القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الصوفيّ العُماني الكل
المجموع : 16
لا تَحول الأخلاقُ إِلاَّ ببطءِ
لا تَحول الأخلاقُ إِلاَّ ببطءِ / إنها من موارثِ الأمواتِ
هَذِهِ خطتي وتلك صِفاتي / فاسمعوها وإقرأوها صَفَحاتِي
أنا والناسُ فِي المَذَاهب شَتّى / فِرَقاً تنتحِي جميعَ الجِهاتِ
أنا أَنْحُو لكلِّ عذراءَ بِكْرٍ / وفلان ينحو إِلَى الثَّيِّبات
وسِوانا لمُهْرةٍ وحِصان / ولهذا رُكوبه اليَعْملات
ولذاك الفتى مَحبَّةُ هِرٍّ / وسواه مَحبَّةُ النابِحات
وتراه إِلَى الملاعب يلهو / وأخوه يسعى إِلَى الطَّيِّبات
أنا فِي السَّتر للحصينةِ حُبي / لست أهوى تبرج المُحْصَنات
طمحَ العقلُ بالزهاويِّ حَتَّى / كبَّه فِي مهامه المُهلكات
كلُّ ساعٍ فللطبِيعةِ يَقْفو / مِحْوراً فِي تطور المُنشَئات
فلعكس الطباعِ فِي الكون سرٌّ / ترك الخلقَ عقلُهم فِي شَتاتِ
حكمةٌ تترك العقولَ حَيارَى / صَبَّرنا بَهائماً سائمات
مركزُ الطبعِ فِي النفوس عَريقٌ / كجبالٍ كثيفةٍ راسياتِ
خلقٌ فِي الطباع قَدْ صار خَلْقاً / لَيْسَ تمحوه قوةُ المُعصِرات
لا تحول الأخلاقُ إِلاَّ ببطء / إنها من مَوارثِ الأمواتِ
فما أَحْلاه من أُنسٍ بدارٍ
فما أَحْلاه من أُنسٍ بدارٍ / صَبوحُك فِيهِ من رِيمِ الفَلاةِ
نُواصل ليلَنا بالصبحِ أُنساً / ونَطْهَى اللحمَ فِي وقت الغَداةِ
ونَقرِي الضيفَ من لحم غريضٍ / رمتْه أَكفُّنا بالبُنْدُقات
تَظلُّ طُهاتنا ترمى بشحمٍ / رمتْه لَهَا صَناديد الرُّماةِ
وَلَمْ نبرحْ تسير بِنَا المَذاكِي / بفتيانٍ كسَيْرِ الذّارياتِ
فهم صَحْبى نجومٌ فِي الدَّياجي / لهم علمٌ بكَشْفِ المُعضلاتِ
فما أَهْنَى وأَحسنَه زماناً / ألم شُذّاذَنا بعد الشَّتاتِ
بدارٍ لا تَضيق النفسُ فِيهَا / لَهَا فِي القلبِ حسنُ الخاتمات
فقَرِّي يَا ظفارُ لَنَا عيوناً / فقد يأتي زمانُ الطيبات
بهرتْ بالجمالِ لما تَجلَّتْ
بهرتْ بالجمالِ لما تَجلَّتْ / ودَنتْ خوطَ بانةٍ فَتدلَّتْ
وثَنَتْ عِطْفَها فلما تولَّتْ / وعدتْ أن تزور ليلاً فأَلْوت
وأتت بالنهارِ تسحب ذيلا /
برزتْ بالضحى قطوفٌ فمالتْ / أخلفتْ وعدَ وصلِها واستحالتْ
فَتدانيتُ نحوها فاستقالتْ / قلت هَلاّ صدقتِ فِي الوعدِ قالت
كَيْفَ صدقي وهل تُرى الشمسُ ليلا /
فلو علم الأقوامٌ يوماً سَريرتي
فلو علم الأقوامٌ يوماً سَريرتي / وبان لهم فَضْلي وكُنْهَ حقيقتي
لما سلكوا بالهجرِ يوماً طريقتي / سيَنْدم بُعداً من يريد قَطيعتي
ويذكر قولي والزمانَ طويلا /
من يغرس المجدَ فليُحْكِم غِراستُه
من يغرس المجدَ فليُحْكِم غِراستُه / فحفظُك المجدَ أن تحفظ حِراسته
من يطلبِ العلمَ لا يتركْ دِراستَه / رُزِقتَ ملكاً فلم تحسنْ سياسته
كذاك من لا يَسوسُ الملكَ يَخْلَعُهُ /
إِلَى كم أُدارِي الدهرَ ثُمَّ إِلَى متى
إِلَى كم أُدارِي الدهرَ ثُمَّ إِلَى متى / وباعثُ صبرِي لا يزال مُشتَّتا
أُكلِّف نفسي عزةً وتَثَبُّتاً / تجنبتُ ظهرَ الشرِّ حَتَّى إذَا أتى
وحلَّ بدارِي قلت للشر مَرْحبا /
إذَا لَمْ أجد كَنْفاً منيعاً يُظِلُّني / وَلَمْ أرَ فِي الدنيا كريماً يُجِلُّني
ولا ملجأً عن دار قومٍ تُذِلُّنِي / سأركبُ ظهرَ الشرِّ حَتَّى يَملّني
إذَا لَمْ أجد عن مركبِ الشرِّ مركبا /
فواللهِ لا أَدري بأيةِ حيلةٍ / سأحتال فِي تقبيلِ ثغرِ خليلة
تحيرتَ حَتَّى فِي أقلِّ قليلة / أمنديلُنا قُل لي بأي وسيلة
توسلتَ حَتَّى قَبَّلتْك ثغورُها /
فهل يُنْهِموني أن أُبيحَ هواهمُ / وأكشفَ سري فِي الهوى لسواهمُ
دعوني دعوني كي أُقبِّل فاهمُ / فإني من القوم الَّذِين إذَا همُ
قد استُودِعوا الأسرارَ كانوا قبورَها /
أودُّ لِقاكم من حُنُوٍّ وشَفْقَةِ
أودُّ لِقاكم من حُنُوٍّ وشَفْقَةِ / فأنتم أخِلائي ويا خيرَ رفقةِ
فها أنا أدعو من فؤادي بحُرقة / وأسألكم من غير حملِ مَشَقَّة
زيارتَنا إن الوصال مُعظَّمُ /
فها هيَ نفسي بَيْنَكم تَحْملونَها / عَلَى أيِّ حكمٍ فِي الهوى تتركونها
لديكم حياتي أينما تَنْبذونها / وهبتُكم روحي عسى تَقْبلونها
ففي الوصلِ خُلدٌ والصدود جهنمُ /
لِحاظُك تُصمِي القلبَ إن هي راشتِ
لِحاظُك تُصمِي القلبَ إن هي راشتِ / نصبتِ شِراكَ الحبِّ صِدْتِ حُشاشتي
فكيف خلاصي والهوى منك صائدُ /
قَفَوْتُ أبي حياً وبعدَ مماتِهِ
قَفَوْتُ أبي حياً وبعدَ مماتِهِ / وَلَمْ أَقْترِفْ عيشاً يَشين بذاتِهِ
عن المرءِ لا تسأل وسَلْ عن صفاته / أنا ابنُ الَّذِي لَمْ يُخزِني فِي حياته
ولم أُخزِه لما تَغيَّب فِي الرَّجَمْ /
من سُحْبِ راحتِك المَكارمُ أَبْرَقَتْ
من سُحْبِ راحتِك المَكارمُ أَبْرَقَتْ / وبِيَمِّ نائِلك المَلا كم أُغْرِقتْ
وبعرشِ مجدِك كم مَعالٍ عُلِّقت / شمسُ السعودِ ببُرجِ مُلكك أشرقت
وتَزَيَّنت بوجودك الأعيادُ /
قَدْ عَطَّر الأكوانَ رَيّاك الشَّذِي / والدهرُ من طربٍ لديك يقول ذِي
أيامُنا بالأمنِ ذات تَلذُّدٍ / فتهنَّ يَا مولاي بالعيد الَّذِي
وافَى يُجدِّد عهدَ مَا يُعتادُ /
الدهرُ عبدٌ فِي يديك وذا الملا / والأفقُ أشرق من سَناك تَهلّلا
خضمتْ لَكَ الثَّقلانِ طوعاً والعُلى / لا زالتِ العَلياءُ تخدمكم عَلَى
رغمِ العِدى ولرأيك تَنْقاد /
حميتُ ذِمار العهدِ فِي كل جِيرةٍ
حميتُ ذِمار العهدِ فِي كل جِيرةٍ / وجاريتهم بالحِلْم فِي كل سيرةٍ
فزادوا نفوراً لي وإني بجيرة / إِلَى الله أشكو مَا أرى من عَشيرة
إِذَا مَا دنونا زاد حالهمُ بُعدا /
إِذَا ازدحم الأقوامُ كنا أَشدَّها / نُمارس حر الحادثاتِ وبَرْدَها
حِلفنا أكاليلَ المعالي وجِيدَها / ولو علمتْ هذي العشائر رُشْدَها
إِذن جعلتْنا دونَ أعدائِها سَدا /
تحملتُ من هذي العشائرِ شَرَّها / ودافعتُ عنها الخصمَ إِذ رام ضَرَّها
ولو أقبلتْ طوعاً إلينا لَسَرَّها / ولكن أراها أصلح الله أمرَها
وأَخْلَفَها بالرشد قَدْ عدمتْ رشدا /
فهل ظن قلبي قَدْ سَلوتُ عن الهوى
فهل ظن قلبي قَدْ سَلوتُ عن الهوى / وها أنا من فَرْطِ الغرامِ لقد شِبْتُ
فهل كَانَ مني مَا يشين مودتي / وهل ظن معشوقي بأنيَ قَدْ تُبت
كم من أمورٍ فِي الفؤادِ حَوَيْتُها
كم من أمورٍ فِي الفؤادِ حَوَيْتُها / خَفيتْ عليَّ بأنني أخفيتُها
من ذا يقول بأنني أبديتها / ولها سرائر فِي الضمير طويتها
نسى الضمير بأنها فِي طَيِّهِ /
دارٌ بروحِ محبتي غَذَّيْتُها
دارٌ بروحِ محبتي غَذَّيْتُها / وبماءِ كاساتِ الغرامِ سَقَيْتُها
ولكم لَهَا فِي نيةٍ أخفيتها / ولها سَرائرُ فِي الضمير طويتها
نسى الضمير بأنها فِي طيه /
سأكتم أمري فِي الفؤادِ سَيرية
سأكتم أمري فِي الفؤادِ سَيرية / وإِن تك عيني لَيْسَ منه قَريرةً
جعلتُ إِباءَ النفسِ للنفسِ سِيرة / وإِني إِذَا مَا الدهرُ جرَّ جَريرة
لَتأنفُ نفسي أن أُكلمَه عَتبا /
خُلقتُ كريمَ النفسِ للمجد أبتنِي / وعن خطة العَلْياءِ مَا أنا أَنثني
نشأتُ وشأني للمحامد أقتني / وَقَدْ علم القوم الكِرام بأنني
غلامٌ عَلَى حبِّ المكارِم قَدْ شَبّا /
وإني لذو هَمٍّ إِذَا مَا أَتيتَهُ / تجدْه كَوَمْضِ البرقِ مَهْمَا اجْتَلَيته
وإني أخو صدقٍ إِذَا مَا اصطفيْتَه / وإني أخو عزمٍ إِذَا مَا امتضيتَه
نَبا كل عَضْبٍ عنه أَوْ أنكر الضَّرْبا /
صفوتُ من الأكدارِ لا أحمل الأذى / ولا أنطِق العوراء خوفاً من البَذَا
أكفُّ يميني إِن غَثِثتُ من الغِذا / وإِني أعافُ الماءَ فِي صَفْوه القَذَى
وإِن كَانَ فِي أحواضه بارداً عذبا /
فلا أشتكي دهري إباءً ورفعةً / وإِن سامَني دهري عِناداً ومَنْعة
فلا زال هَذَا الدهرُ للناسِ عِبْرة / ولكنّ لي فِي موقفِ الشوق عَبْرة
تُساقط من أجفانِيَ اللؤلؤَ الرَّطْبا /
ولا أنا من تَهمِي لخلٍّ عيونُهُ / ولا مُقتفِي الأظعانِ يَعْلو حَنينُهُ
ولكنني صَبٌّ ترقَّت شئونه / إِذَا ضربتْ أوتارَ قلبي شُجونه
بدت نغماتٌ ترفض الدمعَ مُنصَّبا /
رُوَيْدَك لا تلهو بكأسٍ وخمرةٍ
رُوَيْدَك لا تلهو بكأسٍ وخمرةٍ / فإِنك من قومٍ كرامٍ وأُسرةٍ
فَبادِرْ إِلَى العَليا بكل طِمِرَّةٍ / فلا يكشفُ الغَمّاءَ إِلاَّ ابنُ حُرَّةٍ
يرى غَمراتِ الموت ثُمَّ يَزورُها /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025