القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 4
ضَريح بِنتي جَعَلتُ بَيتي
ضَريح بِنتي جَعَلتُ بَيتي / وَقُلتُ لَيتي أَموتُ لَيتي
قدومُ حَيٍّ يَغيبُ يُرجَى / وَلَيسَ يُرجى قُدومُ مَيتِ
يا عَينُ ابكي دَماً عَلَيها / فَلَيسَ يَجري دَمعٌ بَكَيتِ
يا لَيلَةَ البَينِ مِن نُضارٍ / صَدَّعتِ قَلبي بِما جَنَيتِ
يا تُربَةً قَد حَوَت نُضاراً / طِبتِ شَذاً بِالَّذي حَوَيتِ
وَعَيتِ عَقلاً وَبَحرَ عِلمٍ / وسُؤدداً بِالَّتي وَعَيتِ
أَمَضَّني الحُزنُ يا نضارٌ / وَصِرتُ مُضنىً لَمّا مَضَيتِ
أَصبَحتُ فَرداً فَلَيتَ أَنِّي / قَضَيتُ نَحباً لَمّا قَضَيتِ
سَعَيتِ لِلعلمِ باجتهادٍ / وَلَم تُمتَّعي بِما وَعَيتِ
سَرَت إِلى عالمٍ عَلِيٍّ / روحُكِ يا بُعد ما سَرَيتِ
إِلى سَماءِ الَّذي تَسامَت / حَتّى رَأَيتِ الَّذي رَأَيتِ
الروحُ مِنكِ اِستحالَ طَيراً / لَمّا تَشَكّى الظَما سَقَيتِ
وَآخِرُ النُطقِ كانَ مِنكِ الت / تَشَهُّدُ اللذ بِهِ رَبَيتِ
وَقَدَّسَ اللَه مِنكِ روحاً / نالَت مِن الخُلدِ ما اشتَهَيتِ
وَإِنَّ بَيتاً أَضحى مَحَلاً / لِخَيرِ بِنتٍ لَخَيرُ بَيتِ
مهَنَّدُكَ المَيمونُ كَالسَيفِ صورةً
مهَنَّدُكَ المَيمونُ كَالسَيفِ صورةً / وَلَكن فِرِندُ السَيفِ ماءٌ بِمُزنَةِ
لَئِن كانَ يَحكي الماءَ لُطفاً وَرِقَّةً / فَكَم هامَةٍ في ذَلِكَ الما غَريقَةِ
فِرِندٌ لَو اَنَّ الجِنَّ لَيلاً تَمُرُّ بي / سَناءً رَأَتها الأُنسُ مِن بَعدِ خِفيَةِ
عَبيدُكَ خَيّاطونَ في الحَربِ قَد رَأَوا / لَها بِذِراعِ الرُّمحِ أَبدان بُهمةِ
وَقَد قَطَّعوها بِالسُيوفِ وَخَيّطوا / بأسهُمِهِم فَتقَ الجُسومِ العَصِيَّةِ
وَبَحرُ دِماءٍ زَورَقُ الشَمسِ غارِقٌ / بِهِ وَنُجومٌ كَالحَبابِ بِخَمرةِ
فَلَو أَذهَبَت ريحٌ تُرابَ جَنابِكُمُ / إِلى النار أَضحَت ماءَ رَوضٍ بِجَنَّةٍ
وَلَو حَلَّ في مِصرَ دُخانُ بلائِكُم / إِذَن بَلغَ الأَهرام حلق بَعوضَةِ
وَلَو أَنَّ مَلكاً رامَ لَثمَ ركابِكُم / وَقَد حَطَّ تَحتَ الرجل أَعلى مَكانَةِ
كَراسيّ أَفلاكِ العُلا التِسعُ لَم يَصِل / لِتَقبيلِه إِلا بِأَوهامِ فِكرةِ
مَليكٌ علا الأَملاك عِزاً وَرفعةً / يُقَصِّر عَن إِدراكِها كُلُّ رِفعةِ
محمد في الأَفلاكِ شَمس وَإِنَّهُم / نُجومٌ مَتى يَبدو سَناهُ اِضمَحَلَّتِ
أَقامَ مَنارَ الشَرعِ شرعِ محمدٍ / وَقامَ بِنَصرِ المِلَّةِ الحَنفيةِ
دَعا دَعوةً في مِصرَ يا لَمحمدٍ / فَكُلُّ مُلوكِ الشَرقِ طاعَت وَلَبَّتِ
إِذا آنَسَت عَيني سَناءَ عُلاكُمُ / فَقَد بَلَغَت مِن دَهرِها ما تَمَنَّتِ
وَرُحتُ كَمثلِ الشَيخ عادَ شَبابُهُ / أَو المَيتِ يَحيا في نَعيمٍ وَغبطةِ
أَيُّ عَيشٍ لِشُيَيخٍ
أَيُّ عَيشٍ لِشُيَيخٍ / هُوَ حَيٌّ مثلُ مَيت
عادِم الأُنسِ غَريب / مُفرَد مِن أَهلِ بَيت
وَلَهُ نَفسٌ تُنادي / لِلمَنايا هَيتَ هَيت
تَتَرَجّى وَتُمنّي / بِلعلِّي وَبِلَيت
وَسَراجي لَيسَ فيهِ / لِلبَقا نُقطَةُ زَيت
سَوفَ يُكنى عَن حَديثي / كانَ مِنهُ ذَيت ذيت
تَفَرَّدتُ لما أَن جُمِعتُ بِذاتي
تَفَرَّدتُ لما أَن جُمِعتُ بِذاتي / وَأُسكنتُ لما أَن بَدَت حَرَكاتي
فَلَم أَرَ في الأَكوانِ غَيري لأَنَّني / أَزَحتُ عَن الأَغيارِ روحَ حَياتي
وَقَدَّستُها عَن رُتبةٍ لَو تَعَيَّنَت / لَها دائِماً دامَت لَها حَسَراتي
فَها أَنا قَد أَصعَدتُها عَن حَضيضها / إلى رُتبةٍ تَقضي لَها بِثَباتِ
تُشاهِدُ مَعنىً رَوضُهُ أَذهَبَ العنا / وَأَيقَظَني لِلحَق بَعدَ سِناتي
أَقامَت زَماناً في حِجابٍ فَعِندَما / تَزَحزح عَنها رامتِ الخلواتِ
لِنقضي بِها ما فاتَ مِن طِيبِ أُنسِنا / بِها وَنَنالَ الجَمع بَعدَ شَتاتِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025