلَيلٌ عوقِبا أَنا فيهُما / كَأَنّي بِخَيطَي باطِلٍ أَتَشَبَّثُ
أَظُنُّ زَماني كَونَهُ وَفَسادَهُ / وَليداً بِتُربِ الأَرضِ يَلهو وَيَعبَثُ
مِن أَحسَنِ الدَهرِ وَقتاً ساعَةٌ سَلِمَت
مِن أَحسَنِ الدَهرِ وَقتاً ساعَةٌ سَلِمَت / مِنَ الشُرورِ وَفيها صاحِبٌ حَدَثُ
أُعجَب بِدَهرِكَ أولاهُ وَآخِرِهِ / إِنَّ الزَمانَ قَديمٌ سِنُّهُ حَدَثُ
أَودى رَداهُ بِأَجيالٍ فَكَم حُفِرَت / أَجداثُ قَومٍ وَلَم يُحفَر لَهُ جَدَثُ
مِن أَعجَبِ الأَشياءِ في دَهرِنا
مِن أَعجَبِ الأَشياءِ في دَهرِنا / وَاللَهُ لا ناسٍ وَلا والِثُ
إِثنانِ باتا في فِراشٍ مَعاً / فَأَصبَحا بَينَهُما ثالِثُ
لَقَد لَقِيَ المَرءُ مِن دَهرِهِ
لَقَد لَقِيَ المَرءُ مِن دَهرِهِ / عَجائِبَ يُغلِثُها الغالِثُ
وَكَم باتَ ثانِيَ عِرسٍ لَهُ / فَأَصبَحَ بَينَهُما ثالِثُ
لا يَرهَبُ المَوتَ مَن كانَ اِمرِأً فَطِناً
لا يَرهَبُ المَوتَ مَن كانَ اِمرِأً فَطِناً / فَإِنَّ في العَيشِ أَرزاءً وَأَحداثا
وَلَيسَ يَأمَنُ قَومٌ شَرَّ دَهرِهِم / حَتّى يُحِلّوا بِبَطنِ الأَرضِ أَجداثا
إِذا مُتُّ لَم أَحفِل بِما اللَهُ صانِعٌ
إِذا مُتُّ لَم أَحفِل بِما اللَهُ صانِعٌ / إِلى الأَرضِ مِن جَدبٍ وَسَقيِ غُيوثِ
وَما تَشعُرُ الغَبراءُ ماذا تُجِنُّهُ / أَأَعظُمُ ضَأنٍ أَم عِظامُ لُيوثِ
تَقُلُّ جُسومَنا أَقدامُ سَفرٍ
تَقُلُّ جُسومَنا أَقدامُ سَفرٍ / مَشَت في لَيلِ داجِيَةٍ بَواعِثِ
وَظاهِرُ أَمرِنا عَيشٌ وَمَوتٌ / وَيَدأَبُ ناسِكٌ لِرَجاءِ بَعثِ
فَما رِجلٌ مُخَلَّدَةٌ بِحِجلٍ / وَلا أُذُنٌ مُنَعَّمَةٌ بِرَعثِ
أَراني في الثَلاثَةِ مِن سُجوني
أَراني في الثَلاثَةِ مِن سُجوني / فَلا تَسأَل عَنِ الخَبَرِ النَبيثِ
لِفَقدِيَ ناظِري وَلُزومِ بَيتي / وَكَونِ النَفسِ في الجَسَدِ الخَبيثِ
لا خَيرَ في الدُنيا وَإِن أَلهى الفَتى
لا خَيرَ في الدُنيا وَإِن أَلهى الفَتى / فيها مَثانٍ أُيَّدَت بِمَثالِثِ
شَرُّ الحَياةِ بَسيطَةٌ مَذمومَةٌ / عَمَدَت لَها بِالسوءِ كَفُّ الغالِثِ
وَسَلامَةٌ كَسَلامَةِ الجُزءِ الَّذي / بِالضَربِ لُزَّ مِنَ الطَويلِ الثالِثِ
أَكَرِهتَ أَن يُدعى وَليدُكَ حارِثاً
أَكَرِهتَ أَن يُدعى وَليدُكَ حارِثاً / يا حارِثَ اِبنَ الحارِثِ اِبنِ الحارِثِ
تِلكَ الصِفاتُ لِكُلِّ مَن وَطِئَ الحَصى / ما بَينَ مَوروثٍ وَآخَرَ وارِثِ
لَمّا ثَوَت في الأَرضِ وَهيَ لَطيفَةٌ
لَمّا ثَوَت في الأَرضِ وَهيَ لَطيفَةٌ / قُدَماؤُنا أَمِنَت مِنَ الأَحداثِ
لَم يَستَريحوا مِن شُرورِ دِيارِهِم / إِلّا بِرِحلَتِهِم إِلى الأَجداثِ
لَو نَطَقَ الدَهرُ في تَصَرُّفِهِ
لَو نَطَقَ الدَهرُ في تَصَرُّفِهِ / لَعَدَّنا كُلُّنا مِنَ التَفثِ
قالَ لَنا إِنَّني أَحِجُّ إِلى اللَ / هِ وَأَنتُم مِن أَقبَحِ الرَفثِ
نَفَّثتُكُمُ مَرَّةً عَلى غَلَطٍ / مِنّي فَهَل تَعذَرونَ في النَفثِ
أَيا أَرضُ فَوقَكِ أَهلُ الذُنوبِ
أَيا أَرضُ فَوقَكِ أَهلُ الذُنوبِ / فَهَل بِكِ مِن ذاكَ هَمٌّ وَبث
وَقَد زَعَموا النارَ مَبعوثَةً / تُهَذِّبُ مِمَّن عَلَيكِ الخَبَث
وَسِيّانِ ماضٍ قَصيرُ المَدى / وَآخَرُ باقٍ طَويلُ اللَبَث
وَخَلقُكِ مِن رَبِّنا حِكمَةٌ / لَقَد جُلَّ عَن لَعِبٍ أَو عَبَث
وَهَل يَحفِلُ الجِسمُ في رَمسِهِ / إِذا جاءَهُ حافِرٌ فَاِنتَبَث
حُظوظٌ فَرَبعٌ يُحَظّى الغَمامَ
حُظوظٌ فَرَبعٌ يُحَظّى الغَمامَ / وَربَعٌ يُجادُ وَرَبعٌ يُدَث
وَكَم حَدَثٍ مِن صُروفِ الزَمانِ / يُكَرِّهُهُ شَيخُنا وَالحَدَث
مَراسُ الأَذى وَلِباسُ الضَنى / وَسُقيُ الحِمامِ وَسُكنى الجَدَث