القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 10
سَل ابنْةَ القَومِ هل تَدري بما صَنَعتْ
سَل ابنْةَ القَومِ هل تَدري بما صَنَعتْ / ألحاظُها بفُؤادٍ فيهِ قد رَتَعَتْ
مَليحةٌ قَطَعَتْ من مُهجتي طَرَفاً / ولَيْتَها حاسَبَتْني بالذي قَطَعَتْ
صُبحٌ إذا سَفَرَتْ غُصنٌ إذا خَطَرَتْ / ظَبْيٌ إذا نَفَرَتْ مِسكٌ إذا سَطَعَتْ
أجفانُها خَلَعَتْ سُقْماً علَيَّ ولا / لَوْمٌ عليها فمِن أثوابِها خَلَعتْ
لَئنْ تَكُنْ عن سَوادِ العينِ غائبةً / فإنَّها في سَوادِ القلبِ قد طَلَعَتْ
وإن أتى من شِهابِ الدِّينِ مُقتَبَساً / كِتابُ أنُسٍ وقد غابَتْ فلا رَجَعتْ
حَيَّا الحَيا أرْضَ زَوْراءِ العِراقِ ضُحىً / فتِلكَ أرضٌ لأهلِ الفضلِ قد جَمَعَتْ
لَئنْ مَضَت دَولةُ المُلكِ القديم بها / فدَولةُ العِلمِ منها قَطُّ ما انقَطَعتْ
فيها الرِّجالُ المَشاهِيرُ الذينَ بهِمْ / مَنارةُ العِلمِ فوقَ النَّجمِ قد رُفعتْ
من كُلِّ أبلَجَ واري الزَّنْدِ في يَدهِ / أقلامُ صِدقٍ بأمرِ اللهِ قد صَدَعَتْ
كلُّ البِلادِ وإن جَلَّتْ مَحاسِنُها / عِقْدٌ فَريدَتُهُ بغدادُ قد وُضِعَتْ
تَسَعى إليها القوافي السَّائراتُ كما / تَسعَى إلى الكَعْبةِ الحُجَّاجُ حينَ سَعَتْ
أرضٌ تَتُوقُ إلى مَرأى مَحاسِنها / عيني لكَثْرةِ ما أُذْني بها سَمِعَتْ
حَسِبتُها فَلَكاً إذْ قِيلَ إنَّ بِها / ذاكَ الشِّهابَ الذي أنوارُهُ لَمَعَتْ
ماذا أقرِّظُ من ذاكَ المقَامِ على / تَقريظِهِ لمقاماتي التي طُبعَتْ
ليسَ الشَهادةُ من ضُعفي بنافعةٍ / لكن شَهادَتهُ تلكَ التي نَفَعَتْ
أسَفاً لمن قد ماتَ قبلَ مَماتِهِ
أسَفاً لمن قد ماتَ قبلَ مَماتِهِ / لا بل لَعَمْري مات قبلَ حياتِهِ
لم يَدْرِ طَعْمَ العَيشِ مُنتبِهاً لهُ / كالحَيِّ حَتَّى ذاقَ طَعْمَ وَفاتِهِ
هذا غُلامٌ كالكُهولِ فكيفَ لو / بَلغَ الشَبابَ وخاضَ في فَلوَاتِهِ
ما زالَ يَنَحتُ ذِهنُهُ من قَلبِهِ / حَتَّى بَراهُ فكانَ شَرَّ عُدَاتِهِ
نَهْنِه دمُوعَكَ يا أبهاُ فقد جَرَى / ما قد جَرَى ومَضَى على عِلاّتِهِ
أشقَى الوَرَى عَيناً وأضيَعُ مَدمعاً / مَن قد بَكَى للأمرِ بعد فَواتِهِ
قد كانَ قبلَ البَينِ أهلاً للبُكا / إذ لم يكُنُ أمَلٌ بطُولِ ثَباتِهِ
عَهدِي بهِ أنْ لا يعيِشَ نَظيرُهُ / فَحسِبتُهُ قد جَفَّ مُنذُ نَباتِهِ
إذ لم يَجِدْ في الناسِ أمثالاً لهُ / طَلَبَ الملائكَ فَهْيَ من طَغمَاتِهِ
ولقد رآهُ الدَّهرُ من آحادِهِ / فلِذاكَ لم يُدْخِلْهُ في عَشَراتِهِ
يا صاحبَ السَّبْعِ السِّنينَ ودُونِها / ماذا تَرَكتَ لشَيخِنا في ذاتِهِ
أنتَ الغريبُ كما نَرَاكَ وهكذا / شَمْلُ الغريبِ يكونُ قُرْبَ شتاتِه
قد ضاق جسمك عن مدى النَّفس التّي / ضغطت هياكِلها جميع جهاتهِ
فمَضت إلى الموعودِ من غاياتِها / ومَضَى إلى المعهودِ من غاياتِهِ
هذا الذي تَرَكَ الأبُ الأقصَى لنا / لكن كَحظِّ بَنيهِ حَظُّ بَناتِهِ
كأسٌ على الغِلمانِ يَعرِضُ تارةً / قبلَ الشُّيوخِ لُسوءِ رأيِ سُقاتِهِ
يا أيُّها القبرُ الذي استُودِعْتَهُ / أبشِرْ فما من قائلٍ لكَ هاتِهِ
إِعطِفْ عليهِ فأنتَ حَقاً أمُّهُ / وازجُرْ ثَراك مُؤَدِّباً حَشَراتِهِ
واحرصْ على ذاكَ اللِسانِ فإنَّهُ / قد كانَ يَسقِي الشَّهْدَ من كَلِماتِهِ
لَكَ أُمُّهُ رَبَّتْهُ فاشكُرْ فَضْلَها / واشكُرْ أباهُ فذاكَ من حَسنَاتِهِ
يا طالما سَهِرَتْ عليهِ فقُلْ لها / ها قد أمِنْتِ اليومَ من يَقَظاتِهِ
لا تَخلَعي ثوبَ السَّوادِ لأجلِهِ / ما دامَ تحتَ اللَحْدِ في ظُلُماتِهِ
لمّا رآكِ وقد دَعَوْتِ بفارسٍ / سَبَقَ الرِّجالَ وجَدَّ في خَطَواتِهِ
لا تُنكِري هذا القَضاءَ بمَوتِهِ / فلَقَدْ جَرَى فيهِ على عاداتِهِ
بَلغَ الكمالَ كطاعنٍ في سنِّهِ / فَيكونُ ذلكَ مُنتَهَى أوقاتِهِ
يا قلبَ حنَّا اُبنَ دوماني اصطبر كَرماً
يا قلبَ حنَّا اُبنَ دوماني اصطبر كَرماً / هذا بشارةُ يحكي زهرةً يَبِستْ
وزُرْ ضريحاً لقد نادَى مؤرِّخُهُ / فيهِ بِشارةُ يوحنَّا قد اندرسَتْ
قد أدركت نَجمَ فوَّازٍ قرينتُهُ
قد أدركت نَجمَ فوَّازٍ قرينتُهُ / ذاتُ التُّقَى كاترينا بالتُّقَى رُحِمَتْ
كريمةُ النَّفسِ والأخلاقِ فاضلةٌ / قد ابتدتْ بالتُقى أرَّختُ واختتَمتْ
يا آلَ ثابِتَ بعدَ فقْدِ كريمِكم
يا آلَ ثابِتَ بعدَ فقْدِ كريمِكم / كُفُّوا البُكاءَ فكلُّ حيٍّ مائتُ
ولقد تحقَّقَ مِن مُؤرِّخِهِ الرَّجا / في حِجْرِ إبراهيمَ يوسُفُ ثابتُ
بَنَى الأمينُ ابنُ رَسلانَ الأميرُ على
بَنَى الأمينُ ابنُ رَسلانَ الأميرُ على / لُبنانَ داراً لهُ باللُّطفِ قد شَهِدَتْ
وإنَّ داراً لوجهِ الحقِّ عاضِدةٌ / لها يدُ اللهِ في تاريخها عَضدَتْ
وَجَبَتْ زيارةُ تُربةٍ مبرورةٍ
وَجَبَتْ زيارةُ تُربةٍ مبرورةٍ / في طَيِّها شخصُ الكَرامةِ بائتُ
قد أثبَتَ التَّاريخُ فيها أنَّهُ / في منزلِ الأبرارِ يوسُفُ ثابِتُ
اليومَ قد وَرِثَ المُلكَ المُعَدَّ لهُ
اليومَ قد وَرِثَ المُلكَ المُعَدَّ لهُ / كريمُ نفسٍ لهذا الحَظِّ قد خُلِقَتْ
في مَضجَعٍ قالَ بالتَّاريخِ زائِرُهُ / في المُلكِ عادةُ قُسطَنطينَ قد سبقَتْ
يا مَن أغارَ عليهِ ريحٌ أصفرٌ
يا مَن أغارَ عليهِ ريحٌ أصفرٌ / كمْ مِن غُصونٍ بالرِّياحِ تقصَّفتْ
حوَّلتَ وا أسفا بني فرحٍ إلى / حُزنٍ لهُ كلُّ القلوبِ تَلهَّفَتْ
يا نخلةً ذَهَبتْ بلا ثُمرٍ نَرى / كلُّ العِبادِ على صِباكَ تأسَّفَتْ
ونَراكَ في اللحدِ المؤرَّخِ شمعةً / وَرَدَ الهَوَى يوماً عليها فانطفَتْ
في حضنِ إبراهيمَ سارةُ أصبحت
في حضنِ إبراهيمَ سارةُ أصبحت / بكرٌ بصَدْرِ العامِ كان مَماتُها
محمودةُ الأوصافِ بُستانيَّةٌ / قد صارَ في روضِ الجِنانِ نَباتُها
لمّا استعدَّت للرَّحيلِ تهلَّلتْ / شوقاً إلى دارٍ يدومُ ثَباتُها
قالت مؤرِّخةً بحَسْبِ صَلاحِها / موتُ النُّفوسِ الصالحاتِ حَياتُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025