القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العباس الجُراوي الكل
المجموع : 5
بسيفكَ صالَ الدينُ في الشرق والغربِ
بسيفكَ صالَ الدينُ في الشرق والغربِ / ودارت على الأعداءِ دائرَةُ الحربِ
وأذعنَ ناءٍ واستقامَ مُعانِدٌ / ولان قياداً كُلُّ مُمتَنِعٍ صَعبِ
لواؤكَ منصورٌ وسعدُكَ غالبُ
لواؤكَ منصورٌ وسعدُكَ غالبُ / وحزبكَ للأعداءِ عنكَ مُحارِبُ
لقد ثكلت أمُّ المناوي وغرَّرَت / مبادئُ من أحوالهِ وعواقِبُ
سما لاستراقِ السمعِ من وهداتِهِ / ودونَ سماءِ المُلكِ شُهبٌ ثواقِبُ
تلاقى عليه البرُّ والبحرُ تَرتَمي / سفينٌ إلى استئصالهِ وكتائِبُ
غريقٌ بِغَرقى مثلِهِ مُتمسِّكٌ / وموجُ المنايا مثلُهُم مُتَراكِبُ
هوت بِهُمُ الأطماعُ في هُوَّةِ الرَّدى / وغرتهُمُ جَهلاً بُروقٌ خَوالِبُ
أطاعُوا غوياً لم تُقَيِّدهُ شِرعَةٌ / وَلَم تُرِهِ وَجهَ الصَّوابِ التجارِبُ
مُغيبُ وجه الرأي والوَجهُ حائِرٌ / يُرى حاضِراً في أمرِهِ وهوَ غائِبُ
دعاهُم إلى آجالِهِم فتهافَتُوا / كما جمعَ الأعوادَ للنَّارِ حاطِبُ
تصامَمَ عن وَعظِ الزمانِ بِقَلبِهِ / وأعرضَ عن وَجهِ الهُدى وهو لاحِبُ
تخيلَ أن الناصِريَّةَ دارُهُ / يُطاعِنُ عَن ساحاتها وَيُضَاربُ
وفي الغيبِ من إنجادِ طائفةِ الهُدى / ونصر أميرِ المؤمنين غرائبُ
هو الامرُ أمرُ اللَهِ ليس يَفوتُهُ / مُناوٍ ولا ينأى عليه مناصب
وما هارِبٌ منهُ ولو بَلَغَ السُّها / بِناجٍ وهل ينجو من اللَه هارب
بناصرِها المنصورِ تاهت خِلافَةٌ / تُناسِبُهُ في حُسنِهِ ويناسِبُ
إمامٌ لَهُ فَضلٌ على الخلقِ باهِرٌ / ومَرتَبَةٌ تنحطُّ عنها المراتِبُ
مناقِبُهُ مثلُ الكواكِبِ كثرةً / ونُوراً ألا اللَهِ تلكَ المناقِبُ
هي الدوحةُ الشماءُ في الأرضِ أصلُها / وقد زاحَمَت مِنها السماءَ الذوائبُ
له نسبةٌ قيسيةٌ قدسيةٌ / تُقِرُّ لها بالمعلواتِ مُواهِبُ
بقيتم أميرَ المؤمنينَ وسعدُكُم / تُهَزُّ قناً منهُ وتنضى قواضِبُ
مشى اللومُ في الدُنيا طَريداً مُشرَّداً
مشى اللومُ في الدُنيا طَريداً مُشرَّداً / يَجوبُ بلادَ اللَهِ شَرقَاً ومَغرِبا
فلمَّا أتى فاساً تَلَقَّاهُ أهلُها / وقالوا لهُ أهلاً وسهلاً ومرحبا
بجدِّ عزمِكَ نالَ الدِّينُ ما طَلَبا
بجدِّ عزمِكَ نالَ الدِّينُ ما طَلَبا / وأحجمَ الشركُ عن إقدامِهِ رَهبا
وأيقنت مِلَّةُ الإسلامِ أنَّ لها / بِكَ الظُّهورِ على الأعداءِ والغلبا
وأنَّ كُلَّ بعيدٍ عندَها كَثَبٌ / ولو تُطالِبُ في أفلاكِها الشُّهيا
وأن أمركَ مستولٍ على أمدٍ / من السعادةِ فاتَ العجمَ والعَرَبا
إن الخلافةَ نالَت من محاسِنِكُم / أوفى الحُظوظِ فأبدت منظراً عَجَبَاً
أعلى المراتب من بعدِ النُبوَّةِ قَد / حَبابِهَا اللَه أعلى الخلقِ وانتخبا
سينظمُ السعدُ مِصراً في ممالِكِه / حتى تُدَوِّخَ مِنها خَيلُهُ حَلَبا
إلى العراقِ إلى أقصى الحجازِ إلى / أقصى خُراسانَ يلقى جَيشُهُ الرُّعبا
هُوَ الذي كانتِ الدُنيا تُؤمِّلُهُ / وكلُّ عصرٍ لهُ ما زالَ مُرتَقَبا
هَلِ ابنُ إسحاقِ إلا كالذين جَرَوا / إلى مصارِعِهم من قبلِهِ خَبَبَا
عن شرِّ مُنقَلَبٍ تُجلى عواقِبُهُ / وقلَّما حُمِدَ المغرورُ مُنقلبا
راقَ النضارُ عُيونَ الناظرينَ وقَد / غُدا اسمُكَ المُعتلي أعلاهُ مُكتتبا
قد حارَ في وصفِهَا تبريّةً جُدداً / رُب ناظِماً شِعراً وُمختَطِبا
ما ارتباَ مُبصِرُها في كَفِّ ذاكَ وذا / أن النجومَ استحالت للورى ذهبا
نداكَ عمَّ بني الدُنيا وألبسهُمك / في الشرقِ والغربِ أثوابَ الغنى القُشُبا
خليفةَ اللَهِ رحماكُم لمغترِبٍ / ناءٍ وما إن نأى داراً ولا اعترَبا
فتحٌ يُطاولُ فَتحُهُ الأحقابا
فتحٌ يُطاولُ فَتحُهُ الأحقابا / خَضَعَت لَهُ فِرَقُ الضَّلالِ رِقَابا
واستشعَرَ المُرَّاقُ مِنهُ مَخَافَةً / مَلَكَت عليهِم جيئَةً وذهابا
وغدا به ما قد صفا من عَيشِهِم / كدراً وما فيهِ الحلاوةُ صَابا
لِلّه يَومُ الأربعاءِ فإنَّهُ / أحيا النُفوسَ وتمَّمَ الآرابا
شَرُفَ الزمان بأن تكون أباً لهُ / ما إن إن جِبابا
وَسِعَ المُوالي والمُعادِي حُكمُهُ / في كُلِّ أرضٍ رَحمَةً وَعَذابا
وَسَمَ ابن إسحاقٍ على خُرطومِهِ / خِزياً يَنالُ حَدِيثُهُ الأحقابا
طَمحَ الشَقاءُ بأهلِ قَفصَةَ وارتقى / بِهمُ شواهِقَ صَعبَةً وعِقَابا
وأبى لهم إصرارُهم من قبلِ أن / رَأوُا العذابَ إنابَةً ومَتابا
لَم يُغن عَنهُم إذ أتاهُم مِن عَلٍ / أن يَحرسُوا الأسوارَ والأبوابا
طَلَبتهُمُ تحتَ التُرابِ وفوقَهُ / آجالُهُم فَتَولَّجُوا الأسرابا
نالتهمُ رُحمى الخليفةِ بَعدَما / نادى الرَّدى بِنُفوسِهِم وأهابا
آياتُ نصرٍ بيناتٌ كلها / بهرت بما جاءت بهِ الألبابا
وسعادةٌ عجبٌ تهدُّ قوى العدا / هداً وتقصِمُ منهمُ الأصلابا
خصت إماماً للبريةِ مجتبىً / براً تقياً خاشعاً أوابا
ملكٌ عليهِ مسحةٌ ملكيةٌ / لبسَ الزمانُ جمالها جلبابا
بهجوا على الأبصار بهجةَ يُوسفٍ / ويضيء داودُ بهِ المحرابا
مدحُ الإمامِ عبادةٌ نرجُو بها / عزَّ الحياةِ وأن تفوزَ مآبا
ما سافرَت أذهاننا في مدحهِ / إلا وكان لها القصورُ إيابا
لم يدرِ حقَّ مقامِهِ من لا يرى / من دُونِ حقِّ مقامِهِ الإطنابا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025