المجموع : 8
لو أن تجربةَ الحياةِ وحَّظها
لو أن تجربةَ الحياةِ وحَّظها / أني أَنالُ نَداكَ ثم أموتُ
لكفت لتفسير الحياة وخيرها / إنَّ الحنانض لمثل روحي قوت
أيهاً ليونُ جمعتَ ذخرَ فضائل / وحجىً أقُّل جمالهِ ملكوتُ
وحمىً أردِّدُ في عُلاهُ عواطفي / ويطيرُ فيه شعورىَ المكبوتُ
أنت المسيح وقد تقمصُ حبُّهُ / دُنيا الجمالِ وخافَه الطاغوتُ
ما كنت إلاّ للحقيقة وحدَها / والحُّق أكثرُ حظهِ موقوتُ
فلئن سَكت فما سَكت مُخيَّراً / ولرُبَّ سخطٍ للحكيم سكوت
في عالمٍ قد باتَ يُغبطُ من به / عُّى وضَيَّعَ سَّرهُ الكهنوت
وتشردت فيه المحبةُ مثلما / قد ضاع أوزيريسُ والتابوتُ
فمتى يَعُودُ وإن رأيتكَ رمزهُ / ومتى يسُودُ وَخصمهُ ممقوتُ
رئيسَ العزفِ حين تُشيرُ تُحيى
رئيسَ العزفِ حين تُشيرُ تُحيى / معانيَ باللجونِ مُضمَّخاتِ
كأنَّ عصاكَ بنتُ عصاً لموسى / تَبضُّ بكلّ ألوانِ الحياة
ولستَ مُنسِّقَ الأنغامِ لكن / مُصِّورُهَا لأحلامٍ عُفاةِ
تُشير فَتطلقُ الأنغامَ نشوَى / وكانت كالأجنةِ نائماتِ
وَنسمعها مُغازَلةً وَنجوَى / وأطيافاً سَوَاهمَ راقصات
وأحياناً مَشاهدَ رائعاتٍ / وأطوارَ المعارِك والممات
لئن وَحَدَّت للفنانِ دُنيا / فَروُحُكَ وُزعِّت في الخالدات
وما نظري إليك على خُشوعٍ / أمام المعجزاتِ سوى صَلاتي
إذَن غبتَ عني عامداً دون عودةِ
إذَن غبتَ عني عامداً دون عودةِ / كأَنَّكَ قد أحببتَ تخفيفَ لوعتي
تركُتكَ في الشمس الحنون مُدفَّأً / برحمتها في رقدةٍ أي رقدة
وكلمتني لما تركتك آسفاً / إلى عملي في لهجة مُستحيةِ
بها من غناءِ الأمسِ ترخيمُ عاشقٍ / ومن ضَعفكَ البادي تراجيعُ حسرتي
فياليتني آثرتُ قربك يومها / فيا طالما آثرتَ قربى وصحبتي
ويا ليتني لم أخدع النفس واهماً / شفاءَ دوائي أو نجاحي بحيلتي
وساءلتُ عنكَ الأهلَ والجيرةَ التي / رأتنا أليفي نَشوةٍ ومحبةِ
فنادوا وراحوا يبحثون كأنهَّم / على مَهمهِ قد ضُلِّلوا أيَّ ضَلَّة
وعادوا إلى ياسي بيأسٍ مضاعَفٍ / وعادُوا الى وَجديِ بوجدٍ وحيرة
لكم مرّةٍ غنيتَ بالشكرِ والرِضىَ / وكم مرةٍ قَبلَّت عيني ووجنتي
ويا طالما راقبتَ عَودِي كأنَّنا / عشيقانِ لم يستمرئا أيَّ فرقُة
فؤادُكَ لم أعرفه إلا ملاحماً / وَفَنَّاً لسمعي ليلةً بعد ليلةِ
فمن بدَّل الصوَّت الجميلَ وَمن ترَى / أَجازَ لصفوي أن يسيلِ بعبرتي
هو الدهرُ من قد بَعثرَ الخلقَ مثلما / تُبعثرُ ماءَ البحرِ ضرباتُ صخرةِ
فقدُتكَ يا خلي الحبيبَ وهكذا / سأفقدُ يوماً في المحيطِ كَذَرةِ
لكي وبحسبي أن أناديك مرةً / فتأتي وها قد خبتُ في كلّ دعوة
ولو كنتَ لي طفلاً لما كان مد معي / أُحرَّ ولا ذكراى أدعى لحرقتي
عرُفتكَ في الخمسِ السنين بصحبتي / عفيفاً نزيهاً لم تُلوَّث بريبةِ
ويا ما أقلَّ الناس مثلك في الهدى / ولو أنهَّم كانوا لما اشتقتُ غُربتي
ولو كنتَ منطيقاً لما كنتَ مُفصحاً / بأبلغَ مما قد تركتَ بِمهجتي
حرامٌ سكوتي بعد صمتكَ ميتاً / فمن ذا يُوفِّى الدَّينَ قبلَ منيتي
حرام وقد ألهمتني كلَّ ضَحكةٍ / حُسدتُ عليها مثلَ إلهامِ دمعتي
إذا كان هذا الشعرُ نفسي فإنه / كذلك بعضٌ منك في طيِّ نفحتي
وان لم تُخلِّف للورَى أثراً يُرَى / وان لم تخلف لي عزاءَ وَصيَّةِ
فحسبُ الورىَ ساعاتُ أُنسٍ نظمتها / وحسبُ أليفٍ غاب دمعي ووحدتي
هاتى ثلوجَكِ هاتي
هاتى ثلوجَكِ هاتي / فإنَّها من حَياتي
ولتعصفي يا سمائي / ولتمعنى في أَذاتي
فلن تَهدِّى كِيااني / ولن تَمسِّى صفاتي
حَى بفنىّ وفكرى / وليس موي سُباتي
إنِّي غريبٌ بجسمي / فلم يكن هو ذاتي
كمشعلٍ ليس منه / هذا الحديدُ العاتي
هاتى ثلوجَكِ هاتي / فإنَّها من حَياتي
ستونَ عاماً تولَّت / كأنني في فلاَةِ
البردُ فيها هَجيرٌ / كأنهُ آهاتي
والحرُّ فيها ثلوجٌ / كأَنَّها زَلاَّتي
لم ألقَ فيها ظلالاً / أو رَحمةً من هُداةِ
وكيف والناسُ أسرىَ / لكلِّ باغٍ وعاتِ
ويبغضون فِكاكاً / من الطغاة الجناةِ
كأَنَّما الذل شَرعٌ / له حقوقُ الصلاةِ
هاتي ثلوجكِ هات / فإنَّها من حياتي
نَوحُ الزواِبعِ منِّى / وعَصفها من رُواتي
وإن تَكن لا تُبالى / بعالمٍ لا يُواتي
في حين أنِّي أُبِالي / كصانعِ المعجزاتِ
الموحيات حيالي لا عداد لها
الموحيات حيالي لا عداد لها / يامن نقدت استجاباتي وعاداتي
إن البعوضة قد توحي بنشوتها / لما تغنت فتونا من صباباتي
والجدجد الهانىء المغرى بليلته / تفيض آهاته من نبع آهاتي
ونفحة العطر أشواق تساورني / كأنما مثلت أمواجه ذاتي
والجلمد الصامت المقهور يهمس لي / في الصمت لهفان ألوان الشهيات
والجدول المتأني في تأمله / خواطري مفعم مثلي بلذاتي
وباسم العشب حولي في تفاؤله / رغم الهجير خيالاتي ومرآتي
وباسم العشب حولي في تفاؤله / رغم الهجير خيالاتي ومرآتي
وما حواه الحصى نشوان مؤتلقا / كأنما هو من تيجان ربات
حتى الحطام الذي لا شيء يعدله / في بؤسه ربما أوحى تعلاتي
هذي وتلك وآلاف تماثلها / عرائس يتنافسن بأبياتي
لا تحتقرها فقد تشأى عوالمها / مهما ضؤلن أعاجيب السماوات
ولا تقس ما لفني في تأثره / بما يهزك أو خمري وجناتي
كم من أواصر فيما أنت تنكره / لمهجتي كم أمان كم تحيات
الكون أجمعه شعر أفيض به / وكل ما فيه إيحاء لآياتي
ورب شيء تظن الحسن جاوزه / أخصه بحناني أو عباداتي
هذا الوجود كما تراه فلم يكن
هذا الوجود كما تراه فلم يكن / إلاه في الماضي ورهن الآتي
ولئن تعدّد في مظاهر كنهه / فصميمه متوحد اللبنات
باق على الآياد مثل بقائه / قبلا وتلك حياته كحياتي
عمري ملايين القرون وعدها / دوني وفي آياتها آياتي
عمري هو الزل الذي لا ينتهي / حسبانه أو ينتهي لصفات
فيه الحياة مع الممات تبادلا / كالتوأمين فما الممات مماتي
فيم التحدث عن صفات ما لها / اصل سوى الأوهام والعثرات
الكون ليس سواه كون آخر / إلا المدى المحجوب عن نظراتي
كفل الزمان أبوه إعلانا له / والعلم وهو مناصر ومواتي
والخلق فيه تحول وتجدد / وتعدد بعوامل أشتات
هذي الألوهة في الصميم فقل لمن / في الوهم فلسف جهله بالذات
هوّن عليك فكل ما هو كائن / ويكون ماضيه مدار الآتي
كاد الخريف يموت مثل مماتي
كاد الخريف يموت مثل مماتي / بتساقط الأوراق والآهات
إني أخوه بمهجتي وبلوعتي / زفراته تشتق من زفراتي
إن أرثه فبنظمه وبنثره / أو أبكه فلقد بكيت حياتي
لم يدره من أولعوا ببهارج / للصيف يمرح كالمليك العاتي
إن عد نسل الصيف لم يعلق به / عيب الإباحي الحقير الذات
عرف التنسك منذ يوم ولادة / فكأنه صور لوحي صلاتي
واستقبل الإعصار غير مروع / وهو الصريع الشيخ بين جناة
تخذ الكفاح إلى النهاية مبدأ / وأبى خنوع الموت عند ممات
إن كنت أشبهه فتلك حميتي / رغم السقام وصفرة الأموات
علل على علل أنوء برزئها / وأظل أسخر بالشتاء الآتي
إن كان في دمع الخريف مدامعي / أو كان في أناته أناتي
فوراءها أنف لكل دنية / ولئن هطلن وصحن مجنونات
ولئن نأت عنه الحرارة ما نأى / دفء تحجب في نهى الذرات
والموت من صور الحياة ولغزه / لغز الوجود وآية الآيات
إن تنأ يا خلي فلست براحل / ما دمت تحيا في نهاي وذاتي
هشت لي الأغصان وهي جريمة / وتطلعت لخطاي في الغابات
فكأنما أنا من يمد جذورها / بشعوره فتعز دون حماة
جرداء كالفن المجرد فهمها / قد دق في كنه وجل سمات
إلا على ند يبادلها الهوى / فلغاتها موصولة بلغاتي
سكتت أهازيج الجنادب واكتفت / بخطايَ فوق العشب مستمعات
والنحل تأوي للقفير هنيئة / حتى كأن الشهد في نظراتي
للّه كم خلق التجاوب صحبة / حتى مع الأشجار والحشرات
غلب الجوع فهاتي المش هاتي
غلب الجوع فهاتي المش هاتي / لا تقولي اللحم إن أصبر سياتي
سادتي أولى به مذ نهبوا / كل حق لي وعاثوا بحياتي
لا تقولي الدود قد أفساده / إنما الدود وإن يحقر لداتي
حقه العيش كحقي ما له / أيّ ذنب غير ذنبي أو أذاة
مدحوني مثلما قد لعنوا / قد تساوى المدح واللعن لذاتي
ليتهم قد أطعموني أو كسوا / رمتي هبل ارتقاب لمماتي
هذه الأمراض لم تترك سوى / رمق داسته أقدام الجناة
أتراني في غد مسترجعا / قوّتي أو طارحا عني أناتي
ليتني حتى تدوي صرختي / ويجازى كل مأفون وعات
أسرعي فالوقت قاس صارم / إن وقت العبد من وقت العتاة
أشرعي لا تحلمي واهمة / واتركيني في همومي يا فتاتي
ربما تثمر يوما حنظلا / بل سسموما للشياطين الطغاة
كم نبات ديس بالأقدام لم / يقبل الدوس حقيرا في النبات
ومضى مستشريا يقضي على / شامخ الأشجار فذا فثي العصاة
هذه حالي وذي فلسفتي / وكفاحي بين صبر وصلاة
إن يكن جهلي وفقري حجة / لاضطهادي فأمرّ الثأر آت