القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَفيف الدين التِّلِمْسانيّ الكل
المجموع : 5
نُفُوسٌ نَفِيْسَاتٌ إِلىَ القُرْبِ حَنَّتِ
نُفُوسٌ نَفِيْسَاتٌ إِلىَ القُرْبِ حَنَّتِ / فَلَمَّا سَقَاهَا الحُبُّ بِالكَأْسِ جُنَّتِ
وَكَانَتْ تَمَنَّتْ أَنْ تَمُوتَ صَبَابَةً / فَسَاقَ إِليْهَا الوَجْدُ مَا قدْ تَمَنَّتِ
وَفي الحَيِّ هَيْفَاءُ المَعَاطِفِ لَوْ بدَتْ / عَلى البَانِ كَانَ الوُرْقُ فيْهَا تَغَنَّتِ
عَجِبْتُ لَهَا في حُسْنِهَا إِذْ تَفَرَّدَتْ / لأَيَّة مَعْنىً بَعْدَهَا قَدْ تَثَنَّتِ
شَكَا سُقْمَهُ مُضْنَى هَوَاهَا صَبَابَةً / فَقَالتْ لَهُ أصبِرْ فِي الصَّبَابةِ أَوْ مُتِ
فَمَا عَاشَ إِلاَّ مُغْرَمٌ مَاتَ في الهَوىَ / بِحُبِّي وَهَذَا فِي المُحِبيِّنَ سُنّتِي
سَتَأْتيِكَ مِنِّي قَهْوةٌ إِنْ شَرَبْتَهَا / صَحَوْتَ وَفِي صَحْوِ الهَوىَ كُلَّ سَكْرَتِي
فَلاَ تَمْزِجَنْهَا فَهْيَ بِالْمَزْجِ حُرِّمَتْ / وَلَوْ جُلِيَتْ صِرْفاً عَلَيْهِمْ لَحَلَّتِ
فَإِن هِيَ قَدْ أَفْنَتْكَ سُكْراً فَغِبْ بِهَا / فَمَنْ صَرَّفَتْهُ الصِرْفُ بِالنَّفْي يَثْبُتِ
وَفِتْيَانِ صِدْقٍ كَالنُّجُومِ سَرَوْا عَلَى / رَكَائِبِ عَزْمٍ مَا لَهَا مِنْ أَزْمَّةِ
ذَوِي أَنْفُسٍ لَمْ يَبْرْحِ العِزُّ شَأَنَهَا / رَأَتْ عِزّ لَيْلَى بِالجَمَالِ فَذَلَّتِ
تَوَاصَوْا عَلى حِفْظِ الوَفَا وتَرَاضَعوا / كُؤُوسَ الصَّفَا وَاسْتَمْسَكُوا بِالمَوَدَّةِ
فَنَادَاهُمُ خَمَّارُ دَيْرِ مُدِيرِهَا / فَلَمَّا أَمَاتَتْهُمْ مِنَ السُّكْرِ أَحْيَتِ
فَعَاشُوا بِهَا فِيْهَا علَى حِيْنِ أَسْلَمُوا / إِليْهَا صِفَاتٍ قِيلَ مِنْهَا اسْتُعِيرَتِ
فَمَنْ عَاشَ مِنَّا لَمْ يَنَلْ مِثْلَ نَيْلِهِمْ / وَلَكِنْ مَتَّى تَذْكُرْهُمُ النَّفْسُ حَنَّتِ
أَمَا هذِهِ نَجْدُ أَنيخَا مَطِيَّتِي
أَمَا هذِهِ نَجْدُ أَنيخَا مَطِيَّتِي / لِيَسْقِي بِهَا دَمْعِي مَنَازِلَ عَلْوَةِ
وَأَسْاَلَ عَنْ قَلْبِي فَثَمَّ فَقَدْتُهُ / عَشِيَّةَ سَارَ الظَّاعِنُونَ بِمُهْجَتِي
مَنَازِلُ إِطْرَابي وَمَغْنَى تَهَتُّكى / ومَرْبَعُ إِينَاسِي وَمَوْطِنُ خَلْوَتِي
وَمَغْنىً بِهِ كَانَ الحَبِيبُ منادِمِي / وَمِنْ قُرْبِهِ رُوحِي وَرَاحِي وَرَاحَتِي
سَقَى اللهً عَهْدَاً فِيهِ عَهْدٌ فَعِنْدَهُ / رَمَيْتُ إِلى مَوْلَى الخَلاَعَةِ خِلْعَتِي
وَفِيهِ سَقَاني مَنْ أُحِبُّ مُدَامَةً / فَمِنْهَا إِلىَ يَوْمِ التَّوَاصُلِ نشْوتِي
وَعَاهَدَنيِ فِيهِ بِهِجْرِانِ هَجْرِهِ / وَرَاحَ كَفيلاً لِي بِسُلْوانِ سَلْوَتِي
فَرُحْتُ بهِ بَلْ رَاحَ بِي وَتَرَدَّدَتْ / بِهِ حالَتِي مَا بَيْنَ مَاحٍ وَمُثْبِتِ
فَهَا أَنا مَيَّاسُ المَعَاطِفَ رَافِلٌ / بِبُرْدِي وَمَنْ أَهْوَى مُدَامِي وَحَضْرَتِي
أُعِيرُ الشُّمُولَ الصِّرْفُ سُكْرَ شَمَائِلي / وَأَهْدِي إِلى بانِ الحِمَى حُسْنَ خَطْرَتِي
يَميِناً كَذَا يَا عَاذِلِي عَنْ مَلاَمَتِي / وَإِنْ شِئْتَ خُذْ بِالعَذْلِ عَنِّي بِيُسْرَةِ
فَلَيْسَ أَخُوكَ اليَوْمَ مَنْ قَدْ عَهِدْتَهُ / وَلاَ ذَا الهَوى ذَاكَ الهَوَى فَتَثَّبتِ
لَكَ طَرْفي حِمَىً وَقَلْبِيَ بَيْتُ
لَكَ طَرْفي حِمَىً وَقَلْبِيَ بَيْتُ / فِيهِمَا عَهْدَكَ القَدِيمَ خَبَيْتُ
وَمِنَ السُّكْرِ مَا صَحَوْتُ وَكَلاً / كَيْفَ أَصْحُو وَمِنْ لَمَاكَ أنَتَشيْتُ
بَسَطَ العَاذِلُونَ فِيكَ مَلاَمِي / وَبِسَاطَ القَبُولِ عَنْهُمْ طَوَيْتُ
كَيْفَ يَنْوي السُّلُوَ عَنْكَ المُعَنَّى / يَا مُنَى القَلْبِ وَهْوَ في الحَيِّ مَيْتُ
وَضَلاَلُ عَنْ مِثْلِ حُسْنِكَ صَبْرِي / وَلِقَلْبِي الهَنَا فَإنِّي اهْتَدَيْتُ
بكَ يَا كَعْبَةَ الهَوَى طَافَ قَلْبِي / وَبَداَ بَارِقُ الصَّفَا فَسَعَيْتُ
لاَ تُنْكِرِ البَاطِنَ في طَوْرِهِ
لاَ تُنْكِرِ البَاطِنَ في طَوْرِهِ / فَإِنَّهُ بَعْضُ ظُهُورَاتِهِ
وَأَعْطِهِ مِنْكَ بِمِقْدَارِهِ / حَتَّى تُوَفِّي حَقَّ إِثْبَاتِهِ
وَأظهِرهُ في ذَاتِكِ مُسْتَكْمِلاً / خَشْيَةَ أَنْ تَظْهَرَ فِي ذَاتِهِ
تَمَنَّيْتُ مِنْ وَصْلِ الحَبِيبِ اخْتِلاَسَةً
تَمَنَّيْتُ مِنْ وَصْلِ الحَبِيبِ اخْتِلاَسَةً / وَمَا كُلُّ نَفْسٍ أَدْرَكَتْ مَا تَمَنَّتِ
تَخلَّيْتُ بِالتذْكَارِ وَهْوَ دَلاَلَةً / عَلى زَفْرَةِ فِي أَضْلُعِي مُسْتَكِنَّةِ
تَعَجْبَ نَاسٌ لاِنْقِيَادِي مَعَ الهَوَى / كَذَاكَ عِنَاقُ الخَيْلِ طَوْعُ الأَعِنَّةِ
تَبَدَّى لِيَ الحِبُّ الَّذي أَنَأ عَبْدُهُ / فَحَنَّتْ لَهُ رُوحِي بمَا قَدْ أَجَنَّت
تَجَلَّى لِعَقْلِي دُونَ حِسيِّ فَأَذْعَنَتْ / شَوَاهِدُ أَسْرَارِي لَهُ وَاطْمَأَنَّتِ
تَطَاوَلَ لَيْلِي بَعْدَهُ فَكَأَنَّمَا / يُقَلَّبُ قَلْبِي مِنْهُ فَوْقَ الأَسِنَّةِ
تَعَلَّلْتُ فِيهِ بِالتَّمَنِّي لِقُرْبِهِ / وَلَمْ يَبْقَ مِنِّي غَيْرُ تَرْدِيدِ أَنَّةِ
تَغَيَّرَتِ الأَشْيَاءُ عِنْدِي لِفَقْدِهِ / فَضَوْءُ صَبَاحِي في ظَلاَمِ دُجُنَّةِ
تُهِيجُ عَليَّ الشّوقَ كُلُّ مَرَدَّةٍ / ويَهْدِي إليَّ الوَجْدَ كُلُّ مَرَنَّةِ
تَرَفَّقْ بِقَلْبِي في هَوَاكَ فَإِنَّمَا / بُعَادُكَ نارِي وَاقْتِراَبُكَ جَنَّتِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025