القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 8
لو أن تجربةَ الحياةِ وحَّظها
لو أن تجربةَ الحياةِ وحَّظها / أني أَنالُ نَداكَ ثم أموتُ
لكفت لتفسير الحياة وخيرها / إنَّ الحنانض لمثل روحي قوت
أيهاً ليونُ جمعتَ ذخرَ فضائل / وحجىً أقُّل جمالهِ ملكوتُ
وحمىً أردِّدُ في عُلاهُ عواطفي / ويطيرُ فيه شعورىَ المكبوتُ
أنت المسيح وقد تقمصُ حبُّهُ / دُنيا الجمالِ وخافَه الطاغوتُ
ما كنت إلاّ للحقيقة وحدَها / والحُّق أكثرُ حظهِ موقوتُ
فلئن سَكت فما سَكت مُخيَّراً / ولرُبَّ سخطٍ للحكيم سكوت
في عالمٍ قد باتَ يُغبطُ من به / عُّى وضَيَّعَ سَّرهُ الكهنوت
وتشردت فيه المحبةُ مثلما / قد ضاع أوزيريسُ والتابوتُ
فمتى يَعُودُ وإن رأيتكَ رمزهُ / ومتى يسُودُ وَخصمهُ ممقوتُ
رئيسَ العزفِ حين تُشيرُ تُحيى
رئيسَ العزفِ حين تُشيرُ تُحيى / معانيَ باللجونِ مُضمَّخاتِ
كأنَّ عصاكَ بنتُ عصاً لموسى / تَبضُّ بكلّ ألوانِ الحياة
ولستَ مُنسِّقَ الأنغامِ لكن / مُصِّورُهَا لأحلامٍ عُفاةِ
تُشير فَتطلقُ الأنغامَ نشوَى / وكانت كالأجنةِ نائماتِ
وَنسمعها مُغازَلةً وَنجوَى / وأطيافاً سَوَاهمَ راقصات
وأحياناً مَشاهدَ رائعاتٍ / وأطوارَ المعارِك والممات
لئن وَحَدَّت للفنانِ دُنيا / فَروُحُكَ وُزعِّت في الخالدات
وما نظري إليك على خُشوعٍ / أمام المعجزاتِ سوى صَلاتي
إذَن غبتَ عني عامداً دون عودةِ
إذَن غبتَ عني عامداً دون عودةِ / كأَنَّكَ قد أحببتَ تخفيفَ لوعتي
تركُتكَ في الشمس الحنون مُدفَّأً / برحمتها في رقدةٍ أي رقدة
وكلمتني لما تركتك آسفاً / إلى عملي في لهجة مُستحيةِ
بها من غناءِ الأمسِ ترخيمُ عاشقٍ / ومن ضَعفكَ البادي تراجيعُ حسرتي
فياليتني آثرتُ قربك يومها / فيا طالما آثرتَ قربى وصحبتي
ويا ليتني لم أخدع النفس واهماً / شفاءَ دوائي أو نجاحي بحيلتي
وساءلتُ عنكَ الأهلَ والجيرةَ التي / رأتنا أليفي نَشوةٍ ومحبةِ
فنادوا وراحوا يبحثون كأنهَّم / على مَهمهِ قد ضُلِّلوا أيَّ ضَلَّة
وعادوا إلى ياسي بيأسٍ مضاعَفٍ / وعادُوا الى وَجديِ بوجدٍ وحيرة
لكم مرّةٍ غنيتَ بالشكرِ والرِضىَ / وكم مرةٍ قَبلَّت عيني ووجنتي
ويا طالما راقبتَ عَودِي كأنَّنا / عشيقانِ لم يستمرئا أيَّ فرقُة
فؤادُكَ لم أعرفه إلا ملاحماً / وَفَنَّاً لسمعي ليلةً بعد ليلةِ
فمن بدَّل الصوَّت الجميلَ وَمن ترَى / أَجازَ لصفوي أن يسيلِ بعبرتي
هو الدهرُ من قد بَعثرَ الخلقَ مثلما / تُبعثرُ ماءَ البحرِ ضرباتُ صخرةِ
فقدُتكَ يا خلي الحبيبَ وهكذا / سأفقدُ يوماً في المحيطِ كَذَرةِ
لكي وبحسبي أن أناديك مرةً / فتأتي وها قد خبتُ في كلّ دعوة
ولو كنتَ لي طفلاً لما كان مد معي / أُحرَّ ولا ذكراى أدعى لحرقتي
عرُفتكَ في الخمسِ السنين بصحبتي / عفيفاً نزيهاً لم تُلوَّث بريبةِ
ويا ما أقلَّ الناس مثلك في الهدى / ولو أنهَّم كانوا لما اشتقتُ غُربتي
ولو كنتَ منطيقاً لما كنتَ مُفصحاً / بأبلغَ مما قد تركتَ بِمهجتي
حرامٌ سكوتي بعد صمتكَ ميتاً / فمن ذا يُوفِّى الدَّينَ قبلَ منيتي
حرام وقد ألهمتني كلَّ ضَحكةٍ / حُسدتُ عليها مثلَ إلهامِ دمعتي
إذا كان هذا الشعرُ نفسي فإنه / كذلك بعضٌ منك في طيِّ نفحتي
وان لم تُخلِّف للورَى أثراً يُرَى / وان لم تخلف لي عزاءَ وَصيَّةِ
فحسبُ الورىَ ساعاتُ أُنسٍ نظمتها / وحسبُ أليفٍ غاب دمعي ووحدتي
هاتى ثلوجَكِ هاتي
هاتى ثلوجَكِ هاتي / فإنَّها من حَياتي
ولتعصفي يا سمائي / ولتمعنى في أَذاتي
فلن تَهدِّى كِيااني / ولن تَمسِّى صفاتي
حَى بفنىّ وفكرى / وليس موي سُباتي
إنِّي غريبٌ بجسمي / فلم يكن هو ذاتي
كمشعلٍ ليس منه / هذا الحديدُ العاتي
هاتى ثلوجَكِ هاتي / فإنَّها من حَياتي
ستونَ عاماً تولَّت / كأنني في فلاَةِ
البردُ فيها هَجيرٌ / كأنهُ آهاتي
والحرُّ فيها ثلوجٌ / كأَنَّها زَلاَّتي
لم ألقَ فيها ظلالاً / أو رَحمةً من هُداةِ
وكيف والناسُ أسرىَ / لكلِّ باغٍ وعاتِ
ويبغضون فِكاكاً / من الطغاة الجناةِ
كأَنَّما الذل شَرعٌ / له حقوقُ الصلاةِ
هاتي ثلوجكِ هات / فإنَّها من حياتي
نَوحُ الزواِبعِ منِّى / وعَصفها من رُواتي
وإن تَكن لا تُبالى / بعالمٍ لا يُواتي
في حين أنِّي أُبِالي / كصانعِ المعجزاتِ
الموحيات حيالي لا عداد لها
الموحيات حيالي لا عداد لها / يامن نقدت استجاباتي وعاداتي
إن البعوضة قد توحي بنشوتها / لما تغنت فتونا من صباباتي
والجدجد الهانىء المغرى بليلته / تفيض آهاته من نبع آهاتي
ونفحة العطر أشواق تساورني / كأنما مثلت أمواجه ذاتي
والجلمد الصامت المقهور يهمس لي / في الصمت لهفان ألوان الشهيات
والجدول المتأني في تأمله / خواطري مفعم مثلي بلذاتي
وباسم العشب حولي في تفاؤله / رغم الهجير خيالاتي ومرآتي
وباسم العشب حولي في تفاؤله / رغم الهجير خيالاتي ومرآتي
وما حواه الحصى نشوان مؤتلقا / كأنما هو من تيجان ربات
حتى الحطام الذي لا شيء يعدله / في بؤسه ربما أوحى تعلاتي
هذي وتلك وآلاف تماثلها / عرائس يتنافسن بأبياتي
لا تحتقرها فقد تشأى عوالمها / مهما ضؤلن أعاجيب السماوات
ولا تقس ما لفني في تأثره / بما يهزك أو خمري وجناتي
كم من أواصر فيما أنت تنكره / لمهجتي كم أمان كم تحيات
الكون أجمعه شعر أفيض به / وكل ما فيه إيحاء لآياتي
ورب شيء تظن الحسن جاوزه / أخصه بحناني أو عباداتي
هذا الوجود كما تراه فلم يكن
هذا الوجود كما تراه فلم يكن / إلاه في الماضي ورهن الآتي
ولئن تعدّد في مظاهر كنهه / فصميمه متوحد اللبنات
باق على الآياد مثل بقائه / قبلا وتلك حياته كحياتي
عمري ملايين القرون وعدها / دوني وفي آياتها آياتي
عمري هو الزل الذي لا ينتهي / حسبانه أو ينتهي لصفات
فيه الحياة مع الممات تبادلا / كالتوأمين فما الممات مماتي
فيم التحدث عن صفات ما لها / اصل سوى الأوهام والعثرات
الكون ليس سواه كون آخر / إلا المدى المحجوب عن نظراتي
كفل الزمان أبوه إعلانا له / والعلم وهو مناصر ومواتي
والخلق فيه تحول وتجدد / وتعدد بعوامل أشتات
هذي الألوهة في الصميم فقل لمن / في الوهم فلسف جهله بالذات
هوّن عليك فكل ما هو كائن / ويكون ماضيه مدار الآتي
كاد الخريف يموت مثل مماتي
كاد الخريف يموت مثل مماتي / بتساقط الأوراق والآهات
إني أخوه بمهجتي وبلوعتي / زفراته تشتق من زفراتي
إن أرثه فبنظمه وبنثره / أو أبكه فلقد بكيت حياتي
لم يدره من أولعوا ببهارج / للصيف يمرح كالمليك العاتي
إن عد نسل الصيف لم يعلق به / عيب الإباحي الحقير الذات
عرف التنسك منذ يوم ولادة / فكأنه صور لوحي صلاتي
واستقبل الإعصار غير مروع / وهو الصريع الشيخ بين جناة
تخذ الكفاح إلى النهاية مبدأ / وأبى خنوع الموت عند ممات
إن كنت أشبهه فتلك حميتي / رغم السقام وصفرة الأموات
علل على علل أنوء برزئها / وأظل أسخر بالشتاء الآتي
إن كان في دمع الخريف مدامعي / أو كان في أناته أناتي
فوراءها أنف لكل دنية / ولئن هطلن وصحن مجنونات
ولئن نأت عنه الحرارة ما نأى / دفء تحجب في نهى الذرات
والموت من صور الحياة ولغزه / لغز الوجود وآية الآيات
إن تنأ يا خلي فلست براحل / ما دمت تحيا في نهاي وذاتي
هشت لي الأغصان وهي جريمة / وتطلعت لخطاي في الغابات
فكأنما أنا من يمد جذورها / بشعوره فتعز دون حماة
جرداء كالفن المجرد فهمها / قد دق في كنه وجل سمات
إلا على ند يبادلها الهوى / فلغاتها موصولة بلغاتي
سكتت أهازيج الجنادب واكتفت / بخطايَ فوق العشب مستمعات
والنحل تأوي للقفير هنيئة / حتى كأن الشهد في نظراتي
للّه كم خلق التجاوب صحبة / حتى مع الأشجار والحشرات
غلب الجوع فهاتي المش هاتي
غلب الجوع فهاتي المش هاتي / لا تقولي اللحم إن أصبر سياتي
سادتي أولى به مذ نهبوا / كل حق لي وعاثوا بحياتي
لا تقولي الدود قد أفساده / إنما الدود وإن يحقر لداتي
حقه العيش كحقي ما له / أيّ ذنب غير ذنبي أو أذاة
مدحوني مثلما قد لعنوا / قد تساوى المدح واللعن لذاتي
ليتهم قد أطعموني أو كسوا / رمتي هبل ارتقاب لمماتي
هذه الأمراض لم تترك سوى / رمق داسته أقدام الجناة
أتراني في غد مسترجعا / قوّتي أو طارحا عني أناتي
ليتني حتى تدوي صرختي / ويجازى كل مأفون وعات
أسرعي فالوقت قاس صارم / إن وقت العبد من وقت العتاة
أشرعي لا تحلمي واهمة / واتركيني في همومي يا فتاتي
ربما تثمر يوما حنظلا / بل سسموما للشياطين الطغاة
كم نبات ديس بالأقدام لم / يقبل الدوس حقيرا في النبات
ومضى مستشريا يقضي على / شامخ الأشجار فذا فثي العصاة
هذه حالي وذي فلسفتي / وكفاحي بين صبر وصلاة
إن يكن جهلي وفقري حجة / لاضطهادي فأمرّ الثأر آت

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025