أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي عَلِيًّا
أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي عَلِيًّا / وَقاهُ اللهُ صَرْفَ النَّائِباتِ
مَقالاً لَمْ يكُنْ وَأَبِيكَ مَيْناً / وَلمْ أَسْلُكْ بِهِ طُرُقَ السُّعاةِ
أَصِخْ لِيَبُثَّكَ الإِسْلامُ شَكْوى / تُلِينُ لَهُ الْقُلُوبَ الْقاسِياتِ
فَلَيْسَ لِنَصْرِهِ مَلِكُ يُرَجيّ / سِواكَ الْيَوْمَ يا مَجْدَ الْقُضاةِ
لأَعْيا الْمُسْلِمِينَ يَهُودُ سُوءٍ / فَما تَحْمِي الْحُصُونُ الْمُحْصَناتِ
وَلا لِلْمُورِدِ الْمَلْعُونِ وِرْدٌ / سِوى أَبْنائِهِمْ بَعْدَ الْبَناتِ
يَبِيتُ مُجاهِداً بِالْفِسْقِ فِيهِمْ / فَتَحْسِبُهُ يُطالِبُ بِالتِّراتِ
بِأَيَّةِ حُجَّةٍ أَمْ أَيِّ حُكْمٍ / أُحِلَّ لَهُ سِفاحُ الْمُسْلِماتِ
أَما أَحَدٌ يَغارُ عَلَى حَريمٍ / أَماتَتْ غِيرَةُ الْعَرَبِ النُّخاةِ
أَنامَت في الغمود سيوف طي / أم انقطعت متون المرهفات
أَما لَوْ كَانَ لِلإِسْلامِ عَيْنٌ / لَجادَتْ بِالدُّمُوعِ الْجارِياتِ
دَعاكَ الدِّينُ دَعْوَةَ مُسْتَجِيرٍ / بِعَدْلِكَ مِنْ أُمُورٍ فاضِحاتِ
لَعَلَّكَ غاسِلٌ لِلْعارِ عَنْهُ / بِسَيْفِكَ يا حَلِيفَ الْمَكْرُماتِ
تَنَلْ أَجْراً وَذِكْراً سَوْفَ يَبْقى / عَلَيْكَ مَعَ اللَّيالِي الْباقِياتِ
أَمِثْلُكَ مَنْ يَجُوزُ عَلَيْهِ هذا / بِخُبْثِ مِحالِهِ وَالتُّرَّهاتِ
وَما قَلَّ الْوَرى حَتّى تَراهُ / مَكاناً لِلصَّنِيعةِ فِي السُّراةِ
فَقَدْ مَلأَ الْبِلادَ لَهُ حَدِيثٌ / يُرَدَّدُ بَيْنَ أَفْواهِ الرُّواةِ
يَشُقُّ عَلَى الْوَلِيِّ إِذا أَتاهُ / وَيَشْمِتُ مَعْشَرَ الْقَوْمِ الْعُداةِ
فَخُذْ لِلهِ مِنْهُ بِكُلِّ حَقٍّ / وَلا تَضَعِ الْحُدُودَ عَنِ الزُّناةِ
بِقَتْلٍ أَوْ بِحَرْقٍ أَوْ بِرَجْمٍ / يُكَفِّرُ مِنْ عَظِيمِ السَّيِّئاتِ
وَلا تَغْفِرْ لَهُ ذَنْباً فَيَضْرى / فَبَعْضُ الْعَفْوِ أَغْرى لِلْجُناةِ
لِيَعْلَمَ مَنْ بِأَرْضِ النِّيلِ أَضْحى / وَمَنْ حَلَّ الْفُراتَ إلى الصَّراةِ
بِأَنَّكَ مِنْهُمُ لِلْعَدْلِ أَشْهى / وَأَرْغَبُ فِي التُّقى وَالصَّالِحاتِ
وَأَغْضَبُهُمْ لِدِينِ اللهِ سَيْفاً / وَأَقْتَلُ لِلْجَبابِرَةِ الْعُتاةِ
إِذا أَمْرٌ أُضِيعَ مِنَ الرَّعايا / فَإِنَّ اللَّوْمَ فِيهِ عَلَى الرُّعاةِ