القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 18
لا تَقْربنَّ عَضِيهَةً
لا تَقْربنَّ عَضِيهَةً / إنّ العضائِه مُخزياتُ
وَاِجعَلْ صلاحَكَ سَرْمَداً / فالصّالحاتُ الباقياتُ
في هَذه الدّنيا ومَنْ / فيها لنا أبداً عِظاتُ
إمّا صروفٌ مقبلا / تٌ أو صروفٌ مُدبِراتُ
وحوادثُ الأيّام فينا / آخذاتٌ مُعطِياتُ
والذُلُّ موتٌ للفتى / والعزُّ في الدُّنيا الحياةُ
والذُّخْرُ في الدّارين إم / ما طاعةٌ أو مَأْثُراتُ
يا ضيعةً للمرءِ تد / عوهُ إلى الهُلْكِ الدُّعاةُ
تغترُّهُ حتّى يزو / رَ شِعابَهنَّ الطيّباتُ
عِبَرٌ تَمرُّ وما لها / مِنّا عيونٌ مُبصراتُ
أين الأُلى كانوا بأي / دينا حصولاً ثمّ ماتوا
مِن كلّ مَنْ كانت له / ثمراتُ دجلةَ والفُراتُ
ما قيلَ نالوا فوقَ ما / يَهوون حتّى قيل فاتوا
لم يُغنِ عنهمْ حين هم / مَ بهمْ حِمامُهُمُ الحُماةُ
كَلّا ولا بيضٌ وسُم / رٌ عارياتٌ مُشرَعاتُ
نَطَقوا زماناً ثمّ لي / سَ لنُطقِهِمْ إلّا الصَّماتُ
وَكأنّهُمْ بِقُبورِهمْ / سَبَتوا وما بهِمُ سُباتُ
من بَعد أنْ ركبوا قَرا / سُرُرٍ وجُردٍ هُمْ رُفاتُ
سلموا عَلى صلحِ الأسن / نَة والظُّبا لمّا اِستماتوا
ونَجَوْا من الغمّاءِ لم / ما قيلَ ليس لهمْ نجاةُ
في موقفٍ فيه الصوا / رمُ والذّوابلُ والكُماةُ
وأَنامَهُمْ مِن حيثُ لَم / يخشوا لحَيْنِهُمُ المماتُ
وطَوَتْهُمُ طيَّ البرو / دِ لهمْ قبورٌ مُظلماتُ
فهُمُ بها مثلُ الهشي / مِ تعيثُ فيه العاصفاتُ
شُعْثٌ وَسائِدهُمْ بها / من غير تكرمةٍ علاةُ
قلْ للّذين لهمْ إلى ال / دُنيا دواعٍ مُسمعاتُ
وكأنّهمْ لم يسمعوا / ماذا تقولُ النّاعياتُ
أو ما تقولُ لهمْ إذا اِج / تازوا الدّيارُ الخالياتُ
فالضّاحكاتُ وقد نعم / نَ بهنَّ هنّ الباكياتُ
حتّى متى وإلى متى / تأوي عيونَكُمُ السِّناتُ
كم ذا تعرّجُ عنكُمُ / أبدَ الزّمانِ الموعظاتُ
كَم ذا وُعظتمْ لَو تكو / نُ لَكمْ قلوبٌ مصغياتُ
لكُمُ عقولٌ معرضا / تٌ أَو عيونٌ عاشياتُ
عُجْ بالدّيار فنادِها / أين الجبالُ الرّاسياتُ
أين العطاةُ على المكا / رِمِ للعواذِلُ والأُباةُ
تجرِي المنايا مِنْ روا / جِبِهِمْ جميعاً والصّلاتُ
وإذا لَقُوا يومَ الوغى / أقرانَهُمْ كانتْ هَناةُ
والدّهرُ طوعَ يمينِهِمْ / وهُمُ على الدّنيا الوُلاةُ
أَعطاهُمُ متبرّعاً / ثمَّ اِستردَّ فقالَ هاتوا
كانَتْ جَميعاً ثمّ مز / زقَ شملَ بينِهمُ الشّتاتُ
فأكفُّهمْ من بعد أنْ / سُلِبوا المواهبَ مقفِراتُ
وسيوفُهُمْ ورماحُهمْ / منبوذةٌ والضّامراتُ
أمِنوا الصباحَ وما لهمْ / عِلْمٌ بما يجْنِي المماتُ
ورماهُمُ فأصابهمْ / داءٌ تعزّ له الرُّقاةُ
وَسِهامُ أَقواس المنو / نِ الصائباتُ المصُمياتُ
مات النّدى من بيننا / بمماتِهمْ والمَكرُماتُ
قُلْ للّذين إذا دَعوْا
قُلْ للّذين إذا دَعوْا / يوماً إلى شَطَطٍ أبيتُ
وإذا أمرتُهُمُ كأن / ني إذ أمرتُهُمُ نَهيتُ
لكُمُ الوِهادُ وليس لِي / إلّا مَع العَيّوقِ بيتُ
كم ذا ضلّلتُمْ في طري / قٍ للمكارمِ وَاِهتَديتُ
ولَكَمْ كفيتُكُمُ المُلِم / مَ وليس كافٍ إذ ونيتُ
ولَكَمْ جنيتُمْ فافتدي / تُ وما فديتمْ لو جنيتُ
وحَرمتُمُ مَنْ لو أتا / نِي يومَ مسبغةٍ قريتُ
وأَبَحْتُمُ حَرَماً لكمْ / لو كان يُحمى بِي حميتُ
لا تَطمَعوا فيما بَلغ / تُ وَما أَتيتُمْ ما أتيتُ
وَتَجنّبوا مَعِيَ الدّها / ءَ فلو دهيتُكُمُ دَهَيْتُ
قوموا أروني منكُمُ / بعضَ الجميلِ فقد أريتُ
وفعلتُ ضدَّ فِعالكمْ / لمّا غَدرتمْ بي وفيتُ
لا تَهدِموا ما قَد بنا / هُ لَكُمْ كِرامٌ وَاِبتَنيتُ
إِنّي فَعولٌ إذ أقو / لُ وإنْ خلقتُ فقد فريتُ
ولئنْ عصيتُ فللَّذي / يدعو إلى سَعَةٍ عصيتُ
وإذا جزيتُ على القبي / حِ بمثلِهِ فقدِ اِعتديتُ
وَإذا حويتُ فَللتكر / رُمِ ما ملكتُ وما حويتُ
ما سرّني أنِّي خرق / تُ إهابَ جسمي وَاِشتَفيتُ
خُذها فَلَولا أَنّها / كانت على عَجَلٍ مضيتُ
وَإِذا اِختصَرْتُ فإنّني / روّيت جهدي أو غَطَيْتُ
وإذا سترتُ فمن يقد / درُ أنّنِي أهلي عنيتُ
أدلّت بحسنٍ خُوّلتْ ولوَ اِنّها
أدلّت بحسنٍ خُوّلتْ ولوَ اِنّها / أدلّتْ بإحسان إلينا عذرتُها
وقد رُزقتْ منّي مودّة مهجتِي / ولكنّني منها الغَداةَ حُرِمتُها
وقطّعت الأسبابَ بينِي وبينها / ولَو كنتُ خِلْواً من هواها قطعتُها
ولمّا رأتْ ثِقلَ العتاب تجرّمتْ / عليّ ذنوباً عندها ما عَلِمْتُها
تعاقبُ مَنْ لم يُجرها في ضميرِهِ / ولو أنّها مرّت عَلَىَّ غفرتُها
وملّتْ وما طال التزاورُ بينا / ولو أنّني طاولتُها ما مَلِلْتُها
قالتْ ضَننتَ علينا بالدّموع وقد
قالتْ ضَننتَ علينا بالدّموع وقد / سرنا ودمعُك منهلٌّ إذا شيتا
فقلت لم تدرِ عيني بالفراقِ فلَمْ / تمطرْ عليه لأنّي كنتُ مبهوتا
ما ضرّ من نعتُهُ بالحسنِ مشتهرٌ / لو كان بالحسنِ والإحسان منعوتا
والزّادُ منكِ فإنْ لم تبذلي سَرَفاً / فقد رضيتُ إذا لم تسرفي القوتا
فَقد بتتِّ فلا بذلٌ ولا عِدَةٌ / حبلاً لوصلِكِ لِي ما كان مبتوتا
أَجرِ المَدامعَ كيفَ شيتا
أَجرِ المَدامعَ كيفَ شيتا / فَلقد دهيتُ بما دُهيتا
وإذا رُميتَ فإنّما / لم تُرْمَ وحدَك إذ رُمِيتا
وقذى العيونِ يجولُ في / كلِّ النّواظِر إنْ قُذِيتا
ومتى عَريتَ من التجل / لُدِ عند حادثةٍ عَرِيتا
منْ ذا المعينُ على مُصا / بٍ فادحٍ هجم البيوتا
ما كان شملي بعدَهُ / إِلّا الصّديعَ بهِ الشّتيتا
تأبى أضالِعِيَ المقي / لَ وجَفْنُ عينيَّ المبيتا
يا مَجدَ دين اللَّه وال / قرْمَ الّذي فاتَ النّعوتا
خلِّ التفجّعَ جانباً / وتسلَّ عنهُ بما حُبِيتا
ودعِ الشّجا عَمْداً لما / أولى الإمامُ وإنْ شُجيتا
ولئنْ سخطتَ فلم تزلْ / نعماؤهُ حتّى رضيتا
وسقاكَ من إفضالِهِ / وجماله حتّى رَوِيتا
ونهاكَ عن جزعٍ فلا / تجزعْ فدعْهُ كما نُهيتا
وإذا نُكبتَ فلا تشك / كّ فطالما دهراً وُقيتا
وَمَتى شكوتَ فإنّما / تعطي الّذي يهوى الشّموتا
وإذا قُريتَ أسىً فَقِدْ / ماً بالمسرّةِ ما قُريتا
وَاِصبرْ فإنْ شقّتْ علي / كَ فَإِن صَبرتَ فما رُزيتا
وَاِنظُر مَنِ المفريكَ وال / فارِي أَديمكَ إذْ فُريتا
وأُتيتَ لكنْ قلْ لنا / من أيّ ناحيةٍ أُتيتا
وعلى فراقِ حبائبٍ / وأقاربٍ منّا غُذِيتا
لَولا اليقينُ بأنّ ال / فَخمُ الدّسِيعةِ ما اِحْتُبِيتا
للّهِ مُفتقدٌ إذا / نُشِرتْ محاسنُهُ عُنيتا
هو أوّلٌ وتلوْتَهُ / في الباذخاتِ كما تُليتا
وإذا علوتَ به على / قمم الأنام فما عُليتا
وَإِذا تَشابَهَتِ الرّجا / ل عُلاً ومأثُرَةً وَصِيتا
لم يُدعَ تفضيلاً له / من بينهمْ حتّى دُعِيتا
كَلمٌ وأنت إساؤُه / لمّا مضى عنّا بقيتا
وكأنّه سَقياً لهُ / ما مات لمّا أن حَييتا
لم يعدُنِي بلْ خصّنِي / خَطْبٌ به فينا عُريتا
وإذا عُرفتُ بِشِركتِي / لكُمُ فنُطقاً أو سُكوتا
وإذا علمتُ بما أرد / تَ له البيانَ فقد كُفيتا
وَهوَ الزّمانُ فَميِّتٌ / ما كانَ يَخشى أَن يَموتا
ومزوّدٌ طولَ البقا / ءِ وما يرجِّي أن يبيتا
فمتى رُفِعْتَ به هَبَطْ / تَ وإن يئِسْتَ فقد رجيتا
يا راحلاً لو كان يُف / دى من ردىً أحدٌ فُدِيتا
خَلَّى الدّيارَ لأهلِها / وثَوَى البَسابِسَ والمُروتا
أعززْ عليّ بأنْ أرا / كَ وكنتَ ذا لَسْنٍ صموتا
تزوي الوجوه عن الّذي / أَمسيتَ فيه وما قُليتا
وَتَردّ عن واديك أع / ناقُ المطيّ وما اِجتُوِيتا
لَم تُنعَ إلّا بَهْجتي / وَمسَرَّتي لمّا نُعيتا
قَد كُنتَ تُشفى إِن دُويتَ / وقد دُويت فما شُفيتا
وإذا تبقّتْ مأثُرَا / تُك في الزّمان فما فَنِيتا
لا غُيّرت منك المحا / سِنُ في التَّرابِ ولا بُلِيتا
ولئنْ مُحيتَ عن العيو / نِ فعنْ قلوبٍ ما مُحيتا
وَإِذا سَقى اللَّه القُبو / رَ فمنْ مَراحِمِهِ سُقيتا
وإذا هُجرنَ فلا هُجِرْ / تَ مدى الزّمان ولا جُفيتا
لا تفخرن إلا بنفْ
لا تفخرن إلا بنفْ / سِكَ يوم فخرٍ إن فَخَرْتا
وَدَعِ الأُصولَ فإنّما / هي فضلةٌ لك إنْ نُسبتا
ماذا يضرُّك أو يعر / ركَ إنْ خُبثْنَ لهمْ وطِبْتا
كلّا وَليسَ بنافعٍ / إنْ هنّ طِبْنَ إذا خُبثتا
ومتى عزمتَ على مُوا / قَعِةِ القبيح فقد فَعَلْتَا
وَكَأنّ شيئاً مُحزناً / لك لم يُصبْكَ إذا صبرتا
وَاِخبُرْ وَلا تَصحَبْ منَ ال / إخوانِ إلّا مَنْ خَبَرْتا
فَأَخوكَ مَن هوَ في يمي / نكَ إنْ قَصَدْتَ وإنْ قُصِدْتا
ويسرُّه إنْ دبّ مك / روهٌ إِليهِ إِذا سَلِمْتا
وَهو المصابُ إذا تَعد / دَتْهُ الخطوبُ إذا أُصِبْتا
وإذا أصاب الدهرُ غي / رَكَ بالسّهامِ فقد وُعِظْتا
وإذا أمنتَ وأنتَ في / طُرُقِ الحِمامِ فما أمِنْتا
وإذا بَخِلْتَ بمالِ غي / رك أو قَتَرْتَ فقد غلطتا
وإذا حبوتَ بكلِّ ما / فوقَ السَّدادِ فما بَخِلْتا
سَقى اللَّهُ يوماً فيه على المُنى
سَقى اللَّهُ يوماً فيه على المُنى / وَكنت عليها الدّهرَ أُسبلُ عَبْرتي
وَواصِل مَنْ ماءُ الشّبيبةِ مِلْؤُهُ / ولم ينهَهُ عنّي مشيبي وكِبْرَتِي
وكان التّلاقي فيه غيباً مُرَجَّماً / وجاء بلا وعدٍ فروّيتُ غُلَّتي
فإنْ تكُ منه عِلَّتِي وفراقُهُ / فقد طردتْ منه الزّيارةُ عِلّتي
ما ضرّ طيفَكِ لو والى زياراتي
ما ضرّ طيفَكِ لو والى زياراتي / ما بَينَ تِلكَ المَحاني والثّنِيّاتِ
والرّكبُ عنّا مشاغيلٌ بأَبيَنهمْ / مِنَ الدّؤوب وإرقالِ المطيّاتِ
صَرْعى كأنّ زجاجاتٍ أُدِرْنَ لهمْ / فهمْ لعينيك أحياءٌ كأمواتِ
إنْ حرّم الصّبحُ وصلاً كان يُجذلُنا / فَهْوَ الحلالُ بتهويمِ العشيّاتِ
وَكَم أَتاني وجُنحُ اللَّيلِ حُلّتُهُ / مَن لَم يَكُن في حسابي أنَّه ياتي
وَزارَ في غيرِ ميقاتٍ وكم لُوِيَتْ / عنّا زيارتُهُ في كلِّ ميقاتِ
وَقَد رَأَيتمْ وَقد سار المطيُّ بكمْ / كَيفَ اِصطِباري على تلك المصيباتِ
وَكَم ثنيتُ لِحاظي عَن هوادِجكمْ / وَفي الهَوادِجِ أَوطاري وحاجاتي
وقلت لا وجدَ في قلبي لِلائِمِهِ / وَالقلبُ تحرقُهُ نارُ الصّباباتِ
قلْ للّذين حَدَوْا في يوم رِحلَتِهم / خُوصاً خمائِصَ أمثالَ الحنيّاتِ
مذكّراتٍ فلا سَقْبٌ لهنّ ولا / كَرِعْنَ يوماً بنشوانِ الوليداتِ
لَهُنّ والرّحلُ يَعْلَولِي مناسِجَها / إلى السَّباسِبِ شوقاً كلَّ حنّاتِ
وكمْ ولَجْنَ شديداتٍ صَبَرْنَ بها / حَتّى نَجونَ كِراماً بالحُشاشاتِ
فَإِنْ بُعِثْنَ إِلى نيلِ المُنى رُسُلاً / كفَلْنَ منك بتقريبِ البعيداتِ
مَنْ فيكُمُ مُبلغٌ عنّي الوزيرَ إذا / بَلَغْتموه سلامي والتحيّاتِ
وَمن سعود الورى ثمّ البلاد بهِ / لم يَظلموا إذ دعوه ذا السّعاداتِ
قولوا لَيتني كنتُ الرّسولَ وما / أدّى إليك سوى لفظِي رسالاتي
للّه دَرُّكَ في مُستغْلَقٍ حَرِجٍ / أسعفتَ فيه بفرحاتٍ وفُرجاتِ
وفاحمٍ مُدْلَهمٍّ لا ضياءَ بهِ / نزعتَ عنه لنا أثواب ظُلماتِ
وفي يديك رسولٌ منك تُرسلهُ / متى أردتَ إلى كلِّ المنيّاتِ
مثلَ الرِّشاءِ يُرى منه لمبصرِهِ / تغضّنُ الرُّقمِ يقطعن التّنوفاتِ
حَلفتُ بالبُدْنِ يرعين الوَجيف ولا / عَهدٌ لهنَّ بِرَيٍّ من غماماتِ
يُردنَ بيتاً به الأملاكُ ساكنةٌ / بنيّة فَضَلَتْ كلَّ البِنيّاتِ
وَالطائِفين حوالَيْهِ وقد سَدَكوا / بِه تُقاءً بمسحاتٍ ولثماتِ
وما أراقوه في وادي مِنى زُمَراً / عند الجِمارِ من الكُومِ المسنّاتِ
وأذرُعٍ كسيوفِ الهندِ ضاحيةٍ / يَقذفن في كلِّ يومٍ بالحُصيّاتِ
وَالبائتينَ بجَمْعٍ بعد أن وقفوا / على المعرَّفِ لكنْ أيَّ وَقْفاتِ
وَجاوَزوه خِفافاً بَعد أَن ذَبحوا / حتّى أَتوه بِأجرامٍ ثقيلاتِ
مَحا النضارةَ من صَفْحاتِ أوجههمْ / ذاكَ الّذي كَان محواً للجريراتِ
لأنتَ مِن دونِ هَذا الخلقِ كلِّهِمُ / أَحقّ فينا وَأَولى بالموالاةِ
قُدنِي إِلَيكَ فما يَقتادني بشرٌ / إلّا فتىً كان مأوىً للفضيلاتِ
وَاِشددْ يَديك بما ناولتَ من مِقَتِي / ومن غرامي ومن ثاوِي مودّاتي
أَنا الّذي لا أَحول الدّهرَ عن كَلَفِي / بِمن كلفتُ ولا أسلو صباباتي
لا تخشَ منّي على طول المدى زللاً / فكلُّ شيءٍ تراه غير زلّاتي
سِيّانِ عندي ولا منٌّ عليه بهِ / مَغْنى الأذى ومقرّاتُ اللّذاذاتِ
أَشكو إلى اللَّه أَشواقي إِليك وما / في القلبِ مِن حرّ لوعاتٍ ورَوْعاتِ
وَإِنّني عاطِلٌ مِن حَلي قُربِكَ أو / صِفْرُ اليدين خليٌّ من زياراتي
ولو رأيتُك دون النّاسِ كلِّهِمُ / قَضيتُ مِن هَذهِ الدّنيا لُباناتي
لا تَحسَبوا أَنّني لَم أَلقَهُ أبداً / فَإِنّنا نَتَلاقى بالمودّاتِ
وَكَمْ تَلاقٍ لِقَومٍ مِنْ قلوبهمُ / كَما أَرادوا على بُعدِ المَسافاتِ
وَالقربُ قربُ خبيئاتِ الصّدور وما / تحوي الضمائرُ لا قربُ المحلّاتِ
إِنّي الصديقُ لمن كنتَ الصديقَ له / ومن تُعادِي له منّي معاداتي
وأنتَ من معشرٍ تُروى فضائلُهمْ / سادوا على أنّهمْ أبناءُ ساداتِ
البالِغين مِنَ العَلْياءِ ما اِقتَرحوا / وَالقائِمينَ بصَعْباتِ المُلمّاتِ
وَيَشهَدونَ الوغى من فَرْطِ نَجْدَتهمْ / والرّعبُ فاشٍ بألْبابٍ خليّاتِ
كأنّ أيدِيَهُمْ في النّاس ما خُلقتْ / إِلّا لِبَذل الأيادِي والعَطِيّاتِ
مُقَدَّمين عَلى كلِّ الأنامِ عُلاً / مُحَكّمين على كلِّ القضيّاتِ
فإِنْ تَقِسْهُمْ تَجِدْهُمْ منزلاً وبناً / طالوا النّجومَ التّي فوق السّماواتِ
قد فُقْتَهُمْ بمزيّاتٍ خُصِصْتَ بها / هذا على أنّهمْ فاقوا البريّاتِ
ولم تزلْ مُنجباً فيمن نَسَلْتَ كما / أخَذتها لك من أيدِي النجيباتِ
وكنتَ فضلاً وديناً يُستضاءُ بهِ / خلطتَ للمجدِ أبياتاً بأبياتِ
إنّ الرَّئيس الّذي راسَ الأنام بما / حواه من فضلهِ قبل الرّياساتِ
فَإِن تَجمّل قومٌ في وزارتهمْ / فَاِجَّمَّلتْ فيك أدراعُ الوزاراتِ
جاءتكَ عفواً ولم تبعثْ لها سبباً / ولا بسطتَ إليها قبضَ راحاتِ
وقد أتانِيَ فيما زارني خبرٌ / فَطالَ منهُ قُصارى كلِّ ساعاتي
سَقاني المُرَّ مِن كَأسيهِ وَاِستَلبتْ / يُمناهُ من بَصَرِي لذّاتِ هَجْعاتي
إِنِ اِضطَجعتُ فمِنْ شوكِ القنا فُرُشِي / وإنْ مشيتُ فواطٍ فوقَ جَمْرَاتِ
قالوا اِشتَكى مَنْ يوَدُّ النَّاسُ أنَّهُم / كانوا الفداءَ له دون الشّكاياتِ
وَلَم أَزَلْ مُشفقاً حتّى علمتُ بما / أَنالَهُ اللَّهُ مِن ظِلِّ السّلاماتِ
وَبشّروا بالعوافي بعد أن مُطِلَتْ / بُشري ولكنّها لا كالبشاراتِ
وَالحمدُ للَّه قَد نلتَ المَرادَ وما ال / سَعيدُ إلّا الّذي نالَ الإراداتِ
فَعِشْ كما شئتَ من عزٍّ يطيف بهِ / للَّهِ جَيشٌ كثيفٌ من كفاياتِ
وَلا بُليتَ بِمَكروهٍ ولا قَصُرَتْ / منك الأناملُ عن نيلِ المُحبّاتِ
فلم تكنْ مُعْنِتاً من ذا الورى بشراً / فَكيفَ تُبلى منَ الدنيا بِإِعْناتِ
هَل عائِدٌ يَنفع من عِلّتِي
هَل عائِدٌ يَنفع من عِلّتِي / أو مُسْعِدٌ ينقع من غُلَّتِي
أو عادلٌ ينصفنِي حُكمهُ / من جور هذا الزّمن المُعْنِتِ
أسعى ولا أدرِي إلى مُنيَتِي / وَإِنّما أَسعى إلى ميتتي
كم نعمةٍ آلتْ إلى نِقمَةٍ / وفَرْحَةٍ حالت إلى تَرْحةِ
وَغِبْطَةٍ لمّا اِستَوتْ للفتى / وَنالَ منها سُؤْلَهُ ولّتِ
إِنْ كانَ زادَ الدّهر في فِطنَتِي / فَبالّذي أنقصَ من فِطْرَتي
أَو قوّمتْ أيّامُهُ خِبْرَتِي / فبالّذي طَأْطأ من صَعْدَتِي
يُقِرُّ عَيْنَيَّ بما فقدُهُ / بعد قليلٍ مُسبلٌ عَبرتي
في كلّ يومٍ أنَا في وقعةٍ / مَعْ نُوَبِ الدّهر وفي خُطّةِ
بَينا تَراهُ مُسِلفاً قرَّتي / حتّى تراه مُتلِفاً قوّتِي
يولِجُ حِرماني عَلى مُنْيَتِي / خَبْطاً وإيلامِي على لَذَّتِي
فَليتَهُ لَمّا طوى عَزمهُ / بميتتِي لم يُعطِنِي عِيشَتِي
لَولايَ كان الدّهر من أهلِهِ / بغير أوضاحٍ ولا غُرّةِ
وَقَد درى الأقوامُ أَنّي اِمرؤٌ / أواصلُ الصدَّ عن السَّوْأَةِ
لا أضمرُ السّوءَ لذي خُلّةٍ / ولا أُرى في طُرُقِ التُّهمَةِ
ولم تقُدْني في حِبالِ الهَوى / مَحاسِنُ البَهْكَنَةِ الطَّفلةِ
ذو عَزْمةٍ ما نَشَزتْ ساعةً / واحدةً عن رِبْقَةِ العِفَّةِ
وَلا ترى ميلاً إلى جانبٍ / لافى رِضاً منّي ولا سَخْطَةِ
لا فرق بُعداً مِن ركوبِ الهَوى / بينِيَ في الكِبْرَةِ والشِّرَّةِ
فَجانبُ الجِدِّ به صَبْوَتِي / وجانبُ الهَزْل به نَبْوتِي
كم لِيَ ي مُرِّ ثمارِ الهوى / من فكرةٍ رُضْتُ بها صَعْبتِي
فالذُّلُّ للنَفسِ إذا ما عَصتْ / والعزّ للنّفسِ إذا ولّتِ
فقلْ لُحسَّادِيَ لا زِلْتُمُ / في حَسَدٍ ثاوٍ على نعمَتي
لا تعضِهوني بالّذي فيكُمُ / فَقدْ أَمنتمْ أبداً عَضْهتِي
الذّنْب لِي عندكُمُ أنّكمْ / عجزتُمُ عمّا حَوَتْ قدرَتي
وأنّني قد كنتُ من دونكمْ / أعقِرُ للأضيافِ في الأَزْمةِ
والطّارقُ النازل أدنى إلى / زادِيَ من أهلِي ومِن أُسرَتي
وكلّ داعٍ بي إلى نُصرةٍ / سابقةٌ دعوتهُ نُصرتي
لو جهدوا ما شَربوا من عَلٍ / إِلّا الّذي أسْأَرْتُ من فضلتِي
وَلا رأَوْا قطُّ بِأَيديهمُ / فضيلةً منِّيَ ما غُلَّتِ
وَكم بغَوْا دهراً فلم يظفِروا / مِنِّي في المَزْلَقِ بالعَثْرةِ
لَيستْ يدي مِنّيَ مردودةً / وليس لِي رجْلِيَ إِن زلَّتِ
إِنْ تَفقدوني تَفقدوا منكُمُ / فرّاجَ ذاك المُبْهَمِ المُصْمَتِ
حقّرَ شأني أنّنِي ضائعٌ / عندكُمُ أَبكي عَلى ضيعتي
أَقتاتُ غيظي فإذا عِفْتُهُ / خرجتُ من غيظٍ إلى عِفّةِ
بَينَ أُناسٍ أنَا ما بينهُمْ / في كَمدٍ باقٍ وفي حَسْرةِ
خَيرُهُمُ شرُّ اِمرِئٍ في الورى / وحيُّهُمْ بالنَّوك كالميِّتِ
أنفقُ فما لستُ أرضى بِهِ / شرْخَ شبابي وشَبا مَيْعَتِي
دَعْ جانبَ الذُلِّ لمنْ حَلَّهُ / فما به شيءٌ من الخيْرَةِ
ولا تُقِمْ في منزلٍ تعْتَلِي / بهِ الأراذيل على العِلْيَةِ
ولا مكانٍ يستوي عندَهُ / دَرادِقُ الذَّوْدِ مع الجِلَّةِ
مَلِلْتموني والمُنى رَغْدَةٌ / إِنْ كَثُرتْ في معشرٍ مُلَّتِ
وَقَد عَلِمتمْ أَنّ أَموالكمْ / تضحِي وتُمْسي في حِمى جُرْأتِي
سددتُ عنهنَّ فروقَ الرَّدى / بالطّعنةِ الفَوهاء والضّربةِ
والخيلُ تنجو كسروبِ القطا / أو نَعَمٍ في غُرْبةٍ شُلَّتِ
يَحفِزُها الطَّعنُ فلو سامَها / دخولَ خرقٍ ضيّقٍ مرّتِ
وفي القنا تُبدِل أجلادَها / مسودّةَ اللّوْنِ بمُحمَرّةِ
فَوق قرا ضامرةٍ جَسْرَةٍ / ما شدّت الرّيحُ كما شَدَّتِ
ذاتِ وَقارٍ يوم سِلْمٍ فإنْ / رأت بعينيها وغىً جُنّتِ
هلْ أنهَلَتْهَا علقاً مائراً / إلّا يدي في الرَّوْعِ أو علَّتِ
في موقفٍ دَحْضٍ كأنّ الفتى / مُستوقَفٌ فيه على جَمْرةِ
تبتلُّ أرجاءٌ لهُ يَبْسَةٌ / رشائشَ الطّعن إذا بَلّتِ
لا تُدنِنِي من عاقدٍ أنفَهُ / ملآنَ من تِيهٍ ومن نَخْوَةِ
مُدامِجٍ همّتُهُ كلُّها / مصروفةٌ في نصبِ أُغلوطةِ
لَيس عن الغيِّ لهُ عَرْجَةٌ / ولا له في الرّشد من نهضةِ
فَلن تَراني أبداً راغباً / في خَرِقٍ يزهدُ في رغبتي
وما أُبالي بعد خُبْرٍ بهِ / صرّح أو صمَّمَ في خُلّتِي
سَأَركَب الهَول فإمّا على / شامخةٍ أو أكرم الموتةِ
فَربّما نلتُ الّذي أبتغي / مجتهداً أو بَرِئتْ ذمّتي
رَميتَ فَما أَصميتني وَتَراجعتْ
رَميتَ فَما أَصميتني وَتَراجعتْ / إِلَيك سهامٌ أخطأتني فأصْمَتِ
وَحاولتَ تَشتيتي فعدتَ تفضّلاً / مِنَ اللّه خزْياناً بشملٍ مُشتّتِ
وَلَمّا بَدا لي منك أنْ لا مودّةٌ / تناكصتُ أبكي من ضَياع مودّتِي
فَما لِيَ منك اليومَ إلّا مضرّةٌ / وما لك منّي غيرُ محضِ المبَرَّةِ
وَكَم لكَ عندي زلّةٌ ما جزيتُها / حِفاظاً وإبقاءً عليك بِزلّةِ
وَإنّ اِمرءاً يُهدِي القبيحَ لقومِهِ / صحيحٌ كذي سُقمٍ وحيٌّ كميّتِ
أَرى عِزّةً مِن بَين أثناء ذلّةٍ
أَرى عِزّةً مِن بَين أثناء ذلّةٍ / وعجزاً أراناهُ الزّمان لقدرةِ
وَكَم ذا رَأينا والعَجائب جمّةٌ / زجاجةَ سعدٍ صَدّعتْ نحسَ صخرةِ
خُذوها وَإنْ لَم تَعلموا كيفَ أَخذها / ولا كَيفَ جاءت نَحوكمْ إذ ألمّتِ
وَلا تَحسبوها في قَنيص اِحتِيالِكمْ / فَقد خَرجتْ عن أن تُنال بحيلةِ
وَعنّتْ لَكمْ والمطلُ عنها بنَجْوَةٍ / ولم تأتكمْ كُرهاً ولا هي عنّتٍ
وَلَم تكُ إلّا مِثلَ نُغْبَةِ طائرٍ / وقبْسةِ عجلانٍ ولمحةِ نظرِةِ
فَلا تغمصوها نعمةً إنْ تؤُمِّلَتْ / بِعينِ الحِجى أوفتْ على كلّ نعمةِ
وَأَعطوا الّذي أعطاكُمُ فوقَ سَومكمْ / رِضاهُ وَلا تُدانوا له دارَ سَخْطَةِ
فَإِنّ الّذي يكسو على العُرْيِ قادرٌ / وَلا منيةٌ في الدّهر إلّا كخيبةِ
وَقولوا لِمَن حاباكُمُ وأراكُمُ / بأنّكُمُ نِلْتُمْ مُناها بمُنيَةِ
أَلا هنّ صُنعٌ من عزيزٍ مُقدِّرٍ / أَخوذٍ على أيدِي الرّجالِ موقِّتِ
وَلا تَأمَنوا أَمراً بغير رَوِيَّةٍ / لديهِ ولا رأيٍ عليهِ مُبَيَّتِ
وَما هيَ إلّا زلّةٌ مِن زَمانِكمْ / فحتّى متى يأتي الزّمانُ بزلّةِ
وَما كانَ قَد كانَ عَن سببٍ له / علمناهُ لكنَّ المقادير جُنّتِ
فَإنْ وَفَتِ الأقدارُ عابثةً لكمْ / فَكمْ مِن وفاءٍ بَعده شرُّ غدرةِ
قِف بِالدّيار المقفراتِ
قِف بِالدّيار المقفراتِ / لَعِبتْ بها أيدي الشّتاتِ
فَكأنهنّ هَشائِمٌ / بمرور هُوجِ العاصفاتِ
فَإِذا سألتَ فليس تس / ألُ غيرَ صُمٍّ صامتاتِ
خُرْسٍ يُخَلْن من السّكو / تِ بِهنّ هام المصغياتِ
عُجْ بِالمَطايا الناحلا / تِ على الرّسومِ الماحلاتِ
الدّارساتِ الفانيا / ت شبيهةً بالباقياتِ
وَاِسأَل عنِ القَتلى الأُلى / طُرِحوا على شطِّ الفراتِ
شُعْثٌ لهمْ جُمَمٌ عصي / نَ على أكفّ الماشطاتِ
وعهودُهنَّ بعيدةٌ / بدهانِ أيدٍ داهناتِ
نَسجَ الزّمانُ بهمْ سرا / بيلاً بحوك الرّامساتِ
تُطوى وتُحمى عنهُمُ / محواً بهطلِ المُعْصراتِ
فهُمُ لأيدٍ كاسيا / تٍ تارةً أو مُعْرَياتِ
ولهمْ أكفٌّ ناضرا / تٌ بين صُمٍّ يابساتِ
ما كنّ إلّا بِالعَطا / يا والمنايا جارياتِ
كمْ ثَمَّ من مُهَجٍ سَقي / نَ الحتفَ للقومِ السَّراةِ
وَمُثقّفٍ مثلِ القنا / ةِ أتى المنيّةَ بالقناةِ
أو مُرهَفٍ ساقت إلي / هِ ردىً شفارُ المُرهَفاتِ
كَرِهوا الفرارَ وَهُم على / أقتادِ نُجْبٍ ناجياتِ
يَطْوينَ طيَّ الأتْحَمِي / يِ لهنَّ أجوازَ الفلاتِ
وَتَيقَّنوا أَنّ الحَيا / ةَ مع المذلّةِ كالمماتِ
وَرَزيّةٍ للدّين لي / ستْ كالرّزايا الماضِياتِ
تركتْ لنا منها الشَّوى / ومَضتْ بما تحت الشَّواةِ
يا آل أحمدَ والذّي / نَ غداً بحُبِّهُمُ نجاتي
وَمَنيّتِي في نَصرِهمْ / أشهى إليَّ من الحياةِ
حَتّى مَتى أَنتم عَلى / صَهَواتِ حُدْبٍ شامصاتِ
وَحقوقُكمْ دون البري / يَةِ في أكفٍّ عاصياتِ
وسروبُكمْ مذعورةٌ / وأديمُكُمْ للفارياتِ
ووليّكمْ يُضحِي ويُم / سِي في أمورٍ مُعضلاتِ
يُلْوى وَقَد خبط الظّلا / مَ على اللّيالي المُقمراتِ
فَإِذا اِشتَكى فَإِلى قلو / بٍ لاهياتٍ ساهياتِ
وإلى عَصائب سارِيا / تٍ في الدّآدِي عاشياتِ
غرثانَ إلّا مِن جوىً / عُريانَ إلّا مِن أذاةِ
وَإِذا اِستمدَّ فَمِن أَكُف / فٍ بِالعَطايا باخِلاتِ
وَإِذا اِستَعان على خُطو / بٍ أو كروبٍ كارثاتِ
فَبِكلِّ مَغلولِ اليدي / نِ هناكَ مفلولِ الشَّباةِ
قل للأُلى حادوا وقد / ضلَّوا الطّريقَ عن الهُداةِ
وسَرَوْا على شُعَبِ الرّكا / ئبِ في الفلاةِ بلا حُداةِ
نامتْ عيونُكُمُ ول / كِنْ عن عيونٍ ساهراتِ
وظننتُمُ طولَ المدى / يمحو القلوب من التِراتِ
هيهاتَ إنّ الضِّغنَ تو / قِدُهُ اللّيالي بالغَداةِ
لا تَأمَنوا غضّ النّوا / ظِرِ مِن قلوبٍ مُرصِداتِ
إِنّ السّيوفَ المُعْرَيا / تِ من السّيوف المُغمَداتِ
والمثقِلاتِ المُعْييا / تِ من الأمور الهيّناتِ
والمُصميات من المقا / تِلِ هنّ نفسُ المخطئاتِ
وكأنّني بالكُمْتِ تَرْدِي / في البسيطةِ بالكُماةِ
وبكلّ مِقدامٍ على ال / أهوالِ مرهوبِ الشَذاةِ
قَرِمٍ فلا شِبَعٌ له / إلّا بِأَرواحِ العُداةِ
وكأنّهُ متنمّراً / صَقْرٌ تشرّف من عَلاةِ
وَالرّمحُ يَفتق كلَّ نج / لاءٍ كأردانِ الفتاةِ
تهمِي نجيعاً كاللُّغا / مِ على شدوقِ اليَعْملاتِ
تُؤْسى ولكنْ كَلْمُها / أبداً يبرِّح بالأُساةِ
حَتّى يَعود الحقُّ يَقْ / ظاناً لنا بعد السِّناتِ
وَلَكمْ أَتى مِن فُرجَةٍ / قد كان يُحسب غير آتِ
يا صاحِبي في يومِ عا / شوراءَ والحَدِبِ المواتي
لا تَسقنِي باللَّه في / هِ سوى دموعِ الباكياتِ
ما ذاكَ يَوماً صيّباً / فَاِسمَحْ لنا بالصيّباتِ
وَإِذا ثَكِلْتَ فلا تزرْ / إِلّا دِيار الثّاكلاتِ
وَتَنحَّ في يَومِ المصي / بةِ عن قلوبٍ سالياتِ
وَمَتى سَمِعتَ فَمِنْ عَوي / لٍ للنّساءِ المُعْولاتِ
وَتَداوَ مِن حزنٍ بِقل / بِكَ بالمراثِي المحزناتِ
لا عُطّلتْ تلك الحفا / ئرُ من سلامٍ أو صلاةِ
وسُقين من وكْفِ التحي / يَةِ عَن وكيفِ السّارياتِ
ونُفِحْنَ من عَبَقِ الجنا / نِ أريجهُ بالذّاكياتِ
فَلَقد طَوَين شموسَنا / وبُدورَنا في المشكلاتِ
إِذا شِئتَ أَنْ تَلقى الهوانَ فُلذْ بمن
إِذا شِئتَ أَنْ تَلقى الهوانَ فُلذْ بمن / يُرَجَّى لنفعٍ أو لدفعِ مضرّةِ
فَهامُ الرّجالِ الآنفينَ عزيزةٌ / وَإِنْ حُمِّلتْ مَنّاً لذي المنِّ ذلّتِ
وَعَدِّ عَنِ الأَطماعِ فهْيَ مَذلّةٌ / وَلَو خالَطتْ شُمَّ الجبالِ لخرِّتِ
فَويلٌ لِنفسٍ حُلِّئِتْ عَن مَرامِها / وويلٌ لنفسٍ أُعطيتْ ما تمنّتِ
وَلَيسَ بِخافٍ قبحُ حرصٍ على غنىً / وَلَكنْ عقولٌ بالضّراعةِ جُنّتِ
عَثَرتُ وَلَولا اِنتِياشُ الإلهِ
عَثَرتُ وَلَولا اِنتِياشُ الإلهِ / لكنتُ صريعَ ردى عثرتي
وَأَخرجنِي اللَّهُ مِن قَعرها / وقد كنتُ صرتُ إلى اللُّجّةِ
على حين ساءَتْ بنفسي الظّنونُ / وأشرفتُ منها على الخُطّةِ
وَكان العِدى يُبصرون الّذي / تصوّره لَهُمُ بِغْضَتِي
ولمّا كفاني الّذي خِفتُهُ / وقد كنتُ في وَسَطِ الخيفةِ
أتاني بقدرته آيةً / علمتُ بها سَعَةَ القدرةِ
فيا رافعاً بِي ويا مُنعماً / عليَّ بما لم تَنَلْ مُنْيتِي
ويا من رغبتُ إلى نصرِهِ / فما ردّني عنه بالخيبةِ
ويا عاصماً لِي من الموبقاتِ / وما كنتُ أطمعُ في عصمتي
ويا معطياً فوق ما أبتغي / بلا طَلَبٍ وبلا بُغيةِ
ويا فارجاً ظُلُماتِ الخطوبِ / وليس سبيلٌ إلى الفُرجةِ
شكرتُك لا بالغاً ما مننتَ / ولكنْ بلغتُ مدى بُغيتي
وما لِيَ شكرٌ ولا أَهتدي / إليهِ على قَدَرِ النِّعمةِ
يَقولونَ قَد قرّت وَلم تبقَ نزوةٌ
يَقولونَ قَد قرّت وَلم تبقَ نزوةٌ / فقلت أرى في طيّها نزواتِ
فَلا تجمعوا في يومِكمْ شملَ معشرٍ / يكونُ غداً يا قومُ طوعَ شتاتِ
وما المُهْملُ المغرورُ إلّا الَّذي يُرى / نَؤومَ الدّجى عن طالبٍ لتِراتِ
خَفيّاً بِتَزويقِ اللّسانِ مُنَمِّقاً / ولكنّه عن أنفسٍ كَدِراتِ
هَجرتُكِ خوفَ أقوال الوشاةِ
هَجرتُكِ خوفَ أقوال الوشاةِ / وهجرُكِ مثلُ هجرانِ الحياةِ
وأنتِ كرامةً عندي كعيني / وما تنجو العيونُ من القَذاةِ
ولولا الحبُّ ما سهلتْ حُزوني / ولا لانتْ بأيديكمْ صفاتي
وَقالوا قَد عشقتَ فقلت عِشقٌ / كَما اِقتَرح الهوى فمن المؤاتي
بِنَفسي مَن إِذا ما رمتُ وصفاً / لِحُسنٍ فيهِ أَعيَتنِي صِفاتي
وَلَو أَغنى عنِ العشّاقِ شَيءٌ / وَدافَع عنهُمُ أغنتْ حُماتي
أمِنْ بعد ستّينَ قد جُزتُها
أمِنْ بعد ستّينَ قد جُزتُها / تعجّب أسماءُ من شيبتي
وأعجبُ من ذاك لوْ ما كَبِرْتُ / وَلَم يَنزلِ الشّيبُ في لِمّتِي
فَإِن كُنتِ تأبَيْنَ شيبَ العِذار / فكمْ خُيّبَ المرءُ من مُنْيَةِ
وَإِنْ أَنتِ يَوماً تخيّرتِ لي / فَشيبِيَ أصلحُ من مِيتتِي
فَلا تَغضبي مِن صَنيعِ الزّمانِ / فما لكِ شيءٌ سوى الغضبةِ
أنكرتْ ليلةَ اِعتَنَقنا حُسامي
أنكرتْ ليلةَ اِعتَنَقنا حُسامي / وهو مُلقىً بيني وبين الفتاةِ
إنْ يكن عائقاً يسيراً عن الضم / م فما زال واقياً من عُداتي
هو قِرْنٌ صفوٌ ولا بُدّ في كل / لِ صفاءٍ ننالُهُ من قذاةِ
وَاِنتِفاعٌ وما رأَينا اِنتِفاعاً / أبدَ الدّهرِ خالياً من بَذاةِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025