المجموع : 6
عُجْ بالعقيقِ ونادِ أُسْدَ سَراتهِ
عُجْ بالعقيقِ ونادِ أُسْدَ سَراتهِ / أسْرى قُلوبٍ في يَدَي ظَبَياتِهِ
واِبذُلْ به نقدَ الدموعِ عساهُمُ / أن يُطلِقوها رشوةً لقُضاتِهِ
واِسألهُم عمّا بهم صنعَ الهَوى / لشقائِهِنّ به وجَورِ وُلاتهِ
هامَت بواديه القُلوبُ فأصبحتْ / منّا النّفوسُ تَسيحُ في ساحاتِهِ
إن لم تُذِقْنا الموتَ أعيُنُ عِينِه / كمَداً فأصْحانا لَفي سَكَراتِهِ
نقضي ويَنشُرُنا هَواهُ كأنّما / نفَسُ المَسيحِ يهُبُّ في نفَحاتِهِ
وادٍ إذا دارِينُ سافرَ طِيبُها / عنها غَدا متوطّناً بجِهاتهِ
إن لم تكُن بالحظِّ تعرفُ أرضَهُ / فلقد زَهَتْ أكنافُها بنباتِهِ
كمنَتْ بأكناف الرَّبارِبِ أُسْدُها / فيه الكِناسُ تُعدّ من غاباتهِ
للّهِ حيٌّ أشبهَتْ بصفاحِها / فِتيانُه اللفتاتِ من فتياتِهِ
ومحلِّ طعنٍ شاكَكَتْ برِماحها / خُفراؤُهُ القاماتِ من خَفراتِهِ
فلكٌ مشارقُه الجُيوبُ أما تَرى ال / أطواقَ في الأعناق من هالاتِهِ
تَهوي بُدورُ التِمِّ تحت قِبابِه / وتَلوحُ أنجمُه على قنواتِهِ
أسدُ النّجومِ وإن تعذّر نَيلُه / أدنى وصولٍ من وُصولِ مَهاتِهِ
دون الأماني البيض خلفَ سُتورِه / حُمرُ المَنايا في عَمود حُماتهِ
حرمٌ بأجنحةِ النّسورِ صيانةً / عضّتْ كَواسرُهُ على بَيضاتِهِ
وحمى به نصَبَ الهَوى طاغوتَهُ / فاِحْذَرْ به إن جُزْتَ فِتنةَ لاتِهِ
لم نَدْرِ أيّهُما أشدُّ إصابةً / مُقلُ الغَواني أم سِهامُ رُماتِهِ
تُغنيكَ وَجناتُ الدُمى عن ورْدِهِ / ومَراشفُ الغِزلانِ عن حاناتِهِ
سلْ عن أوانِسِ بَيضِهِ قمرَ الدُجى / فعساهُ يُرشدُنا إلى أخَواتِهِ
واِنشُدْ به إن جئتَ يانِعَ بانِه / قلبي فطائِرُهُ على عذَباتِهِ
ما بالُهُ من بَعدِ عِزِّ جَوانبي / يختارُ ذُلَّ الأسْرِ في جنَباتِهِ
يا حبّذا المتحمّلونَ وإن همُ / حكَموا على جَمعِ الكَرى بشَتاتِهِ
أمّوا العَقيقَ وخلّفوا خَلفَ الغَضا / جِسمي الفَنا وتعوّضوا بحياتِهِ
غابوا عن الدّنِفِ المفدّى طيفُهم / إن صدّقَ الرؤيا بذَبح سِناتِهِ
نسخَوا زَبورَ عَزاهُ منذُ بهَجرِهم / نسَجوا سُطورَ الدّمع في وَجَناتهِ
لولا غَوالي الدُرِّ بين شِفاهِهِم / لم يرخُصِ الياقوتُ من عَبَراتِهِ
أحيا الدُجى كمداً فخرّ صباحُهُ / ميْتاً فأوقعَهُ القَضا بِشواتِهِ
ولَجَ الهَوى فيه فأخرَجَ كِبده / فلِذا بَذيُّ الدّمعِ من حدَقاتِهِ
يُخفي صبابتَهُ ومَصدور الهَوى / نطقَ الدُموعَ الحُمرَ من نَفثاتِهِ
سيّانِ فيضُ دُموعِه يومَ النّوى / وندى عليِّ المَجدِ يومَ هِباتِهِ
فخرُ السيادة والعُلى المَلِكُ الّذي / سجدَتْ وُجوهُ الدّهرِ في عَتَباتِهِ
صِمصامَةُ الحقِّ المُبينِ وعاملُ الد / دينِ القَويمِ سِنانُ مَسنوناتِهِ
الكوكبُ الدُرّيُّ نورُ زُجاجةِ ال / مُختارِ بل مِصباحُ ذُرّياتِهِ
حرٌّ يدلُّ على كريمِ نِجادِه / طيبُ النّبوّةِ من جُيوبِ صِفاتِهِ
سمْحٌ يدُ التّصويرِ خطّتْ للوَرى / سُبُلاً إلى الأرزاقِ في راحاتِهِ
فطِنٌ له ذهنٌ إذا حقّقْتَه / أبصرْتَ نورَ اللَّهِ في مِشكاتِهِ
يَقفو ظُهورَ الكائِناتِ بحَدسِه / فيَرى وُجوهَ الغَيبِ في مِرآتِهِ
عيسى الزّمانِ طَبيبُ أمراضِ العُلا / مُحيي رُفاتِ الجودِ بعد مَماتِهِ
للَّهِ كم في عِلمِه من دُرّةٍ / مخزونةٍ كمنَتْ بِلُخِّ فُراتِهِ
إن يَعبُقِ النّادي بحُسنِ حديثِه / فلِطيبِ ما تَرويهِ لُسْنُ رُواتِهِ
متورّعٌ عفُّ المآزِر طائِعٌ / يعصي الهَوى للّهِ في خلَواتِهِ
ما أشغلَتْهُ طاعةٌ عن طاعةٍ / فصلاتُه مشفوعةٌ بصِلاتِهِ
فسلِ المضاجِعَ عن تجافِيه الكَرى / واِستخْبِرِ المحرابَ عن نغَماتِهِ
يتقرّبُ الجاني إليه لعَفْوهِ ال / مأمولِ عند السُخْطِ في زلّاتهِ
كلُّ المطالِبِ دونَه فلوَ اِنّهُ / طلبَ السِماكَ لحطّ من درجاتِهِ
لسِنٌ يُواري باللسانِ مهنّداً / تُشفى صدورُ الحقِّ في ضرباتِهِ
ما قال لا يوماً ولا عثرَ الهوى / كلّا ولا التأثيمُ في لهَواتِهِ
لو أنّ أصدافَ اللآلي أُوتيَتْ / سَمْعاً عليها آثرَتْ كَلِماتِهِ
أو للنُجومِ يُباعُ حُسنُ بَيانِه / أعطَتْ دَراريها بُدورَ بِناتِهِ
يوحي الكلامَ إلى جَمادِ يَراعِه / سرّاً فيُفصحُ عن بَديعِ لُغاتِهِ
فالدّرُّ يَدري أنّ أكرَم رَهْطِه ال / مَنثورُ والمنظوم من لفَظاتِهِ
والسحرُ يعلم أنّما هاروتُه / قلمٌ تنكّرَ في قَليبِ دَواتِهِ
قِرنٌ قَضى من تَيْمِ أبناءِ العِدى / وأذاقَ قلبَ الدّهرِ ثُكْلَ بناتِهِ
شمسٌ إذا ركِبَ الدُجنّةَ غازياً / طلعَتْ نُجومُ القَذْفِ من هَفَواتِهِ
أوَ ما تَرى وجهَ الصّباحِ قد اِكْتَسى / أثَر اِصْفِرارِ الخَوفِ من غاراتِهِ
كلُّ النجومِ تَغورُ خِيفةَ بأسِه ال / مَشهورِ حين يمرُّ نهرُ سُراتِهِ
طال اِغترابُ سُيوفِه فتوطّنَتْ / بدلَ الغُمودِ جُسومَ أُسْدِ عُداتِهِ
يَبكي اللُّهامُ دماً ويضحكُ عَضبُه / بيمينِه هُزؤاً على هاماتِهِ
وتَميلُ من طرَبٍ قَناهُ لعِلْمِها / ستبُلُّ غُلَّتَهنّ عن مُهجَاتِهِ
كاللّيثِ في وثَباتِه يومَ الوغى / والطّودِ في تمكينِه وثَباتِهِ
أيّامُه في العصرِ كالتّوريدِ في / خدّيْهِ أو كالبحرِ في لحَظاتِهِ
قد ألْبسَ الدُنيا ثِيابَ مفاخرٍ / ستَرَ الزّمانُ بها على عَوْراتِهِ
هذي ثِمارُ نَوالِه فليَقْتَطِفْ / ما يَبتغي المُحتاجُ من حاجاتِهِ
قُسِمَ الحَيا فبكفّهِ المَقصورُ وال / مَمْدودُ مقصورٌ على قسَماتِهِ
حسنٌ له وجهٌ يُريكَ إذا اِنْجلى / ماءُ السّماحِ يَجولُ في صفَحاتِهِ
وشمائِلٌ لو في السّماءِ تجسّمَتْ / كانت بُدورَ التِمِّ في ظُلُماتِهِ
يا اِبْنَ الّذين بيَومِ بَدر أزهقوا / بحُدودِ أنصُلِهم نُفوسَ طُغاتِهِ
واِبْنَ المَيامين الّذين توارثوا / عِلمَ الكِتابِ وبيّنوا آياتِهِ
من كلِّ محرابٍ يحلُّ حرامه / أو يُؤنِسُ المحرابَ في دَعَواتِهِ
سلفٌ دعَتْكَ إلى العُلا فنهضْتَ في / أعبائه وحلَلْتَ في شُرُفاتِهِ
سمعاً فدَيْتُك مِدحةً ما شانَها / ملَقُ الرِّياءِ بغشِّ تَمويهاتِهِ
لولاكَ ما صُغتُ القَريضَ لغايةٍ / ولصُنْتُ منّي النَفْسَ عن شُبُهاتِهِ
لكنّني النحْلُ الّذي أرعيتَه الن / نُعمى لديكَ فحجّ شهدةَ ذاتِهِ
ويراعُ شُكرِيكَ الّذي أسقيتَه / ماءَ النّدى فسقاكَ ماءَ نَباتِهِ
علّمتَني بنَداكَ نَسجَ حَريرِه / فكسَوْتُ عِرضَكَ خيرَ ديباجاتِهِ
واِستجْلِ بِكراً رصّعَتْ أيدي الحِجا / منها الحُلى بفُصوصِ مُبتكَراتِهِ
عذراءُ حجّبَها الجمالُ وصانَها / عمّنْ سِواكَ الفكرُ في حُجُراتِهِ
خطَبَ الزّمانُ وصالَها لمُلوكِه / فأبَتْ قَبولَ سِواكَ من ساداتِهِ
حلّت محلَّ العِقدِ منك فأشبَهَتْ / كَلِماتُها المنظومَ من حبّاتِهِ
نقَشَتْ خواتِمَها بكُم فلأجْلِ ذا / ختَمَ الزّمانُ بها على جَبهاتِهِ
مولايَ لا برِحَ الزّمانُ بجيدِه / مغلولةً عنكمْ يَدا نَكَباتِهِ
وبقيتَ تَلقى العيدَ في نهجِ العُلا / أبداً وعادَ عليك في برَكاتِهِ
وليَهْنِكَ الشّهرُ الشريفُ وصومُه / وثوابُ واجِبه ومندوباتِهِ
فرّغْتَ فيه القلبَ عن شُغلِ الهَوى / وعصَيْتَ ما يُلهيكَ عن طاعاتِهِ
وعليكَ رِضوانُ المُهيمنِ دائِماً / وصلاتُه وأجلُّ تَسليماتِهِ
هذا الحِمى يا فتى فاِنزِل بحَوْمتِه
هذا الحِمى يا فتى فاِنزِل بحَوْمتِه / واِخضَع هنالكَ تعظيماً لحُرمتِهِ
وإن وصلتَ إلى حيٍّ بأيمنهِ / بعد البُلوغِ فبالِغْ في تحيّتِهِ
وحُلَّ بالحِلّ واِكحَل بالثّرى بصَراً / وقبّل الأرضَ واِسجُدْ نحو قِبلَتِهِ
واِطمَع بما فوقَ إكليلِ النّجومِ ولا / ترجو الوصولَ إلى ما في أكلّتِهِ
واحذَرْ أُسودَ الشّرى إن كُنتَ مقتنِصاً / فإنّ حُمرَ ظُباها دون ظَبيتِه
للّهِ حيٌّ إذا أوتادُه ضُرِبَتْ / يودُّها الصّبُّ لو كانت بمُهجتِهِ
بجِزعِه كم قضتْ من مهجةٍ جزَعاً / وكم هوَتْ كبِدٌ حرّى بحرَّتِهِ
لم يُمكِنِ المرءَ حِفظاً للفؤادِ به / يوماً ولو كان مَقبوضاً بعَشْرَتِهِ
ما شِئتَ فيه اِقترِح إلّا الأمانَ على / قَرحى القلوبِ وإلّا وصلَ نِسوَتِهِ
ربُّ الحسامِ وذاتُ الجَفنِ فيه سوىً / كلٌّ غدا الحتفُ مقروناً بضربتِهِ
لن تُخفيَ الحُجبُ أنوارَ الجمالِ به / فربّةُ السّجْفِ فيه كاِبنِ مُزنتِهِ
قد أنشأ الغُنجَ شيطانُ الغرامِ به / فقامَ يدعو إلى شيطانِ فِتنتهِ
والحُسنُ فيه لسلطان الهوى أخذتْ / يَداهُ في كلّ قلبٍ عقْدَ بَيعتِهِ
أقمارُه لحديدِ الهِندِ حاملةٌ / تحمي شُموسَ العَذارَى في أهلّتهِ
اللّهَ يا أهلَ هذا الحيّ في دنفٍ / يُجيبُ رجعَ أغانيكُم برنّتِهِ
ضيفٌ ألمّ كإلمامِ الخيالِ بكُم / إليكُمُ حملَتْهُ ريحُ زفرَتِهِ
صبٌّ غريقُ الهوى في لُجِّ مدمَعِه / فأينَ نوحُ رضاكُم من سفينتِهِ
اللّهَ في نفس مصدورٍ بكم خرجَتْ / أمشاجُها كلَفاً فيكم بنفثتِهِ
فحبَّكم لتُحبّوهُ فهام وما / يدري محبّتَهُ تصحيف محنتهِ
صُنتم صِغارَ اللآلي من مباسِمكُم / عنه وغِرتُم على ياقوتِ عَبرتِهِ
فكم أسيرِ رُقادٍ عنه رِقَّكُمُ / فادى جُفونَكمُ المرضى بصحّتهِ
يا حاكِمي الجور فينا من معاطِفِكم / تعلّموا العدلَ واِنحوا نحو سُنّتهِ
قلبي لدى بعضِكم رهنٌ وبعضُكُمُ / هذا دمي صارَ مطلولاً بوجنَتِهِ
وذا اِبنُ عينيَّ خالٌ في مورّدِه / وذاك نومِيَ مسروقٌ بمُقلتِهِ
أفدي بكم كلَّ مخصورٍ ذُؤابتُه / تتلو لنا ذِكرَ فِرعونٍ وفِرقتِهِ
كأنّما الخِضرَ فيما نال شارَكه / ففي المراشِفِ منه طعمُ جُرعَتِهِ
أُعيذُ نفسي بكم من سحرِ أعيُنكُم / فإنّ أصلَ بلائي من بليّتِهِ
في كلِّ نوعٍ مُرادٍ من محاسِنكُم / نوعٌ من الموتِ يأتينا بصورتِهِ
يكادُ قلبي إذا مرّ النّسيمُ بكُم / عليهِ في النارِ يَحمى من حميّتهِ
يا حبّذا غُرُّ أيّامٍ بنا سلَفَتْ / على منىً ولَيالينا بحمرَتِهِ
أوقاتُ أُنسٍ كسَتْ وجهَ الزّمانِ سنىً / كأنّما هُنّ أقمارٌ بظُلمتِهِ
كم نشّقتنا رَياحينَ الوِصالِ به / يدُ الرِّضا وسقَتْنا كأسَ بهجَتِهِ
كأنّ لُطفَ صَباها في أصائِلِها / لُطفُ الوزيرِ حُسينٍ في رعيّتهِ
فُزْنا بها وأمِنّا كلَّ حادثةٍ / كأنّما نحنُ في أيّامِ دولتِهِ
مضَتْ وللآنَ عِندي ليس يفضُلُها / شيءٌ من الدّهر إلّا يومُ نُصرتِهِ
يومٌ به أعيُنُ الأعداءِ باكيةٌ / والسّيفُ يبسِمُ مخضوباً بعزّتِهِ
والحتفُ يترعُ كاساتِ النّجيعِ به / والرُمْحُ يهتزّ نَشواناً بخَمرِتهِ
والذّنبُ أصبحَ مَسروراً ومُبتَهِجاً / واللّيثُ يندُبُ مفجوعاً بإخوَتِهِ
لقد رَماها بموّارٍ ذوابلُهُ / مثل الصِّلالِ تسقّتْ سُمَّ عزمَتِهِ
جيشٌ إذا سار يكسو الجوَّ عِثْيَرُه / فتَعثُرُ الشّمسُ في أذيال هَبوَتِهِ
دُروعُه الحزمُ من تسديد سيّده / وبيضُ راياتِه آراءُ حِكمَتِهِ
إذا الجبالُ له في غارةٍ عرَضَتْ / إلى الرّحيلِ تنادَتْ عوفَ وطأتِهِ
ترى به كلَّ مِقدامٍ بكلِّ وغىً / يرى حُصولَ الأماني في منيّتِهِ
شهمٌ إذا ما غديرُ الدِّرعِ جلّلَهُ / منهُ توهّمتَ ثُعباناً بحِليتِهِ
وإنْ تأبّطْتَ سيفاً خِلتَهُ قدَراً / يجري وتجري المنايا تحت قُدرتِهِ
فأصبحَ الحيُّ منها حين صبّحَها / يذري الدُموعَ على الصّرعى بعرْصَتِهِ
قد توّجَ الضّربَ بالهاماتِ مَعقِلُهُ / وورّدَ الطّعْنُ منه خدَّ تُربتِهِ
لم يدْرِ يفرحُ في فتحِ الحُسينِ له / إذ حازَهُ أم يعزّى في أعزَّتِهِ
فتحٌ أتاهُ وكان الصومُ ملبسَهُ / فهزّ عِطفَيْهِ في ديباجِ خِلعَتِهِ
أشابَ فودَيْهِ بالأهوالِ أوّلُه / وعاد أوّلُ يومٍ من شَبيبتِهِ
فتحٌ تراه المعالي نورَ أعيُنها / ويكتسي المجدَ فيه يومُ زينتهِ
إذا الرّواةُ أتوا في ذِكره سطَعَتْ / مجامرُ النّدِّ من ألفاظِ قصّتِهِ
سلِ الهُفوفَ عن الأعرابِ كم ترَكوا / منَ الكُنوزِ وجنّاتٍ ببقعَتِهِ
وسائِلِ الجيشَ عنهُم كم بهِم نسفَتْ / عواصِفُ النّصرِ طوقاً عندَ سطوَتِهِ
ما هُمْ بأوّلِ قومٍ حيَّهُم فرَدوا / فأهلكوا برُجومٍ من أسنّتِهِ
يَضيقُ رحبُ الفضا في عينِ هاربِهم / خوفاً وأضيقُ منها دِرعُ حِيلتِهِ
يا خالديّونَ خُنتُم عهدَ سيّدِكم / هلّا وفَيتُم وخِفتُم بأسَ صَولَتِهِ
يحيا دُعاكُم لمولاكُم لتقتَبِسوا / من نورِه فاِصطَلَيْتُم نارَ جَذوتِهِ
من جيشهِ أحرقَتْكُم نارُ صاعقةٍ / فكيفَ لو تنجلي أنوارُ طلعتِهِ
عارَضتموهُ بسِحرٍ من تخيّلِكُم / فكان موسى ويَحيى مثلَ حيَّتِهِ
أضلّكُم عن هُداكُم سامريُّكُمُ / حتّى اِتّخذتُم إلَهاً عِجلَ ضِلّتِهِ
كُنتُم بفوزٍ وجَنّاتٍ فأخرَجَكُم / إبليسُ منها وحُزتُم خِزيَ لَعنتِهِ
بَرّاكَ ربُّك ما برّاكَ منهُ ولا / خُصِصْتَ في برَكاتٍ من عطيّتِهِ
كفرْتَ في ربِّكَ الثاني وخُنتَ به / يَكفيكَ ما فيكَ من حِرمانِ نِعمتِهِ
يا زينةَ المُلكِ بل يا تاجَ سُوددِه / وحِليةَ الفخرِ بل يا طَرْزَ حُلّتِهِ
إن كان من فتحِ عمّوريّةٍ بقِيَتْ / ذُرّيّةٌ من بَنيه أو عَشيرتِهِ
فإنّ فتحَك هذا فذُّ توأمِه / وإنّ نصرَك هذا صِنْوُ نَخلتِهِ
لو كان يدري له في القَبرِ مُعتَصِمٌ / لَقامَ حَيا وعادَتْ رُوحُ غيرَتِهِ
فليَهْنِكَ اللّهُ في النّصرِ العزيزِ وفي ال / فتحِ المُبين وفي إدراكِ رِفعَتِهِ
وليتَ والدَكَ المرحومَ يشهدُ ما / منكَ الحُضورُ رَواهُ حالَ غَيبتِهِ
مَنْ مُبلِغٌ عنكَ هذا الفتحَ مسمَعَهُ / لكَيْ تكونَ سَواءً في مسرّتهِ
سَمعاً فديتُك مَدحاً من حليفِ ولاً / عليهِ صِدقُ وِلاءٍ من عَقيدتِهِ
مدحاً على وجنتَيْهِ ورْدَتا خجَلي / منكُم وأوضحَ عُذري فوقَ غُرّتِهِ
بوجهِه من ظُنوني في مكارِمِكُم / آثارُ حُسْنٍ وبِشْر فوقَ بَشْرَتِهِ
أحرَقْتَ بالصّدِّ عودي فاِسْتطابَ شذاً / أمَا تُشمُّ مَديحي طيبَ نفحتِهِ
هذا الّذي كان في ظرفي نضحْتُ به / فاِرشُفْ طِلا كأسِه واِلذذ بشَهْدَتِهِ
واِغفِر فِدىً لك نفسي ذنبَ مُعتَرِفٍ / بفضلكِم مُستَقيلٍ من خطيئَتِهِ
كُنْ كيفَ شِئْتَ فما لي عنكَ مُصطَبَرٌ / واِرْفُقْ بمَنْ أنت مَلزومٌ بذِمّتِهِ
لا زِلتَ يا اِبنَ عليٍّ رُكنَ بيتِ عُلاً / تهوي الوُجوهُ سُجوداً نحوَ كعْبَتِهِ
وصوت شادٍ حكى في سجع منطقهِ
وصوت شادٍ حكى في سجع منطقهِ / ورق الحمائِم تغريداً وتصويتا
إِذا تغنّى غدا في جنبِ نَغمتهِ / هاروتُ في حلباتِ السبقِ سكّيتا
ما حاز درَّ معاني لفظهِ أذني / إلّا يساقط من عيني يواقيتا
نفائس العمر بالآمال أنفقها
نفائس العمر بالآمال أنفقها / وبالصبابة مجانين الهوى فقتها
والروح رامت تروح وانقضى وقتها / لكن لليوم لأجل لقاك عوَّقتها
سلطان حسنك بحكم الجور خلّيته
سلطان حسنك بحكم الجور خلّيته / على الحشا وبغاراتك توليته
هجَّجت قلبي ومنهُ الصدر أخليته / حتى لحقتك ولا ادري اين خليته
إذا ذكرتك ولاح البدر لي حنيت
إذا ذكرتك ولاح البدر لي حنيت / إليهِ وعلى هواك أضالعي حنيت
لما هويتك وحبك بالحشا كتبت / خوف الفضيحة عن اسمك بالبدر كنيت