المجموع : 7
أَقَتلوني يا ثِقاتي
أَقَتلوني يا ثِقاتي / إِنَّ في قَتلي حَياتي
وَمَماتي في حَياتي / وَحَياتي في مَماتي
أَنا عِندي مَحوُ ذاتي / مَن أَجَلَّ المَكرُماتِ
وَبَقائي في صِفاتي / مِن قَبيحِ السَيِّئاتِ
سَئِمَت روحي حَياتي / في الرُسومِ البالِياتِ
فَاِقتُلوني وَاِحرِقوني / بِعِظامي الفانِياتِ
ثُمَّ مُرّوا بِرُفاتي / في القُبورِ الدارِساتِ
تَجِدوا سِرَّ حَبيبي / في طَوايا الباقِياتِ
إِنّني شَيخٌ كَبيرٌ / في عُلُوِّ الدارجاتِ
ثُمَّ إِنّي صِرتُ طِفلاً / في حُجورِ المُرضِعاتِ
ساكِناً في لَحدٍ قَبرٍ / في أَراضٍ سَبِخاتِ
وَلَدَت أُمّي أَباها / إِنَّ ذا من عَجَباتي
فَبَناتي بَعدَ أَن كُن / نَ بَناتي أَخَواتي
لَيسَ مِن فِعلِ زَمانٍ / لا وَلا فِعلِ الزُناةِ
فَاجمَع الأَجزاء جَمعاً / مِن جُسومٍ نَيِّراتِ
مِن هَواءٍ ثُمَّ نارِ / ثُمَّ مِن ماءٍ فراتِ
فَازرَعِ الكُلَّ بِأَرضٍ / تُربُها تُربُ مَواتِ
وَتَعاهَدها بِسَقيٍ / مِن كُؤوسٍ دائِراتِ
مِن جَوارٍ ساقِياتٍ / وَسَواقٍ جارِياتِ
فَإِذا أَتَمَمتَ سَبعاً / أَنبَتَت كُلَّ نَباتِ
سِرُّ السَرائِرِ مَطوِيٌّ بِإِثباتِ
سِرُّ السَرائِرِ مَطوِيٌّ بِإِثباتِ / مِن جانِبِ الأُفُقِ مِن نورٍ بِطَيّاتِ
فَكَيفَ وَالكَيفُ مَعروفٌ بِظاهِرِهِ / فَالغَيبُ باطِنُهُ لِلذاتِ بِالذاتِ
تاهَ الخَلائِق في عَمياءَ مُظلِمَةٍ / قَصداً وَلَم يَعرِفوا غَيرَ الإِشاراتِ
بِالظَنِّ وَالوَهمِ نَحوَ الحَقِّ مَطلَبُهُم / نَحوَ السَماءِ يُناجونَ السَمَواتِ
وَالرَبُّ بَينَهُم في كُلِّ مُنقَلَبٍ / مُحِلُّ حالاتِهِم في كُلِّ ساعاتِ
وَما خَلَوا مِنهُ طَرفَ العَين لَو عَلِموا / وَما خَلا مِنهُم في كُلِّ أَوقاتِ
لي حَبيبٌ أَزورُ في الخَلَواتِ
لي حَبيبٌ أَزورُ في الخَلَواتِ / حاضِرٌ غائِبٌ عَنِ اللَحَظاتِ
ما تَراني أُصغي إِلَيهِ بِسِرّي / كَي أَعي ما يَقولُ مِن كَلِماتِ
كَلَماتٍ مِن غَيرِ شَكلٍ وَلا نَق / طٍ وَلا مِثلِ نَغمَةِ الأَصواتِ
فَكَأَنّي مُخاطِبٌ كُنتُ إِيّا / هُ عَلى خاطِري بِذاتي لِذاتي
حاضِرٌ غائِبٌ قَريبٌ بَعيدٌ / وَهوَ لَم تَحوِهِ رُسومُ الصِفاتِ
هُوَ أَدنى مِنَ الضَميرِ إِلى الوَه / مِ وَأَخفى مِن لائِحِ الخَطَراتِ
رَأَيتُ رَبّي بِعَنينِ قَلبي
رَأَيتُ رَبّي بِعَنينِ قَلبي / فَقُلتُ مَن أَنتَ قالَ أَنتَ
فَلَيسَ لِلأَينِ مِنكَ أَينٌ / وَلَيسَ أَينٌ بِحَيثُ أَنتَ
وَلَيسَ لَلوَهمِ مِنكَ وَهمٌ / فَيَعلَمُ الوَهمُ أَينَ أَنتَ
أَنتَ الَّذي حُزتَ كُلَّ أَينٍ / بِنَحوِ لا أَينٍ فَأَينَ أَنتَ
فَفي فَنائي فَنا فَنائي / وَفي فَنائي وُجِدتَ أَنتَ
في مَحو اِسمي وَرَسمِ جِسمي / سَأَلتُ عَني فَقُلتُ أَنتَ
أَشمارُ سِرّي إِلَيكَ حَتّى / فَنَيتُ عَنّي وَدُمتَ أَنتَ
أَنتَ حَياتي وَسِرُّ قَلبي / فَحَيثُما كُنتُ كُنتَ أَنتَ
أَحَطتَ عِلماً بِكُلِّ شَيءٍ / فَكُلُّ شَيءٍ أَراهُ أَنتَ
فَمُنَّ بِالعَفوِ يا إِلَهي / فَلَيسَ أَرجو سِواكَ أَنتَ
طابَ السَماعُ وَهَبتُ النَسَماتُ
طابَ السَماعُ وَهَبتُ النَسَماتُ / وَتَواجَدَت في حانِها الساداتُ
سَمِعوا بِذِكرِ حَبيبِهِم فَتَهَتَّكوا / خَلَعوا العِذارَ وَدارَتِ الكاساتُ
طَرِبوا فَطابَت بِاللِقا أَرواحُهِم / كَتَموا فَبانَت مِنهُم حالاتُ
شَرِبوا بِأَقداحِ الصَفا لَمّا صَفَوا / سَكِروا فَلاحَت مِنهُم رَقَصاتُ
ظَهَرَت عَلَيهِم مِن بَواطِنِ سِرِّهِ / كاساتُ بِشرٍ كُلُّها راحَاتُ
هَطَلَت مَدامِعُهُم عَلى وَجَناتِهِم / وَتَصاعِدَت مِن شَوقِهِم زَفَراتُ
زَادَ الغَرامُ بِهِم وَفي أَحشائِهِم / نارٌ وَفي أَكبادِهِم جَمراتُ
فَتَعَطَّرَت ريحُ الصَبا من عِطرِهِم / وَسَرَت بِنَشرِ رَوائِح نَفَحاتُ
مَتى سَهِرَت عَيني لِغَيرِكَ أَو بَكَت
مَتى سَهِرَت عَيني لِغَيرِكَ أَو بَكَت / فَلا أُعطِيَت ما مُنِّيَت وَتَمَنَّتِ
وَإِن أَضمَرَت يَوماً سَواكَ فَلا رَعَت / رِياضَ المُنى مِن وَجنَتَيكَ وَجِنَّةِ
سَقَوني وَقالوا لا تُغَنَّ وَلا سَقَوا
سَقَوني وَقالوا لا تُغَنَّ وَلا سَقَوا / جِبالَ حُنَينٍ ما سُقتُ لَغَنَّتِ
تَمَنَّت سُلَيمى أَن أَموتَ بِحُبَّها / وَأَسهَلُ شَيءٍ عِندَنا ما تَمَنَّتِ