المجموع : 9
أشاقك برق أم جفاك حبيب
أشاقك برق أم جفاك حبيب / فليلك فضفاض الرداء رحيب
إلى الله اشكو أن مالك في دمي / شريك ومالي في هواك نصيب
أتدرين من كلفت عينيك قتله / وقلت فتى لا يستفيد غريب
ستنصره من مهرة الخيل ترتمي / بأعلام نصر في الوغى وتؤوب
تساموا بلخم فاستهلت سماؤهم / بغيين منها ذائب ومذيب
بدور ولكن السماء محارب / وأسد ولكن العرين حروب
مزحت فاني يا ابنة الفيل لم أكن / لأفشي سراً ضمنته قلوب
سأشهد قومي أن طرفك من دمي / بريء وإن كان الفتور يريب
وكيف أرى في الغدر نهجاً لسالك / وعهدي بالملك الوفي قريب
فتى نسخ الغدر اقتضاء وفائه / فلا تحكمي أن الوفاء غريب
أغر يغير الملك منه بكوكب / له في سماء المشكلات تفوب
تأملت منك البدر في ليلة الخطب
تأملت منك البدر في ليلة الخطب / ونلت لديك الخصب في زمن الجدب
وجردت من محروس جاهك مرهفا / تولت به خيل الحوادث عن حربي
وما زلت من نعماك في ظل لذة / تذكرني أيامها زمن الحب
إذ العيش في أفياء ظلك بارد / فمن مرتع خصب إلى مورد عذب
أحين سقي صوب اعتنائك ساحتي / فنعمها واهتز روضي في تربي
ثنيت لعطف قد ثنيت مدائحي / عليه وسرب قد بدلت به سربي
أما أنه لولا عوارفك التي / جرت في جري الماء في الغصن الرطب
لما ذدت طير الود عن شجر القلى / ولا صنت وجه الحمد عن كلف العتب
ولكن سأكنى بالوفاء عن الجفا / وأرضى ببعد بعدما كان من قربي
وإن لفحتني من سمائك حرجف / سأهتف يا برد النسيم على قلبي
وإني إذا قلدت جاهك مطلبي / وأخفقت فيه قلت يا زمني حسبي
أيظلم في عيني كذا قمر الدجى / وتنبو بكفي شفرة الصارم العضب
لما رأيت الناس يحتشدون في
لما رأيت الناس يحتشدون في / إتحاف يومك جئته من بابه
فبعثت نحو الشمس شبه إهابها / وكسوت متن البحر بعض ثيابه
هبة أتتك من النضار ألوفها
هبة أتتك من النضار ألوفها / فاغنم جزيل المال من وهابه
فلو أن بيت المال يحوي قفله / أضعافها لكسرته عن بابه
وملأت منه يديك لا مستأثراً / فيه عليك لكي ترى أولائه
فالبحر يطفح جوده لك زاخراً / لما كسوت البحر بعض ثيابه
وما لحمام الأيك تبكيك كلما
وما لحمام الأيك تبكيك كلما / تبسم ثغر للصباح شنيب
تغني فما تنفك تشرب نغبة / من الدمع يهديها اليك وجيب
نعم هجر ليلي كلف / وعلى دمع العين كيف يصوب
فتاة عداها الحسن حتى كأنها / هي الحسن أو إلف عليه حبيب
فعين كما عين المهى ومقلد / كما ارتاع ضبي بالفلاة غريب
وردف كما انهال القضيب وضمه / وشاح كما غنى الحمام طروب
وثغر كمثل الاقحوان يشوبه / لمى حسنات الصبر عنه ذنوب
شققت جيوب الصبر عنها لطفلة / عليها للجبال جيوب
لفاتكة الألحاظ وهي عليلة / وناعمة الأعطاف وهي قضيب
كسا الخجل المعتاد صفحة خدها / رداء طرازاه ندى ولهيب
ودبت من الأصداغ فيه عقارب / لها في فؤاد المستهام دبيب
أما ونسيم الروض زار نسيمها / فاهدتهما نحو المشوق جنوب
تهتز في حلي الندى
تهتز في حلي الندى / وتنم عن نفس الصبا
عادت بريعان الشبا / ب وجددت عهد الصبا
فديتك لا تزهر فثم بقية
فديتك لا تزهر فثم بقية / سترغب فيها عند وقع التجارب
وأبق على الخلصان إن لديهم / على البدء كرات بحسن العواقب
تكنفتني بالنثر والنظم جاهداً / وسقت على القول من كل جانب
وقد كان لي لو شئت رد إنما / أجر لساني ذكر تلك المواهب
ولا بد من شكوى ولو بتنفس / يسكن من حر الحشى والترائب
كتبت على رسمي وبعد نسيئة / قرأت جوابي من سطور المواكب
ثلاثة أبيات وهيهات إنما / بعثت إلى حربي ثلاث كتائب
وكيف يلذ العيش في عتب سيد / وما لذ لي يوم على عتب صاحب
وقبل جرت عن بعض كتبي جفوة / ألحت على وجهي بغمز الحواجب
سلكت سبيلي للزيارة إثرها / فقابلت دفعاً في صدور الركائب
وما كنت مرتاداً ولكن لنفحة / تعودت من ريحان تلك الضرائب
ولو لمعت لي من سمائك برفة / ركبت إلى مغناك هوج الجنائب
فقبلت من يمناك أعذب مورد / وقضيت من لقياك أوكد واجب
وأبت خفيف الظهر الا من النوى / وخليت للعافي ثقال الحقائب
سواك يعى قول الوشاة من العدى / وغيرك يقضي بالظنون الكواذب
أصدق ظني أم أصيخ الى صحبي
أصدق ظني أم أصيخ الى صحبي / وأمضي لعزمي أم أعود مع الركب
اذا انقدت مع رأيي مشيت مع الهوى / وإن أتعقبه نكصت على عقبي
وإني لتثنيني اليك مودة / يغيرها ما قد تعرض من ذنبي
فما أغرب الأيام فيما قضت به / تريني بعدي عنك آنس من قربي
أخافك للحق الذي لك في دمي / وأرجوك للحب الذي في قلبي
وكم قد فرت يمناك بي من ضريبة / ولا بد يوماً أن يفلل من غربي
وأعلم أن العفو منك سجية / فلم يبق إلا أن تخفف من عتبي
ولي حسنات لو أمت ببعضها / الى الدهر لم يرتع بنائبة سربي
ولا بد ما بيني وبينك من / يطبقها ما بين شرق الى غرب
أأركب قصدي أم أعود مع اركب
أأركب قصدي أم أعود مع اركب / فقد صرت من أمري على مركب صعب
وأصبحت لا أدري افي البعد راحتي / فأجعله حظي أم الخير في القرب
على أنني أدرى بأنك مؤثر / على كل حال ما يزحزح من كربي
أيظلم في عيني كذا قمر الدجى / وتنبو بكفي شفرة الصارم العضب
حنانيك فيمن أنت شاهد جده / وليس له حاشا انتصاحك من حسب
وما جئت شيئاً فيه بغي لطالب / يضاف به رأي الى الضعف والعجب
سوى أنني أسلمتني لملمة / فللت بها حدي وكسرت من غربي
أما أنه لولا عوارفك التي / جرت في جري الماء في الغصن الرطب
لما سمت نفسي ما أسوم من الاذى / ولا قلت أن الذنب فيما جرى ذنبي
سأستمنح الرحمى لديك ضراعة / واسأل سقياً من تجاوزك العذب
وإن نفحتني من سمائك حرجف / سأهتف يا برد النسيم على قلبي