القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 24
يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً
يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً / لقد سلكتَ إليه مسلكاً وَعِثا
لن يَقْلِبَ العيب زَيْناً من يُزَيِّنُهُ / حتى يَرُدَّ كبيراً عاتياً حدثا
قد أبرم اللّه أسبابَ الأمورِ معاً / فلن ترى سبباً منْهنَّ منتكثا
يا دافنَ الحقد في ضِعْفَيْ جوانِحِهِ / ساء الدفينُ الذي أمستْ له جدثا
الحقدُ داءٌ دويٌّ لا دواءَ لهُ / يَرِي الصُّدورَ إذا ما جمره حُرثا
فاسْتَشْفِ منهُ بصفحٍ أو معاتبةٍ / فإنما يبرأ المصدورُ ما نفثا
واجعلْ طلابَك للأَوتار ما عَظُمَت / ولا تكن لصغير الأمر مكترثا
والعَفْوُ أقربُ للتقوى وإن جُرُمٌ / من مجرمٍ جَرَحَ الأكبادَ أو فَرَثا
يكفيك في العفو أن اللّه قرَّظهُ / وَحْياً إلى خير من صلَّى ومن بُعِثَا
شهدتُ أنكَ لو أذنبت ساءكَ أن / تلقى أخاك حقوداً صدرُهُ شَرِثَا
إذَنْ وسرَّكَ أن ينسى الذنوبَ معاً / وأن تصادفَ منه جانباً دَمِثا
فكيف تمدح أمراً كنتَ تكرهُهُ / فَكِّرْ هُديتَ تُمَيِّزْ كلَّ ما اغتلثا
وليس يخفَى من الأشياء أقربُها / إلى السداد إذا ما باحثٌ بحثا
فارجع إلى الحقِّ من قُربٍ ومن أمَمٍ / وَلاَ تَمَنَّ مُنَى طفلٍ إذا مرثا
فمن تثاقل عن حقٍّ فبادَرَهُ / إليه خَصْمٌ سَفَى في وجهه وَحَثا
والفلْجُ للحقِّ والمُدْلي بحجَّتِهِ / إذا الخصيم هناكم للخصيم جَثَا
إني إذا خلط الإخوانُ صالحَهم / بِسَيِّئِ الفعلِ جِدّاً كان أو عبثا
جعلتُ صدري كظرف السَّبْك حينئذٍ / يَسْتخلصُ الفضَّةَ البيضاء لا الخبثا
ولست أجْعَله كالحوض أمدحُهُ / بحفظ ما طابَ من ماء وما خَبَثا
ولا أزيِّنُ عيبي كي أسوِّغَهُ / نفسي ولا أنطق البهتانَ والرَّفثا
تَغْبيبُ ذي العيب عَنْهُ كيْ تُزيِّنَهُ / حِنْثٌ وإنْ هو لم يحلفْ فقد حنثا
والعيبُ عيبان فيمن لا يقبِّحُهُ / فإن تجاهلَ عَيْبَيْهِ فقد ثَلَثَا
لا تجمعنَّ إلى عيبٍ تُعاب به / عَيبَ الخداع فلن تزداد طيبَ نَثَا
كم زخرفَ القولَ من زورٍ وَلبَّسَهُ / على العقول ولكنْ قلَّما لَبِثَا
إن القبيحَ وإن صنَّعْتَ ظاهرَهُ / يعودُ ما لُمَّ منه مرةً شَعِثَا
ولقد سئمتُ مآربي
ولقد سئمتُ مآربي / فكأنَّ طيِّبَها خَبِيثْ
إلا الحديث فإنهُ / مثلُ اسمه أبداً حديثْ
دعني وإيَّا أبي عليٍّ
دعني وإيَّا أبي عليٍّ / الأعورِ المُعْورِ الخبيثِ
لَيُمْطَرنَّ العذابَ حتَّى / تراهُ في حال مُستغيثِ
أهلاً وسهلاً أبا عليٍّ / نزلْتَ بالمنزلِ الدَّميثِ
عندي قِرىً غيرُ مُسْتَراثٍ / فكُن له غيرَ مُسْتريثِ
صبراً قليلاً أبا عليٍّ / تسمعْ غداً شائع الحديثِ
عندي هدايا من اللَّواتي / أهدى جريرٌ إلى البعيثِ
عندي لمن عَنَّ في سبيلي / وقام للنَّيْكِ كالنجيثِ
ما شاء من ديمةٍ رَكُودٍ / تَهْمِي ومن وابلٍ حَثيثِ
استغفر اللّه من تَرْكي علانيةً
استغفر اللّه من تَرْكي علانيةً / ذنباً هممتُ به في شادنٍ خَنِثِ
ظبي دعتْنيَ عيناهُ ومنطقُهُ / بِنيَّةٍ صدقتْ عن ظاهرٍ عبِثِ
فلم أجِبْهُ وحظِّي في إجابتهِ / لكنْ سكتُّ كأنِّي غير مُكترثِ
لا بل فررْتُ وظلَّ الصيدُ يطلبني / والله ما كنْتُ فيها بالفتى الدَّمِثِ
أقسمتُ باللَّه لمَّا قمتُ محتجِزاً / أنّي انبعَثْتُ بقلبٍ غيرِ منبعثِ
يا أحمدَ ابنَ أبيهِ
يا أحمدَ ابنَ أبيهِ / ويا ربيب حُرَيْثِ
مازلت تَعْوي سفاهاً / حتَّى مُنِيتَ بليثِ
إن أنتَ صادفتَ شيخَ سُوءٍ
إن أنتَ صادفتَ شيخَ سُوءٍ / كأنما الذّقْنُ منه حِبْثَى
فاستَجر اللّه يا خليلي / وضع على حلقه الهِلَبْثا
قد قلت للعذَّالِ عند تَتَبُّعي
قد قلت للعذَّالِ عند تَتَبُّعي / بالقصِّ شيباً كلَّ يوم يَحدثُ
كثر الخبيثُ من النبات فهُذِّبتْ / منه الأَطايبُ وهي بعدُ ستَخبُثُ
وإخال أنِّي للخضاب محالفٌ / وَهُوَ المحالف لا محالَةَ ينكثُ
أضحى الزمانُ بلمتي مُتَعَبِّثاً / وأمامَ أحداثِ الزمان تَعَبُّثُ
ولما كُرِثْتُ لأن شَيْبيَ شائعٌ / لكنَّ ما يَجْنِي ويُعقِبُ يُكْرِثُ
أصبحتُ في الدنيا أروح وأغتدي / وإخالني في غَيْر أرضي أحرثُ
ولقد تطيبُ مع المشيب معيشةٌ / ويكون من بعد الخُفُوفِ تلبُّثُ
تفاءلتُ والفأْل لي مُعْجِبٌ
تفاءلتُ والفأْل لي مُعْجِبٌ / فقلتُ وما أنا بالعابثِ
أبو حسنٍ وأبو مثلهِ / كَنِيَّا أبي حسنٍ ثالثِ
قضى اللَّهُ واللَّهِ لي بالغِنى / يمينَ امرئٍ غيرِ ما حانثِ
إذا ما هما اكتنفا حاجتي / فما ضرَّها عُقَدُ النافثِ
ولاسيما والذي أرتجي / أبو الصقر ما النُّجحُ بالرائِثِ
أبا الصقر لا زلتَ غَيْثاً لنا / حِماماً علَى المارِق الناكثِ
حَبتْك الأوائلُ من وائلٍ / بمجدٍ قديمٍ لهم ماكثِ
وحَسْبُكَ من سلفٍ لامرِئٍ / وحسبهُمُ بكَ من وارثِ
ورثتَهُمُ ثم أحيَيْتَهُمْ / وكم خَلَفٍ وارثٍ باعثِ
ليهنِئْهمُ سيدٌ أيِّدٌ / صحيحُ الرَّويَّة في الكارثِ
يُكنَّى أبا الصقر في رأيهِ / وفي البأسِ يُكنى أبا الحارثِ
نفَى العائثينَ سوى جُودِهِ / وحسبُك في المال من عائثِ
بَلوتُ عليّاً فألفيتُهُ
بَلوتُ عليّاً فألفيتُهُ / وَفِيّاً وألفيتُ قوماً نُكُثْ
فتىً طاب في كلّ أحوالهِ / ونزَّهَهُ اللَّهُ عما خَبُثْ
لإخوانهِ ثُلثا مالهِ / وليس له منهُ إلا الثُّلُثْ
وما زال يحيى كذا قبلَهُ / وهم أهلُ بيتٍ لهذا وُرُثْ
ناشدتك اللَّه في قَدري ومنزلتي
ناشدتك اللَّه في قَدري ومنزلتي / لديك لا يتطرَّقْ منهما العبثُ
من صاحبٍ خلطَ الحسنى بسيِّئةٍ / وما الدهاءُ دهاهُ لا ولا اللَّوَثُ
لكن مُزَاحٌ قبيحُ الوجهِ كالِحُهُ / أولى به من بروزِ الصفحة الجَدَثُ
يا من إلى وصله الإسراعُ مُفترضٌ / ومن على وُدّهِ التعويجُ واللَّبَثُ
إن كنتُ عندك قبل اليوم من ذهب / فذلك الصفو لم يعرض له الخَبَثُ
أمرَّ حبلي صَناعُ الكفِّ ماهرُها / فما لمرَّة ذاك الحبل مُنتكَثُ
أنا الذي أقسمت قِدماً خلائقُهُ / ألَّا يشيعَ له سُخفٌ ولا رفَثُ
وحُرمتي بك إن اللَّه عظَّمها / وما أديميَ مما تَقرضُ العُثُثُ
إن الكلام الذي رُعِّثتَهُ شَبَهُ / تستنكف الأُذنُ منه حين تُرتعَثُ
ما كان لي في الذي أنهاهُ زاعِمُهُ / إليك رُقيةُ محتالٍ ولا نَفَثُ
وما سكتُّ اعترافاً بالحديث لهُ / لكن كظمتُ وبي من حرّهٍ لَهثُ
وخِلتُ جبهِيَ بالتكذيبِ ذا ثقةٍ / عُنفاً وإن قال قولاً فيه مُكتَرَثُ
لاسيما ولعلَّ الهزلَ غايتُهُ / لا غيرُهُ ولبذر الجدِّ مُحتَرثُ
ولم أزل سَبِطَ الأخلاق واسعَها / وإن غدوتُ امرأً في لحيتي كَثَثُ
آبائِيَ الرومُ توفيلٌ وتُوفَلِسٌ / ولم يلدنيَ رِبعيٌّ لا شَبَثُ
وما ذهبتُ إلى فخرٍ على أحدٍ / لكنه القول يجري حين يُبتعَثُ
شُحّي عليك اقتضاني العذرَ لا ظمَأٌ / مني إلى مدح أسبابي ولا غَرَثُ
فاحفظ عليَّ مكاني منك واسمُ بهِ / عمّا تُعابُ به الأرواح الجُثَثُ
لا يَحْدُثَنَّ على ما كان لي حَدَثٌ / فإنّ جارك مضمونٌ له الحدثُ
وارفُقْ بخصميَ والمُمْهُ على شَعَثٍ / لا زلتَ ما عشتَ ملموماً بك الشَعَثُ
أتيتُ ابنَ عمروٍ فصادفتهُ
أتيتُ ابنَ عمروٍ فصادفتهُ / مريضَ الخلائق مُلتاثَها
فظلَّتْ جيادي على بابِه / تَروثُ وتأكل أرواثَها
غوارثَ تشكو إلى ربها / أطال السَبِيعيُّ إغراثَها
فأقبلتُ أدعو على نفسه / بأن يَقْسِم الموتُ ميراثَها
وقد قيلَ ما قولةٌ قالها / فقلت لهم رَوثةٌ راثَها
لقد ماثَ من جَعْسِهِ عِترَةً / فأسعطتهُ بالتي ماثَها
وأما القوافي فقلَّبتُها / وأخرجتُ للعبد أرفاثَها
قَوافٍ أبى الوَغْدُ إبريزَهَا / فأخلصتُ للوغد أخباثَها
أوابِدُ قد خيَّستْ قبلَهُ / كهولَ الرجال وأحداثَها
إذا نزلتْ في ديار العُتا / ةِ كانت من الضيق أجداثَها
فكم حَطْمةٍ حَطَمَ الشعر في / هِ ثَمَّ وكم عَيْثةٍ عاثَها
ولا جُرمَ لي أن أساءت جَنا / ةُ مزرعةٍ كان حَرَّاثَها
ولا ذنبَ للنار في سَفعةٍ / إذا هو أصبحَ محراثَها
وليس القوافي جنتْ بل جنَيْ / تَ أنت تعسفتَ أوعاثَها
نكثتَ مرائرَ ذاك المدي / ح جهلاً فقُلِّدتَ أنكاثَها
تبحّثْتُ عن أخبارِه فكأنما
تبحّثْتُ عن أخبارِه فكأنما / نبشتُ صداهُ بعد مرِّ ثَلاثِ
تلقَّتْنيَ الأنباءُ عَنه شبيهَةً / نواشِرَ أرواحٍ لهن خِباثِ
أيها الناكثُ العهودَ ستَجْني
أيها الناكثُ العهودَ ستَجْني / ندماً من عُهودِك المنكوثهْ
أنا باللَّه وَحدَهُ مستغيثٌ / ويميناً لَتأْتيَنِّي المغوثَهْ
فاخشَ ربَّ السماء وأْمَنْ هجائي / قد كفتني أخبارُك المبثوثهْ
لستُ أهجوك ما حييتُ ببيتٍ / وستهجوك عنِّيَ الأحدوثهْ
مطايبُ عيشٍ زايلَتْهُ مخابِثُهْ
مطايبُ عيشٍ زايلَتْهُ مخابِثُهْ / ومُقْبِلُ حظٍّ أطلقْته رَوائِثُهْ
ودولةُ إفضالٍ ويُمنٍ وغبطةٍ / كأن حُزونَ الدهر فيها دمائِثُهْ
وغيثٌ أظلّ الأرضَ شرقاً ومغرباً / فقيعانُهُ خُضرُ النبات أَثائثُهْ
فظبيٌ له سِحرانِ طَرفٌ ونَغمةٌ / يُجدُّ بك الإغرامَ حين تعابثُهْ
يُناغمُ أوتاراً فِصاحاً يروقُنا / تأَنِّيه في تصريفها وحثَاحِثُهْ
ويلحظ ألحاظاً مِراضاً كأنها / تُغانجُ من يرنو لها وتُخانثُهْ
فَيسْبيكَ بالسحر الذي في جُفونِهِ / ويُصيبك بالسِّحر الذي هو نافثُهْ
يَحِنٌّ إليه القلبُ وهو سَقامُهُ / ويألفُ ذكِراه الحشا وهو فارثُهْ
يُجيعُ وِشاحَ الدرّ منهُ مَجالُهُ / ويُشبع مِرطَ الخَزِّ منه مَلاوِثُهْ
وقد طلعتْ باليُمن والسعد كلِّه / لنا والثرى ريَّان تندى مباحِثُهْ
ثلاثةُ أعيادٍ فللفطر واحدٌ / وللعُرف ثانيه وللَّهو ثالثُهْ
يُعَيِّدُها فرعٌ من المجد طيِّبٌ / جَناهُ إذا ما الفرعُ جَمَّت خبائثُهْ
ألا فاسقني في الفِطْر كأساً رَويَّةً / لعلَّ لُهاثَ الصوم يُنقَعُ لاهِثُهْ
مُشعْشَعةً يُضحي لها العُودُ ناطقاً / تَنَاغَى مَثانيهِ لنا ومَثالثُهْ
مع ابن وزيرٍ لم يزل ومحلُّهُ / من الفضلِ يرضاهُ النبيُّ ووارِثُهْ
وما كنتُ مكذوباً وما كنتُ كاذباً / لدى الله لو قلتُ النبيُّ وباعثُهْ
من الصالحين المُصلحينَ بيُمنهِ / غدا العيشُ محموداً ولُمَّتْ مشاعِثُهْ
إذا لم يَعِثْ في مالهِ لعُفاتهِ / فما يُعرفُ العَيْثُ الذي هو عائِثُهْ
تَضمَّنَ تذليلَ الزمان فأصبحتْ / أواعِرُهُ ذَلَّت لنا وأواعِثُهْ
وأُيِّدَ بابنٍ مثلهِ في غَنائه / إذا كَثُرت من رَيب دهرٍ كوارثُهْ
أَغرُّ يكنَّى بالحُسين تضمَّنت / محاسنهُ ألا تُغِبَّ مغاوِثُهْ
إذا ما عُبيدُ اللَّه ضاهاهُ قاسمٌ / فثَمَّ قديمُ المجد ضاهاه حادِثُهْ
ألا بُورك الزرعُ الذي هو زارعٌ / من البِرِّ والحرثِ الذي هو حارثُهْ
ويا حالفاً أنْ ما رأى مثلَ قاسمٍ / على ظهريَ الحِنثُ الذي أنت حانثُهْ
بَرِرتَ وعهدِ اللَّه بِرّاً مُبيَّناً / وإن كثُرت من ذي شِقاقٍ هَنابثُهْ
أبى أن يُرى الحقُّ الذي هو باخسٌ / أخاهُ أو العهدُ الذي هو ناكثُهْ
حليمُ عليم إن تجاهلَ دهرُهُ / جوادٌ كريمٌ إن ألحت مغَارِثُهْ
يظلُّ وتدبيرُ الممالِك جِدُّهُ / وبذل العطايا المُنفِساتِ معَابثُهْ
فتى يقتلُ الأموال في سُبل العلا / لتُورثَهُ المجدَ السنِيَّ مَوارثُهْ
ضرورٌ نفوعٌ عاجلُ النفع ثَرُّهُ / على مُعتفيه آجلُ الضَّرِّ رائثُهْ
نهى جودُهُ عن كل سمحٍ وباخلٍ / شَذى القولِ حتى أحسنَ القولَ رافثُهْ
ترى صاحبَيْه ذا سؤالٍ يَميحُهُ / فواضلهُ أو ذا سؤالٍ يُباحِثُهْ
وما يجتني الميسورَ من لا يزورُهُ / ولا اللؤلؤَ المنثور من لا يُحادثُهْ
وإما أغذَّ السيرَ في إثر خُطَّةٍ / فلا العَجزُ ثانيه ولا الشكُّ رائثُهْ
إذا ما تلاقى كيدُهُ وعداتُه / فثَمَّ تلاقى أجدلٌ وأباغثُهْ
وإمّا أراغَ الحزمَ للخطب مرّةً / فلا الحزمُ معييهِ ولا الخطبُ كارثُهْ
أظلُّ إذا لاقيتُ غُرَّةَ وجههِ / ولَيلي نهارٌ ساكنُ الظلِّ ماكِثُهْ
ليقْصُرْ عليه اليوم في ظلّ غِبطةٍ / ولا يَقْصُرِ العمرُ الذي هو لابثُهْ
ولا زال قَصرُ القُفْصِ أعمرَ مَنزلٍ / به وبدهرٍ صالح لا يُماغثُهْ
فما فضلُهُ والمدحُ دعوى ومُدَّعٍ / ولكنْ هما مِسكٌ ذكيٌّ ومَائِثُهْ
عاقبَ اللَّه كلَّ مَن
عاقبَ اللَّه كلَّ مَن / قال إنّي مُخَنَّثُ
بمَبيتي معَ اُمِّهِ / ليلةً لا تُثلَّثُ
لو رأى ثَمَّ ويحَهُ / أرضَها كيف تُحرَثُ
وهْيَ من حَرِّ فَيشتي / تتلظَّى وتَلْهَثُ
لَدرى هلْ مُذكَّرٌ / فوقَها أم مؤنَّثُ
وغدا حالفاً على / فِحلَتي لا يُحَنَّثُ
شاهداً عندَ ربّهِ / لي بها يومَ يُبعثُ
أيها الباحثُ الذي / عن مخازيه يبحثُ
/
يا ربِّ لا تبعثْ بغيثٍ عَيْثا / فإنه إن حَثَّ غيثٌ غيثا
عادت لَبونُ المُمْطراتِ لَيثا / وأنتَ أهدَى عَجَلاً ورَيْثا
لقد أسمعتَ إذ ناديتَ حياً
لقد أسمعتَ إذ ناديتَ حياً / لهُ تِلقَاءَ داعيهِ انبعاثُ
أبو عيسى العلاءُ فتى المعالي / فداهُ كلُّ من ولدَ الإناثُ
فتىً لا يُستراثُ له فَعالٌ / وشاكِرُهُ يَجُدُّ ويستراثُ
إذا أولَى أياديَهُ أُناساً / فأُولاها لأخراها احتثاثُ
حكيمٌ لا مَعاقدُهُ ضِعافٌ / تُذَمُّ ولا معاهدُهُ رِثاثُ
فليس له انتكافٌ عن ثناءٍ / ولا كَرمٍ إذا خيف انتكاثُ
فتىً صَلُحتْ به الدنيا وكانت / وحالاها اضطرابٌ والتياثُ
أقام بعَدْلِهِ الطرفين منها / وليس كمعشرٍ جاروا وعاثوا
وفي العدل اجتناءُ جَنىً وبُقيا / على مَجنىً وفي الجور اجتثاثُ
ما في حبائل كيدِهنَّ رَثاثةٌ
ما في حبائل كيدِهنَّ رَثاثةٌ / لكنْ حبالُ وصَالهنَّ رِثاثُ
حورٌ سحرنَ وما نَفَثنَ بِرُقيةٍ / فبلغنَ ما لا يبلغُ النُفَّاثُ
لحظاتُهنَّ إذا رنونَ إلى الفتى / بلوى ولكنْ ريقُهنَّ غياثُ
قل للفُضيل إذا انتحى في نسجه / لا تَنسجنَّ فغَزلُك الأنكاثُ
لهفي على سبك البريةِ في لظى / لتُميَّزَ الصفواتُ والأخباثُ
فخرا فإنك حين تُذكر في الورى / واقلِبْ كمثل المِسك حين يُماثُ
أفعالُك الأنجاسُ غيرَ مُدافعٍ / عنها كما أقوالُك الأرفاثُ
وإذا سألت الناسَ عنك ولم تكنْ / لتطيبَ حين يُثيرُك البحَّاثُ
قالوا فَتى الكُتَّاب إلا أنهُ / من شَرْطهِ الأنصافُ والأثلاثُ
ما إن تزالُ قَنا العبيد صوادراً / عنه على أطرافها الأَرواثُ
لفضيحةٍ أبداً يُحَلُّ إزارُهُ / وعلى الحُلاق مع البِغاء يُلاثُ
من معشرٍ كَسَبوا الحرامَ فكلُّهُمْ / منهُ شِباعٌ والبطونُ غِراثُ
بل عاملٌ من خلفهِ وأمامِهِ / عَمَلان يُقطع فيهما ويُعاثُ
حُرِبَ العواهرُ بالفياشل فيهما / فصرخنَ لو أنَّ الصريخَ يُغاثُ
لولا الرُّشا منه هنالك والرُّقى / قسماً لما غَلب المبَالَ مَراثُ
هَوِّنْ عليك فإن رِجلكَ شُعبةٌ / من أربعٍ تكفيكَهُنَّ ثلاثُ
لك أن تقومَ على ثلاثك مَرْكباً / وعليَّ أن يتفارسَ الأحداثُ
كم بِتَّ بين أيورهم مُتقسَّماً / حتى كأنك بينها ميراثُ
ما أنت عندي للبلاد بزينةٍ / بل أنت فيها للعبادِ أثاثُ
أنت الفراشُ لمن أضلَّ فراشَهُ / وكذاك طِرزُك للذكورِ إناثُ
يا من سَمادُ قَراحهِ من أرضهِ / لا غيرها وغُلامهُ الحرَّاثُ
يا سوأةً أبداً تُواري سوأة / حتى يواري شخصكَ الأجداث
جَدْعاً لآنُفِ معشرٍ تُضحي لهم / رَيحانةً يا أيها الكُرّاثُ
من ضرطةٍ خانك الحِتارُ بها
من ضرطةٍ خانك الحِتارُ بها / فمعَّرَتْ وَيْبَها فَتىً دَمِثا
إن أنتَ لم تُخبر الإمامَ بها / كنتَ كمن خان أو كمن نَكَثا
لا تطوِ عنه الحديثَ مُحتشِماً / فالاستُ في الحين تنطق الرفثا
يا طيبَها ضرطةً وإن خَبُثتْ / وربما طاب بعض ما خبُثا
بيناك عند الوزير تخطُبُ في / خَطْبٍ إذا الكيرُ قد نفى خبثا
هَوِّنْ عليك التي مُنيتَ بها / فإنها فَقحةٌ قَضت تَفَثا
وَضَعْ قِناعَ الحياء عنك فقدْ / أصبحَ في أهل دَهرنا خُنُثا
قد بدرتْ سَبَّةُ الخطيب فما / لَجْلَجَ في قيله ولا اكترثَا
هبها كإحدى هَناتِ أحمدَ إذ / يضرطُ في كل مجلس عَبَثا
أو ابن ميمونَ إذ يُضارطُهُ / جهلاً ولا يحفلانِ سوءَ نثا
بغلٌ وبغلٌ هذا يضارطُ ذا / لا صحَّحَ اللَّه تلكمُ الجُثثا
وسائلٍ عنهما فقلتُ له / هما نبيّا الضراط قد بُعِثا
من شراب يفوق كل شرابٍ
من شراب يفوق كل شرابٍ / ويدٍ لم تزل حَياً وغِياثا
ثم وَلَّى مُتوَّجاً تاجَ فخرٍ / سوف يبقى لعَقْبهِ ميراثا
لو درى البينُ بالذي غاب عنهُ / ملأ البينُ ثوبَهُ أحداثا
حَسَداً أو سَقَتهُ أيدي المنايا / من حِمامِ الردى كؤوساً حِثاثا
قُبِّح البينُ إنه غَيرَ شكٍّ / شرُّ من أودع الذكورُ الإناثا
قد مَللنا بشاعةَ الوجهِ منهُ / وأحاديثَه الغِثاثَ الرِّثاثا
يحضرُ البينُ لا شَهِيَّ المُلاقا / ةِ وإن غابَ غاب لا مُستراثا
وأما والأمير لولا حبالٌ / نالها منه لم تكن أنكاثا
لسَقَتْهُ عدواتي جُرَعَ الموْ / تِ ولاجْتثّهُ الهجاءُ اجتثاثا
كان أشقى الأنامِ فانبعث الحَا / ئنُ يا شُؤمَهُ عليه انبعاثا
هو تيسٌ ولا تزالُ ترى التي / سَ شقيّاً عن المُدى بَحَّاثا
رجلٌ يحمل القرونَ ويمشي / لا ترى عندَهُ لذاك اكتراثا
قيل لي إنَّ جارَه ابنَ أبي العقْ / لينِ أضحى لأرضه حَرَّاثا
رجلٌ تُوحشُ المجالسُ منه / وإذا مات أوحشَ الأجداثا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025