المجموع : 5
توقَّ إذا ما حُرمة العدل جلَّتِ
توقَّ إذا ما حُرمة العدل جلَّتِ / ملامي لتقضي صَبوتي ما تمنَّتِ
أغرَّك أن لم تستفزَّك لوعةٌ / بقلبي ولا استبكاكَ بينٌ بمُقلَتي
لك الخيرُ هذا حين شئت تلومُني / لَجاجاً فألا لُمتَ أيامَ شرَّتي
غداة أُجيبُ العيسَ إذ هيَ حنَّتِ / وأحدو إذا ورق الحمائِم غنَّتِ
وأنتهبُ الأيامَ حتّى كأنّني / أُدافع من بعد الحلولِ منيَّتي
واستصغِر البَلوى لمن عَرف الهوى / واستكثر الشكوى وإن هي قلَّتِ
أطيلُ وقوفي في الطلول كأنني / أحاولُ منها أن تردَّ تحيَّتي
لياليَ ألقى كلَّ مَهضومةِ الحشا / إذا عدلَت في ما جناه تجنَّتِ
أصدُّ فيدعوني إلى الوصل طرفُها / وإن أنا سارعتُ الإجابةَ صدَّتِ
وإن قلتُ سُقمي وكَّلت سقم طرفِها / بأبطالِ قولي أو بادحاضِ حُجَّتي
وإن سَمِعَت وأنار قَلبي شناعةً / عليها أجابَتني بوانارِ وجنتي
وأصرفُ همِّي عن هواها بهمَّتي / عزوفاً فتَثنيني إذا ما تثنَّتِ
وأنشدُ بينَ البينِ والهجرِ مُهجتي / ولم أدرِ في أيِّ السَّبيلين ضَلَّتِ
وما أحسبُ الأيامَ أيام هَجرِها / تطاولُني إلا لتقصيرِ مُدَّتي
دعوا الأمة اللاتي استحلَّت دمي تَكن / مع الأمَّة اللاتي بغَت فَاستَحلَّتِ
فما يُقتدى إلا بها في اغتِصابِها / ولا أقتَدي إلا بصَبرِ أئِمتي
أليس بَنو الزهراءِ أدهى رَزيَّةً / عليكم إذا فكَّرتُم في رَزِيَّتي
حُماتي إذا لانَت قَناتي وعُدَّتي / إذا لم تَكن لي عُدَّةٌ عند شِدَّتي
عُهودي إذا حالَت عُهودٌ فغيِّرت / عقودي إذا عانَت عُقودٌ فحلَّتِ
أقامَت لحَربِ اللَهِ حزب أيمَّةٍ / إذا هي ضلَّت عن سَبيلٍ أضلَّتِ
قلوبٌ على الدين العَتيقِ تَألَّفَت / لهم ومنَ الحقد القديم استملَّتِ
بماذا تُرى تحتجُّ يا آلَ أحمدٍ / على أحمدٍ فيكم إذا ما استعدَّتِ
وأشهرُ ما يَروونَه عنه قولهُ / تركتُ كتابَ اللَهِ فيكُم وعِترَتي
ولكنَّ دُنياهم سعت فسعوا لها / وتلك التي فلت ضميراً عن التي
هو اليأسُ إلا من حديثٍ مقوَّت
هو اليأسُ إلا من حديثٍ مقوَّت / يروحُ إليه باجتماع موَقَّتِ
يسيرُ ندىً يَبقى يَسيراً من المَدى / وما مثلُ هذا الماء يُبردُ غُلَّتي
وقد جَمعوا أخبارَ من شفَّه الهوى / وتِلك أحاديثي وأخبارُ إخوتي
لحا اللَهُ داراً في الحشا تنزلونها / فإنَّكم شرُّ الجوارِ لِمُهجَتي
وأغيدَ لوَّى بغضَه لأَحبَّتي / على ما أرى من بغضِه لِمَحَبَّتي
وقد كنت أمضى منه فيما يريده / وأولى به لولا فؤادي ومقلتي
وقالوا أفِق واستأنفِ العمرَ سالياً / فقلتُ لهم بل مدَّة الحبِّ مدَّتي
وكأسٍ عليها مسحةٌ من مُديرها / مذاقاً وتشبيهاً بريقٍ ووَجنةِ
إذا عبَّ فيها قابلَتهُ تصفُّحا / فصحَّ لها من وجهه ما استملَّتِ
وقد كان قبلَ اليوم حرَّم وصلها / فحرَّمتها والآن حلَّ فحلَّتِ
فهاتِ اسقِنيها وانسني الناس أنسَهم / إذا اقتطعَتني نشوةٌ بعد نَشوةِ
كأن يد المعروف حسناء حرةٌ / من الفخر كلَّ الفَخرِ إن هي ضنَّتِ
فأما حسِبتَ الجودَ من عثراتِهم / فخذ كلَّ رجلٍ بالمفضَّل زلَّتِ
تجد عدَّةً يَستثقل البخلُ حملها / فإن حملتها راحة الجود خفَّتِ
وكم ضَمنت عنه تباشيرُ وجههِ / نجاحاً لراجيه فوفَّت وأوفَتِ
أضافَ إلى القُربى القريبة مثلها / من الجود واستَغنت به واستقلَّتِ
وكانت صروفُ الدَّهر عندي مقيمةً / إلى أن تولَّى صَرفَها فتولَّتِ
يدٌ تتمنى أن ترى من تُنيلُه / على أنها لم تخلُ مما تمنَّتِ
وكم كسبت مالاً قريباً منالُه / عليها فما استَغنت فجادت فأغنَتِ
أخو نجدةٍ في المكرمات سريعةٍ / يكاد بها يصغي لمن لم يصوِّتِ
رأى الناسُ أسباب العلى فيه سهلةً / فهمت نفوسٌ لم تكن قطُّ همَّتِ
ولم يعرفوا أفكارَه وهمومَه / ولو عَرفوا دقَّت عليهم وجلَّتِ
من أين جئتَ غراماً
من أين جئتَ غراماً / مستطرَفاً ما عرفتُك
على اغترابٍ وعُدمٍ / إرجع فما جاء وقتُك
يا قلبُ لا تدنُ منه / فإن دنوتَ اطَّرحتُك
يا عِلَّةَ الأَجفانِ كُفِّي كَفَى
يا عِلَّةَ الأَجفانِ كُفِّي كَفَى / ما حَمَلَت منكِ وما استَوثقَت
وساعِدينا واعلَمي أنَّها / قد نَذَرت قَتلي وما أعتقَت
نَظرَ الغَرامُ إلَيهِ مِن نَظَراتِه
نَظرَ الغَرامُ إلَيهِ مِن نَظَراتِه / فلمَن يلومُ وداؤهُ من ذاتِهِ
ولَقد غَدا يلتذُّ أيامَ الهَوى / جَهلاً بأنَّ المَوتَ مِن لذَّاتِهِ
لَم يَدرِ ما لاقَى فلو وَصَفوا له / ماذا يُلاقي ماتَ عِند صِفاتِهِ
إن عَبَّرَت أجفانُه عن سرِّهِ / فَعَنا بها ما انهَلَّ من عَبَراتِهِ
عُدم الصَّديقُ وهَل صَدِيق عندكَم / لفتىً يكونُ الدَّهرُ بَعضَ عداتِهِ
وسَطا الزَّمانُ علَيه لا جَهلاً بهِ / لكن سَطا إذ خافَ من سَطَواتِهِ
للدَّهرِ آفاتٌ تَردُّ صُرُوفَهُ / وَبقاؤهُ في الدَّهرِ من آفاتِهِ