القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الفَرزدَق الكل
المجموع : 9
إِنّي لَقاضٍ بَينَ حَيَّينِ أَصبَحا
إِنّي لَقاضٍ بَينَ حَيَّينِ أَصبَحا / مَجالِسَ قَد ضاقَت بِها الحَلَقاتُ
بَنو مِسمَعٍ أَكفاؤُهُم آلُ ذارِمٍ / وَتَنكِحُ في أَكفائِها الحَبَطاتُ
وَلا يُدرِكُ الغاياتِ إِلّا جِيادُها / وَلا تَستَطيعُ الجِلَّةُ البَكَراتُ
يا آلَ تَميمٍ أَلا لِلَّهِ أُمُّكُمُ
يا آلَ تَميمٍ أَلا لِلَّهِ أُمُّكُمُ / لَقَد رُميتُم بِإِحدى المُصمئِلّاتِ
فَاِستَشعِروا بِثِيابِ اللُؤمِ وَاِعتَرِفوا / إِن لَم تَروعوا بَني أَفصى بِغاراتِ
وَتَقتُلوا بِفَتى الفِتيانِ قاتِلَهُ / أَو تُقتَلونَ جَميعاً غَيرَ أَشتاتِ
لَلَّهِ دَرُّ فَتىً مَرّوا بِهِ أُصُلاً / مُهَشَّمَ الوَجهِ مَكسورَ الثَنِيّاتِ
راحوا بِأَبيَضَ مِثلِ البَدرِ يَحمِلُهُ / غُتمُ العُلوجِ بَأَقيادٍ مُذِلّاتِ
حَلَفتُ بِرَبِّ مَكَّةَ وَالمُصَلّى
حَلَفتُ بِرَبِّ مَكَّةَ وَالمُصَلّى / وَأَعناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ
لَقَد قَلَّدتُ جِلفَ بَني كُلَيبٍ / قَلائِدَ في السَوالِفِ باقِياتِ
قَلائِدَ لَيسَ مِن ذَهَبٍ وَلَكِن / مَواسِمَ مِن جَهَنَّمَ مَنضِجاتِ
فَكَيفَ تَرى عَطِيَّةَ حينَ يَلقى / عِظاماً هامُهُنَّ قُراسِياتِ
قُروماً مِن بَني سُفيانَ صيداً / طُوالاتِ الشَقاشِقِ مُصعِباتِ
تَرى أَعناقَهُنَّ وَهُنَّ صيدٌ / عَلى أَعناقِ قَومِكَ سامِياتِ
فَرُم بِيَدَيكَ هَل تَسطيعُ نَقلاً / جِبالاً مِن تِهامَةَ راسِياتِ
وَأَبصِر كَيفَ تَنبو بِالأَعادي / مَناكِبُها إِذا قُرِعَت صَفاتي
وَإِنَّكَ واجِدٌ دوني صَعوداً / جَراثيمَ الأَقارِعِ وَالحُتاتِ
وَلَستَ بِنائِلٍ بَبَني كُلَيبٍ / أُرومَتَنا إِلى يَومِ المَماتِ
وَجَدتِ لِدارِمٍ قَومي بُيوتاً / عَلى بُنيانِ قَومِكَ قاهِراتِ
دُعِمنَ بِحاجِبٍ وَاِبنَي عِقالٍ / وَبِالقَعقاعِ تَيّارِ الفُراتِ
وَصَعصَعَةَ المُجيرِ عَلى المَنايا / بِذِمَّتِهِ وَفَكّاكِ العُناةِ
وَصاحِبِ صَوأَرٍ وَأَبي شُرَيحٍ / وَسَلمى مِن دَعائِمَ ثابِتاتِ
بَناها الأَقرَعُ الباني المَعالي / وَهَوذَةُ في شَوامِخَ باذِخاتِ
لَقيطٌ مِن دَعائِمِها وَمِنهُم / زُرارَةُ ذو النَدى وَالمَكرُماتِ
وَبِالعَمرَينِ وَالضَمرَينِ نَبني / دَعائِمَ مَجدُهُنَّ مُشَيِّداتِ
دَعائِمُها أُلاكَ وَهُم بَنوها / فَمَن مِثلُ الدَعائِمِ وَالبُناةِ
أُلاكَ لِدارِمٍ وَبَناتُ عَوفٍ / لِخَيراتٍ وَأَكرَمِ أُمَّهاتِ
فَما لَكَ لا تَعُدُّ بَني كُلَيبٍ / وَتَندُبُ غَيرُهُم بِالمَأثُراتِ
وَفَخرُكَ يا جَريرُ وَأَنتَ عَبدٌ / لَغَيرَ أَبيكَ إِحدى المُنكَراتِ
تَعَنّى يا جَريرُ لِغَيرِ شَيءٍ / وَقَد ذَهَبَ القَصائِدُ لِلرُواةِ
فَكَيفَ تَرُدُّ ما بِعُمانَ مِنها / وَما بِجِبالَ مِصرَ مُشَهَّراتِ
غَلَبتُكَ بِالمُفَقِّئ وَالمُعَنّي / وَبَيتِ المُحتَبي وَالخافِقاتِ
أَحَلَّ هُرَيمٌ يَومَ بابِلَ بِالقَنا
أَحَلَّ هُرَيمٌ يَومَ بابِلَ بِالقَنا / نُذورَ نِساءٍ مِن تَميمٍ فَحَلَّتِ
فَأَصبَحنَ لا يَشرينَ نَفساً بِنَفسِهِ / مِنَ الناسِ إِن عَنهُ المَنِيَّةُ زَلَّتِ
يَكونُ أَمامَ الخَيلِ أَوَّلَ طاعِنٍ / وَيَضرِبُ أُخراها إِذا هِيَ وَلَّتِ
عَشِيَّةَ لا يَدري يَزيدُ أَيَنتَحي / عَلى السَيفِ أَم يُعطي يَداً حينَ شَلَّتِ
وَأَصبَحَ كَالشَقراءَ تُنحَرُ إِن مَضَت / وَتُضرَبُ ساقاها إِذا ما تَوَلَّتِ
لَعَمري لَقَد جَلّى هُرَيمٌ بِسَيفِهِ / وُجوهاً عَلَتها غَبرَةٌ فَتَجَلَّتِ
وَقائِلَةٍ كَيفَ القِتالُ وَلَو رَأَت / هُرَيماً لَدارَت عَينَها وَاِسمَدَرَّتِ
وَما كَرَّ إِلّا كانَ أَوَّلَ طاعِنٍ / وَلا عايَنَتهُ الخَيلُ إِلّا اِشمَأَزَّتِ
أَتاكَ اِبنُ مَروانُ يَقودُ جُنودَهُ / ثَمانينَ أَلفاً خَيلَها قَد أَظَلَّتِ
فَلَم يُغنِ ما خَندَقتَ حَولَكَ نَقرَةً / مِنَ البيضِ مِن أَغمادِها حينَ سُلَّتِ
كَأَنَّ رُؤوسَ الأَزدِ خُبطانُ حَنظَلٍ / تَخِرُّ عَلى أَكتافِهِم حينَ وَلَّتِ
أَتَتكَ جُنودُ الشامِ تَخفِقُ فَوقَها / لَها خِرَقٌ كَالطَيرِ حينَ اِستَقَلَّتِ
تُخَبِّرَكَ الكُهّانُ أَنَّكَ ناقِضٌ / دِمَشقَ الَّتي كانَت إِذا الحَربُ حَرَّتِ
صُخورُ الشَظا مِن فَرعِ ذي الشَريِ فَاِنتَمَت / فَطالَت عَلى رَغمِ العِدا فَاِشمَخَرَّتِ
أَلَم يَكُ لِلبَرشاءِ هادٍ يُقيمُها / عَلى الحَقِّ إِذ كانَت بِها الأَزدُ ضَلَّتِ
أَتابِعَةُ الأَوثانِ بَكرُ بنُ وائِلٍ / وَقَد أَسلَمَت تِسعينَ عاماً وَصَلَّتِ
وَلَو أَسقَيتَهُم عَسَلاً مُصَفّى
وَلَو أَسقَيتَهُم عَسَلاً مُصَفّى / بِماءِ النيلِ أَو ماءِ الفُراتِ
لَقالوا إِنَّهُ مِلحٌ أُجاجٌ / أَرادَ بِهِ لَنا إِحدى الهَناتِ
مَهاريسُ أَشباهٌ كَأَنَّ رُؤوسَها
مَهاريسُ أَشباهٌ كَأَنَّ رُؤوسَها / مَقابِرُ عادٍ جِلَّةُ البَكَراتِ
بِها تُتَّقى الأَضيافُ إِن كانَ صَوبُها / صَقيعاً عَلى الأَكنافِ وَالحَجَراتِ
وَما كانَ مِن أَوطانِها دَحلُ مِحجَنٍ / مَقاماً وَلا قَيقاءَةُ الخَبِراتِ
وَلَن تَحضُرَ الجَرعاءَ تَرعى ثُمامَها / وَلا تَرتَعي بِالدَوِّ مِن خَرِباتِ
وَلَكِن بِعُثمانِ البَسيطَةِ قَد تَرى / بِها بُدَّناً أَفخاذُها وَفُراتِ
وَقَد كانَ صَحراوا فُلَيجٍ لَها حِمىً / إِذا نَوَّرَ الجَرجارُ بِالكَدَراتِ
مَناعيشُ لِلمَولى الضَريكِ وَلا تُرى / عَلى الضَيفِ إِلّا باكِرَ الغَدَواتِ
إِذا اِغبَرَّ أَهلُ الشاءِ أَشرَقَ أَهلُها / وَكانَ لَها فَضلٌ مِنَ الأَدَواتِ
لَقَد هَتَكَ العَبدُ الطِرِمّاحُ سِترَهُ
لَقَد هَتَكَ العَبدُ الطِرِمّاحُ سِترَهُ / وَأَصلى بِنارٍ قَومَهُ فَتَصَلَّتِ
سَعيراً شَوَت مِنهُم وُجوهاً كَأَنَّها / وُجوهُ خَنازيرٍ عَلى النارِ مُلَّتِ
فَما أَنجَبَت أُمَّ العَلافِيَّ طَيِّءٌ / وَلَكِن عَجوزٌ أَخبَثَت وَأَقَلَّتِ
وَجَدنا قِلادَ اللُؤمِ حِلفاً لِطَيِّءٍ / مُقارِنُها في حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ
وَما مَنَعَتنا دارَها مِن قَبيلَةٍ / إِذا ما تَميمٌ بِالسُيوفِ اِستَظَلَّتِ
بَني مُحصَناتٍ مِن تَميمٍ نَجيبَةٍ / لِأَكرَمِ آباءِ مِنَ الناسِ أَدَّتِ
وَلَولا حِذارٌ أَن تُقَتَّلَ طَيِّءٌ / لَما سَجَدَت لِلَّهِ يَوماً وَصَلَّتِ
نَصارى وَأَنباطٌ يُؤَدّونَ جِزيَةً / سِراعاً بِها جَمزاً إِذا هي أُهِلَّتِ
سَقَتهُم زُعافَ السُمِّ حَتّى تَذَبذَبوا / وَلاقَوا قَناتي صُلبَةً فَاِستَمَرَّتِ
تُعالِنُ بالسَوءاتِ نِسوانُ طَيِّءٍ / وَأَخبَثُ أَسرارٍ إِذا هي أَسَرَّتِ
لَها جَبهَةٌ كَالفِهرِ يُندي إِطارُها / إِذا وَرِمَت أَلغادُها وَاِشمَخَرَّتِ
أَتَذكُرُ شَأنَ الأَزدِ ما أَنتَ مِنهُمُ / وَما لَقِيَت مِنّا عُمانُ وَذَلَّتِ
قَتَلناهُمُ حَتّى أَبَرنا شَريدَهُم / وَقَد سُبِيَت نِسوانُهُم وَاِستُحِلَّتِ
نَسيتُم بِقِندابيلَ يَوماً مُذَكَّراً / شَهيراً وَقَتلى الأَزدِ بِالقاعِ جُرَّتِ
حَمَلنا عَلى جُردِ البِغالِ رُؤوسَهُم / إِلى الشامِ مِن أَقصى العِراقِ تَدَلَّتِ
وَكَم مِن رَئيسٍ قَد قَتَلناهُ راغِماً / إِذا الحَربُ عَن روقٍ قَوارِحَ فُرَّتِ
بِمُعتَرَكٍ ضَنكٍ بِهِ قِصَدُ القَنا / وَضَعنا بِهِ أَقدامَنا فَاِستَقَرَّتِ
تَرَكنا بِهِ عِندَ اللِقاءِ مَلاحِماً / عَلَيهِم رَحانا بِالمَنايا اِستَحَرَّتِ
فَلَم يَبقَ إِلّا مَن يُؤَدّي زَكاتَهُ / إِلَينا وَمُعطٍ جِزيَةٍ حينَ حَلَّتِ
وَلَو أَنَّ عُصفوراً يَمُدُّ جَناحَهُ / عَلى طَيِّءٍ في دارِها لَاِستَظَلَّتِ
سَأَلتُ حَجيجَ المُسلِمينَ فَلَم أَجِد / ذَبيحَةَ طائِيٍّ لِمَن حَجَّ حَلَّتِ
وَما بَرِأَت طائِيَّةٌ مِن خِتانِها / وَلا وُجِدَت في مَسجِدِ الدينِ صَلَّتِ
لَو أَنَّ طَيراً كُلِّفَت مِثلَ سَيرِهِ
لَو أَنَّ طَيراً كُلِّفَت مِثلَ سَيرِهِ / إِلى واسِطٍ مِن إيلِياءَ لَكَلَّتِ
سَما بِالمَهاري مِن فِلَسطينَ بَعدَما / دَنا الفَيءُ مِن شَمسِ النَهارِ فَوَلَّتِ
فَما عادَ ذاكَ اليَومُ حَتّى أَناخَها / بِمَيسانَ قَد حُلَّت عُراها وَمَلَّتِ
كَأَنَّ قُطامِيّاً عَلى الرَحلِ طاوِياً / إِذا غَمرَةُ الظَلماءِ عَنهُ تَجَلَّتِ
وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ أَنَّ اِبنُ يوسُفٍ / قَطوبٌ إِذا ما المَشرَفِيَّةُ سُلَّتِ
لَحى اللَهُ قَوماً شارَكوا في دِمائِنا
لَحى اللَهُ قَوماً شارَكوا في دِمائِنا / وَكُنّا لَهُم عَوناً عَلى العَثَراتِ
فَجاهَرَنا ذو الغُشِّ عَمروُ بنُ مُسلِمٍ / وَأَوقَدَ ناراً صاحِبُ البَكَراتِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025