لمن طللٌ دون الربا والتنائث
لمن طللٌ دون الربا والتنائث / يُعفى بأيدي العاصفات العوائث
ومنخرق السربال يخترق الفلا / ويقدم أقدام الشجاع الدلاهث
حسام طويل الساعدين شرنبث / له بطش دلاهث هصور شرابث
جريء إذا لاقى يُرى خصمه الردى / إذا صال في أنيابه والمضابث
تساوت وحوش البر في الأنس عنده / فصيرها كالعاويات العوابث
يخوض أهاويل الدجى بجلاعد / أمون السرى بادي النشاط جثاجث
يحثحثه حتى ينال مراده / فطالب أسباب العلى ذو حثاحث
نصحت له نصحاً بريئاً من القذى / إذا شاب قوم نصحهم بالعبائث
فقلت له إن رمت أمناً وعزةً / فعذ من عوادي النائبات الكوارث
بأفضل مبعوث إلى خير أمةٍ / بخير كتاب جاء من خير باعث
وأيمن مولود وأبرك مرضع / يدر له ثدي وأنجب مارث
وأكرم مأمول لرفد توجهت / إليه نجيبات المطايا الحثائث
أبي القاسم الهادي البشير محمد / سليل الكرام الأطيبين الملاوث
أعز الورى بيتاً وأشرف عنصراً / وأطهر عرضاً من عميرة ماعث
بني لبني سام منار سموا به / حمى آل حام في الفخار ويافث
تسنم من غر المناقب ذروة / أبى شاؤها أن يستكن لضابث
تخيّره الرحمن من آل هاشم / صفياً نبياً وارثاً خير وارث
وأنزل أملاك السماء لنصره / على كل خوان السريرة ناكث
وآزره في كل هيجاء بسلةٍ / بأصحابه الشوس الكماة الممارث
بكل كريم الأصل شهم مهاجر / وأنصاره الموفين عند النكائث
هم حفظوا ميثاقه في حياته / وفي موته لم ينقضوا عهد والث
ولما أتى الأحزاب بدد شملهم / بريح وجند باهر للولايث
ويوم حنين حين جاءت هوازن / بكل غوى ذى شذاة ملايث
فولوا على الأعقاب حين رماهم / فأغشاهم من قبضة من كثاكث
هو الأول المختار أفضل مرسل / هو الآخر المبعوث خير المباعث
أتى بصراط مستقيم من الهدى / له نبأ بادي البيان لباحث
فصادف عمياً يعمهون قلوبهم / من الغي غلفٌ تابعي كل عائث
يتيهون في ديمومة مدلهمة / يطوفون بالأحجار تطواف عابث
فاخرجهم من ظلمة الجهل نوره / وأنقذهم من موبقات الهثاهث
أحلّ لهم ما طاب من كل مطعم / وخص بتحريم جميع الخبائث
وعلّمهم سبعاً مثانى آذنت / بمحق مثاني لهوهم والمثالث
ونزّه رب العرش عن والد وعن / قرين ومولود وثانٍ وثالث
وبلغ تبليغ النصيح وجاهد ال / عداة أولى التكذيب مأوى العثائث
وأطفأ نيران الضلالة وامتحت / معالمها وانجاب ليل الهنابث
وأضحت شموس الحق مشرقة السنا / قد اتضحت آثارها للمباحث
ومازال محفوظاً رضيعاً وناشئاً / إلى أن وقاه الله كيد النوافث
وقبلُ وقاه الله في أرض مكة / أذى كل حلاف من القوم حانث
إلى أن رماهم يوم بدراً ذلة / بقعر قليب للأساود مائث
وأقبل يوم الفتح نحو ديارهم / بجيش لا كباد المعادين فارث
سقى قبره الرحب الشريف وجاده / سحائب للرضوان غير دثائث
وزفت رياض الأنس في عرصاته / فاربت على نبت الرياض الحثاحث
وصبّحه الرحمن في كل بكرة / بنور رضابين الصفائح ماكث
وعمّ قبور الأكرمين صحابه / بكل غمام بالمواهب غائث
وعترته والطاهرات نساءه ال / لواتي جميعاً كن غير خبائث
وتابعهم من كل ازهر طاهر / لنفع الورى والاخفياء الأشاعث