المجموع : 14
يا مَن لِعَينٍ أَرِقَت
يا مَن لِعَينٍ أَرِقَت / أَوحَشَها مَن عَشِقَت
مُذ فارَقَت أَحبابَها / لَها جُفونٌ ما اِلتَقَت
وَغادَةٍ كَأَنَّها / شَمسُ الضُحى تَأَلَّقَت
كَم شَرِقَت بِدَمعِها / عَينَيَ لَمّا أَشرَقَت
رومِيَّةٌ أَلحاظُها / مِثلُ سِهامٍ رُشِقَت
مَمشوقَةُ القَدِّ لَها / صُدغٌ كَنونٍ مُشِقَت
أَما تَرى الغُصونَ مِن / خَجلَتِها قَد أَطرَقَت
قَد جَمَعَت حُسناً بِهِ / أَلبابُنا تَفَرَّقَت
ماتَرَكَت لي رَمَقاً / مُقلَتُها إِذ رَمَقَت
لِمُهجَتي وَعَبرَتي / قَد قَيَّدَت وَأَطلَقَت
في فَمِها مُدامَةٌ / صافِيَةٌ تَرَوَّقَت
واعَجَبا مِن فِعلِها / قَد أَسكَرَت وَما سَقَت
قَد راحَ رَسولي وَكما راحَ أَتى
قَد راحَ رَسولي وَكما راحَ أَتى / بِاللَهِ مَتى نَقَضتُمُ العَهدَ مَتى
ما ذا ظَنّي بِكُم وَما ذا أَمَلي / قَد أَدرَكَ في سُؤلَهُ مَن شَمِتا
وَرَقيبٍ عَدِمتُهُ مِن رَقيبٍ
وَرَقيبٍ عَدِمتُهُ مِن رَقيبٍ / أَسوَدِ الوَجهِ وَالقَفا وَالصِفاتِ
هُوَ كَاللَيلِ في الظَلامِ وَعِندي / هُوَ كَالصُبحِ قاطِعُ اللَذاتِ
صَفحاً لِصَرفِ الدَهرِ عَن هَفَواتِهِ
صَفحاً لِصَرفِ الدَهرِ عَن هَفَواتِهِ / إِذ كانَ هَذا اليَومُ مِن حَسَناتِهِ
يَومٌ يُسَطَّرُ في الكِتابِ مَكانُهُ / كَمَكانِ بِسمِ اللهَِ في خَتَماتِهِ
مَطَلَ الزَمانُ بِهِ زَماناً أَنفُساً / أَنِفَت وَعادَ لَها إِلى عاداتِهِ
وَالغَيثُ لا يَسِمُ البِلادَ بِنَفعِهِ / إِلّا إِذا اِشتاقَت لِوَسميّاتِهِ
يا مُعجِزَ الأَيّامَ قَرعُ صِفاتِهِ / وَمُجَمِّلُ الدُنيا بِحُسنِ صِفاتِهِ
بَل أَحنَفاً في حِلمِهِ وَثَباتِهِ / بَل حارِثَ الهَيجاءِ في وَثَباتِهِ
بَل كَعبَةَ المَعروفِ بَل كَعبَ النَدى / وَالماءُ يَقسِمُ شُربَهُ بِحَصاتِهِ
إِن كُنتَ غِبتَ عَنِ البِلادِ فَلَم تَغِب / عَن خاطِري إِذ أَنتَ مِن خَطَراتِهِ
لَو كُنتَ فَتَّشتَ النَسيمَ وَجَدتَهُ / وَدُعاؤُنا يَأتيكَ في طَيّاتِهِ
أَحبِب بِسَفرَتِكَ الَّتي بِقُدومِها / جَمَعَت إِلَينا الجودَ بَعدَ شَتاتِهِ
وَأَفادَكَ المَلَكانِ زائِدَ رِفعَةٍ / كَالسَيفِ يُصقَلُ بَعدَ حَدِّ ظُباتِهِ
وَكَفى اِهتِماماً مِنهُما بِكَ أَن غَدا / كُلٌّ يُريدُكَ أَن تَكونَ لِذاتِهِ
وَالجَدُّ إِن أَمضى عَزيمَةَ ماجِدٍ / راحَ السُكونُ يَنوبُ عَن حَرَكاتِهِ
وَأَتى البَشيرُ فَلَو يَسوغُ لِواحِدٍ / مِنّا لَقاسَمَهُ لَذيذَ حَياتِهِ
فَاِربَأ بِعَزمِكَ لَم تَدَع مِن مَنصِبٍ / يُفضي إِلى رُتَبِ العُلى لَم تَأتِهِ
وَتَفَرَّعَت لِلمَجدِ مِنكَ ثَلاثَةٌ / كَثَلاثَةِ الجَوزاءِ في جَنَباتِهِ
مِن كُلِّ مَهدِيٍّ غَدا في مَهدِهِ / يَسمو إِلى أَسلافِهِ بِسِماتِهِ
أَفضى إِلَيهِ المُشتَري بِسُعودِهِ / وَأَعاذَهُ بَهرامُ مِن سَطَواتِهِ
شَرُفَت بِنَصرٍ في البَرِيَّةِ مَعشَرٌ / هُوَ فيهِمُ كَالسِنِّ فَوقَ لِثاتِهِ
قَومٌ هُمُ البيدِ خَيرُ سُراتِها / حَسَباً وَهُم في الدَهرِ خَيرُ سَراتِهِ
شَرُفَ الزَمانُ بِكُلِّ نَدبٍ مِنهُمُ / مُتَيَقِّظٌ وَهَبَ العُلا غَفَواتِهِ
أَلِفَ النَدى وَرَأى وُجوبَ صِلاتِهِ / كَرَماً وَلَم يُفرَض وُجوبُ صِلاتِهِ
يُؤتي المَنايا وَالمُنى كَاللَيثِ في / غاباتِهِ وَالغَيثُ في غَبّاتِهِ
ذو عَزمَةٍ إِن راحَ في سَفَراتِهِ / سَكَبَت شَبا الهِندِيِّ مِن شَفَراتِهِ
يا مَنسَكَ المَعروفِ أَحرَمَ مَنطِقي / زَمَناً وَقَد لَبّاكَ مِن ميقاتِهِ
هَذا زُهَيرُكَ لا زُهَيرُ مُزَينَةٍ / وافاكَ لا هَرِماً عَلى عِلّاتِهِ
دَعهُ وَحَولِيّاتِهِ ثُمَّ اِستَمِع / لِزُهَيرِ عَصرِكَ حُسنَ لَيلِيّاتِهِ
لَو أُنشِدَت في آلِ جَفنَةَ أَضرَبوا / عَن ذِكرِ حَسّانٍ وَعَن جَفَناتِهِ
فُلانَةٌ مِن تيهِها
فُلانَةٌ مِن تيهِها / تَغَصُّ بِها مُقلَتي
وَقَد زَعَمَت أَنَّها / وَلَيسَت بِتِلكَ الَّتي
فَلا وَجهَ إِن أَقبَلَت / وَلا رِدفَ إِن وَلَّتِ
مُقيمٌ عَلى العَهدِ مِن صَبوَتي
مُقيمٌ عَلى العَهدِ مِن صَبوَتي / أَبيتُ وَأُصبِحُ في نَشوَتي
يَرومُ العَواذِلُ لي سَلوَةً / وَأَينَ العَواذِلُ مِن سَلوَتي
وَلي لَيلَةٌ طَرَقَت بِالسُعودِ / فَحَدِّث بِما شِئتَ عَن لَيلَتي
فَما كانَ أَحسَنَ مِن مَجلِسي / وَما كانَ أَرفَعَ مِن هِمَّتي
بِشَمسِ الضُحى وَبِبَدرِ الدُجى / عَلى يَمنَتي وَعَلى يَسرَتي
وَبِتُّ عَن خَبَري لاتَسَل / بِذاكَ الَّذي وَبِتِلكَ الَّتي
فَقَضَّيتُها في الهَوى لَيلَةً / إِخالُ الخَليفَةَ في خِدمَتي
سَأَشكُرُها أَبَداً مابَقيتُ / وَإِن عَظُمَت بَعدَها حَسرَتي
فَما كانَ أَسهَلَ إِذ أَقبَلَت / وَما كانَ أَصعَبَ إِذ وَلَّتِ
جاءَت تُوَدِّعُني وَالدَمعُ يَغلِبُها
جاءَت تُوَدِّعُني وَالدَمعُ يَغلِبُها / يَومَ الرَحيلِ وَحادي البَينِ مُنصَلِتُ
وَأَقبَلَت وَهِيَ في خَوفٍ وَفي دَهَشٍ / مِثلَ الغَزالِ مِنَ الأَشراكِ يَنفَلِتُ
فَلَم تُطِق خيفَةَ الواشي تُوَدِّعُني / وَيحَ الوُشاةِ لَقَد قالوا وَقَد شَمِتوا
وَقَفتُ أَبكي وَراحَت وهِيَ باكِيَةٌ / تَسيرُ عَنّي قَليلاً ثُمَّ تَلتَفِتُ
فَيا فُؤادي كَم وَجدٍ وَكَم حُرَقٍ / وَيا زَماني ذا جَورٌ وَذا عَنَتُ
بِعَيشِكَ خَبِّرني عَنِ اِسمِ مَدينَةٍ
بِعَيشِكَ خَبِّرني عَنِ اِسمِ مَدينَةٍ / يَكونُ رُباعِيّاً إِذا ما ذَكَرتَهُ
عَلى أَنَّهُ حَرفانِ حينَ تَقولُهُ / وَمَعناهُ حَرفٌ واحِدٌ إِن قَلَبتَهُ
أَنا في الحُبِّ صاحِبُ المُعجِزاتِ
أَنا في الحُبِّ صاحِبُ المُعجِزاتِ / جِئتُ لِلعاشِقينَ بِالآياتِ
كانَ أَهلُ الغَرامِ قَبلي أُمِّيِ / يِنَ حَتّى تَلَقَّنوا كَلِماتي
فَأَنا اليَومَ صاحِبُ الوَقتِ حَقّاً / وَالمُحِبّون شيعَتي وَدُعاتي
ضُرِبَت فيهِمُ طُبولي وَسارَت / خافِقاتٍ عَلَيهِمُ راياتي
خَلَبَ السامِعينَ سِحرُ كَلامي / وَسَرت في عُقولِهِم نَفَثاتي
أَينَ أَهلُ الغَرامِ أَتلو عَلَيهِم / باقِياتٍ مِنَ الهَوى صالِحاتِ
خُتِمَ الحُبُّ مِن حَديثي بِمِسكٍ / رُبَّ خَيرٍ يَجيءُ في الخاتِماتِ
فَعَلى العاشِقينَ مِنّي سَلامٌ / جاءَ مِثلَ السَلامِ في الصَلواتِ
مَذهَبي في الغَرامِ مَذهَبُ حَقٍّ / وَلَقَد قُمتُ فيهِ بِالبَيِّناتِ
فَلَكَم فِيَّ مِن مَكاِمِ أَخلا / قٍ وَكَم فِيَّ مِن حَميدِ صِفاتِ
لَستُ أَرضى سِوى الوَفاءِ لِذي الوُد / دِ وَلَو كانَ في وَفائي وَفاتي
وَأَلوفٌ فَلَو أُفارِقُ بُؤساً / لَتَوالَت لِفَقدِهِ حَسَراتي
طاهِرُ اللَفظِ وَالشَمائِلِ وَالأَخ / لاقِ عَفُّ الضَميرِ وَاللَحَظاتِ
وَمَعَ الصَمتِ وَالوَقارِ فَإِنّي / دَمِثُ الخُلقِ طَيِّبُ الخَلَواتِ
يَعشَقُ الغُصنَ ذا الرَشاقَةِ قَلبي / وَيُحِبُّ الغَزالَ ذا اللَفَتاتِ
وَحَبيبي هُوَ الَّذي لا أُسَمّي / هِ عَلى ما اِستَقَرَّ مِن عاداتي
وَيَقولونَ عاشِقٌ وَهُوَ وَصفٌ / مِن صِفاتي المُقَوِّماتِ لِذاتي
إِنَّ لي نِيَّةً وَقَد عَلِمَ ال / لَهُ بِها وَهُوَ عالِمُ النِيّاتِ
يا حَبيبي وَأَنتَ أَيُّ حَبيبٍ / لا قَضى اللَهُ بَينَنا بِشَتاتِ
إِنَّ يَوماً تَراكَ عَينَيَ فيهِ / ذاكَ يَومٌ مُضاعَفُ البَرَكاتِ
أَنتَ روحي وَقَد تَمَلَّكتَ روحي / وَحَياتي وَقَد سَلَبتَ حَياتي
مُتُّ شَوقاً فَأَحيِني بِوِصالٍ / أُخبِرُ الناسَ كَيفَ طَعمُ المَماتِ
وَكَما قَد عَلِمتَ كُلُّ سُرورٍ / لَيسَ يَبقى فَواتِ قَبلَ الفَواتِ
فَرَعى اللَهُ عَهدَ مِصرٍ وَحَيّا / ما مَضى لي بِمِصرَ مِن أَوقاتِ
حَبَّذا النيلُ وَالمَراكِبُ فيهِ / مُصعِداتٍ بِنا وَمُنحَدِراتِ
هاتِ زِدني مِنَ الحَديثِ عَنِ الني / لِ وَدَعني مِن دِجلَةٍ وَفُراتِ
وَلَيالِيَّ في الجَزيرَةُِ وَالجي / زَةِ فيما اِشتَهَيتُ مِن لَذّاتِ
بَينَ رَوضٍ حَكى ظُهورَ الطَواوي / سِ وَجَوٍّ حَكى بُطونَ البُزاةِ
حَيثُ مَجرى الخَليجِ كَالحَيَّةِ الرَق / طاءِ بَينَ الرِياضِ وَالجَنّاتِ
وَنَديمٍ كَما نُحِبُّ ظَريفٍ / وَعَلى كُلِّ ما نُحِبُّ مُؤاتي
كُلُّ شَيءٍ أَرَدتُهُ فَهُوَ فيهِ / حَسَنُ الذاتِ كامِلُ الأَدَواتِ
يا زَماني الَّذي مَضى يا زَماني / لَكَ مِنّي تَواتُرُ الزَفَراتِ
بُروحي مَن أُسَمّيها بِسِتّي
بُروحي مَن أُسَمّيها بِسِتّي / فَتَنظُرُني النُحاةُ بِعَينِ مَقتِ
يَرَونَ بِأَنَّني قَد قُلتُ لَحناً / وَكَيفَ وَإِنَّني لَزُهَيرُ وَقتي
وَلكِن غادَةٌ مَلَكَت جِهاتي / فَلا لَحنٌ إِذا ماقُلتُ سِتّي
وَجاهِلٍ لازَمَني
وَجاهِلٍ لازَمَني / لَقيتُ مِنهُ عَنَتا
كَأَنَّما حَتمٌ عَلَي / هِ الدَهرَ أَن لا يَسكُتا
أُنسي بِهِ إِذا نَأى / وَوَحشَتي إِذا أَتى
طالَت بِهِ بَلِيَّتي / يا رَبَّ ما أَدري مَتى
هُوَ حَظّي قَد عَرَفتُهُ
هُوَ حَظّي قَد عَرَفتُهُ / لَم يَحُل عَمّا عَهِدتُهُ
فَإِذا قَصَّرَ مَن أَه / واهُ في الوُدِّ عَذَرتُهُ
غَيرَ أَنَّ لِيَ في الحُب / بِ طَريقاً قَد سَلَكتُهُ
لَو أَرادَ البُعدَ عَنّي / نورُ عَينَي ماتَبِعتُهُ
إِنَّ قَلبي لَو تَجَنّى / وَهُوَ قَلبي ماصَحِبتُهُ
كُلُّ شَيءٍ مِن حَبيبي / ما خَلا الغَدرَ اِحتَمَلتُهُ
أَنا في الحُبِّ غَيورٌ / ذاكَ خُلُقي لا عِدِمتُهُ
أُبصِرُ المَوتَ إِذا أَب / صَرَ غَيري مَن عَشِقتُهُ
لَستُ سَمحاً بِوِدادي / كُلُّ مَن نادى أَجَبتُهُ
طالَما تِهتُ عَلى خا / طِبِ وِدّي وَرَدَدتُهُ
قَد شَكَرتُ اللَهَ في / ما كانَ مِنكُم وَحَمِدتُهُ
حينَ خَلَّصتُ فُؤادي / مِن يَدَيكُم وَمَلَكتُهُ
كانَ قَلبي مُستَريحاً / مِن هَواكُم ما أَرَحتُهُ
فَلَو أَنَّ القُربَ يُحيي / نِيَ مِنكُم ما طَلبتُهُ
فَدَيتُ مَن أَرسَلَ تُفّاحَةً
فَدَيتُ مَن أَرسَلَ تُفّاحَةً / إِرسالُها دَلَّ عَلى فِطنَتِه
وَقَصدُهُ أَنّي إِذا ذُقتُها / تَشتَدُّ أَشواقي إِلى رُؤيَتِه
فَاللَونُ مِن خَدَّيهِ وَالطَعمُ مِن / ريقَتِهِ وَالطيبُ مِن نَكهَتِه
لاتَطَّرِح خامِل الرِجالِ فَقَد
لاتَطَّرِح خامِل الرِجالِ فَقَد / تَحتاجُ يَوماً إِلى كِفايَتِهِ
فَالياكُ في النَردِ وَهُوَ مُحتَقَرٌ / خَيرٌ مِنَ الشَيشِ عِندَ حاجَتِهِ