قِفا بي عَلى تِلكَ الطّلولِ الرّثائثِ
قِفا بي عَلى تِلكَ الطّلولِ الرّثائثِ / مُحِينَ بنَسْجِ المُعصِراتِ المواكثِ
وَلا تَسأَلوا عَن اِصطِبارٍ عهِدتُما / فَقَد بانَ عنّي بِاِنتِهاكِ الحوادثِ
كَأنَّ فُؤادي بِالنّوى لَعِبتْ بهِ / نُيوبُ أُسودٍ أو مخالبُ ضابثِ
أُجَوِّلُ في الأَطلالِ نَظرةَ عابثٍ / وَما أَنا حزناً واِشتِياقاً بِعابثِ
كَأنِّي وَقَد سارَتْ مطيُّ حُدوجِهِمْ / أُلاطِمُ موجَ اللُّجَّةِ المتلاطِثِ
فَللّهِ حِلمي يومَ مرَّتْ رِكابُنا / على عَجَلٍ منها برِمْثِ العناكِثِ
وَودّ فُؤادي أنَّهنُّ رَوائثٌ / وَهُنّ بما يُحفَزْنَ غيرُ روائثِ
جَحدتُ الهَوى لَمّا سُئِلتُ عَنِ الهَوى / وَكَمْ غِرّةٍ مِن ذي شَجىً في المباعثِ
وَآليتُ خَوفَ الشرِّ ألّا أُحبَّكمْ / وَتِلكَ لعَمْر اللَّهِ حِلفةُ حانثِ
بَني عَمّنا لا تَطمَعوا في لِحاقنا / فَكَمْ بَينَ أَسماكِ السُّهى والكثاكِثِ
سَبَقناكُمُ عَفواً وَلَم تَلحَقوا بنا / عَلى جُهْدِ مجهودٍ ولَهْثَةِ لاهِثِ
وَقِدْماً عَهِدتُمُ دَفْعَنا عنكُمُ وقدْ / عُضِضتُمْ بِأَنيابِ الخطوبِ الكوارثِ
وَنَحنُ عَلى إمّا جِيادٍ ضَوامرٍ / وَإِمّا عَلى أَقتادِ خوصٍ دلائثِ
وَما زِلتُمُ مُستَمطِرينَ سَحائباً / بِنَصرِكُمُ ما بَينَ تلكَ الهثاهثِ
فَخَرْتُمْ بغير الدّين فينا وإنّما / فَخَرتمْ بأنسابٍ لِئامٍ خبائِثِ
وإِنَّ لكم أطمارَ ذُلٍّ كأنّها / من الشّينِ أطمارُ النّساءِ الطّوامِثِ
وقلتُمْ بأنّا الآمرون عليكُمُ / وذاك بأسبابٍ ضعافٍ نكائثِ
وما ضرّنا أنّا خَلِيّون من غِنىً / وكم شِبَعٍ يهفو بهِ غَرْثُ غارثِ
قَعَدتُمْ عنِ الإجمالِ فينا بباعثٍ / وَقُمنا بهِ فيكمْ بلا بعثِ باعثِ
وَما غَرّكمْ إلّا التغافلُ عنكُمُ / عَلى ظالمٍ مِنكمْ لَدينا وعائثِ
فَأُقسِمُ بِالبيتِ الّذي جوّلتْ بهِ / أَخامص أقوامٍ كرامٍ مَلاوِثِ
وَبالبُدْنِ في وادِي مِنى يومَ عَقْرِهمْ / يُقَدْنَ إلى أيدٍ هناك فوارثِ
تَخالُ رِباطَ الفاتقين نحورَها / برشِّ دمٍ منها غُلالَةَ طامثِ
ومَنْ بات في جَمْعٍ كليلاً من الوَجا / إلى شُعُثٍ من السُّرى وأشاعثِ
لَنحنُ بِنشر الفخرِ أعبقُ منكُمُ / وَأَسمق مِنكمْ في الجبالِ اللّوابِثِ
لنحنُ السَّلَفُ الأعلى الّذي تعهدونَهُ / علقنا بهِ من وارثٍ بعد وارثِ
هُمُ أوسعوا في النّاسِ ضمنَ أكفّهمْ / وَهمْ أَوسعوا في الأزْمِ جوعَ المغارثِ
وهُمْ ورّثوا آباءهمْ مأثرَاتِهمْ / وأنتمْ من العلياء غيرُ مَوارِثِ
وهمْ نزّهوا أولادَهمْ بأواخِرٍ / وشِنْتُمْ قديماً كان منكمْ بحادِثِ
وَنَحنُ غَداة الجَدْبِ خيرُ مَخاصبٍ / وَنَحن غداةَ الرَّوعِ خيرُ مَغاوثِ
وَأَطعنُ مِنكمْ لِلكلى بمثقّفٍ / نَضمّ عليهِ بالطّوالِ الشّوابثِ
وَأَضربُ مِنكمْ للرؤوس لدى وغىً / وأوْهبُ منكمْ للهِجانِ الرواغثِ
لنا في النّدى سَحٌّ وهَطْلٌ ووابِلٌ / وكيف لكمْ فيه بقَطْرِ الدثائثِ
وما خَزِيَتْ منّا رؤوسٌ بريبةٍ / تُكشّفها في النّاسِ نبثةُ نابِثِ
فكيف لكمْ نَكثٌ ومِنَ أجلِنا / ولم تُبْتَلوْا منّا بنَكْثةِ ناكثِ
فَلا تَكسِفوا أَنوارَنا بظلامكمْ / ولا تعدِلوا أصقارَنا بالأباغِثِ
خُذوا كلامي اليومَ زفرةَ زافرٍ / وأنّةَ مَكروبٍ ونفثَةَ نافثِ