المجموع : 15
الحَيَا من غُيوثِكَ البارقاتِ
الحَيَا من غُيوثِكَ البارقاتِ / والجَنَى من أُصولِكَ الباسِقاتِ
لك طيبُ الهناءِ هَنَّأَكَ اللَّ / هُ وللحاسدينَ خُبْثُ الهَناتِ
أَبحَرَتْ عندكَ السّعودُ غَداةً / خلَّفَتْهَا النُّحوسُ عندَ عُداةِ
ولك الأَنْجُمُ السُّراةُ إِلى ما / يَقْتَضِيهِ السرورُ يا ابْنَ السَّراة
ظهرَ الجوهَرُ الشريفُ فأَغنَى / عن أَحاديثِنا غِنَا المُرْهَفَاتِ
وأَبانَتْ عن عِتْقِها الخيلُ فيما / أَعرضته على لِسانِ الشَّبَاةِ
كُلَّ يومٍ لكَ البشائرُ تَحْدُو / بالأَمانِي رَكائِبَ التَّهْنِئاتِ
بَرَكَاتٌ لديكَ وَفَّرَها اللَّ / هُ وأَبْقَى لها أَبَا البركات
طلَعَتْ في جبينِهِ آيةُ الشَّم / سِ وللشَّمسِ آيةُ الآياتِ
واستهلَّتْ به سحابُ الأَراجِي / ودفِينُ الحَيَا بها والحياةِ
فكأَنِّي به وقد مَلأَ الدَّسْ / تَ بِمُسْتَغْرَبِ اللُّهَى واللَّهاةِ
مُطْلِقُ المُسْتَمِيحِ من كُلِّ شَكْلٍ / بيسيرٍ ومُوضِحُ المُشْكِلاتِ
بقضاءٍ تَرْضَى به أَنفسُ الخَصْ / مَيْنِ عَدْلاً أَعْيَى جميعَ القُضاةِ
كلما صَرَّتِ اليراعَةُ سَرَّتْ / بدواءٍ مَحَلُّهُ في الدَّواةِ
يَصْرِفُ الحادِثاتِ من نُوَبِ الأَي / امِ قسراً بالأَنْعُمِ الحادِثاتِ
ويُوالِي الصِّلاتِ مِثْلَ أَبيهِ / فيظُنُّ الصِّلاتِ أُخْتَ الصَّلاةِ
أَيُّ أَثْرٍ في مَتْنِ أَيَّ حُسامِ / وسنانٍ في صَدْرِ أَيِّ قناةِ
كم عصَاةٍ شَقُّوا العَصَا فرماهُمْ / بعَصاً مُوسَوِيَّةٍ للعُصاةِ
ودُهاةٍ تَوَرَّطُوا مُقْفَلاَتٍ / فَتَحَتْهَا آرَاؤُه بهُداةِ
وعُفاةٍ أَغناهُمُ بمَعَانِي / هِ سريعاً فلا عَفَتْ من عُفاةِ
نَحْنُ في ظِلِّهِ نبيتُ فنُثْنِي / عن نَدَى سُحْبِهِ بلَفْظِ النَّباتِ
وعلى جُودِهِ نَحُطُ بما نَسْ / مع إلاَّ لفظَيْنِ هاكَ وهاتِ
كَرَمٌ حاتِمٌ على كُلِّ من يَرْ / جُوه أّوْ لاَ يرجوهُ من هَيْهَاتِ
وأَيادٍ ترى لنا المَكْرُماتِ ال / غُرّ مَهْمَا اقْتُضِينَ للمكرماتِ
عَرَفَتْ فَضْلَها العُفاةُ فما تَرْ / حَلُ عنها إِلا إلى عَرَفَاتِ
بنوالٍ يُعِينُ مَنْ سارَ لِلْم / يقَاتِ مَعْ أَنَّهُ بِلاَ مِيقاتِ
شِيَمٌ خَلَّفَتْ لآلِ خُلَيْفٍ / سِيَرًا تقرع الصَّفا بالصَّفات
وسجايا من إِخوةٍ سادَةٍ غُرٍّ / وَقَعْنَا منها على أَخوات
هُمْ فلا ضُعْضِعُوا كَأَرْبَعَةِ الأَرْ / كانِ شَدَّتْ بَنِيَّةَ الصَّلواتِ
فإذا قُلْتَ أَيُّ بَحْرٍ ونِيلٍ / فَلْيُقَلْ أَيُّ دِجْلَةٍ وفُرَاتِ
زُيِّنَتْ مِنْهُمُ سَمَاءُ المعالي / بمعانِي الكواكبِ النَّيَّراتِ
فعِليٌّ وصِنْوُه الفَذُّ إِسما / عيلُ بَدْرَانِ في دُجَى الظُّلُماتِ
أَشْرَقَا فاجْتَلَتْهُما أَعْيُنُ السَّعْ / دِ وجُوهاً على جًمِيع الجِهات
وتسامَى أَبُو المعالِي وَعَبْدُ اللَّ / هِ سَمْتَ العُلاَ بتلكَ السِّماتِ
بارتياحٍ وحِنْكَةٍ ووقارٍ / وسكونٍ ونَهْضَةٍ وثباتِ
إِن عَبْدَ الوَهَّابِ قد خَصَّهُ اللَّ / ه تعالَى فيهمْ بأَسمى الهباتِ
بالرِّفا والبنينَ رَدَّ الذي فا / تَ من الأَعْظُمِ البوالِي الرُّفاتِ
ورأَى ما رآهُ فيهِ أَبوهُ / من بَنيهِ لا رُوِّعوا بشَتاتِ
ورثوه حَيًّا فدامَ له العُمْ / رُ وأَحْلَى الميراثِ قَبْلَ المَمَاتِ
فاذا أَحْدَقُوا به حَّقَ النَّا / سُ إِلى قشعمٍ بِجًنْبِ الراتِ
فهناءً ففي أَبي البركاتِ الْ / مُرْتَضَى ما يشاءُ من بَرَكاتِ
واعتذاراً فخاطري ذو وَجيبٍ / عند تقصيرِهِ عن الواجباتِ
بَعْضُ إِنعامِكم على رَبَّةِ الدُّو / رِ فماذا يقولُ في الأبياتِ
أَجَزِعْتِ بعد إِقامتي من رحلتي
أَجَزِعْتِ بعد إِقامتي من رحلتي / ليسَتْ عقودُ هَوَاكِ بالمُنْحَلَّةِ
هُوَ ما علمتِ من الغرامِ فَعَلَّةٌ / من فِيك تَشْفِي غُلَّتِي أَو عِلَّتي
ما زُلْتِ عن قلبي وإِن شَحَطَ النَّوى / فنُقِلْتِ ساعَةَ نقلتي من نُقْلَتِي
تحت الشّراعِ أَبيتُ غيرَ مُوَسَّدِ ال / أَيدي إِذا ما بِتُّ تحتَ الكِلَّةِ
وأَطوفُ في الأَقطارِ لا من رغبةٍ / في كثرةٍ أَو رغبة عَنْ قِلَّةِ
كم ضاحِكٍ خلفي وتحت ضلوعِهِ / نارٌ تُشَبُّ بأَدمعٍ مُنْهَلَّةِ
نطقي الذي خَفَضَ اللئامَ فلا هوى / ويدي التي عبثَتْ بهمْ لا شُلَّتِ
لي نقلةٌ ليستْ تُفَتَّر دائماً / والبدرُ غير مُفَتَّرٍ في النُّقلة
ولقد دُلِلْتُ على الكرامِ وإِنَّما / كان النَّدى والبأْسُ بعضَ أَدِلَّتي
ملكٌ تلقَّى دولةً قد أَقبلَتْ / يسعى إِليه بسعدِها لا وَلَّتِ
فلئن حَلَلْتُ عُرايَ عن أَوطانِهِ / فمدائِحي معقودةٌ ما حُلَّتِ
ما سِرْتُ عن عَدَنٍ ولا عن أَهلِها / إِلا وقد أَحْرَزْتُ كُلَّ مسرَّةِ
وتَخَيَّرَتْ عيني الجِلابَ وأَهلَها / فرزقت أَيمن جُلْمَةٍ في حَلْبَةِ
كم لابنِ عبدِ اللِّه عندِيَ من يدٍ / تبيضُّ عند الشّدةِ المسودَّةِ
الناخذاءُ عِليٌّ المُحْتَلُّ من / رُتَب الرِّبانَةِ رأْسَ أَرفعِ رتبةِ
من يهتدي في مظلماتِ بحارِه / وقت الضلالِ بفطْنَةٍ مبيَّضةِ
ويودُّ نوحٌ أَنهُ رُبَّانُهُ / لو كان شاهَدَ مالَهُ من خِبْرةِ
لله جُلْبَتُهُ التي نَهَضَتْ بما / قد حَمَّلَتْهُ وصَمَّمَتْ في الحَمْلَةِ
وسَمَالها ذُو رأسٍ فاسْتَذْرَتْ بِهِ / في ساكنِ الأَمواجِ دانِي الهَبَّةِ
حتَّى إِذا كَمُلَتْ لها آلاتُها / من عُدَّةٍ تجري بها أَو عِدّةِ
مدَّتْ من الرّيحِ التي يختارُها / فطَوَتْ بساطَ بحارِها الممتدَّةِ
ضَرَبَتْ ببطنِ رباك ظَهْرَ دياقَةٍ / ولَوَتْ إِلى الإِحسانِ ثم تَوَلَّتِ
وعَوَى لها كلبو فقال مَرَاكَةٌ / أَهلاً لقيتَ ومرحباً فتثنَّتِ
ثم استقامَتْ في قعو واستَظْهَرَتْ / في بطنِهِ صُبْحًا بحَطٍّ مُثْبِتِ
وتجنُّبٍ قادجَ العميرَ ولم تكُنْ / للعارَةِ الفيحاءِ ذاتَ تلفُّتِ
واستشرفَتْ للبابِ فانفَتَحَتْ لها / طُرُقُ السَّلامَةِ من بحارِ الرحمةِ
فسقى المنادِخَ من مكلا صيرَةٍ / مُزْنٌ يَفُوزُ بكُلِّهِ ذُو الخُشَّتِ
وَهَمى لِمَغْبُونٍ وَصَيِّلةً الحيا / غَدِقاً وحيَّى اللُّه رأْسَ التِّرمِتِ
فعوانَ فالركمايِ فالحبلِ الذي / فيه المَغَاصُ فما حوى من دُرَّةِ
فموارِدِ التّيسينِ من أَمواجِها / فمياهِ عَنْدِ يَد الرِّحابِ المَنْبِتِ
فمقرِّ أَبعَلَ لي إِلى حَرُّ وجَةٍ / فالكردَمِيَّاتِ التي وَكَفَى التى
شَرْمٌ كُفِينا الشَّرَّ فيه ومن يَجُزْ / حَدَّ الصِّراطِ مُبَشَّرٌ بالجَنَّةِ
للِّه ذُو ألأَفراسِ غيرَ صَواهلٍ / وسَرَنْدَلِي والماءُ مِنْ مُبْذُولةِ
فإِلى بناتِ حَجُو فَمَطْرَحِ جانبِ ال / حَرْنُو نِيابِ فسارِبُو فالحَمْلَةِ
فالماءِ من بُلَعٍ وما هو آجِلٌ / فالعَزْرِ من سارُو تجاهَ القُلَّت
فجزيرةِ النَّعْتِ التي هيَ ملجأٌ / أَوصَيِّلِ الناموسِ فوقَ الشَّوْرَت
فمياهِ أَو الشَّوْلِ من أَفيائِها / فمسارِحِ الأَغنامِ عند العَرْبَةِ
ولبحرِه عندي ولستُ أَقوله / ما ضلَّني تذكارُه عن بَحْرَتي
فَدَرْعَرعٍ فالقَحْمِ فالقَلى الذي / منه المجازُ فدجلةٍ فالطُّرَّةِ
فمغاثِ ذي المَعِزِ القليلِ ثُغاؤُهُ / فالماءِ من حاراتِ عند الفَلَّةِ
فمدارِ ظهرَيْهَا فرأْسِ سَرُوجِها / فراقُ رأْسِ سَرُوجها من مُنْيَتي
فبعادِ بَعْسَلَ لي دفَّنى داخلاً / بطن الحُبابِ بأَزْيَبٍ مُتَثَبِّتِ
طوبَى لتلك القولَتَيْنِ بيانعا / سِرْ منه تفضها إِلى بَرِّيَّةِ
إِذ مندلو ادبر مصغى وقصارها / وعبيتها ودهرها في القبضةِ
فنقا مشايتري فصهر يجي دسي / محراب ما ضع وهي كالمعمورةِ
فالواحةِ الغرّاءِ أَحسن مطرح / تبدو لنا دخه بأَيمن غرةِ
فمبايعات يلينها ويلينها / يغدو مبايعهم بأَوفر بيعةِ
بالسَّمْنِ بالأَعسالِ بالأَغنامِ بالذُّ / رَةِ التي قد أسْرَفَتْ في الكَثْرةِ
فانهَضْ إِلى حِينٍ إِلى سكبٍ إِلى / مَرْسَى إِماراتٍ بأَوَّلِ مرّةِ
وبَعَالِ عن راس الوعابي وحل / ظهر نهالها وتَعَدَّ عن ذي الفضلةِ
فاقصد زرائِبَ للمبيتِ وإِن تُرِدْ / رِيًّا فرِدُهُ مِن ذِي الَأثلةِ
وإِذا مَرَرْتَ بصصات فحَيِّهِ / سعياً وما مِنْ حَوْلِهِ من شُعْبَةِ
واندَخْ سواكِنَ داخلاً في حَوْرِها / واركَبْ على الأَعلى بأَعلى همّةِ
يا حبّذا أَنْسَتْ وقد أَنَّستُها / من بَرْكِسَايَ غداةَ قُلْتُ بلمحةِ
وأَدمت عن أَدْمَاتَ سَيْرِي بائِتًا / منْ آضُعٍ في مثلِ وَسْطِ البلدةِ
فَشَعوبُ عَدِّ إِلى جزيرتِها التي / عُرِفَتْ بعبدِ اللِّه عند النِّسْبةِ
فَعُرى الحريِص إِلى زور زينب إِلى / مرسى مَجَرْتَاتٍ وخيراً جَرَّتِ
فإِلى الخوايِ إِلى كراعِيتَ إِلى / مرسى مَدَرْوِيتَ التي قَدْ دَرَّتِ
ثم استمرَّت عن طيوب وأَن حلت / فكلا ولكن في في دَرورٍ حلَّتِ
ولنا الحبور محرامات وقد / أَبدى زهير صيلا كالزهرةِ
فنويّ أَو مرسى عروسٍ أَو محا / ومحا محلٌّ منه حَلُّ العُقْدةِ
مد ريح أَو يعو نرى فالسدى / من راكباي إِلى مكلاَّ حَطَّتِ
فإِلى السَّلاقَيْنِ اللذَيْن تَعَرَّفَا / باسمَيْنِ من صغر بحبّ وكبرةِ
ولقد عَقَدْتِ نَفَحْتُ آمالي كما / عُقِدَ الحليبُ بِجَوْهَرِ الأَنفحتِ
وضربت جَعْدَ دمادبٍ بدبادبٍ / فَغَدَتْ مُبَشِّرَةٌ لنا بالدَّوْلَةِ
نُشِرَتْ فأَنْشَرَتِ الشِّراعَ ولم تَعُقْ / عند العَيُوقِ بمُدَّةٍ عن مدةِ
جَرَتْ خيلُ النَّسيمِ على الغديرِ / ورُدَّتْ تحت قسطالِ العبيرِ
وعَبَّ الصُّبحُ في كأْسِ الثُّرَيَّا / وكان برحَةِ القَمَرِ المنيرِ
وقام على جبين الشمس يهفو / كما يهفو اللِّواءُ على أَميرِ
ودار بها على يدِهِ فكانَتْ / كطوقِ الجامِ في كفِّ المديرِ
ومَجَّت في زجاجِ الماءِ لونًا / قد انْتَزَعَتْهُ من حَلَبِ العصيرِ
فقمنا نستنيمُ إِلى قلوبٍ / تناجَتْ تحت أَستارِ الصُّدورِ
نحقِّقُ بالوفا عِدَةً الأَماني / ونملأُ بالرِّضا نُخَبَ السرورِ
إِلى أَن غادرَتْنَا الكأْسُ صَرْعَى / نَفِرُّ من الكبيرِ إِلى الصغيرِ
ونحسَبُ أَنَّ دِيكَ بني نُمَيْرٍ / أَميرُ المؤمنينَ على السَّريرِ
رُزِقْنَا التاجَ والإِيوانَ منها / وطُفْنَا بالخَوَرْنَق والسَّديرِ
ورُحْنَا تَستطيفُ بنا الليالي / ونبسُطُ من يمينِ المستجيرِ
كَأَنَّا من تَسَحُّبِنَا عليها / روادِفُ تستطيلُ على خُضورِ
وجَرّدْنَا المدائِحَ فاسْتَقَرَّتْ / على أَوصافِ جُرْدَنَّا الوزيرِ
فَنَظَّمْنَا المفاخِرَ كاللآلِي / وحَلَّيْنَا المعالِيَ كالنُّحورِ
وقمنا في سماءِ العِزِّ نَرْعَى / جبينَ الشَّمْسِ في اليومِ المطيرِ
وأَعجَبُ ما جَرَى أَنَّا أَمِنَّا / ونحنُ بجانبِ الليثِ الهَصورِ
وأَرسَلْنَا من الأَشعارِ رِيحًا / نَهُزُّ بها المعاطِفَ من ثَبِيرِ
وقَلَّدْناهْ دُرًّا جاءَ منه / كذاك الدُّرُّ جاءَ من البُحورِ
وقُلْنَا للمُسائِلِ عن عُلاهُ / تَسَمَّعْ قد وَقَعْتَ على الخَبيرِ
لهيبُ صواعِقِ العَزَمَاتِ مِنْهُ / يكاد يُذيبُ أَفئِدَةَ الصُّخورِ
وماءُ مكارمِ الأَخلاقِ منه / يكادُ يردُّ صاعِدَةَ الزَّفيرِ
وأَغراسُ الأَمانِي في يَدَيْهِ / بِهِنَّ معاطِفُ الدَّوْحِ النَّضِيرِ
وعَيْنُ حِرَاسَةِ المَلِكِ اسْتَخَصَّتْ / فلم تَطْرِفْ على سِنَةِ الفُتورِ
رأَى منه المليكُ حِلَى أَمينٍ / بَرِئَ النُّصْحِ من سُقْمِ الضَّميرِ
فأرْقاهُ إِلى الرُّتَبِ اللواتي / يراها النجمُ من طَرْفٍ حَسيرِ
وصَدَّرَهُ على الدِّيوانِ سطراً / هو البِسْمُ التي فوق السُّطورِ
فطالَ بضَبْطِهِ باعُ ارتفاعٍ / تشمّر قبل باعٍ قَصيرِ
ونادَتْهُ الدُّهورُ خُلِقْتَ معنًى / تَكَرَّرَ بَيْنَ أَلسِنَةِ الدُّهورِ
وأَصبحَتِ القصورُ كما عَهِدْنا / مشيَّدةً على غَيْرِ القُصورِ
وصُيِّرَتِ البلادُ جِنانَ عَدْنٍ / وكانَتْ قبلُ من نارِ السَّعيرِ
تدبَّرَها فدَبَّرَها برأْيٍ / محا ظُلُمَاتِها بِضياءِ نورِ
ومدَّ على الرَّعِيَّةِ ظِلَّ عدلٍ / وقاهُمْ لَفْحَ أَلسِنَةِ الهجيرِ
وجدَّل بالسَّعادَةِ مَنْكِبَيْهِ / فَجَرَّ ذيولَها حِبَرَ الحُبورِ
أَحامِي المُلْكِ بالباعِ المُرامِي / وراعِي المُلْكِ باللَّحْظِ الغَيُورِ
ومَنْ هُوَ ناظرٌ فيه بذهن / له إِدراكُ أَعقابِ الأُمورِ
خدمتُ بخاطرِي عَلْيَاكَ جُهْدِي / ولم أَخْدُمْ به غَيْرَ الخطيرِ
وكنتُ متى نظمتُ نظمتُ منه / لِرَبِّ التَّاجِ أَو ربِّ السَّريرِ
فدُمْ تطوي العِدَا والسَّعْدُ يَشْدُو / عليهم لا نُشورَ إِلى النُّشورِ
قد عَصَيْنا النُّهَى فكيف النُّهاتَا
قد عَصَيْنا النُّهَى فكيف النُّهاتَا / وأَطَعْنَا الصِّبا فيكف الصُّباتا
وخشِينا فواتَ لَذَّةِ عيشٍ / قَلَّما ساعدَ الخليعَ مُوَاتَى
فالسُّقاةَ السُّقاةَ أَسعدكَ الل / ه على حَثِّكَ السُّقاة السُّقاتا
هاتِ بنتَ الكرومِ واستعِملِ اللحْ / ن لمعنىً عندي وقُلْ لِيَ هاتَا
عَلَّمَ المُعْجِزُ المسيحيُّ عينَيْ / هِ فأَحْيَا بلَحْظِها أَوْ أَماتا
فأَدارَ الكؤوسَ تُلْهِي عن الهَمِّ / سريعاً وما يَجوز اللَّهَاتا
ما ركبْنَا منها الكُمَيْتَ فثُرْنَا / في نواحِي الهُمومِ إِلا كُماتا
أَيُّها العاذِلُ المُفَنِّدُ فيها / لاتَ حينَ الملام وَيْحَكَ لاتَا
جَعَلَتْنَا المدامُ نُصْبِحُ أَحيا / ءً ونُمْسِي في حُكْمِها أَمواتا
فإِذا ما سَأَلْتَ عنِّي فاسْأَلْ / كيف أُضْحِي ولا تَسَلْ كيفَ باتا
ليَ كالنَّخْلَةِ السَّحوقِ حديثٌ / غَيْرَ أَنِّي كما غَرَسْتُ النَّواتا
كنتُ لا أَرْهَبُ الليوثَ وقددا / رَزمانِي حَتَّى رَهِيْتُ الشَّاتا
وَلَوَ آنِّي قذفتُ يوما حَصَاةً / بِيَدَيْ فِطْنَتِي أَصَبْتُ الحَصَاتَا
قُلْ لمَنْ مَا لَهُ سِلاحٌ يَدَعْ من / جَرَّدَ العضبَ واسْتَجَرَّ القناتا
وهنياً له أبو القاسم النَّدْ / بُ نهانِي بما أَقولُ النُّهَاتا
هو بَحْرٌ وما يُكَدِّرُهُ الحا / سِدُ أَنْ باتَ فِيه يُلْقِي القَذَاتا
قد سَعَى بي الوشاةُ نحو عُلاهُ / فسعَوْا لي فلا عَدِمْتُ الوشاتا
حَرَّكوا لي الشَّباةَ منه وظنُّوا / أَنهم جرَّدوا عَلَيَّ الشَّباتا
فَدَعَا من بَلَرْمَ حَجِّي فلبَّيْ / تُ وَكانَتْ سُرْقُوسَةَ الميقاتا
وامتَطْيُت الفلاةَ أَقْتَحِمُ الهو / لَ وَلولاهُ مَا امتطيْتُ الفلاتا
فِي جبالٍ أَرسى الشتاءُ عليها / قاطناً لا يخافُ عنها الشَّتاتا
كلُّ سامِي الذُّرى تُسَامِقُه الشم / سُ فيعتدُّ نحوَها مِرْقاتا
وقيلٌ أَن يركَبَ الركْبَ في السَّعْ / يِ لمغناهُ المَوْتَ لا المَوْماتا
وَهْوَ قَدْ جَدَّ واسْتَجَدَّ على شَرْ / طِ أَبُوَّاتِهِ وقال وماتا
واقتسمنا مكانَ عارِضِ غيثٍ / عِشْتُ في ظلَّهِ وكنتُ النَّباتا
واقْتَضَتْ عنده الرَّفاهَةُ أَنِّي / صارَ يومي سَبْتاً ونَوْمِي سُباتا
وتَبَحَّرْتُ في لغاتِ أُناسٍ / لَمْ تَزَلْ عَنْ مَسَامِعِي مُلْغَاتا
قد عدمتُ الوفاءَ منمهم ولولا / عَطْفَةٌ منه ما عَدِمْتُ الوَفَاتا
ثم حَيَّيْتُ وجْهَهُ فتأَمل / تُ حياءً يُولِي الحَيَا والحياتا
كرمٌ ينجِزُ العِداتِ وسلطا / نٌ على رسمه يُبيدُ العُداتا
يرقبُ الداءَ والدّواءَ إِذا ما / قيلَ قَد قَرَّبُوا إِليهِ الدَّواتا
ويداهُ في الغَرْبِ أَغْرَبُ شيءٍ / ما تَرَى النَّيلَ منهما والفُراتا
وحبالٍ في الله رَثَّتْ فما با / تَ إِلى أَنْ لَمْ يُبْق منها انْبِتَاتا
مِنْ قُرَيْشَ الذين هُمْ جَبَلُ الفخ / رِ إِذَا كان غَيْرُهُمْ مِرْدَاتا
عُدَّ مِنهُمْ في السَّبْقِ مَنْ يَعْبُدُ الل / هَ تعالَتْ صِفاتُه واللاَّتا
لا كَمَنْ ماتَتِ المَنَاسِبُ منهُ / فَهْوَ يُحْيِي أَرضَ المِحالِ المَوَاتا
لو غَدَا المَجْدُ صُورَةً كان منها / أَخْمَصاً حافِياً وكُنْتَ الشَّواتَا
وأَنا المُوضِحُ الدَّليلَ بلَفْظٍ / ما ارتضى تُوضِيحاً ولا المِقراتا
لِيَ طَبْعٌ لانَتْ لديهِ القوافي / فلوِ اختارَ لم يَدَعْ بَعْدُ هاتا
عوّادةٌ غنّت لنا صوتاً
عوّادةٌ غنّت لنا صوتاً / يشبهُ نزْعَ الروحِ والموتا
كأنها والعُودُ في حِجْرها / ثاكلةٌ قد أسندَتْ مَيْتا
شبّهتُها من فوقِ أوتارِه / بعنكبوتٍ نسجَتْ بيتا
ومتيّمٍ بالآبنوسِ وجسمُه
ومتيّمٍ بالآبنوسِ وجسمُه / عاجٌ ومن إذهابِه حُرُقاتُهُ
كتمَتْ دياجي الشَّعْرِ منه بدرَها / فوشَتْ به للعينِ عيّوقاتُهُ
رأيت الفقيهَ أبا طالب
رأيت الفقيهَ أبا طالب / إذا قلتُ مسألةً بتّها
لحازتْ يميناهُ جزْلَ العلومِ / وحازتْ يدا غيرِه سُحْتَها
فيا صاديَ الفقرِ رِدْ بحرَه / ودعْ للظِّباءِ بها قلْتَها
وطالبُ جودِ أبي طالب / يُحكّمُه فيه كيف اشتهى
دعاني الى سدرةٍ عندَهُ / وبالغَ في هزّها وانتهى
فقلتُ له دارُكم جنّةٌ / وسدرتُكم سدرةُ المنتهى
يا ذا الذي أنطقَهُ مالُه
يا ذا الذي أنطقَهُ مالُه / وكان لولاهُ حليفَ السكوتْ
ما لكَ من مالكَ إلا الذي / تسُدّ منه خلّة أو تَقوتْ
سيّانِ من أصبحَ في جوسقٍ / أو كان في بيتٍ من العنكبوتْ
ما الفقرُ يُدْني لامرئٍ موتَه / ولا الغِنى يمنَعُهُ أن يموتْ
وعسكريٍّ كلما رُمتُه
وعسكريٍّ كلما رُمتُه / جرّد لي حُبَّ مُلاحاتِه
آراءُ قلبي منه خفّاقةٌ / كأنها من بعضِ راياتِه
عُلِّقتُه بدراً ولكنّهُ / صيّرَ خوضَ الهولِ هالاتِه
كأنّما ألحاظُه علّمَتْ / من فيك غاراتِ غاراتِه
لها ناظرٌ في ذُرى ناضِرٍ
لها ناظرٌ في ذُرى ناضِرٍ / كما رُكِّبَ السنُّ فوق القناةِ
لوَتْ حين ولّت لنا جيدَها / فأيُّ حياةٍ بدَتْ من وفاةِ
كما ذُعِر الظبيُ من قانصٍ / ففرّ وكرّر في الإلتِفاتِ
ولطيفةِ الألفاظِ لكنْ قلبُها
ولطيفةِ الألفاظِ لكنْ قلبُها / لم أشكُ فيه لوعةً إلا عَتا
كمُلَتْ محاسنُها فودّ البدرُ لو / يحظى ببعضِ صفاتِها أن يُنْعَتا
قد قلتُ لما أعرضتْ وتعرّضَتْ / مؤيْساً يا مُطعماً قلْ لي متى
قالتْ أنا الظبيُ الغريرُ وإنما / ولّى وأوجَسَ نبْأةً فتلفّتا
يا قولةً فتنتْ بها في خاطرٍ / من خاطرٍ تركَ الفؤادَ مُفَتتا
لولا ظُبىً تنسلُّ من لحَظاتِه
لولا ظُبىً تنسلُّ من لحَظاتِه / لجنيتُ ورداً لاحَ في وجَناتِه
ظبيٌ تحمّل خصره من ردْفِه / خطَراً إذا ما اختالَ في خُطُواتِه
أجني العيونَ جليَّ نورِ جبينهِ / وجنى بمنعِ جنيِّ نورِ لِثاتِه
قلبي فيسرةُ ليثِ طرْفٍ فاترٍ / لا يتّقي الهجَماتِ من أجَماتِه
يا أهلَ رامةَ ما ريمكُمُ عَدا / في فتْكةٍ بالأسْدِ عن عاداتِه
أقطعْتُهُ قلبي فقطّعه أسًى / فعلامَ يُتلِفُ ذاتَه بأداتِه
ومعرّضٍ للسومِ فيهِ سفاهةً / حرُّ الكلومِ ألذّ من كلِماتِه
كاتمتُه وجدي فعبّر ناظري / عن سرّ ما ألقاهُ من عبَراتِه
ولكَمْ نَهى عنّي النُهى فعصيتُه / ورِضيْتُ بيعَ النفسِ في مَرْضاتِه
ولقد عدِمْتُ العيشَ لما هالَني / بدرٌ حُدوجُ العيسِ من هالاتِه
فليَ الغرام وللإمامِ المُرتَجى / مجدٌ عقودُ الحمدِ في لبّاتِه
يقظٌ أضاءَ بقلبِه نورُ الهُدى / فكأنّه النبراسُ في مِشكاتِه
ومحبِّر الألفاظِ يكسو طُرْسَهُ / وشياً صفاتُ الروضِ دون صفاتِه
ربضَ ابنُ حُجْرٍ حَجْرةً عن شأوِه / واغتالَ غَيْلاناً مدى غاياتِه
أبداً روّيتُه بديهتُهُ فما / يلقاكَ لولا حِلمُه بأناتِه
وموطّأ الأكنافِ قد نسجَ التُقى / ثوباً فأفرَغَهُ على جَنَباتِه
يا حافظاً يُطْوى صباحُ علومِه / ما مدّ ليلُ الجهلِ من ظُلُماتِه
ولئن عدا من عادةٍ محمودةٍ / من أخذِنا للقوتِ في أوقاتِه
واغتالَ بالجدْبِ الغلالَ وخالَنا / إن غلّ نَلبسُهُ على علاّتِه
فمليكُه المرهوب يُعدِمه ندىً / فيعودُ حيّ العَود بعدَ مماتِه
لا غرْوَ إن صلُحَ الزمانُ بصالحٍ / أفعالُه غُرَرٌ على جَبهاتِه
ملكٌ لو انّ اللهَ قدّم عصرَهُ / لأتى به القرآنُ في آياتِه
كالغيثِ في إروائه ورَوائِه / والليثِ في وثَباتِه وثَباته
ذو راحةٍ وكفتْ ندىً وكفتْ ردًى / فقضَتْ بهُلْكِ عِداتِه وعُداتِه
زهرتْ نجومُ السعدِ عن آرائه / وسطَتْ جيوشُ النصرِ عن راياتِه
فرعٌ فالمُجتَلى المُجتَنى / من حُسنِه يحظى ومن ثَمَراتِه
ألِفَتْ خزائنُ مالِه من جُودِه / ما تألفُ الأعداءُ من فَتَكاتِه
يا ماجداً يطوى بشارقِ عدلِه / ما مدّ ليلُ الجهلِ من ظُلُماتِه
إنّا حمِدْنا الدهرَ منكَ ولم نكُنْ / لنذُمّ دهراً أنت من حسَناتِه
اهنأ بعيدٍ أنت معنى لفظِه / فيكَ اكتَسى مُستَحْسَناتِ صِفاتِه
فإذا سمعتَ بقائلٍ سمعَ الحَيا / بنوالِه نبِّهْهُ عن غَفَلاتِه
أترى سحابَ الجودِ أقْشَعَ مانعاً / هيهاتَ ليس المَنْعُ من آلاتِه
أبَتِ المكارمُ أن يضنّ بمشْربٍ / أن غرّقَ الثَقَلينِ بحرُ هِباتِه
ما أنجحَ الآمالَ عند مظفّرٍ / ظفِرَتْ لديه بشافعٍ من ذاتِه
فاسْلَمْ لتفريقِ النوالِ مضاعِفاً / فينا وجمعِ الحمدِ بعد شَتاتِه
الله يعلم أنني ما خلتُه
الله يعلم أنني ما خلتُه / يصبو الى الهجرانِ حين وصَلْتُهُ
لا ذَنبَ لي إلا هواهُ لأنني / لما دعاني للغرامِ أجبتُهُ
أحبابَنا أنفقتُ عُمري عندَكُم / ومتى أعوَّضُ بعضَ ما أنفقْتُه
ولمن أسيرُ الى سواكُم في الهوى / والقلبُ في عرَصاتِكُم خلّفتُه
أأرومُ بعدَكُم محبّاً صادقاً / هيهاتَ ضاقَ العمرُ عما رمتُهُ
وحياتِه قسَماً أعظِّم ذكرَهُ / وهو العليمُ بصِدْقِ ما قد قلتُهُ
إن لامَني لا لُمْتُه أو كادَني / لا كِدْتُه أو خانني لا خنتُه
ولأصبِرَنّ على تغيّرِ حالِه / صبرَ الكرامِ وإن تزايَدَ عَنتُه
حتى يُليّنَ لي قساوةَ قلبِه / ويُتمّ لي بالصّبرِ ما أمّلتُه
يقولُ أناس لو نعتّ لنا الهَوى
يقولُ أناس لو نعتّ لنا الهَوى / فوالله ما أدري لهُم كيفَ أنعتُ
بَلى غيرَ أني لا أزالُ كأنّما / عليّ من الأحزانِ بيتٌ مُبيَّتُ
إذا اشتدّ ما بي كان أفضلُ حيلتي / لهُم وضعَ كفّي تحت خدّي وأصْمُتُ
حملَ الخضابَ على المَشيبِ لكيْ
حملَ الخضابَ على المَشيبِ لكيْ / يُصْبي الحسانَ بديعُ حِلْيَتِه
ما كان أسعدَهُ غداةَ يُرى / وضميرُه كضميرِ لِحْيتِه
لئن زاد في ذَقْنه حُمرةً
لئن زاد في ذَقْنه حُمرةً / بما زادَ في الوجهِ من صفرتِهْ
فمن كثرةِ الصفْعِ في رأسِهِ / تصفّى له الدمُ في لحيتِهْ