لمن صَولجانٌ فوقَ خدّكِ عابِثُ
لمن صَولجانٌ فوقَ خدّكِ عابِثُ / ومَن عاقدٌ في لحظ طرفكِ نافثُ
ومَن مذنِبٌ في الهجرِ غيَركِ مجرمٌ / ومَن ناقضٌ للعهدِ غيرَكِ ناكث
مليكٌ إذا مالَ الرّضى بجفونِهِ / رأيتَ مُميتاً بينَ عينيهِ باعِث
عيونَ المها لا سهمُكُنّ ملبَّثٌ / ولا أنا مما خامَرَ القلبَ لابث
أيحسَبُ ساري الليلةِ البدرَ واحداً / وفي كِلَلِ الأظعانِ ثانٍ وثالث
سرينَ بقُضْبِ البانِ وهي موائدٌ / تثنّى وكُثبِ الرّمل وهي عثاعث
أُريدُ لهذا الشمل جمعاً كعهدنا / وتأبَى خطوبٌ للنوى وحوادث
عَبِثتُ زماناً بالليالي وصَرفِها / فها هي بي لو تعلمون عوابث
لئن كان عشقُ النفس للنفس قاتلاً / فإنيَ عن حتفي بكفِّيَ باحِث
وإن كان عمرُ المرءِ مثلَ سَماحِهِ / فإنّ أميرَ الزّاب للأرْض وارث
إذا نحن جئناه اقتسمنا نوالَه / كما اقتُسمتْ في الأقربينَ الموارث
وإنّ حراماً أن يُؤمَّلَ غيرُه / كما حُرّمَتْ في العالَمين الخبائث
تَبَسَّمتِ الأيّامُ عنه ضواحكاً / كما ابتسمت حُوُّ الرياضِ الدمائث
وسَدّ ثُغورَ المُلكِ بعدَ انثلامِها / وقد أظلمتْ تلك الخطوبُ الكوارث
فما راد في بُحبوحة المُلك رائدٌ / ولا عاثَ في عِرّيسةِ اللّيثِ عائث
وقد كان طاحَ المُلكُ لولا اعتِلاقُه / حبائِلَ هذا الأمْرِ وهيَ رَثائِث
رَمَى جبلَ الأجبال بالصَّيْلَمِ التي / يغشّي جبينَ الشمس منها الكثاكث
وما راعهمْ إلاّ سُرادقُ جعفرٍ / تحُفُّ به أُسْدُ اللّقاءِ الدّلاهِث
فَجدّلهم عن صهوة الطِّرف راكبٌ / وأظعنهمْ عن جانب الطودِ ماكث
صقيلُ النُّهى لا ينكثُ السيفُ عهدَه / إذا غرّتِ القومَ العهودُ النكائث
مُضاعَفُ نسج العِرضِ يمشي كأنما / يلُوثُ به سِرْبالَ داودَ لائث
قديمُ بناءِ البيتِ والمجد أُسِّسَتْ / قواعدُه شرُّ الأمورِ الحدائث
سريعٌ إلى داعي المكارم والعُلى / إذا ما استريث النكس والنكس رائث
وما تستوي الشَّغواءُ غيرَ حثيثةٍ / قوادمُها والكاسراتُ الحثائث
شَجاً لِعِداه لا مزار نفوسهم / قريبٌ ولا الأعمار فيهِم لوابث
لَعمري لئن هاجُوكَ حرباً فإنّها / أكُفُّ رجالٍ عن مُداها بواحث
تركتَ فؤادَ الليثِ في الخيس طائراً / وقد كان زأْآراً فها هو لاهِث
فلا نُقِضَ الرأيُ الذي أنتَ مُبرمٌ / ولا خُذِل الجيشُ الذي أنت باعث
تورّعتَ عن دنياكَ وهي غَريرةٌ / لها مبسِمٌ بَردٌ وفرعٌ جُثاجِث
وما الجودُ شيئاً كان قبلك سابقاً / بل الجودُ شيءٌ في زمانك حادث
كأنّك في يومِ الهِياجِ مرَنَّحٌ / تهِيجُ المثاني شَجْوَه والمثالث
لئن أثَّ ما بيني وبينك في النّدى / فإنّ فروع الواشجات أثائث
نظمتُ رقيقَ الشعر فيك وجَزلَه / كأنّيَ بالمَرجان والدُّرّ عابث
سقيتُ أعاديكَ الذُّعافَ مُثَمَّلاَ / كأنّ حُبابَ الرّملِ من فيّ نافث
حلفتُ يميناً إنّني لكَ شاكرٌ / وإنّي وإنْ برّتْ يميني لحانث
وكيف ولم تشكركَ عنّي ثلاثةٌ / وما ولدتْ سامٌ وحامٌ ويافث