القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : دِعْبِل الخُزاعي الكل
المجموع : 12
مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ
مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ / وَمَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ
لِآلِ رَسولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِن مِنىً / وَبِالرُكنِ وَالتَعريفِ وَالجَمَراتِ
دِيارُ عَلِيٍّ وَالحُسَينِ وَجَعفَرٍ / وَحَمزَةَ وَالسُجّادِ ذي الثَفِناتِ
دِيارٌ عَفاها جَورُ كُلِّ مُنابِذٍ / وَلَم تَعفُ لِلأَيّامِ وَالسَنَواتِ
قِفا نَسأَلِ الدارَ الَّتي خَفَّ أَهلُها / مَتى عَهدُها بِالصَومِ وَالصَلَواتِ
وَأَينَ الأُلى شَطَّت بِهِم غَربَةُ النَوى / أَفانينَ في الآفاقِ مُفتَرِقاتِ
هُمُ أَهلُ ميراثِ النَبِيِّ إِذا اِعتَزَوا / وَهُم خَيرُ قاداتٍ وَخَيرُ حُماةِ
وَما الناسُ إِلّا حاسِدٌ وَمُكَذِّبٌ / وَمُضطَغِنٌ ذو إِحنَةٍ وَتِراتِ
إِذا ذَكَروا قَتلى بِبَدرٍ وَخَيبَرٍ / وَيَومِ حُنَينٍ أَسبَلوا العَبَراتِ
وَكَيفَ يُحِبّونَ النَبِيَّ وَأَهلَهُ / وَقَد تَرَكوا أَحشاءَهُم وَغراتِ
لَقَد لايَنوهُ في المَقالِ وَأَضمَروا / قُلوباً عَلى الأَحقادِ مُنطَوِياتِ
قُبورٌ بِكوفانٍ وَأُخرى بِطَيبَةٍ / وَأُخرى بِفَخٍّ نالَها صَلَواتي
وَقَبرٌ بِأَرضِ الجَوزَجانِ مَحَلُّهُ / وَقَبرٌ بِباخَمرا لَدى العَرِماتِ
وَقَبرٌ بِبَغدادٍ لِنَفسٍ زَكِيَّةٍ / تَضَمَّنَها الرَحمَنُ في الغُرُفاتِ
وَقَبرٌ بِطوسٍ يا لَها مِن مُصيبَةٍ / تُرَدَّدُ بَينِ الصَدرِ وَالحَجَباتِ
فَأَمّا المُمَضّاتُ الَّتي لَستُ بالِغاً / مَبالِغَها مِنّي بِكُنهِ صِفاتِ
إِلى الحَشرِ حَتّى يَبعَثَ اللَهُ قائِماً / يُفَرِّجُ مِنها الهَمَّ وَالكَرَباتِ
نُفوسٌ لَدى النَهرَينِ مِن أَرضِ كَربَلا / مُعَرَّسُهُم مِنها بِشَطٍّ فُراتِ
أَخافُ بِأَن أَزدارَهُم وَيَشوقُني / مُعَرَّسُهُم بِالجِزعِ مِن نَخَلاتِ
تَقَسَّمَهُم رَيبِ الزَمانِ فَما تَرى / لَهُم عَقوَةً مَغشِيَّةَ الحُجُراتِ
سِوى أَنَّ مِنهُم بِالمَدينَةِ عُصبَةً / مَدى الدَهرِ أَنضاءً مِنَ الأَزَماتِ
قَليلَةُ زُوّارٍ سِوى بَعضِ زُوَّرٍ / مِنَ الضَبعِ وَالعِقبانِ وَالرَخَماتِ
لَهُم كُلَّ حينٍ نَومَةٌ بِمَضاجِعٍ / لَهُم في نَواحي الأَرضِ مُختَلِفاتِ
وَقَد كانَ مِنهُم بِالحِجازِ وَأَهلِها / مَغاويرُ نَحّارونَ في السَنَواتِ
تَنكَّبُ لَأواءُ السِنينَ جِوارَهُم / فَلا تَصطَليهِم جَمرَةُ الجَمَراتِ
حِمىً لَم تُطِرهُ المُبدِياتُ وَأَوجُهٌ / تَضيءُ مِنَ الايسارِ في الظُلُماتِ
إِذا أَورَدوا خَيلاً تَسَعَّرُ بِالقَنا / مَساعِرُ جَمرِ المَوتِ وَالغَمَراتِ
وَإِن فَخَروا يَوماً أَتَوا بِمُحَمَّدٍ / وَجِبريلَ وَالفُرقانِ ذي السوراتِ
أولَئِكَ لا مِن شَيخُ هِندٍ وَتِربِها / سُمَيةَ مِن نَوكى وَمِن قَذِراتِ
مَلامَكَ في أَهلِ النَبِيِّ فَإِنَّهُم / أَحِبّايَ ما عاشوا وَأَهلُ ثِقاتي
تَخَيَّرتُهُم رُشداً لِأَمري فَإِنَّهُم / عَلى كُلِّ حالٍ خيرَةُ الخيراتِ
نَبَذتُ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ جاهِداً / وَسَلَّمتُ نَفسي طائِعاً لَولاتي
فَيا رَبِّ زِدني مِن يَقيني بَصيرَةً / وَزِد حُبَّهُم يا رَبِّ في حَسَناتي
بِنَفسي أَنتُم مِن كُهولٍ وَفِتيَةٍ / لِفَكِّ عُناةٍ أَو لِحَملِ دِياتِ
وَلِلخَيلِ لَمّا قَيَّدَ المَوتُ خَطوَها / فَأَطلَقتُم مِنهُنَّ بِالذَرِباتِ
أُحِبُّ قَصِيَّ الرِحمِ مِن أَجلِ حُبِّكُم / وَأَهجُرُ فيكُم أُسرَتي وَبَناتي
وَأَكتُمُ حُبّيكُم مَخافَةَ كاشِحٍ / عَنيدٍ لِأَهلِ الحَقِّ غَيرِ مَواتِ
لَقَد حَفَّت الأَيّامُ حَولي بِشَرِّها / وَإِنّي لَأَرجو الأَمنَ بَعدَ وَفاتي
أَلَم تَرَ أَنّي مُذ ثَلاثونَ حِجَّةً / أَروحُ وَأَغدو دائِمَ الحَسَراتِ
أَرى فَيئَهُم في غَيرِهِم مُتَقَسَّما / وَأَيديهُم مِن فَيئِهِم صَفِراتِ
فَآلُ رَسولِ اللَهِ نُحفٌ جُسومُهُم / وَآلُ زِيادٍ غُلَّظَ القَصَراتِ
بَناتُ زِيادٍ في القُصورِ مَصونَةٌ / وَآلُ رَسولِ اللَهِ في الفَلَواتِ
إِذا وُتِروا مَدّوا إِلى واتِريهِمُ / أَكُفّاً عَنِ الأَوتارِ مُنقَبِضاتِ
فَلَولا الَّذي أَرجوهُ في اليَومِ أَو غَدٍ / تَقَطَّعَ قَلبي إِثرَهُم حَسَراتِ
خُروجُ إِمامٍ لا مَحالَةَ خارِجٌ / يَقومُ عَلى اِسمِ اللَهِ وَالبَرَكاتِ
يُمَيِّزُ فينا كُلَّ حَقٍّ وَباطِلٍ / وَيُجزي عَلى النَعماءِ وَالنَقَماتِ
سَأَقصُرُ نَفسي جاهِداً عَن جِدالِهِم / كَفاني ما أَلقى مِنَ العَبَراتِ
فَيا نَفسُ طيبي ثُمَّ يا نَفسُ أَبشِري / فَغَيرُ بَعيدٍ كُلُّ ما هُوَ آتِ
وَلا تَجزَعي مِن مُدَّةِ الجَورِ إِنَّني / كَأَنّي بِها قَد آذَنَت بِبَتاتِ
فَإِن قَرَّبَ الرَحمَنُ مِن تِلكَ مُدَّتي / وَأَخَّرَ مِن عُمري لِيَومِ وَفاتي
شَفَيتُ وَلَم أَترُك لِنَفسِيَ غُصَّةً / وَرَوَّيتُ مِنهُم مُنصُلي وَقَناتي
عَسى اللَهُ أَن يَأوي لِذا الخَلقِ إِنَّهُ / إِلى كُلِّ قَومٍ دائِمُ اللَحَظاتِ
أُحاوِلُ نَقلَ الشَمسِ مِن مُستَقَرِّها / وَإِسماعَ أَحجارٍ مِنَ الصَلِداتِ
فَمِن عارِفٍ لَم يَنتَفِع وَمُعانِدٍ / يَميلُ مَعَ الأَهواءِ وَالشَهَواتِ
قُصارايَ مِنهُم أَن أَأوبَ بِغُصَّةٍ / تَرَدَّدُ بَينَ الصَدرِ واللَهواتِ
إِذا قُلتُ عُرفاً أَنكَروهُ بِمُنكَرٍ / وَغَطّوا عَلى التَحقيقِ بِالشُبُهاتِ
كَأَنَّكَ بِالأَضلاعِ قَد ضاقَ رُحبُها / لِما ضُمِّنَت مِن شِدَّةِ الزَفَراتِ
إِذا غَزَونا فَمَغزانا بِأَنقِرَةٍ
إِذا غَزَونا فَمَغزانا بِأَنقِرَةٍ / وَأَهلُ سَلمى بِسَيفِ البَحرِ مِن جُرُتِ
هَيهاتَ هَيهاتَ بَينَ المَنزِلَينِ / لَقَد أَنضَيتُ شَوقي وَقَد أَبعَدتُ مُلتَفَتي
حَلَّت مَحَلّاً بِقُطرِ الأَرضِ مُنتَبِذاً / تُقَصِّرُ الريحُ عَنهُ كُلَّما جَرَتِ
فَما يَنالُ بِها الهَيمانُ مَورَدَهُ / إِلّا بِنَصٍّ وَجَذبِ العيسِ بِالبُرَةِ
أَحبَبتُ أَهلي وَلَم أَظلِمُ بِحُبِّهُمُ / قالوا تَعَصَّبتَ جَهلاً قَولَ ذي بَهَتِ
أَحمي حِماهُم وَأَرمي في مُعارِضُهُم / وَأَستَقيلُ إِذا ما رِجلُهُم هَوَتِ
لَهُم لِساني بِتَقريظي وَمُمتَدَحي / نَعَم وَقَلبي وَما تَحويهِ مَقدِرَتي
دَعني أَصِل رَحِمي إِن كُنتَ قاطِعَها / لا بُدَّ لِلرَحمِ الدُنيا مِن الصِلَةِ
لَولا العَشائِرُ ما رَجَّيتُ عارِفَةً / وَلا لَحَقتُ عَلى الأَيّامِ مِن تِرَةِ
فَاِحفَظ عَشيرَتَكَ الأَدنَينَ إِنَّ لَهُم / حَقّاً يُفَرِّقُ بَينَ الزَوجِ وَالمَرَةِ
قَومي بَنو حِمَيرٍ وَالأَسدُ أُسَرتُهُم / وَآلِ كِندَةَ وَالأَحياءُ مِن عُلَةِ
ثُبتُ الحُلومِ فَإِن سُلَّت حَفائِظُهُم / سَلّوا السُيوفَ فَأَردَوا كُلَّ ذي عَنَتِ
هُم أَثبَتُ الناسِ أَقداماً إِذا بُغِتوا / وَقَلَّما تَثبُتُ الأَقدامُ في البَغَتِ
كَم نَفَسّوا كَربَ مَكروبٍ وَكَم صَبَروا / عَلى الشَدائِدِ مِن لَأواءَ فَاِنجَلَتِ
كَم عَينِ ذي حِوَلٍ فَقَّأتُ ناظِرَها / وَكَم قَطَعتُ لِأَهلِ الغِلِّ مِن حُمَةِ
كَم مِن عَدُوٍّ تَحاماني وَقَد نَشِبَت / فيهِ المَخالِبُ يَعدو عَدُوَ مُنفَلَتِ
لَو عاشَ كَبشا تَميمٍ ثُمَّتَ اِستَمَعا / شِعري لَماتا وَماتَ الوَغد ذو الرُمَّةِ
فَصارَ بِالعُدوَةِ القُصوى مُؤَرِّقُهُ / خَوفي فَباتَ وَجاشَ القَلبُ لَم يَبِتِ
تَقَدَمَتهُ بَناتُ القَلبِ طائِرَةً / خَوفاً لِضَغمِ أَبي شِبلَينِ مُنهَرِتِ
كَاللَيثِ لَو أَزَمَ اللَيثُ الهُصورُ بِهِ / ما غَضَّ طَرفاً وَلَم يَجزَع وَلَم يَصُتِ
نَفسي تُنافِسُني في كُلِّ مَكرُمَةٍ / إِلى المَعالي وَلَو خالَفتُها أَبَتِ
كَم قَد وَطِئتُ عَلى أَحشاءِ مُتعِبَةٍ / لِلنَفسِ كانَت طَريقَ اللَينِ وَالدَعَةِ
وَكَم زَحَمتُ طَريقَ المَوتِ مُعتَرِضاً / بِالسَيفِ صَلتاً فَأَدّاني إِلى السَعَةِ
وَالجودُ يَعلَمُ أَنّي مُنذُ عاهَدَني / ما خُنتُهُ وَقتَ مَيسوري وَمَعسِرَتي
وَالضَيفُ يَعلَمُ أَنِّيَ حينَ يَطرُقُني / ماضي الجَنانِ عَلى كَفّي وَمَقدِرَتي
أَهوى هَواهُ وَيَهوى ما أُسَرُّ بِهِ / يَنالُ ما يَشتَهي وَالنَفسُ ما اِشتَهَت
ما يَرحَلُ الضَيفُ عَنّي غِبَّ لَيلَتِهِ / إِلّا بِزادٍ وَتَشيِيعٍ وَمَعذِرَةِ
قالَ العَواذِلُ أَودى المالُ قُلتُ لَهُم / ما بَينَ أَجرٍ أُلَقّاهُ وَمَحمَدَةِ
أَفسَدتَ مالَكَ قُلتُ المالُ يُفسِدُني / إِذا بَخِلتُ بِهِ وَالجودُ مَصلَحَتي
أَرزاقُ رَبّي لِأَقوامٍ يُقَدِّرُها / مِن حَيثُ شاءَ فَيُجريهِنَّ في هِبَتي
فَليَشكُروا اللَهَ ما شُكَري بِزائِدِهِم / وَليَحمَدوهُ فَإِنَّ الحَمدَ ذو مِقَةِ
لا تَعرِضَنَّ بِمَزحٍ لِإِمرِىءٍ سَفِهٍ / ما راضَهُ قَلبُهُ أَجراهُ في الشَفَةِ
فَرُبَّ قافِيَةٍ بِالمَزحِ جارِيَةٍ / مَشبوبَةٍ لَم تُرِد إِنماءَها نَمَتِ
رَدُّ السَلى مُستَتِمّاً بَعدَ قَطعَتَهُ / كَرَدِّ قافِيَةٍ مِن بَعدِ ما مَضَت
إِنّي إِذا قُلتُ بَيتاً ماتَ قائِلُهُ / وَمَن يُقالُ لَهُ وَالبَيتُ لَم يَمُتِ
طَرَقَتكَ طارِقَةُ المُنى بِبَياتِ
طَرَقَتكَ طارِقَةُ المُنى بِبَياتِ / لا تُظهِري جَزَعاً فَأَنتِ بَداتِ
في حُبِّ آلِ المُصطَفى وَوَصِيِّهِ / شُغلٌ عَنِ اللَذاتِ وَالقَيناتِ
إِنَّ النَشيدَ بِحُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ / أَزكى وَأَنفَعُ لي مِنَ القُنياتِ
فاحِشُ القَصيدَ بِهِم وَفَرِّغ فيهِمُ / قَلباً حَشَوتَ هَواهُ بِاللَذاتِ
وَاَقطَع حِبالَةَ مَن يُريدُ سِواهُمُ / في حُبِّهِ تَحلُل بِدارِ نَجاةِ
سَقياً وَرَعياً لِأَيّامِ الصَباباتِ
سَقياً وَرَعياً لِأَيّامِ الصَباباتِ / أَيّامَ أَرفُلُ في أَثوابِ لَذّاتي
أَيّامَ غُصني رَطيبٌ مِن لُدونَتِهِ / أَصبو إِلى غَيرِ جاراتٍ وَكَنّاتِ
دَع عَنكَ ذِكرَ زَمانٍ فاتَ مَطلَبُهُ / وَاِقذِف بِرِجلَيكَ عَن مَتنِ الجَهالاتِ
وَاِقصِد بِكُلِّ مَديحٍ أَنتَ قائِلُهُ / نَحوَ الهُداةِ بَني بَيتِ الكَراماتِ
وَنُبِّئتُ كَلباً مِن كِلابٍ يَسُبُّني
وَنُبِّئتُ كَلباً مِن كِلابٍ يَسُبُّني / وَمَرُّ كِلابٍ يَقطَعُ الصَلَواتِ
فَإِن أَنا لَم أُعلَم كِلاباً بِأَنَّها / كِلابٌ وَأَنّي باسِلُ النَقِماتِ
فَكانَ إِذَن مِن قَيسِ عَيلانَ والِدي / وَكانَت إِذَن أُمّي مِنَ الحَبِطاتِ
أُحِبُّ العاذِلاتِ لِأَنَّ جودي
أُحِبُّ العاذِلاتِ لِأَنَّ جودي / يَزيدُ عَلى اِزدِيادِ العاذِلاتِ
تُعَيِّرُني بِأَن أَفسَدتُ مالي / فَسادُ المالِ إِحدى الصالِحاتِ
تَجاوَبنَ بِالإِرنانِ وَالزَفَراتِ
تَجاوَبنَ بِالإِرنانِ وَالزَفَراتِ / نَوائِحُ عُجمُ اللَفظِ وَالنَطِقاتِ
يُخَبِّرنَ بِالأَنفاسِ عَن سِرِّ أَنفُسٍ / أَسارى هَوىً ماضٍ وَآخَرَ آتِ
فَأَسعَدنَ أَو أَسعَفنَ حَتّى تَقَوَّضَت / صُفوفُ الدُجى بِالفَجرِ مُنهَزِماتِ
عَلى العَرَصاتِ الخالِياتِ مِنَ المَها / سَلامُ شَبَحٍ حَسبٍّ عَلى العَرَصاتِ
فَعَهدي بِها خُضرَ المَعاهِدِ مَألَفاً / مِنَ العَطِراتِ البيضِ وَالخَفِراتِ
لَيالِيَ يُعدينَ الوِصالَ عَلى القِلى / وَيُعدي تَدانينا عَلى الغَرَباتِ
وَإِذ هُنَّ يَلحَظنَ العُيونَ سَوافِراً / وَيَستُرنَ بِالأَيدي عَلى الوَجَناتِ
وَإِذ كُلَّ يَومٍ لي بِلَحظِيَ نَشوَةٌ / يَبيتُ لَها قَلبي عَلى نَشَواتي
فَكَم حَسَراتٍ هاجَها بِمُحَسِّرٍ / وَقوفِيَ يَومَ الجَمعِ مِن عَرَفاتِ
أَلَم تَرَ لِلأَيّامِ ماجَرَّ جَورُها / عَلى الناسِ مِن نَقصٍ وَطولِ شَتاتِ
وَمِن دُوَلِ المُستَهتِرينَ وَمَن غَدا / بِهِم طالِباً لِلنورِ في الظُلُماتِ
فَكَيفَ وَمِن أَنّى يُطالِبُ زُلفَةً / إِلى اللَهِ بَعدَ الصَومِ وَالصَلَواتِ
سِوى حُبِّ أَبناءِ النَبِيِّ وَرَهطِهِ / وَبُغضِ بَني الزَرقاءِ وَالعَبَلاتِ
وَهِندٍ وَما أَدَّت سُمَيَّةُ وَاِبنُها / أولو الكُفرِ في الإِسلامِ وَالفَجَراتِ
هُمُ نَقَضوا عَهدَ الكِتابِ وَفَرضَهُ / وَمُحكَمَهُ بِالزورِ وَالشُبُهاتِ
وَلَم تَكُ إِلّا مِحنَةٌ كَشَفَتهُمُ / بِدَعوى ضَلالٍ مِن هَنٍ وَهَناتِ
تُراثٌ بِلا قُربى وَمِلكٌ بِلا هُدىً / وَحُكمٌ بِلا شورى بِغَيرِ هُداةِ
رَزايا أَرَتنا خُضرَةَ الأُفقِ حُمرَةً / وَرَدَّت أُجاجاً طَعمَ كُلِّ فُراتِ
وَما سَهَّلَت تِلكَ المَذاهِبَ فيهِمُ / عَلى الناسِ إِلّا بَيعَةُ الفَلَتاتِ
وَما نالَ أَصحابُ السَقيفَةِ إِمرَةً / بِدَعوى تُراثٍ بَل بِأَمرِ تِراتِ
وَلَو قَلَّدوا الموصى إِلَيهِ زِمامَها / لَزُمَّت بِمَأمونٍ مِنَ العَثَراتِ
أَخا خاتِمَ الرُسلِ المُصَفّى مِنَ القَذى / وَمُفتَرِسَ الأَبطالِ في الغَمَراتِ
فَإِن جَحَدوا كانَ الغَديرُ شَهيدَهُ / وَبَدرٌ وَأُحدٌ شامِخَ الهَضَباتِ
وَأَيٌّ مِن القُرآنِ تُتلى بِفَضلِهِ / وَإيثارُهُ بِالقوتِ في اللَزباتِ
وَغُرُّ خِلالٍ أَدرَكَتهُ بِسَبقِها / مَناقِبُ كانَت فيهِ مُؤتَنِفاتِ
مَناقِبُ لَم تُدرَك بِكَيدٍ وَلَم تُنَل / بِشَيءٍ سِوى حَدِّ القَنا الذَرباتِ
نَجِيٌّ لِجِبريلَ الأَمينِ وَأَنتُمُ / عُكوفٌ عَلى العُزّي مَعاً وَمَناةِ
بَكَيتُ لِرَسمِ الدارِ مِن عَرَفاتِ / وَأَذرَيتُ دَمَعَ العَينِ في الوَجَناتِ
وَفَكَّ عُرى صَبري وَهاجَت صَبابَتي / رُسومُ دِيارٍ قَد عَفَت وَعِراتِ
مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ / وَمَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ
لِآلِ رَسولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِن مِنىً / وَبِالرُكنِ وَالتَعريفِ وَالجَمَراتِ
دِيارُ عَلِيٍّ وَالحُسَينِ وَجَعفَرٍ / وَحَمزَةَ وَالسُجّادِ ذي الثَفِناتِ
دِيارٌ لِعَبدِ اللَهِ وَالفَضلِ صِنوِهِ / نَجِيِّ رَسولِ اللَهِ في الخَلَواتِ
وَسِبطَي رَسولِ اللَهِ وَاِبَني وَصِيَّهِ / وَوارِثِ عِلمِ اللَهِ وَالحَسَناتِ
مَنازِلُ وَحيُ اللَهِ يَنزِلُ بَينَها / عَلى أَحمَدَ المَذكورِ في السوراتِ
مَنازِلُ قَومٍ يُهتَدى بِهُداهُمُ / فَتُؤمَنُ مِنهُم زَلَّةُ العَثَراتِ
مَنازِلُ كانَت لِلصَلاةِ وَلِلتُقى / وَلِلصَومِ وَالتَطهيرِ وَالحَسَناتِ
مَنازِلُ لا تَيمٌ يَحُلُّ بِرَبعِها / وَلا اِبنُ صُهاكٍ هاتِكُ الحُرُماتِ
دِيارٌ عَفاها جَورُ كُلِّ مُنابِذٍ / وَلَم تَعفُ لِلأَيّامِ وَالسَنَواتِ
فَيا وارِثي عِلمِ النَبِيِّ وَآلِهِ / عَلَيكُم سَلامٌ دائِمُ النَفَحاتِ
قِفا نَسأَلِ الدارَ الَّتي خَفَّ أَهلُها / مَتى عَهدُها بِالصَومِ وَالصَلَواتِ
وَأَينَ الأُلى شَطَّت بِهِم غَربَةُ النَوى / أَفانينَ في الآفاقِ مُفتَرِقاتِ
هُمُ أَهلُ ميراثِ النَبِيِّ إِذا اِعتَزَوا / وَهُم خَيرُ قاداتٍ وَخَيرُ حُماةِ
إِذا لَم نُناجِ اللَهَ في صَلَواتِنا / بِأَسمائِهِم لَم يَقبَل الصَلَواتِ
مَطاعيمُ في الاِقتارِ في كُلِّ مَشهَدِ / لَقَد شُرِّفوا بِالفَضلِ وَالبَرَكاتِ
وَما الناسُ إِلّا حاسِدٌ وَمُكَذِّبٌ / وَمُضطَغِنٌ ذو إِحنَةٍ وَتِراتِ
إِذا ذَكَروا قَتلى بِبَدرٍ وَخَيبَرٍ / وَيَومَ حُنَينٍ أَسبَلوا العَبَراتِ
وَكَيفَ يُحِبّونَ النَبِيَّ وَرَهطَهُ / وَهُم تَرَكوا أَحشائَهُم وَغِراتِ
لَقَد لا يَنوهُ في المَقالِ وَأَضمَروا / قُلوباً عَلى الأَحقادِ مُنطَوِياتِ
فَإِن لَم تَكُن إِلّا بِقُربى مُحَمَّدٍ / فَهاشِمُ أَولى مِن هَنٍ وَهَناتِ
سَقى اللَهُ قَبراً بِالمَدينَةِ غَيثَهَ / فَقَد حَلَّ فيهِ الأَمنُ بِالبَرَكاتِ
نَبِيُّ الهُدى صَلّى عَلَيهِ مَليكُهُ / وَبَلَّغَ عَنّا روحَهُ التُحَفاتِ
وَصَلّى عَلَيهِ اللَهُ ماذَرَّ شارِقٌ / وَلاحَت نُجومُ اللَيلِ مُبتَدِراتِ
أَفاطِمُ لَو خِلتِ الحُسَينَ مَجَدَّلاً / وَقَد ماتَ عَطشاناً بِشَطِّ فُراتِ
إِذَن لَلَطَمتِ الخَدَّ فاطِمُ عِندَهُ / وَأَجرَيتِ دَمعَ العَينِ في الوَجَناتِ
أَفاطِمُ قومي يا اِبنَةَ الخَيرِ وَاِندُبي / نُجومَ سَمَواتٍ بِأَرضِ فَلاةِ
قُبورٌ بِكوفانٍ وَأُخرى بِطيبَةٍ / وَأُخرى بِفَخٍّ نالَها صَلَواتي
وَأُخرى بِأَرضِ الجوزَجانِ مَحَلُّها / وَقَبرٌ بِباخَمرا لَدى القُرُباتِ
وَقَبرٌ بِبَغدادٍ لِنَفسٍ زَكِيَّةٍ / تَضَمَّنَها الرَحمَنُ في الغُرُفاتِ
فَأَمّا المُمِضّاتُ الَّتي لَستُ بالِغاً / مَبالِغَها مِنّي بِكُنهِ صِفاتِ
قُبورٌ بِجَنبِ النَهرِ مِن أَرضِ كَربَلا / مُعَرَّسُهُم مِنها بِشَطِّ فُراتِ
تُوُفّوا عِطاشاً بِالعَراءِ فَلَيتَني / تُوُفّيتُ فيهِم قَبلَ حينِ وَفاتي
إِلى اللَهِ أَشكو لَوعَةً عِندَ ذِكرِهِم / سَقَتني بِكَأسِ الثُكلِ وَالفَظَعاتِ
أَخافُ بِأَن أَزدارَهُم فَتَشوقَني / مَصارِعُهُم بِالجَزعِ فَالنَخَلاتِ
تَقَسَّمَهُم رَيبُ الزَمانِ فَما تَرى / لَهُم عَقوَةً مَغشِيَّةَ الحُجُراتِ
خَلا أَنَّ مِنهُم بِالمَدينَةِ عُصبَةً / مَدى الدَهرِ أَنضاءً مِنَ الأَزَماتِ
قَليلَةَ زُوّارٍ سِوى بَعضِ زُوَّرٍ / مِنَ الضَبعِ وَالعِقبانِ وَالرَخَماتِ
لَهُم كُلَّ يَومٍ نَومَةٌ بِمَضاجِعٍ / لَهُم في نَواحي الأَرضِ مُختَلِفاتِ
تَنكَبُّ لِأَواءُ السِنينَ جِوارَهُم / فَلا تَصطَليهِم جَمرَةُ الجَمَراتِ
وَقَد كانَ مِنهُم بِالحِجازِ وَأَهلِها / مَغاويرُ نَحّارونَ في السَنَواتِ
حِمَىً لَم تَزُرهُ المُذنِباتُ وَأَوجُهٌ / تُضيءُ لَدى الأَستارِ في الظُلُماتِ
إِذا وَرَدوا خَيلاً تَسَعَّرُ بِالقَنا / مَساعِرُ جَمرِ المَوتِ وَالغَمَراتِ
وَإِن فَخَروا يَوماً أَتَوا بِمُحَمَّدٍ / وَجِبريلَ وَالفُرقانِ ذي السُوَراتِ
وَعَدّوا عَلِيّاً ذا المَناقِبِ وَالعُلا / وَفاطِمَةَ الزَهراءِ خَيرَ بَناتِ
وَحَمزَةَ وَالعَبّاسَ ذا الهَديِ وَالتُقى / وَجَعفَراً الطَيّارَ في الحَجَباتِ
أولَئِكَ لا أَبناءُ هِندٍ وَتِربِها / سُمَيَّةَ مِن نَوكى وَمِن قَذِراتِ
سَتُسأَلُ تَيمٌ عَنهُمُ وَعَدِيُّها / وَبَيعَتُهُم مِن أَفجَرِ الفَجَراتِ
هُمُ مَنَعوا الآباءَ عَن أَخذِ حَقِّهِم / وَهُم تَرَكوا الأَبناءَ رَهنَ شَتاتِ
وَهُم عَدَلوها عَن وَصِيِّ مُحَمَّدٍ / فَبَيعَتُهُم جاءَت عَلى الغَدَراتِ
وَلِيُّهُمُ صِنوُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / أَبو الحَسَنِ الفُراجُ لِلغَمَراتِ
مَلامَكَ في آلِ النَبِيِّ فَإِنَّهُم / أَحِبّايَ ما عاشوا وَأَهلُ ثِقاتي
تَخَيَّرتُهُم رُشداً لِأَمري فَإِنَّهُم / عَلى كُلِّ حالٍ خيرَةُ الخيراتِ
نَبَذتُ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ جاهِداً / وَسَلَّمتُ نَفسي طائِعاً لِوُلاتي
فَيا رَبِّ زِدني مِن يَقيني بَصيرَةً / وَزِد حُبَّهُم يا رَبِّ في حَسَناتي
سَأَبكيهِم ما حَجَّ لِلَّهِ راكِبٌ / وَما ناحَ قُمرِيٌّ عَلى الشَجَراتِ
وَإِنّي لَمَولاهُم وَقالٍ عَدُوَّهُم / وَإِنّي لَمَحزونٌ طَوالَ حَياتي
بِنَفسِيَ أَنتُم مِن كُهولٍ وَفِتيَةٍ / لِفَكِّ عُناةٍ أَو لِحَملِ دِياتِ
وَلِلخَيلِ لَما قَيَّدَ المَوتُ خَطوَها / فَأَطلَقتُمُ مِنهُنَّ بِالذَرِباتِ
أُحِبُّ قَصِيَّ الرِحمِ مِن أَجلِ حُبِّكُمُ / وَأَهجُرُ فيكُم أُسرَتي وَبَناتي
وَأَكتُمُ حُبّيكُم مَخافَةَ كاشِحٍ / عَنيدٍ لِأَهلِ الحَقِّ غَيرِ مُواتِ
فَيا عَينُ بَكّيهِم وَجودي بِعَبرَةٍ / فَقَد آنَ لِلتَسكابِ وَالهَمَلاتِ
لَقَد خِفتُ في الدُنيا وَأَيّامِ سَعيِها / وَإِنّي لَأَرجو الأَمنَ بَعدَ وَفاتي
أَلَم تَرَ أَنّي مِن ثَلاثينَ حِجَّةً / أَروحُ وَأَغدو دائِمَ الحَسَراتِ
أَرى فَيئَهُم في غَيرِهِم مُتَقَسَّماً / وَأَيدِيَهُم مِن فَيإِهِم صَفِراتِ
فَكَيفَ أُداوى مِن جَوىً لِيَ وَالجَوى / أُمَيَّةُ أَهلُ الفِسقِ وَالتَبِعاتِ
بَناتُ زِيادٍ في القُصورِ مَصونَةٌ / وَآلُ رَسولِ اللَهِ في الفَلَواتِ
سَأَبكيهِمُ ما ذَرَّ الأُفقِ شارِقٌ / وَنادي مُنادي الخَيرِ بِالصَلَواتِ
وَما طَلَعَت شَمسٌ وَحانَ غُروبُها / وَبِاللَيلِ أَبكيهِم وَبِالغَدَواتِ
دِيارُ رَسولِ اللَهِ أَصبَحنَ بَلقَعاً / وَآلُ زِيادٍ تَسكُنُ الحُجُراتِ
وَآلُ رَسولِ اللَهِ تَدمى نُحورُهُم / وَآلُ زِيادٍ رَبَّةُ الحَجَلاتِ
وَآلُ رَسولِ اللَهِ تُسبى حَريمُهُم / وَآلُ زِيادٍ آمِنوا السَرَباتِ
وَآلُ رَسولِ اللَهِ نُحفٌ جُسومُهُم / وَآلُ زِيادٍ غُلَّظُ القَصَراتِ
إِذا وُتِروا مَدّوا إِلى واتِريهِم / أَكُفاً عَنِ الأَوتارِ مُنقَبِضاتِ
فَلَولا اللَذو أَرجوهُ في اليَومِ أَو غَدٍ / تَقَطَّعَ قَلبي إِثرَهُم حَسَراتِ
خُروجُ إِمامٍ لا مَحالَةَ خارِجٌ / يَقومُ عَلى اِسمِ اللَهِ وَالبَرَكاتِ
يُمَيِّزُ فينا كُلَّ حَقٍّ وَباطِلٍ / وَيَجزي عَلى النَعماءِ وَالنَقَماتِ
فَيا نَفسُ طيبي ثُمَّ يا نَفسُ أَبشِري / فَغَيرُ بَعيدٍ كُلُّ ما هُوَ آتِ
وَلا تَجزَعي مِن مُدَّةِ الجَورِ إِنَّني / كَأَنّي بِها قَد آذَنَت بِشَتاتِ
فَإِن قَرَّبَ الرَحمَنُ مِن تِلكَ مُدَّتي / وَأَخَّرَ مِن عُمري لِيَومِ وَفاتي
شَفَيتُ وَلَم أَترُك لِنَفسي غُصَّةً / وَرَوَّيتُ مِنهُم مُنصُلي وَقَناتي
فَإِنّي مِنَ الرَحمَنِ أَرجو بِحُبِّهِم / حَياةً لَدى الفِردَوسِ غَيرَ بَتاتِ
عَسى اللَهُ أَن يَرتاحَ لِلخَلقِ إِنَّهُ / إِلى كُلِّ قَومٍ دائِمُ اللَحَظاتِ
فَإِن قُلتُ عُرفاً أَنكَروهُ بِمُنكَرٍ / وَغَطَّوا عَلى التَحقيقِ بِالشُبُهاتِ
تَقاصَرُ نَفسي دائِماً عَن جِدالِهِم / كَفاني ما أَلقي مِنَ العَبَراتِ
أُحاوِلُ نَقلَ الشُمِّ مِن مُستَقَرِّها / وَإِسماعَ أَحجارٍ مِنَ الصَلَداتِ
فَحَسبِيَ مِنهُم أَن أَموتَ بِغُصَّةٍ / تَرَدَّدُ بَينَ الصَدرِ وَاللَهَواتِ
فَمِن عارِفٍ لَم يَنتَفِع وَمُعانِدٍ / يَميلُ مَعَ الأَهواءِ وَالشَهَواتِ
كَأَنَّكَ بِالأَضلاعِ قَد ضاقَ رُحبُها / لِما ضُمِّنَت مِن شِدَّةِ الزَفَراتِ
أَأَسبَلتَ دَمعَ العَينِ بِالعَبَراتِ
أَأَسبَلتَ دَمعَ العَينِ بِالعَبَراتِ / وَبِتَّ تُقاسي شِدَّةَ الزَفَراتِ
وَتَبكي لِآثارٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ / فَقَد ضاقَ مِنكَ الصَدرُ بِالحَسَراتِ
أَلا فَاِبكِهِم حَقّاً وَأَجرِ عَلَيهِمُ / عُيوناً لِرَيبِ الدَهرِ مُنسَكِباتِ
وَلا تَنسَ في يَومِ الطُفوفِ مُصابَهُم / وَداهِيَةً مِن أَعظَمِ النَكَباتِ
سَقى اللَهُ أَجداثاً عَلى أَرضِ كَربَلا / مَرابِعَ أَمطارٍ مِنَ المُزُناتِ
وَصَلّي عَلى روحِ الحُسَينِ وَجِسمِهِ / طَريحاً لَدى النَهرَينِ بِالفَلَواتِ
قَتيلاً بِلا جُرمٍ يُنادي لِنُصرَهٍ / فَريداً وَحيداً أَينَ أَينَ حُماتي
أَأَنسى وَهَذا النَهرُ يَطفَحُ ظامِئاً / قَتيلاً وَمَظلوماً بِغَيرِ تِراتِ
وَقَد رَفَعوا رَأسَ الحُسَينِ عَلى القَنا / وَساقوا نِساهُ حُسَّراً وَلِهاتِ
فَقُل لِاِبنِ سَعدٍ عَذَّبَ اللَهُ روحَهُ / سَتَلقى عَذابَ النارِ وَاللَعَناتِ
سَأَقنُتُ طولَ الدَهرِ ما هَبَّتِ الصِبا / وَأَقنُتُ بِالآصالِ وَالغُدُواتِ
عَلى مَعشَرٍ ضَلّوا جَميعاً عَنِ الهُدى / وَأَلقَوا رَسولَ اللَهِ في الكَرَباتِ
آلِ الرَسولِ مَصابيحِ الهِدايَةِ لا
آلِ الرَسولِ مَصابيحِ الهِدايَةِ لا / أَهلِ الغَوايَةِ أَربابِ الضَلالاتِ
قَد أَنزَلَ اللَهُ في إِطرائِهِم سُوَراً / تُثني عَلَيهِم وَثَنّاها بِآياتِ
مِنهُم أَبو الحَسَنِ الساقي العِدا جُرَعاً / مِنَ الرَدى بِحُسامٍ لا بِكاساتِ
إِن كَرَّ في الجَيشِ فَرَّ الجَيشُ مُنهَزِماً / عَنهُ فَتَعثُرُ أَبدانٌ بِهاماتِ
صِهرُ الرَسولِ عَلى الزَهراءِ زَوَّجَهُ ال / لَهُ العَلِيُّ بِها فَوقَ السَمَواتِ
فَأَثمَرَت خَيرَ أَهلِ الأَرضِ بَعدَهُما / أَعني الشَهيدَينِ ساداتِ البَرِيّاتِ
إِذا سَقى حَسَناً سُمّاً مُعَيَّةُ أَو / عَلى حُسَينٍ يَزيدٌ شَنَّ غاراتِ
لَذاكَ مِمَّن بَدا في ظُلمِ أُمِّهِما / حَتّى قَضَت غَضَباً مِن ظُلمِها العاتي
وَقادَ شَيخَهُما قَسراً لِبَيعَةِ مَن / قَد كانَ بايَعَهُ في ظِلِّ دَوحاتِ
ظُلامَةٌ لَم تَزَل تُستَنُّ إِثرَهُمُ / لَم تُثنَ عَن سالِفٍ مِنهُم وَلا آتِ
يا رَبِّ زِدني رُشداً في مَحَبَّتِهِم / وَاِشفِ فُؤادِيَ مِن أَهلِ الضَلالاتِ
أَلا ما لِعَيني بِالدُموعِ اِستَهَلَّتِ
أَلا ما لِعَيني بِالدُموعِ اِستَهَلَّتِ / وَلَو نَفِدَت ماءُ الشُؤونِ لَقَلَّتِ
عَلى مَن بَكَتهُ الأَرضُ وَاِستَرجَعَت لَهُ / رُؤوسُ الجِبالِ الشامِخاتِ وَذَلَّتِ
وَقَد أَعوَلَت تَبكي السَماءُ لِفَقدِهِ / وَأَنجُمُها لاحَت عَلَيهِ وَكَلَّتِ
فَنَحنُ عَلَيهِ اليَومَ أَجدَرُ بِالبُكا / لِمَرزِأَةٍ عَزَّت لَدَينا وَجَلَّتِ
رُزينا رَضِيَّ اللَهِ سِبطَ نَبِيِّنا / فَأَخلَفَتِ الدُنيا لَهُ وَتَوَلَّتِ
وَما خَيرُ دُنيا بَعدَ آلِ مُحَمَّدٍ / أَلا لا نُباليها إِذا ما اِضمَحَلَّتِ
تَجَلَّت مُصيباتُ الزَمانِ وَلا أَرى / مُصيبَتَنا بِالمُصطَفَينَ تَجَلَّتِ
أَهلُ المُباهَلَةِ الكَريمَةِ وَالكِسا
أَهلُ المُباهَلَةِ الكَريمَةِ وَالكِسا / وَالبَيتِ وَالأَستارِ وَالحُرُماتِ
وَمَخازِنُ العِلمِ المُنَزَّلِ عِندَهُم / بِالوَحيِ وَالقُوّامُ بِالبَرَكاتِ
وَذَوُو الكِتابِ القائِمونَ بِأَمرِهِ / وَالعالِمو مُتَشابِهِ الآياتِ
وَالحافِظو حِكَمِ الزَبورِ وَما أَتى / في الصُحُفِ وَالاِنجيلِ وَالتَوراةِ
فَيَقولُ قائِلُهُم سَلوني قَبلَ أَن / تُدهَوا بِفِقداني وَحينَ وَفاتي
ذاكَ الوَصِيُّ وَصِيُّ أَحمَدَ وَالَّذي / ناجى الرَسولَ وَقَدَّمَ الصَدَقاتِ
ذاكَ الوَلِيُّ الثالِثُ الحاظي بِما / أَعطى زَكاةً راكِعاً بِصَلاةِ
شَهِدتُ الرَقاشِيَّ في مَجلِسٍ
شَهِدتُ الرَقاشِيَّ في مَجلِسٍ / وَكانَ إِلَيَّ بَغيضاً مَقيتا
فَقالَ اِقتَرِح يا أَبا جَعفَرٍ / فَقُلتُ اِقتَرَحتُ عَلَيكَ السُكوتا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025