المجموع : 9
إِنّي لَقاضٍ بَينَ حَيَّينِ أَصبَحا
إِنّي لَقاضٍ بَينَ حَيَّينِ أَصبَحا / مَجالِسَ قَد ضاقَت بِها الحَلَقاتُ
بَنو مِسمَعٍ أَكفاؤُهُم آلُ ذارِمٍ / وَتَنكِحُ في أَكفائِها الحَبَطاتُ
وَلا يُدرِكُ الغاياتِ إِلّا جِيادُها / وَلا تَستَطيعُ الجِلَّةُ البَكَراتُ
يا آلَ تَميمٍ أَلا لِلَّهِ أُمُّكُمُ
يا آلَ تَميمٍ أَلا لِلَّهِ أُمُّكُمُ / لَقَد رُميتُم بِإِحدى المُصمئِلّاتِ
فَاِستَشعِروا بِثِيابِ اللُؤمِ وَاِعتَرِفوا / إِن لَم تَروعوا بَني أَفصى بِغاراتِ
وَتَقتُلوا بِفَتى الفِتيانِ قاتِلَهُ / أَو تُقتَلونَ جَميعاً غَيرَ أَشتاتِ
لَلَّهِ دَرُّ فَتىً مَرّوا بِهِ أُصُلاً / مُهَشَّمَ الوَجهِ مَكسورَ الثَنِيّاتِ
راحوا بِأَبيَضَ مِثلِ البَدرِ يَحمِلُهُ / غُتمُ العُلوجِ بَأَقيادٍ مُذِلّاتِ
حَلَفتُ بِرَبِّ مَكَّةَ وَالمُصَلّى
حَلَفتُ بِرَبِّ مَكَّةَ وَالمُصَلّى / وَأَعناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ
لَقَد قَلَّدتُ جِلفَ بَني كُلَيبٍ / قَلائِدَ في السَوالِفِ باقِياتِ
قَلائِدَ لَيسَ مِن ذَهَبٍ وَلَكِن / مَواسِمَ مِن جَهَنَّمَ مَنضِجاتِ
فَكَيفَ تَرى عَطِيَّةَ حينَ يَلقى / عِظاماً هامُهُنَّ قُراسِياتِ
قُروماً مِن بَني سُفيانَ صيداً / طُوالاتِ الشَقاشِقِ مُصعِباتِ
تَرى أَعناقَهُنَّ وَهُنَّ صيدٌ / عَلى أَعناقِ قَومِكَ سامِياتِ
فَرُم بِيَدَيكَ هَل تَسطيعُ نَقلاً / جِبالاً مِن تِهامَةَ راسِياتِ
وَأَبصِر كَيفَ تَنبو بِالأَعادي / مَناكِبُها إِذا قُرِعَت صَفاتي
وَإِنَّكَ واجِدٌ دوني صَعوداً / جَراثيمَ الأَقارِعِ وَالحُتاتِ
وَلَستَ بِنائِلٍ بَبَني كُلَيبٍ / أُرومَتَنا إِلى يَومِ المَماتِ
وَجَدتِ لِدارِمٍ قَومي بُيوتاً / عَلى بُنيانِ قَومِكَ قاهِراتِ
دُعِمنَ بِحاجِبٍ وَاِبنَي عِقالٍ / وَبِالقَعقاعِ تَيّارِ الفُراتِ
وَصَعصَعَةَ المُجيرِ عَلى المَنايا / بِذِمَّتِهِ وَفَكّاكِ العُناةِ
وَصاحِبِ صَوأَرٍ وَأَبي شُرَيحٍ / وَسَلمى مِن دَعائِمَ ثابِتاتِ
بَناها الأَقرَعُ الباني المَعالي / وَهَوذَةُ في شَوامِخَ باذِخاتِ
لَقيطٌ مِن دَعائِمِها وَمِنهُم / زُرارَةُ ذو النَدى وَالمَكرُماتِ
وَبِالعَمرَينِ وَالضَمرَينِ نَبني / دَعائِمَ مَجدُهُنَّ مُشَيِّداتِ
دَعائِمُها أُلاكَ وَهُم بَنوها / فَمَن مِثلُ الدَعائِمِ وَالبُناةِ
أُلاكَ لِدارِمٍ وَبَناتُ عَوفٍ / لِخَيراتٍ وَأَكرَمِ أُمَّهاتِ
فَما لَكَ لا تَعُدُّ بَني كُلَيبٍ / وَتَندُبُ غَيرُهُم بِالمَأثُراتِ
وَفَخرُكَ يا جَريرُ وَأَنتَ عَبدٌ / لَغَيرَ أَبيكَ إِحدى المُنكَراتِ
تَعَنّى يا جَريرُ لِغَيرِ شَيءٍ / وَقَد ذَهَبَ القَصائِدُ لِلرُواةِ
فَكَيفَ تَرُدُّ ما بِعُمانَ مِنها / وَما بِجِبالَ مِصرَ مُشَهَّراتِ
غَلَبتُكَ بِالمُفَقِّئ وَالمُعَنّي / وَبَيتِ المُحتَبي وَالخافِقاتِ
أَحَلَّ هُرَيمٌ يَومَ بابِلَ بِالقَنا
أَحَلَّ هُرَيمٌ يَومَ بابِلَ بِالقَنا / نُذورَ نِساءٍ مِن تَميمٍ فَحَلَّتِ
فَأَصبَحنَ لا يَشرينَ نَفساً بِنَفسِهِ / مِنَ الناسِ إِن عَنهُ المَنِيَّةُ زَلَّتِ
يَكونُ أَمامَ الخَيلِ أَوَّلَ طاعِنٍ / وَيَضرِبُ أُخراها إِذا هِيَ وَلَّتِ
عَشِيَّةَ لا يَدري يَزيدُ أَيَنتَحي / عَلى السَيفِ أَم يُعطي يَداً حينَ شَلَّتِ
وَأَصبَحَ كَالشَقراءَ تُنحَرُ إِن مَضَت / وَتُضرَبُ ساقاها إِذا ما تَوَلَّتِ
لَعَمري لَقَد جَلّى هُرَيمٌ بِسَيفِهِ / وُجوهاً عَلَتها غَبرَةٌ فَتَجَلَّتِ
وَقائِلَةٍ كَيفَ القِتالُ وَلَو رَأَت / هُرَيماً لَدارَت عَينَها وَاِسمَدَرَّتِ
وَما كَرَّ إِلّا كانَ أَوَّلَ طاعِنٍ / وَلا عايَنَتهُ الخَيلُ إِلّا اِشمَأَزَّتِ
أَتاكَ اِبنُ مَروانُ يَقودُ جُنودَهُ / ثَمانينَ أَلفاً خَيلَها قَد أَظَلَّتِ
فَلَم يُغنِ ما خَندَقتَ حَولَكَ نَقرَةً / مِنَ البيضِ مِن أَغمادِها حينَ سُلَّتِ
كَأَنَّ رُؤوسَ الأَزدِ خُبطانُ حَنظَلٍ / تَخِرُّ عَلى أَكتافِهِم حينَ وَلَّتِ
أَتَتكَ جُنودُ الشامِ تَخفِقُ فَوقَها / لَها خِرَقٌ كَالطَيرِ حينَ اِستَقَلَّتِ
تُخَبِّرَكَ الكُهّانُ أَنَّكَ ناقِضٌ / دِمَشقَ الَّتي كانَت إِذا الحَربُ حَرَّتِ
صُخورُ الشَظا مِن فَرعِ ذي الشَريِ فَاِنتَمَت / فَطالَت عَلى رَغمِ العِدا فَاِشمَخَرَّتِ
أَلَم يَكُ لِلبَرشاءِ هادٍ يُقيمُها / عَلى الحَقِّ إِذ كانَت بِها الأَزدُ ضَلَّتِ
أَتابِعَةُ الأَوثانِ بَكرُ بنُ وائِلٍ / وَقَد أَسلَمَت تِسعينَ عاماً وَصَلَّتِ
وَلَو أَسقَيتَهُم عَسَلاً مُصَفّى
وَلَو أَسقَيتَهُم عَسَلاً مُصَفّى / بِماءِ النيلِ أَو ماءِ الفُراتِ
لَقالوا إِنَّهُ مِلحٌ أُجاجٌ / أَرادَ بِهِ لَنا إِحدى الهَناتِ
مَهاريسُ أَشباهٌ كَأَنَّ رُؤوسَها
مَهاريسُ أَشباهٌ كَأَنَّ رُؤوسَها / مَقابِرُ عادٍ جِلَّةُ البَكَراتِ
بِها تُتَّقى الأَضيافُ إِن كانَ صَوبُها / صَقيعاً عَلى الأَكنافِ وَالحَجَراتِ
وَما كانَ مِن أَوطانِها دَحلُ مِحجَنٍ / مَقاماً وَلا قَيقاءَةُ الخَبِراتِ
وَلَن تَحضُرَ الجَرعاءَ تَرعى ثُمامَها / وَلا تَرتَعي بِالدَوِّ مِن خَرِباتِ
وَلَكِن بِعُثمانِ البَسيطَةِ قَد تَرى / بِها بُدَّناً أَفخاذُها وَفُراتِ
وَقَد كانَ صَحراوا فُلَيجٍ لَها حِمىً / إِذا نَوَّرَ الجَرجارُ بِالكَدَراتِ
مَناعيشُ لِلمَولى الضَريكِ وَلا تُرى / عَلى الضَيفِ إِلّا باكِرَ الغَدَواتِ
إِذا اِغبَرَّ أَهلُ الشاءِ أَشرَقَ أَهلُها / وَكانَ لَها فَضلٌ مِنَ الأَدَواتِ
لَقَد هَتَكَ العَبدُ الطِرِمّاحُ سِترَهُ
لَقَد هَتَكَ العَبدُ الطِرِمّاحُ سِترَهُ / وَأَصلى بِنارٍ قَومَهُ فَتَصَلَّتِ
سَعيراً شَوَت مِنهُم وُجوهاً كَأَنَّها / وُجوهُ خَنازيرٍ عَلى النارِ مُلَّتِ
فَما أَنجَبَت أُمَّ العَلافِيَّ طَيِّءٌ / وَلَكِن عَجوزٌ أَخبَثَت وَأَقَلَّتِ
وَجَدنا قِلادَ اللُؤمِ حِلفاً لِطَيِّءٍ / مُقارِنُها في حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ
وَما مَنَعَتنا دارَها مِن قَبيلَةٍ / إِذا ما تَميمٌ بِالسُيوفِ اِستَظَلَّتِ
بَني مُحصَناتٍ مِن تَميمٍ نَجيبَةٍ / لِأَكرَمِ آباءِ مِنَ الناسِ أَدَّتِ
وَلَولا حِذارٌ أَن تُقَتَّلَ طَيِّءٌ / لَما سَجَدَت لِلَّهِ يَوماً وَصَلَّتِ
نَصارى وَأَنباطٌ يُؤَدّونَ جِزيَةً / سِراعاً بِها جَمزاً إِذا هي أُهِلَّتِ
سَقَتهُم زُعافَ السُمِّ حَتّى تَذَبذَبوا / وَلاقَوا قَناتي صُلبَةً فَاِستَمَرَّتِ
تُعالِنُ بالسَوءاتِ نِسوانُ طَيِّءٍ / وَأَخبَثُ أَسرارٍ إِذا هي أَسَرَّتِ
لَها جَبهَةٌ كَالفِهرِ يُندي إِطارُها / إِذا وَرِمَت أَلغادُها وَاِشمَخَرَّتِ
أَتَذكُرُ شَأنَ الأَزدِ ما أَنتَ مِنهُمُ / وَما لَقِيَت مِنّا عُمانُ وَذَلَّتِ
قَتَلناهُمُ حَتّى أَبَرنا شَريدَهُم / وَقَد سُبِيَت نِسوانُهُم وَاِستُحِلَّتِ
نَسيتُم بِقِندابيلَ يَوماً مُذَكَّراً / شَهيراً وَقَتلى الأَزدِ بِالقاعِ جُرَّتِ
حَمَلنا عَلى جُردِ البِغالِ رُؤوسَهُم / إِلى الشامِ مِن أَقصى العِراقِ تَدَلَّتِ
وَكَم مِن رَئيسٍ قَد قَتَلناهُ راغِماً / إِذا الحَربُ عَن روقٍ قَوارِحَ فُرَّتِ
بِمُعتَرَكٍ ضَنكٍ بِهِ قِصَدُ القَنا / وَضَعنا بِهِ أَقدامَنا فَاِستَقَرَّتِ
تَرَكنا بِهِ عِندَ اللِقاءِ مَلاحِماً / عَلَيهِم رَحانا بِالمَنايا اِستَحَرَّتِ
فَلَم يَبقَ إِلّا مَن يُؤَدّي زَكاتَهُ / إِلَينا وَمُعطٍ جِزيَةٍ حينَ حَلَّتِ
وَلَو أَنَّ عُصفوراً يَمُدُّ جَناحَهُ / عَلى طَيِّءٍ في دارِها لَاِستَظَلَّتِ
سَأَلتُ حَجيجَ المُسلِمينَ فَلَم أَجِد / ذَبيحَةَ طائِيٍّ لِمَن حَجَّ حَلَّتِ
وَما بَرِأَت طائِيَّةٌ مِن خِتانِها / وَلا وُجِدَت في مَسجِدِ الدينِ صَلَّتِ
لَو أَنَّ طَيراً كُلِّفَت مِثلَ سَيرِهِ
لَو أَنَّ طَيراً كُلِّفَت مِثلَ سَيرِهِ / إِلى واسِطٍ مِن إيلِياءَ لَكَلَّتِ
سَما بِالمَهاري مِن فِلَسطينَ بَعدَما / دَنا الفَيءُ مِن شَمسِ النَهارِ فَوَلَّتِ
فَما عادَ ذاكَ اليَومُ حَتّى أَناخَها / بِمَيسانَ قَد حُلَّت عُراها وَمَلَّتِ
كَأَنَّ قُطامِيّاً عَلى الرَحلِ طاوِياً / إِذا غَمرَةُ الظَلماءِ عَنهُ تَجَلَّتِ
وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ أَنَّ اِبنُ يوسُفٍ / قَطوبٌ إِذا ما المَشرَفِيَّةُ سُلَّتِ
لَحى اللَهُ قَوماً شارَكوا في دِمائِنا
لَحى اللَهُ قَوماً شارَكوا في دِمائِنا / وَكُنّا لَهُم عَوناً عَلى العَثَراتِ
فَجاهَرَنا ذو الغُشِّ عَمروُ بنُ مُسلِمٍ / وَأَوقَدَ ناراً صاحِبُ البَكَراتِ