القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 4
مازلتُ في طَوري أُخاطبُ ذاتي
مازلتُ في طَوري أُخاطبُ ذاتي / من غير ماطَورٍ ولا ميِقات
حتى تَفَقّهْتُ الخطابَ كأنّهُ / قد كانَ يُسْمَعُ منْ جميع جهاني
آنَستُ نارَ الأُنس من وادي طُوى / سرَّي فَضَاءَتْ بالهدى ظُلُماتي
قَسَماً بنون الكون والقَلَم الذي / قد خَطَّ في لوح البقاء صفاتي
وَبمَنْ بَقيتُ على الفناء لحُبه / حتى غدا موتي عَليْه حياتي
إنّي رأيَتُ به وجودي في الورى / عَدمي وآلامي به لَذَّاتي
عَن كُلِّ شيءٍ قَدْ خَفيتَ وإنَني / لأراكَ في الأشياء بالآيات
حَسْبي وصالُكَ فَهْوَ أوَّلُ بُغيتي / أملاً وأخرُ مُنتهى طَلباتي
إنَّ النزوعَ إلى لقائكَ حجَةٌ / يَرمي فؤادَ الصّبِّ بالجمرات
حَجي بجُثماني إليكَ بحجَتَي / بالأين إذ لا أينَ منكَ لآتي
وَمُنايَ أنتَ إذا أَقامَ على منى / قوم ومَعرفَتي ذُرى عَرَفات
وَلَبَيْتُ قَلْبٍ أنت ساكنُ خلبه / لأحقُّ بالتّطواف والعمرات
لَسْتُ المروَّعَ بالجحيم ولا الذي / يبغي جناناً غَضّة الثَمرات
تَرْكُ الشّهيِّ لما يُحَبُّ دوامُه / شَرَه وَحرص في اقتنا الشّهوات
والخوفُ من شيءٍ سواكَ تَشَاغل / بسواكَ في عُمُري وَبَعْدَ مماتي
بل بُغيتي صلَتي بحَضْرَتكَ اللتي / جَلّتْ عن الحركات والسَكَنَات
وَتَخلُّصي من آلتي لأنالَ ما / لا يَنبغي بتناوُل الآلات
وَتَمَتُّعي بجَمالكَ الفَرد الذي / هو غايةُ الحُسن البديع الذاتي
حَسَنٌ على الأكوان منهُ بهجةٌ / معشوقة للنّاس من لمحاتي
روحُ البريّة نَفْحَةٌ من روحه / نَسَمَتْ فأحيَتْ مَيِّتَ النّسمات
لم أدعُ هزّاً للعطاء ولم أزدْ / علماً بحالي حالةَ الأزمات
إنْ كانَ علْمُكَ حاضراً ذاتاً وما / توليه فيّاضاً على الأشتات
لكنْ أُوَطدُ للتّلَقّي مُهْجَةً / قَلقَت بما أُبديه من دَعَواتي
ولأَنتَ أقرَبُ حينَ أدعو مُخلصاً / في الخطب من ريقي إلى لهواتي
فَلكَ الثّناءُ السّرْمَديَ مؤبّداً / لم يحُصه مُتَكلم بصفت
ما عايَنَتْ عَينايَ في عُطلتي
ما عايَنَتْ عَينايَ في عُطلتي / أفحش مِن حَظِّي ومن بختي
قَد بِعتُ عَبدي وَحِصاني وَقَدْ / أَصبحتُ لا فوقي ولا تحتي
لاموا على عِشْقِ مَن فيهِ الورى حارَتْ
لاموا على عِشْقِ مَن فيهِ الورى حارَتْ / وقالوا أعورْ بقى إذْ مُقلتوا ثارَتْ
فَقُلتُ عَيناهُ تُهوى كيفما صارتْ / ذي ضُرَّتينِ وذي مِن حُسنِها غارتْ
يا معشرَ العشّاقِ من له ثبات
يا معشرَ العشّاقِ من له ثبات / إذا زَعَقْت الصّانعة يا بنات
أنا التي أُسبي عقولَ الرجال /
بلين أَعطافي وغنجِ الدَّلالْ /
وأطمِعْ النِّسا بطيبِ الوِصالْ /
وأنا منْ المها الغرِّ الشامخاتْ / لمّا أنادي الصانِعه يا بَنات
مَن ذا رأى في مصرَ أو في الشآم /
هذا اللمى من تحت هذا الوشام /
مثل الأقاحي أو كنوزِ البشامْ /
كَخُضرةِ لاآسِ وَحُلوِ النبات / لما أنادي الصّانعه يا بَنات
أنا العروسُ الكامله بالحُلى /
في كلِّ شارع لي بهِ مُجتلى /
ومن رأى ردفي وخصري خلى /
إلا افتَتَنْ من فرطِ عشقي ومات / لما أنادي الصانعه يا بَنات
أَمصُّ روحه في مجاري الكؤوس /
وإن غشى منّي أعانق وأبوس /
وما أجرحه قطَ بمشراطِ وموس /
إلا بالحاظِ المها الفاترات / لما أنادي الصانعه يا بنات

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025