القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعْتوق المُوسَوِيّ الكل
المجموع : 6
عُجْ بالعقيقِ ونادِ أُسْدَ سَراتهِ
عُجْ بالعقيقِ ونادِ أُسْدَ سَراتهِ / أسْرى قُلوبٍ في يَدَي ظَبَياتِهِ
واِبذُلْ به نقدَ الدموعِ عساهُمُ / أن يُطلِقوها رشوةً لقُضاتِهِ
واِسألهُم عمّا بهم صنعَ الهَوى / لشقائِهِنّ به وجَورِ وُلاتهِ
هامَت بواديه القُلوبُ فأصبحتْ / منّا النّفوسُ تَسيحُ في ساحاتِهِ
إن لم تُذِقْنا الموتَ أعيُنُ عِينِه / كمَداً فأصْحانا لَفي سَكَراتِهِ
نقضي ويَنشُرُنا هَواهُ كأنّما / نفَسُ المَسيحِ يهُبُّ في نفَحاتِهِ
وادٍ إذا دارِينُ سافرَ طِيبُها / عنها غَدا متوطّناً بجِهاتهِ
إن لم تكُن بالحظِّ تعرفُ أرضَهُ / فلقد زَهَتْ أكنافُها بنباتِهِ
كمنَتْ بأكناف الرَّبارِبِ أُسْدُها / فيه الكِناسُ تُعدّ من غاباتهِ
للّهِ حيٌّ أشبهَتْ بصفاحِها / فِتيانُه اللفتاتِ من فتياتِهِ
ومحلِّ طعنٍ شاكَكَتْ برِماحها / خُفراؤُهُ القاماتِ من خَفراتِهِ
فلكٌ مشارقُه الجُيوبُ أما تَرى ال / أطواقَ في الأعناق من هالاتِهِ
تَهوي بُدورُ التِمِّ تحت قِبابِه / وتَلوحُ أنجمُه على قنواتِهِ
أسدُ النّجومِ وإن تعذّر نَيلُه / أدنى وصولٍ من وُصولِ مَهاتِهِ
دون الأماني البيض خلفَ سُتورِه / حُمرُ المَنايا في عَمود حُماتهِ
حرمٌ بأجنحةِ النّسورِ صيانةً / عضّتْ كَواسرُهُ على بَيضاتِهِ
وحمى به نصَبَ الهَوى طاغوتَهُ / فاِحْذَرْ به إن جُزْتَ فِتنةَ لاتِهِ
لم نَدْرِ أيّهُما أشدُّ إصابةً / مُقلُ الغَواني أم سِهامُ رُماتِهِ
تُغنيكَ وَجناتُ الدُمى عن ورْدِهِ / ومَراشفُ الغِزلانِ عن حاناتِهِ
سلْ عن أوانِسِ بَيضِهِ قمرَ الدُجى / فعساهُ يُرشدُنا إلى أخَواتِهِ
واِنشُدْ به إن جئتَ يانِعَ بانِه / قلبي فطائِرُهُ على عذَباتِهِ
ما بالُهُ من بَعدِ عِزِّ جَوانبي / يختارُ ذُلَّ الأسْرِ في جنَباتِهِ
يا حبّذا المتحمّلونَ وإن همُ / حكَموا على جَمعِ الكَرى بشَتاتِهِ
أمّوا العَقيقَ وخلّفوا خَلفَ الغَضا / جِسمي الفَنا وتعوّضوا بحياتِهِ
غابوا عن الدّنِفِ المفدّى طيفُهم / إن صدّقَ الرؤيا بذَبح سِناتِهِ
نسخَوا زَبورَ عَزاهُ منذُ بهَجرِهم / نسَجوا سُطورَ الدّمع في وَجَناتهِ
لولا غَوالي الدُرِّ بين شِفاهِهِم / لم يرخُصِ الياقوتُ من عَبَراتِهِ
أحيا الدُجى كمداً فخرّ صباحُهُ / ميْتاً فأوقعَهُ القَضا بِشواتِهِ
ولَجَ الهَوى فيه فأخرَجَ كِبده / فلِذا بَذيُّ الدّمعِ من حدَقاتِهِ
يُخفي صبابتَهُ ومَصدور الهَوى / نطقَ الدُموعَ الحُمرَ من نَفثاتِهِ
سيّانِ فيضُ دُموعِه يومَ النّوى / وندى عليِّ المَجدِ يومَ هِباتِهِ
فخرُ السيادة والعُلى المَلِكُ الّذي / سجدَتْ وُجوهُ الدّهرِ في عَتَباتِهِ
صِمصامَةُ الحقِّ المُبينِ وعاملُ الد / دينِ القَويمِ سِنانُ مَسنوناتِهِ
الكوكبُ الدُرّيُّ نورُ زُجاجةِ ال / مُختارِ بل مِصباحُ ذُرّياتِهِ
حرٌّ يدلُّ على كريمِ نِجادِه / طيبُ النّبوّةِ من جُيوبِ صِفاتِهِ
سمْحٌ يدُ التّصويرِ خطّتْ للوَرى / سُبُلاً إلى الأرزاقِ في راحاتِهِ
فطِنٌ له ذهنٌ إذا حقّقْتَه / أبصرْتَ نورَ اللَّهِ في مِشكاتِهِ
يَقفو ظُهورَ الكائِناتِ بحَدسِه / فيَرى وُجوهَ الغَيبِ في مِرآتِهِ
عيسى الزّمانِ طَبيبُ أمراضِ العُلا / مُحيي رُفاتِ الجودِ بعد مَماتِهِ
للَّهِ كم في عِلمِه من دُرّةٍ / مخزونةٍ كمنَتْ بِلُخِّ فُراتِهِ
إن يَعبُقِ النّادي بحُسنِ حديثِه / فلِطيبِ ما تَرويهِ لُسْنُ رُواتِهِ
متورّعٌ عفُّ المآزِر طائِعٌ / يعصي الهَوى للّهِ في خلَواتِهِ
ما أشغلَتْهُ طاعةٌ عن طاعةٍ / فصلاتُه مشفوعةٌ بصِلاتِهِ
فسلِ المضاجِعَ عن تجافِيه الكَرى / واِستخْبِرِ المحرابَ عن نغَماتِهِ
يتقرّبُ الجاني إليه لعَفْوهِ ال / مأمولِ عند السُخْطِ في زلّاتهِ
كلُّ المطالِبِ دونَه فلوَ اِنّهُ / طلبَ السِماكَ لحطّ من درجاتِهِ
لسِنٌ يُواري باللسانِ مهنّداً / تُشفى صدورُ الحقِّ في ضرباتِهِ
ما قال لا يوماً ولا عثرَ الهوى / كلّا ولا التأثيمُ في لهَواتِهِ
لو أنّ أصدافَ اللآلي أُوتيَتْ / سَمْعاً عليها آثرَتْ كَلِماتِهِ
أو للنُجومِ يُباعُ حُسنُ بَيانِه / أعطَتْ دَراريها بُدورَ بِناتِهِ
يوحي الكلامَ إلى جَمادِ يَراعِه / سرّاً فيُفصحُ عن بَديعِ لُغاتِهِ
فالدّرُّ يَدري أنّ أكرَم رَهْطِه ال / مَنثورُ والمنظوم من لفَظاتِهِ
والسحرُ يعلم أنّما هاروتُه / قلمٌ تنكّرَ في قَليبِ دَواتِهِ
قِرنٌ قَضى من تَيْمِ أبناءِ العِدى / وأذاقَ قلبَ الدّهرِ ثُكْلَ بناتِهِ
شمسٌ إذا ركِبَ الدُجنّةَ غازياً / طلعَتْ نُجومُ القَذْفِ من هَفَواتِهِ
أوَ ما تَرى وجهَ الصّباحِ قد اِكْتَسى / أثَر اِصْفِرارِ الخَوفِ من غاراتِهِ
كلُّ النجومِ تَغورُ خِيفةَ بأسِه ال / مَشهورِ حين يمرُّ نهرُ سُراتِهِ
طال اِغترابُ سُيوفِه فتوطّنَتْ / بدلَ الغُمودِ جُسومَ أُسْدِ عُداتِهِ
يَبكي اللُّهامُ دماً ويضحكُ عَضبُه / بيمينِه هُزؤاً على هاماتِهِ
وتَميلُ من طرَبٍ قَناهُ لعِلْمِها / ستبُلُّ غُلَّتَهنّ عن مُهجَاتِهِ
كاللّيثِ في وثَباتِه يومَ الوغى / والطّودِ في تمكينِه وثَباتِهِ
أيّامُه في العصرِ كالتّوريدِ في / خدّيْهِ أو كالبحرِ في لحَظاتِهِ
قد ألْبسَ الدُنيا ثِيابَ مفاخرٍ / ستَرَ الزّمانُ بها على عَوْراتِهِ
هذي ثِمارُ نَوالِه فليَقْتَطِفْ / ما يَبتغي المُحتاجُ من حاجاتِهِ
قُسِمَ الحَيا فبكفّهِ المَقصورُ وال / مَمْدودُ مقصورٌ على قسَماتِهِ
حسنٌ له وجهٌ يُريكَ إذا اِنْجلى / ماءُ السّماحِ يَجولُ في صفَحاتِهِ
وشمائِلٌ لو في السّماءِ تجسّمَتْ / كانت بُدورَ التِمِّ في ظُلُماتِهِ
يا اِبْنَ الّذين بيَومِ بَدر أزهقوا / بحُدودِ أنصُلِهم نُفوسَ طُغاتِهِ
واِبْنَ المَيامين الّذين توارثوا / عِلمَ الكِتابِ وبيّنوا آياتِهِ
من كلِّ محرابٍ يحلُّ حرامه / أو يُؤنِسُ المحرابَ في دَعَواتِهِ
سلفٌ دعَتْكَ إلى العُلا فنهضْتَ في / أعبائه وحلَلْتَ في شُرُفاتِهِ
سمعاً فدَيْتُك مِدحةً ما شانَها / ملَقُ الرِّياءِ بغشِّ تَمويهاتِهِ
لولاكَ ما صُغتُ القَريضَ لغايةٍ / ولصُنْتُ منّي النَفْسَ عن شُبُهاتِهِ
لكنّني النحْلُ الّذي أرعيتَه الن / نُعمى لديكَ فحجّ شهدةَ ذاتِهِ
ويراعُ شُكرِيكَ الّذي أسقيتَه / ماءَ النّدى فسقاكَ ماءَ نَباتِهِ
علّمتَني بنَداكَ نَسجَ حَريرِه / فكسَوْتُ عِرضَكَ خيرَ ديباجاتِهِ
واِستجْلِ بِكراً رصّعَتْ أيدي الحِجا / منها الحُلى بفُصوصِ مُبتكَراتِهِ
عذراءُ حجّبَها الجمالُ وصانَها / عمّنْ سِواكَ الفكرُ في حُجُراتِهِ
خطَبَ الزّمانُ وصالَها لمُلوكِه / فأبَتْ قَبولَ سِواكَ من ساداتِهِ
حلّت محلَّ العِقدِ منك فأشبَهَتْ / كَلِماتُها المنظومَ من حبّاتِهِ
نقَشَتْ خواتِمَها بكُم فلأجْلِ ذا / ختَمَ الزّمانُ بها على جَبهاتِهِ
مولايَ لا برِحَ الزّمانُ بجيدِه / مغلولةً عنكمْ يَدا نَكَباتِهِ
وبقيتَ تَلقى العيدَ في نهجِ العُلا / أبداً وعادَ عليك في برَكاتِهِ
وليَهْنِكَ الشّهرُ الشريفُ وصومُه / وثوابُ واجِبه ومندوباتِهِ
فرّغْتَ فيه القلبَ عن شُغلِ الهَوى / وعصَيْتَ ما يُلهيكَ عن طاعاتِهِ
وعليكَ رِضوانُ المُهيمنِ دائِماً / وصلاتُه وأجلُّ تَسليماتِهِ
هذا الحِمى يا فتى فاِنزِل بحَوْمتِه
هذا الحِمى يا فتى فاِنزِل بحَوْمتِه / واِخضَع هنالكَ تعظيماً لحُرمتِهِ
وإن وصلتَ إلى حيٍّ بأيمنهِ / بعد البُلوغِ فبالِغْ في تحيّتِهِ
وحُلَّ بالحِلّ واِكحَل بالثّرى بصَراً / وقبّل الأرضَ واِسجُدْ نحو قِبلَتِهِ
واِطمَع بما فوقَ إكليلِ النّجومِ ولا / ترجو الوصولَ إلى ما في أكلّتِهِ
واحذَرْ أُسودَ الشّرى إن كُنتَ مقتنِصاً / فإنّ حُمرَ ظُباها دون ظَبيتِه
للّهِ حيٌّ إذا أوتادُه ضُرِبَتْ / يودُّها الصّبُّ لو كانت بمُهجتِهِ
بجِزعِه كم قضتْ من مهجةٍ جزَعاً / وكم هوَتْ كبِدٌ حرّى بحرَّتِهِ
لم يُمكِنِ المرءَ حِفظاً للفؤادِ به / يوماً ولو كان مَقبوضاً بعَشْرَتِهِ
ما شِئتَ فيه اِقترِح إلّا الأمانَ على / قَرحى القلوبِ وإلّا وصلَ نِسوَتِهِ
ربُّ الحسامِ وذاتُ الجَفنِ فيه سوىً / كلٌّ غدا الحتفُ مقروناً بضربتِهِ
لن تُخفيَ الحُجبُ أنوارَ الجمالِ به / فربّةُ السّجْفِ فيه كاِبنِ مُزنتِهِ
قد أنشأ الغُنجَ شيطانُ الغرامِ به / فقامَ يدعو إلى شيطانِ فِتنتهِ
والحُسنُ فيه لسلطان الهوى أخذتْ / يَداهُ في كلّ قلبٍ عقْدَ بَيعتِهِ
أقمارُه لحديدِ الهِندِ حاملةٌ / تحمي شُموسَ العَذارَى في أهلّتهِ
اللّهَ يا أهلَ هذا الحيّ في دنفٍ / يُجيبُ رجعَ أغانيكُم برنّتِهِ
ضيفٌ ألمّ كإلمامِ الخيالِ بكُم / إليكُمُ حملَتْهُ ريحُ زفرَتِهِ
صبٌّ غريقُ الهوى في لُجِّ مدمَعِه / فأينَ نوحُ رضاكُم من سفينتِهِ
اللّهَ في نفس مصدورٍ بكم خرجَتْ / أمشاجُها كلَفاً فيكم بنفثتِهِ
فحبَّكم لتُحبّوهُ فهام وما / يدري محبّتَهُ تصحيف محنتهِ
صُنتم صِغارَ اللآلي من مباسِمكُم / عنه وغِرتُم على ياقوتِ عَبرتِهِ
فكم أسيرِ رُقادٍ عنه رِقَّكُمُ / فادى جُفونَكمُ المرضى بصحّتهِ
يا حاكِمي الجور فينا من معاطِفِكم / تعلّموا العدلَ واِنحوا نحو سُنّتهِ
قلبي لدى بعضِكم رهنٌ وبعضُكُمُ / هذا دمي صارَ مطلولاً بوجنَتِهِ
وذا اِبنُ عينيَّ خالٌ في مورّدِه / وذاك نومِيَ مسروقٌ بمُقلتِهِ
أفدي بكم كلَّ مخصورٍ ذُؤابتُه / تتلو لنا ذِكرَ فِرعونٍ وفِرقتِهِ
كأنّما الخِضرَ فيما نال شارَكه / ففي المراشِفِ منه طعمُ جُرعَتِهِ
أُعيذُ نفسي بكم من سحرِ أعيُنكُم / فإنّ أصلَ بلائي من بليّتِهِ
في كلِّ نوعٍ مُرادٍ من محاسِنكُم / نوعٌ من الموتِ يأتينا بصورتِهِ
يكادُ قلبي إذا مرّ النّسيمُ بكُم / عليهِ في النارِ يَحمى من حميّتهِ
يا حبّذا غُرُّ أيّامٍ بنا سلَفَتْ / على منىً ولَيالينا بحمرَتِهِ
أوقاتُ أُنسٍ كسَتْ وجهَ الزّمانِ سنىً / كأنّما هُنّ أقمارٌ بظُلمتِهِ
كم نشّقتنا رَياحينَ الوِصالِ به / يدُ الرِّضا وسقَتْنا كأسَ بهجَتِهِ
كأنّ لُطفَ صَباها في أصائِلِها / لُطفُ الوزيرِ حُسينٍ في رعيّتهِ
فُزْنا بها وأمِنّا كلَّ حادثةٍ / كأنّما نحنُ في أيّامِ دولتِهِ
مضَتْ وللآنَ عِندي ليس يفضُلُها / شيءٌ من الدّهر إلّا يومُ نُصرتِهِ
يومٌ به أعيُنُ الأعداءِ باكيةٌ / والسّيفُ يبسِمُ مخضوباً بعزّتِهِ
والحتفُ يترعُ كاساتِ النّجيعِ به / والرُمْحُ يهتزّ نَشواناً بخَمرِتهِ
والذّنبُ أصبحَ مَسروراً ومُبتَهِجاً / واللّيثُ يندُبُ مفجوعاً بإخوَتِهِ
لقد رَماها بموّارٍ ذوابلُهُ / مثل الصِّلالِ تسقّتْ سُمَّ عزمَتِهِ
جيشٌ إذا سار يكسو الجوَّ عِثْيَرُه / فتَعثُرُ الشّمسُ في أذيال هَبوَتِهِ
دُروعُه الحزمُ من تسديد سيّده / وبيضُ راياتِه آراءُ حِكمَتِهِ
إذا الجبالُ له في غارةٍ عرَضَتْ / إلى الرّحيلِ تنادَتْ عوفَ وطأتِهِ
ترى به كلَّ مِقدامٍ بكلِّ وغىً / يرى حُصولَ الأماني في منيّتِهِ
شهمٌ إذا ما غديرُ الدِّرعِ جلّلَهُ / منهُ توهّمتَ ثُعباناً بحِليتِهِ
وإنْ تأبّطْتَ سيفاً خِلتَهُ قدَراً / يجري وتجري المنايا تحت قُدرتِهِ
فأصبحَ الحيُّ منها حين صبّحَها / يذري الدُموعَ على الصّرعى بعرْصَتِهِ
قد توّجَ الضّربَ بالهاماتِ مَعقِلُهُ / وورّدَ الطّعْنُ منه خدَّ تُربتِهِ
لم يدْرِ يفرحُ في فتحِ الحُسينِ له / إذ حازَهُ أم يعزّى في أعزَّتِهِ
فتحٌ أتاهُ وكان الصومُ ملبسَهُ / فهزّ عِطفَيْهِ في ديباجِ خِلعَتِهِ
أشابَ فودَيْهِ بالأهوالِ أوّلُه / وعاد أوّلُ يومٍ من شَبيبتِهِ
فتحٌ تراه المعالي نورَ أعيُنها / ويكتسي المجدَ فيه يومُ زينتهِ
إذا الرّواةُ أتوا في ذِكره سطَعَتْ / مجامرُ النّدِّ من ألفاظِ قصّتِهِ
سلِ الهُفوفَ عن الأعرابِ كم ترَكوا / منَ الكُنوزِ وجنّاتٍ ببقعَتِهِ
وسائِلِ الجيشَ عنهُم كم بهِم نسفَتْ / عواصِفُ النّصرِ طوقاً عندَ سطوَتِهِ
ما هُمْ بأوّلِ قومٍ حيَّهُم فرَدوا / فأهلكوا برُجومٍ من أسنّتِهِ
يَضيقُ رحبُ الفضا في عينِ هاربِهم / خوفاً وأضيقُ منها دِرعُ حِيلتِهِ
يا خالديّونَ خُنتُم عهدَ سيّدِكم / هلّا وفَيتُم وخِفتُم بأسَ صَولَتِهِ
يحيا دُعاكُم لمولاكُم لتقتَبِسوا / من نورِه فاِصطَلَيْتُم نارَ جَذوتِهِ
من جيشهِ أحرقَتْكُم نارُ صاعقةٍ / فكيفَ لو تنجلي أنوارُ طلعتِهِ
عارَضتموهُ بسِحرٍ من تخيّلِكُم / فكان موسى ويَحيى مثلَ حيَّتِهِ
أضلّكُم عن هُداكُم سامريُّكُمُ / حتّى اِتّخذتُم إلَهاً عِجلَ ضِلّتِهِ
كُنتُم بفوزٍ وجَنّاتٍ فأخرَجَكُم / إبليسُ منها وحُزتُم خِزيَ لَعنتِهِ
بَرّاكَ ربُّك ما برّاكَ منهُ ولا / خُصِصْتَ في برَكاتٍ من عطيّتِهِ
كفرْتَ في ربِّكَ الثاني وخُنتَ به / يَكفيكَ ما فيكَ من حِرمانِ نِعمتِهِ
يا زينةَ المُلكِ بل يا تاجَ سُوددِه / وحِليةَ الفخرِ بل يا طَرْزَ حُلّتِهِ
إن كان من فتحِ عمّوريّةٍ بقِيَتْ / ذُرّيّةٌ من بَنيه أو عَشيرتِهِ
فإنّ فتحَك هذا فذُّ توأمِه / وإنّ نصرَك هذا صِنْوُ نَخلتِهِ
لو كان يدري له في القَبرِ مُعتَصِمٌ / لَقامَ حَيا وعادَتْ رُوحُ غيرَتِهِ
فليَهْنِكَ اللّهُ في النّصرِ العزيزِ وفي ال / فتحِ المُبين وفي إدراكِ رِفعَتِهِ
وليتَ والدَكَ المرحومَ يشهدُ ما / منكَ الحُضورُ رَواهُ حالَ غَيبتِهِ
مَنْ مُبلِغٌ عنكَ هذا الفتحَ مسمَعَهُ / لكَيْ تكونَ سَواءً في مسرّتهِ
سَمعاً فديتُك مَدحاً من حليفِ ولاً / عليهِ صِدقُ وِلاءٍ من عَقيدتِهِ
مدحاً على وجنتَيْهِ ورْدَتا خجَلي / منكُم وأوضحَ عُذري فوقَ غُرّتِهِ
بوجهِه من ظُنوني في مكارِمِكُم / آثارُ حُسْنٍ وبِشْر فوقَ بَشْرَتِهِ
أحرَقْتَ بالصّدِّ عودي فاِسْتطابَ شذاً / أمَا تُشمُّ مَديحي طيبَ نفحتِهِ
هذا الّذي كان في ظرفي نضحْتُ به / فاِرشُفْ طِلا كأسِه واِلذذ بشَهْدَتِهِ
واِغفِر فِدىً لك نفسي ذنبَ مُعتَرِفٍ / بفضلكِم مُستَقيلٍ من خطيئَتِهِ
كُنْ كيفَ شِئْتَ فما لي عنكَ مُصطَبَرٌ / واِرْفُقْ بمَنْ أنت مَلزومٌ بذِمّتِهِ
لا زِلتَ يا اِبنَ عليٍّ رُكنَ بيتِ عُلاً / تهوي الوُجوهُ سُجوداً نحوَ كعْبَتِهِ
وصوت شادٍ حكى في سجع منطقهِ
وصوت شادٍ حكى في سجع منطقهِ / ورق الحمائِم تغريداً وتصويتا
إِذا تغنّى غدا في جنبِ نَغمتهِ / هاروتُ في حلباتِ السبقِ سكّيتا
ما حاز درَّ معاني لفظهِ أذني / إلّا يساقط من عيني يواقيتا
نفائس العمر بالآمال أنفقها
نفائس العمر بالآمال أنفقها / وبالصبابة مجانين الهوى فقتها
والروح رامت تروح وانقضى وقتها / لكن لليوم لأجل لقاك عوَّقتها
سلطان حسنك بحكم الجور خلّيته
سلطان حسنك بحكم الجور خلّيته / على الحشا وبغاراتك توليته
هجَّجت قلبي ومنهُ الصدر أخليته / حتى لحقتك ولا ادري اين خليته
إذا ذكرتك ولاح البدر لي حنيت
إذا ذكرتك ولاح البدر لي حنيت / إليهِ وعلى هواك أضالعي حنيت
لما هويتك وحبك بالحشا كتبت / خوف الفضيحة عن اسمك بالبدر كنيت

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025