المجموع : 3
ضَحِكَ الزمانُ لَنَا فَهاكَ وهاتِهِ
ضَحِكَ الزمانُ لَنَا فَهاكَ وهاتِهِ / أوَ مَا رأيتَ الوردَ فِي شجراتِهِ
قد جاءَ بِالنَّارِنْجِ من أَغصانِهِ / وبخَجلَةِ المعشوقِ من وَجَنَاتِهِ
وكساهُ مولانا غلائلَ سَيْفِهِ / يوماً يُسَرْبِلُهُ دماء عُدَاتهِ
مِنْ بَعْد مَا نَفَخَ الحيا منْ رُوحِهِ / فِيهِ وعرْفُ المِسْكِ من نَفَحَاتِهِ
إِنْ كَانَ أبدعَ واصفٌ فِي وصفِهِ / فلقد تقاصَرَ عن بديع صِفاتهِ
كمديحٍ سيفِ الدولة الأعلى الَّذِي / أَعْيا فأَعْيا فِي مدى غاياتِهِ
مَلِكٌ يُنيرُ الجودَ فِي لَحَظاتهِ / واليُمْنُ والإِيمانُ فِي عَزَمَاتِهِ
وحياتِه إِنْ كَانَ أَبقى حاجةً / لِمَن ارتجاه غيرَ طُولِ حياتهِ
عَرَفْتُ عوازِفَكَ السَّابِقاتِ
عَرَفْتُ عوازِفَكَ السَّابِقاتِ / بَوَادِي السَّنا واضِحاتِ السِّماتِ
وَمَا كِدْتُ أَبْسُطُ لَحْظَ الغرِيبِ / وَمَا آنَ حَلِّي عِقالَ الأَناةِ
وبَيْنا أُرَاقِبُ نَشْءَ السَّحا / بِ هَبَّتْ رِياحُكَ لِي بالهِباتِ
وَمَا كادَ يَنْصُفُ لَيْلُ الهُمُومِ / أَنارَ صَباحَكَ لي فِي البَياتِ
فَوَفَّرْتُ فِي الوَجْهِ ماءَ الحياءِ / بِداراً إِلَيْهِ بِماءِ الحَياةِ
فكَيْفَ وَقَدْ راقَ شُكْرِي عَلَيْكَ / وأَوْثَقْتَ لي منكَ رَهْنَ العِدَاتِ
فهذا أوانُ أَذانِ الغِداءِ / وَقَدْ حانَ منّا إِقامُ الصَّلاةِ
وهذا إِمامُ الهُدى مُنْصِتٌ / إِلَى دَعْوَةِ الدِّينِ والمَكْرُماتِ
يَا صَفْوَةَ الأَجفانِ من عَبَراتِها
يَا صَفْوَةَ الأَجفانِ من عَبَراتِها / ومُدَّخَرَ الأَضلاعِ من زَفَرَاتِها
هلُمِّي إِلَى أُمِّ الرَّزَايا فأَسْعِدِي / نفوساً يضيقُ الدَّهْرُ عن حَسَراتِها
لخطبٍ رمى فِي آلِ خَطَّابَ سَهْمَهُ / فَفُجِّعَتِ الدُّنيا بأَسْرى سَرَاتِها
فيَا عَبْرَةَ الأَيَّامِ بالقَمَرِ الَّذِي / بِهِ عاذَتِ الأَيَّامُ من عَبَراتِها
ويا غَمْرَةً لِلْمَوْتِ غالَ حِمامُها / فتىً أَنْقَذَ الأَحرارَ من غَمَراتِها
ويا دَوْحَةَ العِزِّ الَّتِي قادَتِ المُنى / إِلَى باسِقِ الأَغصانِ من شَجَراتِها
لَئِنْ فاتَني صَرْفُ الحِمامِ بِظِلِّها / لقد أَخْلَفَتْ لي من جَنى ثَمَرَاتِها
وإِن غاضَ عَيْنَيْ ماءِ دِجْلَةَ حَيْنُها / لقد أَغرقَتْ أَرْضَيَّ بَعْدَ فُرَاتِها