المجموع : 4
ضَريح بِنتي جَعَلتُ بَيتي
ضَريح بِنتي جَعَلتُ بَيتي / وَقُلتُ لَيتي أَموتُ لَيتي
قدومُ حَيٍّ يَغيبُ يُرجَى / وَلَيسَ يُرجى قُدومُ مَيتِ
يا عَينُ ابكي دَماً عَلَيها / فَلَيسَ يَجري دَمعٌ بَكَيتِ
يا لَيلَةَ البَينِ مِن نُضارٍ / صَدَّعتِ قَلبي بِما جَنَيتِ
يا تُربَةً قَد حَوَت نُضاراً / طِبتِ شَذاً بِالَّذي حَوَيتِ
وَعَيتِ عَقلاً وَبَحرَ عِلمٍ / وسُؤدداً بِالَّتي وَعَيتِ
أَمَضَّني الحُزنُ يا نضارٌ / وَصِرتُ مُضنىً لَمّا مَضَيتِ
أَصبَحتُ فَرداً فَلَيتَ أَنِّي / قَضَيتُ نَحباً لَمّا قَضَيتِ
سَعَيتِ لِلعلمِ باجتهادٍ / وَلَم تُمتَّعي بِما وَعَيتِ
سَرَت إِلى عالمٍ عَلِيٍّ / روحُكِ يا بُعد ما سَرَيتِ
إِلى سَماءِ الَّذي تَسامَت / حَتّى رَأَيتِ الَّذي رَأَيتِ
الروحُ مِنكِ اِستحالَ طَيراً / لَمّا تَشَكّى الظَما سَقَيتِ
وَآخِرُ النُطقِ كانَ مِنكِ الت / تَشَهُّدُ اللذ بِهِ رَبَيتِ
وَقَدَّسَ اللَه مِنكِ روحاً / نالَت مِن الخُلدِ ما اشتَهَيتِ
وَإِنَّ بَيتاً أَضحى مَحَلاً / لِخَيرِ بِنتٍ لَخَيرُ بَيتِ
مهَنَّدُكَ المَيمونُ كَالسَيفِ صورةً
مهَنَّدُكَ المَيمونُ كَالسَيفِ صورةً / وَلَكن فِرِندُ السَيفِ ماءٌ بِمُزنَةِ
لَئِن كانَ يَحكي الماءَ لُطفاً وَرِقَّةً / فَكَم هامَةٍ في ذَلِكَ الما غَريقَةِ
فِرِندٌ لَو اَنَّ الجِنَّ لَيلاً تَمُرُّ بي / سَناءً رَأَتها الأُنسُ مِن بَعدِ خِفيَةِ
عَبيدُكَ خَيّاطونَ في الحَربِ قَد رَأَوا / لَها بِذِراعِ الرُّمحِ أَبدان بُهمةِ
وَقَد قَطَّعوها بِالسُيوفِ وَخَيّطوا / بأسهُمِهِم فَتقَ الجُسومِ العَصِيَّةِ
وَبَحرُ دِماءٍ زَورَقُ الشَمسِ غارِقٌ / بِهِ وَنُجومٌ كَالحَبابِ بِخَمرةِ
فَلَو أَذهَبَت ريحٌ تُرابَ جَنابِكُمُ / إِلى النار أَضحَت ماءَ رَوضٍ بِجَنَّةٍ
وَلَو حَلَّ في مِصرَ دُخانُ بلائِكُم / إِذَن بَلغَ الأَهرام حلق بَعوضَةِ
وَلَو أَنَّ مَلكاً رامَ لَثمَ ركابِكُم / وَقَد حَطَّ تَحتَ الرجل أَعلى مَكانَةِ
كَراسيّ أَفلاكِ العُلا التِسعُ لَم يَصِل / لِتَقبيلِه إِلا بِأَوهامِ فِكرةِ
مَليكٌ علا الأَملاك عِزاً وَرفعةً / يُقَصِّر عَن إِدراكِها كُلُّ رِفعةِ
محمد في الأَفلاكِ شَمس وَإِنَّهُم / نُجومٌ مَتى يَبدو سَناهُ اِضمَحَلَّتِ
أَقامَ مَنارَ الشَرعِ شرعِ محمدٍ / وَقامَ بِنَصرِ المِلَّةِ الحَنفيةِ
دَعا دَعوةً في مِصرَ يا لَمحمدٍ / فَكُلُّ مُلوكِ الشَرقِ طاعَت وَلَبَّتِ
إِذا آنَسَت عَيني سَناءَ عُلاكُمُ / فَقَد بَلَغَت مِن دَهرِها ما تَمَنَّتِ
وَرُحتُ كَمثلِ الشَيخ عادَ شَبابُهُ / أَو المَيتِ يَحيا في نَعيمٍ وَغبطةِ
أَيُّ عَيشٍ لِشُيَيخٍ
أَيُّ عَيشٍ لِشُيَيخٍ / هُوَ حَيٌّ مثلُ مَيت
عادِم الأُنسِ غَريب / مُفرَد مِن أَهلِ بَيت
وَلَهُ نَفسٌ تُنادي / لِلمَنايا هَيتَ هَيت
تَتَرَجّى وَتُمنّي / بِلعلِّي وَبِلَيت
وَسَراجي لَيسَ فيهِ / لِلبَقا نُقطَةُ زَيت
سَوفَ يُكنى عَن حَديثي / كانَ مِنهُ ذَيت ذيت
تَفَرَّدتُ لما أَن جُمِعتُ بِذاتي
تَفَرَّدتُ لما أَن جُمِعتُ بِذاتي / وَأُسكنتُ لما أَن بَدَت حَرَكاتي
فَلَم أَرَ في الأَكوانِ غَيري لأَنَّني / أَزَحتُ عَن الأَغيارِ روحَ حَياتي
وَقَدَّستُها عَن رُتبةٍ لَو تَعَيَّنَت / لَها دائِماً دامَت لَها حَسَراتي
فَها أَنا قَد أَصعَدتُها عَن حَضيضها / إلى رُتبةٍ تَقضي لَها بِثَباتِ
تُشاهِدُ مَعنىً رَوضُهُ أَذهَبَ العنا / وَأَيقَظَني لِلحَق بَعدَ سِناتي
أَقامَت زَماناً في حِجابٍ فَعِندَما / تَزَحزح عَنها رامتِ الخلواتِ
لِنقضي بِها ما فاتَ مِن طِيبِ أُنسِنا / بِها وَنَنالَ الجَمع بَعدَ شَتاتِ