القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَهاء الدين زُهَير الكل
المجموع : 14
يا مَن لِعَينٍ أَرِقَت
يا مَن لِعَينٍ أَرِقَت / أَوحَشَها مَن عَشِقَت
مُذ فارَقَت أَحبابَها / لَها جُفونٌ ما اِلتَقَت
وَغادَةٍ كَأَنَّها / شَمسُ الضُحى تَأَلَّقَت
كَم شَرِقَت بِدَمعِها / عَينَيَ لَمّا أَشرَقَت
رومِيَّةٌ أَلحاظُها / مِثلُ سِهامٍ رُشِقَت
مَمشوقَةُ القَدِّ لَها / صُدغٌ كَنونٍ مُشِقَت
أَما تَرى الغُصونَ مِن / خَجلَتِها قَد أَطرَقَت
قَد جَمَعَت حُسناً بِهِ / أَلبابُنا تَفَرَّقَت
ماتَرَكَت لي رَمَقاً / مُقلَتُها إِذ رَمَقَت
لِمُهجَتي وَعَبرَتي / قَد قَيَّدَت وَأَطلَقَت
في فَمِها مُدامَةٌ / صافِيَةٌ تَرَوَّقَت
واعَجَبا مِن فِعلِها / قَد أَسكَرَت وَما سَقَت
قَد راحَ رَسولي وَكما راحَ أَتى
قَد راحَ رَسولي وَكما راحَ أَتى / بِاللَهِ مَتى نَقَضتُمُ العَهدَ مَتى
ما ذا ظَنّي بِكُم وَما ذا أَمَلي / قَد أَدرَكَ في سُؤلَهُ مَن شَمِتا
وَرَقيبٍ عَدِمتُهُ مِن رَقيبٍ
وَرَقيبٍ عَدِمتُهُ مِن رَقيبٍ / أَسوَدِ الوَجهِ وَالقَفا وَالصِفاتِ
هُوَ كَاللَيلِ في الظَلامِ وَعِندي / هُوَ كَالصُبحِ قاطِعُ اللَذاتِ
صَفحاً لِصَرفِ الدَهرِ عَن هَفَواتِهِ
صَفحاً لِصَرفِ الدَهرِ عَن هَفَواتِهِ / إِذ كانَ هَذا اليَومُ مِن حَسَناتِهِ
يَومٌ يُسَطَّرُ في الكِتابِ مَكانُهُ / كَمَكانِ بِسمِ اللهَِ في خَتَماتِهِ
مَطَلَ الزَمانُ بِهِ زَماناً أَنفُساً / أَنِفَت وَعادَ لَها إِلى عاداتِهِ
وَالغَيثُ لا يَسِمُ البِلادَ بِنَفعِهِ / إِلّا إِذا اِشتاقَت لِوَسميّاتِهِ
يا مُعجِزَ الأَيّامَ قَرعُ صِفاتِهِ / وَمُجَمِّلُ الدُنيا بِحُسنِ صِفاتِهِ
بَل أَحنَفاً في حِلمِهِ وَثَباتِهِ / بَل حارِثَ الهَيجاءِ في وَثَباتِهِ
بَل كَعبَةَ المَعروفِ بَل كَعبَ النَدى / وَالماءُ يَقسِمُ شُربَهُ بِحَصاتِهِ
إِن كُنتَ غِبتَ عَنِ البِلادِ فَلَم تَغِب / عَن خاطِري إِذ أَنتَ مِن خَطَراتِهِ
لَو كُنتَ فَتَّشتَ النَسيمَ وَجَدتَهُ / وَدُعاؤُنا يَأتيكَ في طَيّاتِهِ
أَحبِب بِسَفرَتِكَ الَّتي بِقُدومِها / جَمَعَت إِلَينا الجودَ بَعدَ شَتاتِهِ
وَأَفادَكَ المَلَكانِ زائِدَ رِفعَةٍ / كَالسَيفِ يُصقَلُ بَعدَ حَدِّ ظُباتِهِ
وَكَفى اِهتِماماً مِنهُما بِكَ أَن غَدا / كُلٌّ يُريدُكَ أَن تَكونَ لِذاتِهِ
وَالجَدُّ إِن أَمضى عَزيمَةَ ماجِدٍ / راحَ السُكونُ يَنوبُ عَن حَرَكاتِهِ
وَأَتى البَشيرُ فَلَو يَسوغُ لِواحِدٍ / مِنّا لَقاسَمَهُ لَذيذَ حَياتِهِ
فَاِربَأ بِعَزمِكَ لَم تَدَع مِن مَنصِبٍ / يُفضي إِلى رُتَبِ العُلى لَم تَأتِهِ
وَتَفَرَّعَت لِلمَجدِ مِنكَ ثَلاثَةٌ / كَثَلاثَةِ الجَوزاءِ في جَنَباتِهِ
مِن كُلِّ مَهدِيٍّ غَدا في مَهدِهِ / يَسمو إِلى أَسلافِهِ بِسِماتِهِ
أَفضى إِلَيهِ المُشتَري بِسُعودِهِ / وَأَعاذَهُ بَهرامُ مِن سَطَواتِهِ
شَرُفَت بِنَصرٍ في البَرِيَّةِ مَعشَرٌ / هُوَ فيهِمُ كَالسِنِّ فَوقَ لِثاتِهِ
قَومٌ هُمُ البيدِ خَيرُ سُراتِها / حَسَباً وَهُم في الدَهرِ خَيرُ سَراتِهِ
شَرُفَ الزَمانُ بِكُلِّ نَدبٍ مِنهُمُ / مُتَيَقِّظٌ وَهَبَ العُلا غَفَواتِهِ
أَلِفَ النَدى وَرَأى وُجوبَ صِلاتِهِ / كَرَماً وَلَم يُفرَض وُجوبُ صِلاتِهِ
يُؤتي المَنايا وَالمُنى كَاللَيثِ في / غاباتِهِ وَالغَيثُ في غَبّاتِهِ
ذو عَزمَةٍ إِن راحَ في سَفَراتِهِ / سَكَبَت شَبا الهِندِيِّ مِن شَفَراتِهِ
يا مَنسَكَ المَعروفِ أَحرَمَ مَنطِقي / زَمَناً وَقَد لَبّاكَ مِن ميقاتِهِ
هَذا زُهَيرُكَ لا زُهَيرُ مُزَينَةٍ / وافاكَ لا هَرِماً عَلى عِلّاتِهِ
دَعهُ وَحَولِيّاتِهِ ثُمَّ اِستَمِع / لِزُهَيرِ عَصرِكَ حُسنَ لَيلِيّاتِهِ
لَو أُنشِدَت في آلِ جَفنَةَ أَضرَبوا / عَن ذِكرِ حَسّانٍ وَعَن جَفَناتِهِ
فُلانَةٌ مِن تيهِها
فُلانَةٌ مِن تيهِها / تَغَصُّ بِها مُقلَتي
وَقَد زَعَمَت أَنَّها / وَلَيسَت بِتِلكَ الَّتي
فَلا وَجهَ إِن أَقبَلَت / وَلا رِدفَ إِن وَلَّتِ
مُقيمٌ عَلى العَهدِ مِن صَبوَتي
مُقيمٌ عَلى العَهدِ مِن صَبوَتي / أَبيتُ وَأُصبِحُ في نَشوَتي
يَرومُ العَواذِلُ لي سَلوَةً / وَأَينَ العَواذِلُ مِن سَلوَتي
وَلي لَيلَةٌ طَرَقَت بِالسُعودِ / فَحَدِّث بِما شِئتَ عَن لَيلَتي
فَما كانَ أَحسَنَ مِن مَجلِسي / وَما كانَ أَرفَعَ مِن هِمَّتي
بِشَمسِ الضُحى وَبِبَدرِ الدُجى / عَلى يَمنَتي وَعَلى يَسرَتي
وَبِتُّ عَن خَبَري لاتَسَل / بِذاكَ الَّذي وَبِتِلكَ الَّتي
فَقَضَّيتُها في الهَوى لَيلَةً / إِخالُ الخَليفَةَ في خِدمَتي
سَأَشكُرُها أَبَداً مابَقيتُ / وَإِن عَظُمَت بَعدَها حَسرَتي
فَما كانَ أَسهَلَ إِذ أَقبَلَت / وَما كانَ أَصعَبَ إِذ وَلَّتِ
جاءَت تُوَدِّعُني وَالدَمعُ يَغلِبُها
جاءَت تُوَدِّعُني وَالدَمعُ يَغلِبُها / يَومَ الرَحيلِ وَحادي البَينِ مُنصَلِتُ
وَأَقبَلَت وَهِيَ في خَوفٍ وَفي دَهَشٍ / مِثلَ الغَزالِ مِنَ الأَشراكِ يَنفَلِتُ
فَلَم تُطِق خيفَةَ الواشي تُوَدِّعُني / وَيحَ الوُشاةِ لَقَد قالوا وَقَد شَمِتوا
وَقَفتُ أَبكي وَراحَت وهِيَ باكِيَةٌ / تَسيرُ عَنّي قَليلاً ثُمَّ تَلتَفِتُ
فَيا فُؤادي كَم وَجدٍ وَكَم حُرَقٍ / وَيا زَماني ذا جَورٌ وَذا عَنَتُ
بِعَيشِكَ خَبِّرني عَنِ اِسمِ مَدينَةٍ
بِعَيشِكَ خَبِّرني عَنِ اِسمِ مَدينَةٍ / يَكونُ رُباعِيّاً إِذا ما ذَكَرتَهُ
عَلى أَنَّهُ حَرفانِ حينَ تَقولُهُ / وَمَعناهُ حَرفٌ واحِدٌ إِن قَلَبتَهُ
أَنا في الحُبِّ صاحِبُ المُعجِزاتِ
أَنا في الحُبِّ صاحِبُ المُعجِزاتِ / جِئتُ لِلعاشِقينَ بِالآياتِ
كانَ أَهلُ الغَرامِ قَبلي أُمِّيِ / يِنَ حَتّى تَلَقَّنوا كَلِماتي
فَأَنا اليَومَ صاحِبُ الوَقتِ حَقّاً / وَالمُحِبّون شيعَتي وَدُعاتي
ضُرِبَت فيهِمُ طُبولي وَسارَت / خافِقاتٍ عَلَيهِمُ راياتي
خَلَبَ السامِعينَ سِحرُ كَلامي / وَسَرت في عُقولِهِم نَفَثاتي
أَينَ أَهلُ الغَرامِ أَتلو عَلَيهِم / باقِياتٍ مِنَ الهَوى صالِحاتِ
خُتِمَ الحُبُّ مِن حَديثي بِمِسكٍ / رُبَّ خَيرٍ يَجيءُ في الخاتِماتِ
فَعَلى العاشِقينَ مِنّي سَلامٌ / جاءَ مِثلَ السَلامِ في الصَلواتِ
مَذهَبي في الغَرامِ مَذهَبُ حَقٍّ / وَلَقَد قُمتُ فيهِ بِالبَيِّناتِ
فَلَكَم فِيَّ مِن مَكاِمِ أَخلا / قٍ وَكَم فِيَّ مِن حَميدِ صِفاتِ
لَستُ أَرضى سِوى الوَفاءِ لِذي الوُد / دِ وَلَو كانَ في وَفائي وَفاتي
وَأَلوفٌ فَلَو أُفارِقُ بُؤساً / لَتَوالَت لِفَقدِهِ حَسَراتي
طاهِرُ اللَفظِ وَالشَمائِلِ وَالأَخ / لاقِ عَفُّ الضَميرِ وَاللَحَظاتِ
وَمَعَ الصَمتِ وَالوَقارِ فَإِنّي / دَمِثُ الخُلقِ طَيِّبُ الخَلَواتِ
يَعشَقُ الغُصنَ ذا الرَشاقَةِ قَلبي / وَيُحِبُّ الغَزالَ ذا اللَفَتاتِ
وَحَبيبي هُوَ الَّذي لا أُسَمّي / هِ عَلى ما اِستَقَرَّ مِن عاداتي
وَيَقولونَ عاشِقٌ وَهُوَ وَصفٌ / مِن صِفاتي المُقَوِّماتِ لِذاتي
إِنَّ لي نِيَّةً وَقَد عَلِمَ ال / لَهُ بِها وَهُوَ عالِمُ النِيّاتِ
يا حَبيبي وَأَنتَ أَيُّ حَبيبٍ / لا قَضى اللَهُ بَينَنا بِشَتاتِ
إِنَّ يَوماً تَراكَ عَينَيَ فيهِ / ذاكَ يَومٌ مُضاعَفُ البَرَكاتِ
أَنتَ روحي وَقَد تَمَلَّكتَ روحي / وَحَياتي وَقَد سَلَبتَ حَياتي
مُتُّ شَوقاً فَأَحيِني بِوِصالٍ / أُخبِرُ الناسَ كَيفَ طَعمُ المَماتِ
وَكَما قَد عَلِمتَ كُلُّ سُرورٍ / لَيسَ يَبقى فَواتِ قَبلَ الفَواتِ
فَرَعى اللَهُ عَهدَ مِصرٍ وَحَيّا / ما مَضى لي بِمِصرَ مِن أَوقاتِ
حَبَّذا النيلُ وَالمَراكِبُ فيهِ / مُصعِداتٍ بِنا وَمُنحَدِراتِ
هاتِ زِدني مِنَ الحَديثِ عَنِ الني / لِ وَدَعني مِن دِجلَةٍ وَفُراتِ
وَلَيالِيَّ في الجَزيرَةُِ وَالجي / زَةِ فيما اِشتَهَيتُ مِن لَذّاتِ
بَينَ رَوضٍ حَكى ظُهورَ الطَواوي / سِ وَجَوٍّ حَكى بُطونَ البُزاةِ
حَيثُ مَجرى الخَليجِ كَالحَيَّةِ الرَق / طاءِ بَينَ الرِياضِ وَالجَنّاتِ
وَنَديمٍ كَما نُحِبُّ ظَريفٍ / وَعَلى كُلِّ ما نُحِبُّ مُؤاتي
كُلُّ شَيءٍ أَرَدتُهُ فَهُوَ فيهِ / حَسَنُ الذاتِ كامِلُ الأَدَواتِ
يا زَماني الَّذي مَضى يا زَماني / لَكَ مِنّي تَواتُرُ الزَفَراتِ
بُروحي مَن أُسَمّيها بِسِتّي
بُروحي مَن أُسَمّيها بِسِتّي / فَتَنظُرُني النُحاةُ بِعَينِ مَقتِ
يَرَونَ بِأَنَّني قَد قُلتُ لَحناً / وَكَيفَ وَإِنَّني لَزُهَيرُ وَقتي
وَلكِن غادَةٌ مَلَكَت جِهاتي / فَلا لَحنٌ إِذا ماقُلتُ سِتّي
وَجاهِلٍ لازَمَني
وَجاهِلٍ لازَمَني / لَقيتُ مِنهُ عَنَتا
كَأَنَّما حَتمٌ عَلَي / هِ الدَهرَ أَن لا يَسكُتا
أُنسي بِهِ إِذا نَأى / وَوَحشَتي إِذا أَتى
طالَت بِهِ بَلِيَّتي / يا رَبَّ ما أَدري مَتى
هُوَ حَظّي قَد عَرَفتُهُ
هُوَ حَظّي قَد عَرَفتُهُ / لَم يَحُل عَمّا عَهِدتُهُ
فَإِذا قَصَّرَ مَن أَه / واهُ في الوُدِّ عَذَرتُهُ
غَيرَ أَنَّ لِيَ في الحُب / بِ طَريقاً قَد سَلَكتُهُ
لَو أَرادَ البُعدَ عَنّي / نورُ عَينَي ماتَبِعتُهُ
إِنَّ قَلبي لَو تَجَنّى / وَهُوَ قَلبي ماصَحِبتُهُ
كُلُّ شَيءٍ مِن حَبيبي / ما خَلا الغَدرَ اِحتَمَلتُهُ
أَنا في الحُبِّ غَيورٌ / ذاكَ خُلُقي لا عِدِمتُهُ
أُبصِرُ المَوتَ إِذا أَب / صَرَ غَيري مَن عَشِقتُهُ
لَستُ سَمحاً بِوِدادي / كُلُّ مَن نادى أَجَبتُهُ
طالَما تِهتُ عَلى خا / طِبِ وِدّي وَرَدَدتُهُ
قَد شَكَرتُ اللَهَ في / ما كانَ مِنكُم وَحَمِدتُهُ
حينَ خَلَّصتُ فُؤادي / مِن يَدَيكُم وَمَلَكتُهُ
كانَ قَلبي مُستَريحاً / مِن هَواكُم ما أَرَحتُهُ
فَلَو أَنَّ القُربَ يُحيي / نِيَ مِنكُم ما طَلبتُهُ
فَدَيتُ مَن أَرسَلَ تُفّاحَةً
فَدَيتُ مَن أَرسَلَ تُفّاحَةً / إِرسالُها دَلَّ عَلى فِطنَتِه
وَقَصدُهُ أَنّي إِذا ذُقتُها / تَشتَدُّ أَشواقي إِلى رُؤيَتِه
فَاللَونُ مِن خَدَّيهِ وَالطَعمُ مِن / ريقَتِهِ وَالطيبُ مِن نَكهَتِه
لاتَطَّرِح خامِل الرِجالِ فَقَد
لاتَطَّرِح خامِل الرِجالِ فَقَد / تَحتاجُ يَوماً إِلى كِفايَتِهِ
فَالياكُ في النَردِ وَهُوَ مُحتَقَرٌ / خَيرٌ مِنَ الشَيشِ عِندَ حاجَتِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025