المجموع : 10
المَرءُ دُنيا نَفسهِ
المَرءُ دُنيا نَفسهِ / فَإِذا اِنقَضى فَقَد اِنقَضَت
تَفنى لَهُ بِفَنائِهِ / وَتَعودُ فيمَن حَصَّلَت
ما خَيرُ مُرضِعَةٍ بِكَأ / سِ المَوتِ تفطمُ مَن غذَت
بَينَما قُربُ صَلاحِه / أَفسَدت ما أَصلَحت
تَمَتَّع بِمالِكَ قَبلَ المَماتِ
تَمَتَّع بِمالِكَ قَبلَ المَماتِ / وَإِلّا فَلا مالَ إِن أَنتَ متّا
شقيتَ بِهِ ثمَّ خَلَّفتَهُ / لِغَيرِكَ بُعداً وَسُحقاً وَمَقتا
فَجادوا عَلَيكَ بِزورِ البُكا / وَجُدتَ عَلَيهِم بِما قَد جَمَعتا
وَأَوهَبتَهُم كُلَّ ما في يَدَيك / وَخَلّوكَ رَهناً بِما قَد كَسَبتا
أَراكَ يَزيدُكَ الإِثراءُ حِرصاً
أَراكَ يَزيدُكَ الإِثراءُ حِرصاً / عَلى الدُنيا كَأَنَّكَ لا تَموتُ
فَهَل لَكَ غايَةٌ إِن صِرتَ يَوماً / إِلَيها قُلتَ حَسبي قَد رَضيتُ
كُنّا نَفِرُّ مِنَ الوُلا
كُنّا نَفِرُّ مِنَ الوُلا / ةِ الجائِرينَ إِلى القُضاةِ
فَالآنَ نَحنُ نَفِرُّ مِن / جَورِ القُضاةِ إِلى الوُلاةِ
زَيَّنتَ بَيتَكَ جاهِداً وَشَّحتَهُ
زَيَّنتَ بَيتَكَ جاهِداً وَشَّحتَهُ / وَلَعَلَّ غَيرَكَ صاحِبُ البَيتِ
وَالمَرءُ مُرتَهنٌ بِسوفَ وَليتَني / وَهلاكُهُ بِالسوفِ وَاللَيتِ
مَن كانَ وَالأَيّامُ سائِرَةٌ بِهِ / فَكَأَنَّهُ قَد حَلَّ بِالمَوتِ
لِلَّهِ دَرُّ فَتىً يُدَبِّرُ أَمرَهُ / فَغَدا وَراحَ مُبادرَ الفَوتِ
لا بِرَّ أَعظَمُ مِن مُساعَدَةٍ
لا بِرَّ أَعظَمُ مِن مُساعَدَةٍ / فَاِشكُر أَخاكَ عَلى مُساعَدَتِه
وَإِذا هَفا فَأَقِلهُ هَفوَتَهُ / حَتّى يَعودَ أَخاً كَعادَتِه
فَالصَفحُ عَن زَلَلِ الصَديقِ وَإِن / أَعياكَ خَيرٌ مِن مُعاندَتِه
قِيامَةُ مَن ماتَ في مَوتِهِ
قِيامَةُ مَن ماتَ في مَوتِهِ / وَإِخمالُ ما شاعَ مِن صَوتِه
تَرى المَرءَ يجزَعُ مِن فَوتِ ما / لَعَلَّ السَلامَةَ في فَوتِه
وَيَفنى وَلَم تفنَ آمالُهُ / وَإِعمالُ سَوفَ إِلى لَيتِه
وَكَم أَزعَجَ الحِرصُ مِن راغِبٍ / إِلى الصينِ وَالرِزقُ في بَيتِه
وَذي ثِقَةٍ تَبَدَّلَ حينَ أَثرى
وَذي ثِقَةٍ تَبَدَّلَ حينَ أَثرى / وَما شِيَمي مُوافَقَةُ الثِقاتِ
فَقُلتُ لَهُ عَتبتَ عَلَيَّ ظُلماً / فَراراً مِن مَؤوناتِ العُداةِ
فَعُد لِمَوَدَّتي وَعَلَيَّ نَذرٌ / سُؤالُكَ حاجَةً حَتّى المَماتِ
اِشتَعَلَ الشَيبُ فَأَفنَيتُهُ
اِشتَعَلَ الشَيبُ فَأَفنَيتُهُ / وَكلَّ مِقراضي فَأَعتَقتُهُ
كُنتُ إِذا اِستَقصَيتُ قَصّي لَهُ / وَقُلتُ في نَفسِيَ أَفنَيتُهُ
عارَضَني مِن جانِبٍ آخَرٍ / كَأَنَّني قَد كُنتُ زَمَّلتُهُ
الشَيبُ ما لَيسَت لَهُ حيلَةٌ / أَعيانِيَ الشَيبُ فَخَلَّيتُهُ
وَعائِبٍ عابَني بِشَيبٍ
وَعائِبٍ عابَني بِشَيبٍ / لَم يَعدُ لَمّا أَلَمَّ وَقتَه
فَقُلتُ لِلعائِبي بِشَيبي / يا عائِبَ الشَيبِ لا بَلَغتَه