القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَفيف الدين التِّلِمْسانيّ الكل
المجموع : 37
تَذَكَّرَ بِالحِمَى قَلْبي الطَّرُوبُ
تَذَكَّرَ بِالحِمَى قَلْبي الطَّرُوبُ / لَيَاليَ غَابَ عَنْهُنَ الرَّقِيبُ
وَأَيَّاماً صَفَا عَيْشُ التَّصَابي / وَمَنْ أَهْوى نَدِيمىَ وَالحَبيِبُ
غَرِيبُ الحَيِّ قَلْبي في حِمَاكُمْ / نَزِيلٌ في دِيَاركُمُ غَرِيبُ
رَحَلتُمْ عَنْ حِمىَ الوَادِي سُحَيْراً / وَسِرْتُمْ وَهْوَ خَلْفَكُمُ جَنِيبُ
عَجِبْتُ لِنَارِكُمْ بِرُبَا المُصَلَّى / وَمِنْهَا الصَّبُّ فِي نَجْدٍ يَذُوبُ
وَنَشْرِكُمُ عَلى بُعْدٍ وَقُرْبٍ / إلى المُشْتَاقِ تَحْمِلُهُ الجَنُوبُ
وَإنْ أَرْجُوكُمُ وَأَخِيبُ كُلاًّ / سِوَاكُمْ قَصْدُ رَاجِيه يَخِيبُ
وَبِي مَنْ لا أُسَمِِّيهِ حَيَاءً / بِحُكْمِ حُضُورِهِ فَهْوَ الرَّقِيبُ
يَمِيسُ قَوَامُهُ فَيكَادُ قَلْبي / يَطيرُ مِنَ اللَّذَاذَةِ إِذْ يَطيِبُ
هَذا المُصَلَّى وَهَذِهِ الكُثُبُ
هَذا المُصَلَّى وَهَذِهِ الكُثُبُ / بِمِثْلِ هَذَا يَهُزُّكَ الطَّرَبُ
فَالْحَيُّ قَدْ شُرِعَتْ مَضَرِبُهُ / وَحُسْنُهُ عَنْهُ زَالتِ الحُجُبُ
وَكُلُّ صَبٍّ صَبَا لِسَاكِنِهِ / يَسْجُدُ شَوْقاً لَهُ وَيَقْترِبُ
أَنِخْ مَطَايَاكَ عِنْدَ رَبْعِهُمُوُ / كَيْ لاَ تَطَاكَ الرِّحَالُ والنُجُبُ
وَاسْعِ عَلى الجَفنِ خَاضِعاً فَعَسى / يَشْفَعُ فِيكَ الخُضُوعُ وَالأَدَبُ
وَارْجِ قِرَاهُمْ إِذَا نَزَلْتَ بِهِمْ / فَأَنْتَ ضَيْفٌ لَهُمْ وَهُمْ عُرُبُ
وَاسْجُدْ لَهُمْ وَاْقَتَرِبْ فَعَاشِقُهُمْ / يَسْجُدُ شَوْقاً لهُمْ وَيَقْتَرِبُ
عِنْدِي لَكُمْ يَا أُهَيْلَ كَاظِمَةٍ / أَسْرَارُ وجْدٍ حَديثُهَا عَجَبُ
أَرَى بِكُم خَاطِري يُلاحِظُنيِ / مِنْ أَيْنَ هَذَا الإِخَاءُ وَالنَّسَبُ
وَإنْ تَشَوَّقْتَكُمْ بَعَثْتُ لَكُمْ / كُتْبَ غَرَامِي وَمِنْكُمُ الكُتُبُ
وَأَشْرَبُ الرَّاح حِينَ أَشْرَبُهَا / صِرْفاً وَأَصْحُو بِهَا فَمَا السَّبَبُ
خَمْرَتُهَا مِنْ دَمي وَعَاصِرُهَا / ذَاتي وَمِن أَدْمُعِي لَهَا الحَبَبُ
إنْ كُنْتُ أَصْحُو بِشُرْبِهَا فَلَقَدْ / عَرْبَدَ قَوْمُ بِهَا وَمَا شَرِبُوا
هِيَ النَّعِيمُ المُقِيمُ في خَلَدِي / وَإِنْ غَدَتْ في الكُؤوُسِ تَلْتَهِبُ
فَغَنِّ لي إِنْ سَقَيْتَ يَا أَمَلي / بِاسْمِ التَّي بي عَليَّ تَحْتَجِبُ
بَينَ فُؤَادِي وخَدِّهِ نَسَبُ
بَينَ فُؤَادِي وخَدِّهِ نَسَبُ / كِلاَهُمَا بِالجَحِيمِ يَلْتَهِبُ
هُمَا سَوَاءُ وَالفَرْقُ بَيْنَهُمَا / أَنَّهُمَا سَاكِنٌ وَمُضْطَرِبُ
وَلي عَلى عَاذِلي حُقُوقُ هَوَىً / عَليهِ شُكْرِي بِبَعْضِهَا يَجِبُ
لاَمَ فَلَمَّا رَآهُ هَامَ بِه / فَكُنْتُ في عِشْقِهِ أَنَأ السَّبَبُ
وَقَائلٍ والهَوَى يُرَنِّحُنَا / ونَالَ مِنَّا السُّروُرُ والطَّرَبُ
حَلَّتْ لَنَا الرَّاحُ مِنْ لَوَاحِظِه / فَلْيَحْرُمُ الخَمْرُ بَعْدُ وَالعِنَبُ
خُذَا نَدِيْمَيَّ سَلْوَتي لَكُمَا / عَطَاءَ مَنْ لاَ يَمُنُّ إِذْ يَهِبُ
وَخَلِّيَاني وَقَهْوَةً جُلِيَتْ / لَيْسَتْ سِوَى الثَّغْرِ فَوْقَهُ حَبَبُ
إِنِّي امْرؤٌ مِنْ عِصَابَةٍ كَرُمَتْ / أَذْهَبُ فِي الحُبِّ حَيْثُمَا ذَهَبُوا
سُقُوا وَلَمْ يَسْكَروُا وَكَمْ فِئَةٍ / أَسْكَرَهُمْ عِطْرُهَا وَمَا شَرِبُوا
دُعُوا إلى بَابِ عَلْوَةٍ كَرَماً / وَوَجْهُهُا بِالجَمَالِ مُحْتَجِبُ
فَقَدَّمُوا سَجْدَةً وَهُمْ زُمُرٌ / لِغَافِرٍ سَبَّحَ اسْمَهُ الأَدَبُ
عَيَّنَتْ العَيْنُ مِنْهُمُ أَثَراً / لأَنَّهُمْ في بِقَائِهَا سُلِبوُا
فَمَا دَرَى صَاعِدٌ بِمُنْحَدِرٍ / وَلاَ الْتَقَى ذَاهِبٌ وَمُنْقَلِبُ
أَفِي وَلَهِي بِاسْمِ المَلِيحَةِ تَعْتِبُ
أَفِي وَلَهِي بِاسْمِ المَلِيحَةِ تَعْتِبُ / وَتُعْرِضُ إِنْ وَحَّدْتُهَا ثُمَّ تَغْضَبُ
وَلَوْ فُزْتَ مِنْ ذَاكَ الجَمْالِ بِنَظْرَةٍ / لأَصْبَحَ مِنْكَ العَقْلُ يُسْبىَ وَيُسْلَبُ
وَهَبْتُكَ سُلْوَاني وَصَبْري كِلاَهُما / وَأَمَّا غَرَامِي فَهْوَ مَا لَيْسَ يُوهَبُ
وَقَيَّدْتُ أَشْوَاقِي بإطْلاقِ صَبْوةٍ / إليْهَا صَبَابَاتُ المُحِبينَ تُنْسَبُ
فَهَا أَنَا والسَّاقي يُنَاوِلُ كأسَهَا / فَأَشْرَبُ صِرْفاً أَوْ يُغَنيِّ فَأَطْرَبُ
فَإنْ لاَمَ فِيهَا الشَّيْخُ طِفْلَ غَرَامِهَا / عَلَى سُكْرِهِ فالشَّيْخُ كالطِّفْلِ يَلْعَبُ
تُذَكِّرُنِي الحَلاَّجَ وَالكَأْسُ تُجْتَلَى / وَلَكِنَّهَا عَنْهُ تُصَانُ وَتُحْجَبُ
وَلَوْ لَمْ يَرَوْا رَاووُقَهَا كَصَلِيِبهِ / لَمَا عَذَروُا حلاَّجَهَا حِينَ يُصْلَبُ
لاَ تَلُمْ صَبْوَتِي فَمَنْ حَبَّ يَصْبُو
لاَ تَلُمْ صَبْوَتِي فَمَنْ حَبَّ يَصْبُو / إِنَّمَا يَرْحَمُ المُحِبَّ المُحِبُّ
كَيْفَ لا يُوقِدُ النَّسِيمُ غَرَامِي / وَلَهُ فِي خِيَامِ لَيْلَى مَهَبُّ
مَا اعْتِذَارِي إِذَا خَبَتْ لِيَ نَارٌ / وَحَبِيبي أَنْوَارُهُ لَيْسَ تَخْبُو
هَذِهِ الحُلَّةُ التَّي حُلَّ فِيَها / عَقْدُ صَبْرِي وَحَلَّهَا لِيَ حِبُّ
مَلأَ الكَوْنَ حُسْنُهُ فَلِهَذَا / كُلُّ قَلْبٍ إلى مَعَانِيهِ يَصْبُو
عَايَنَتْ حُسْنَهُ القُلُوبُ فَأَمْسَى / وَلَهُ فِي القُلُوبِ سَلْبٌ وَنَهْبُ
نَصَبُوا حَانَ حُبِّهِ ثُمَّ نَادُوْا / يَا نِيَامَ القُلُوبِ لِلرَّاحِ هُبُوا
بِنْتُ كَرْمٍ زُفَّتْ لِكُلِّ كَرَيمٍ / مَا عَلَى نَفْسِهِ النَّفِيسَةِ صَعْبُ
رَاحَ لِلرَّاحِ وَالخَلاَعَةِ عَبْداً / وَهَوْ فِي مَذْهَبِ الحَقيقَةِ رَبُّ
لِمَعْنَايَ قَلْبِي نَحْوَكُمْ أَبَداً يَصْبُو
لِمَعْنَايَ قَلْبِي نَحْوَكُمْ أَبَداً يَصْبُو / وَعِنْدِي لَكُمْ وَجْدٌ جَمِيعِي لَهْ نَهْبُ
وَمَا زَالَ سَلْبِ فَيكُمُ وَاجِباً لَكُمْ / وَفِي حُبِّكُمْ يَا سَادَتي يَجِبُ السَّلْبُ
غَدَا وَصْفُكُمْ لِلْحُسْنِ ذَاتاً فَشَمْسُكُمْ / بكُمْ مِنْكُمُ فِيْكُمْ لَهَا الشَّرْقُ والغَرْبُ
تُحَرِّكُهَا الأَشْوَاقُ نَحْوَ جَمَالِكُمْ / فَتَمْنَعُهَا تِلْكَ المَهَابَةُ والحُجْبُ
فَلاَهِى يَغْشَاهَا سُكُونٌ وَلاَ تَرىَ / سَبِيلاً لِذَاحَاَرتْ فَدَاَرتْ فَلاَ تَنْبُو
تَدُورُ عَلَى بُعْدٍ مِنَ المَرْكَزِ الَّذِي / بِهِ أَنْتُمُ إِذْ كَانَ شَخْصَكُمْ القُطْبُ
فَلَوْ قِيْسَتْ الأَبْعَادُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ / تَسَاوَتْ فَلاَ بُعْدٌ يُرَامُ وَلاَ قُرْبُ
إِذَا مَاسَ مَنْ يَهْوَاكَ تِيهاً فَلاَ عُتْبُ
إِذَا مَاسَ مَنْ يَهْوَاكَ تِيهاً فَلاَ عُتْبُ / وَمَنْ ذَا يَرَى ذَاكَ الجَمَالَ فَلاَ يَصْبُو
ومَنْ ذا الَّذي يُسْقَى بِذِكْرِكَ قَهْوَةً / وَلاَ يَنْثَنِي تِيهاً وَيَزْهُو بِهِ العُجْبُ
سَبَيْتَ الوَرَى حُسْناً وَأَنْتَ مُحَجَّبٌ / فَكَيْفَ بِمَنْ يَهْوَاكَ إِنْ زَالَتِ الحُجْبُ
وَأَصْبَحْتَ مَعْشُوقَ القُلُوبِ بِأَسْرِهَا / وَمَاذَرَّةٌ فِي الكَوْنِ إِلاَّ لَهَا قَلْبُ
إِذَا سَكِرَ العُشَّاقُ كُنْتَ نَدِيمَهُمْ / وأنتَ لَهُمْ سَاقٍ وَأَنْتَ لَهُمْ شُرْبُ
وَإِنْ زَمْزَمَ الحَادِي وَمَالُوا صَبَابَةً / فَلَيْسَ لَهُمْ قَصْدٌ سِوَاكَ وَلا أَرْبُ
وَلِمْ لاَ يَذْوبُ العَاشِقُونَ صَبَابَةً / وَوَجْداً وسُلْطَانُ المِلاَحِ لَهُمْ حِبُّ
لِي فِي هَوَاكُمْ مَذْهَبٌ مُذْهَبُ
لِي فِي هَوَاكُمْ مَذْهَبٌ مُذْهَبُ / ومَطْلَبٌ مَامِثْلُهُ مَطْلَبُ
أًَصْبَحْتُ عَبْداً رَاضِياً بالَّذِي / تَرْضُونَ لاَ أَرْجُو وَلاَ أَرْهَبُ
إِذَا تَجَلَّى كَاسُ سَاقِيكُمُ / كُنْتُ لَهُ أَوَّلَ مَنْ يَشْرَبُ
وَإِنْ تَغَنَّى بِاسْمِكُمْ مُنْشِدٌ / فَإِنَّني أَوَّلُ مَنْ يَطْرَبُ
يَا قَمَراً في مُهْجَتِي لَمْ يَزَلْ / مَطْلَعُهُ المَّشْرقُ وَالمَغْرِبُ
وَيَا غَزَالاً في فُؤادِي لَهُ / مَرْعىً وَمِنْ دَمْعِي لَهُ مَشْرَبُ
مَا العَيْشُ إلاَّ في هَوَاكَ الَّذِي / كُلُّ نَعِيمٍ فَلَهُ يُنْسَبُ
أَيُنْكِرُ الوَجْدُ أَنِّي فِي الهَوىَ شَحِبُ
أَيُنْكِرُ الوَجْدُ أَنِّي فِي الهَوىَ شَحِبُ / وَدُونَ كُلِّ دُخَانٍ سَاطِعٍ لَهِبُ
وَمَا سَلَوتُ كَمَا ظَنَّ الوِشَاةُ وَلاَ / أَسْلُو كَمَا يَتَرجَّى العَاذِلُ التَّعِبُ
فَإِنْ بَكَى لِصَبَابَاتِي عَذُولُ هَوىً / فَلى بِمَا مِنْهُ يَبْكِى عَاذِلي طَرَبُ
نَاشَدْتُكَ الَّلهَ يَا رُوحي اذْهُبَى كَلَفاً / بِحُبِّ قَوْمٍ عَنِ الجَرْعَاءِ قَدْ ذَهَبُوا
لاَ تَسْأَلِيْهُمْ ذِمَاماً فِي مَحَبَّتِهمْ / فَطَالَمَا قَدْ وَفَا بِالذِّمَةِ العَرَبُ
هُمْ أَهْلُ وُدِّي وَهَذَا وَاجِبٌ لَهُمُ / وَإِنَّمَا وُدهُمْ لي فَهْوَ لاَ يَجِبُ
هُمْ أَلْبَسُونِي سِقَاماً مِنْ جُفُونِهِمُ / أَصْبَحْتُ أَرْفُلُ فِيهِ وَهْوَ يَنْسَحِبُ
وَصَيَّرَتْ أَدْمُعي حُمْراً خُدُودُهمُ / فَكَيْفَ أَجْحَدُ مَا مَنُّوا وَمَا وَهَبُوا
هَلِ السَّلاَمَةُ إِلاَّ أَنْ أَمُوتَ بِهِمْ / وَجْداً وَإِلاَّ فبُقْيَاىَ هُوَ العَطَبُ
إِنْ يَسْلُبُوا البَعْضَ مِنِّي فَالجَميعُ لَهُمْ / وَإِنّ أَشْرفَ أَجْزَائِي الَّذِي سَلَبُوا
لَوْ تَعْلَمُ العَذَبَاتُ المَايسَاتُ بِمَنْ / قَدْ بَانَ عَنْهَا إِذَنْ مَا اخْضَرَّتِ العَذَبُ
وَلَوْ دَرَى مَنْهُلُ الوَادِي الذَّي وَرَدُوا / مَنْ وَارِدُوا مَائِهِ لاَهْتَزَّهُ الطَرَبُ
إِنِّي لأَكْتُمُ أَنْفَاسِي إِذَا ذُكِرُوا / كَليْلاَ يُحرِّقَهُمْ مِنْ زَفْرَتي اللَّهَبُ
وَتُرْسِلُ الدَّمْعَ عَيْني فِي مَنَازِلِهِمْ / كَيْلاَ تُسَابِقَهَا فِي سَحِّهَا السُّحُبُ
كَذَا لِكُلِّ مُحِبٍّ غَيْرَةٌ لَهُمُ / وَعِنْدَ كُلِّ غَيوُرٍ فِطْنَةٌ عَجَبُ
أُسَائِلُ البَانَ عَنْ مَيْلِ النَّسِيمِ بِهِمْ / سُؤَالَ مَنْ لَيْسَ يُدْرَى فِيهِ مَا السَّبَبُ
وَتِلْكَ آثَارُ لِينٍ مِنْ قُدُودِهِمُ / مَرَّتْ بِهَا الرِّيحُ فَاهْتَزَّتْ لَهَا القُضُبُ
نَعَمْ هَذِهِ الدَّارُ الَّتي أَنْتَ تَطْلُبُ
نَعَمْ هَذِهِ الدَّارُ الَّتي أَنْتَ تَطْلُبُ / إِلَى أَيْنَ عَنْهَا يَالَكَ الخَيْرُ تَذْهَبُ
أَعَنْ دَارِ لَيْلَى بَعْدَ مَا بَانَ بَانُهَا / وَفَاحَ شَذَا أَنْفَاسِهَا تَتَحَجَّبُ
لَقَدْ سَمَحَتْ رُوحِي بُقْربِ مَزَارِهَا / بفُرْقَةِ جِسْمٍ لَمْ تَزَلْ فِيهِ تَرْغَبُ
وَهَلْ كَانَتِ الأَجْسَادُ إِلاَّ مَطِيَّنَا / تُقَرِّبُهَا مَعْنىً لَهَا حِينَ تَقْرَبُ
نَعَمْ ذَلِكَ المَعْنَى الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ / بُدُورُ سَنَاهَا بَعْدمَا عَنْكَ تَغْرِبُ
وَلاَحتْ وَهَلْ يَوْماً تَوَارَتْ وَإِنَّمَا / بِتَنْزِيهِهَا عَنْ ذَاكَ طَرْفِي يُكَذِّبُ
نَدَىً فِي الأَقْحِوانَةِ أَمْ رِضَابُ
نَدَىً فِي الأَقْحِوانَةِ أَمْ رِضَابُ / وَطَلُّ فِي الشَّقِيقَةِ أَمْ سَرَابُ
فَتِلْكَ وَهَذِهِ ثَغْرٌ وَكَأْسٌ / بِذَا ظَلْمٌ وَفِي هّذَى شَرَابْ
وَخُضْرُ خَمَائلٍ كَسَجُومِ غِيدٍ / قَدْ انْتُقِشَتْ وَرَقَّ بِهَا الخِطَابُ
يُريكُ بِهَا الشَّقِيقُ سَوَادَ هُدْبٍ / وَحُمْرةَ وَجْنَةٍ فِيهَا الْتِهَابُ
وَوُرْقُ حَمَائمٍ فِي كُلِّ فَنٍ / إِذَا نَطَقَتْ لَهَا لَحْنٌ صَوَابُ
لَهَا بِالظِّلِّ أَزْرَارٌ حِسَانٌ / وَأَطْوَاقٌ وَمِنْ وَرِقٍ ثِيَابُ
كَأَنَّ النَّهْرَ سَيْفٌ مَشْرِفيِّ / لَهُ فِي كَفِّ صَيْقَلِهِ اضْطِرَابُ
تُجَرِّدُهُ يَمينُ الشَّمْسِ طَوْراً / وَطَوْراً بِالظِّلاَلِ لَهُ قِرَابُ
يُعَابُ السَّيْفُ إِذْ فِي جَانبِيِهِ / فُلُولٌ وَهْوَ مِنْهَا لاَ يُعَابُ
فَإِنْ قُلْتَ الحَبَابُ انْسَابَ ذُعْراً / وَرُمْتَ الرَّقْشَ صَدَّقَكَ الحَبَابُ
وَلِلأَغْصَانِ هَيْنَمَةٌ تُحَاكِي / حَبَايِبَ رَقَّ بَيْنَهُمُ العِتَابُ
تَثَنَّتْ وَالحَمَامُ لَهَا يُغَنِّي / كَشَرْبِ مَدَامُةٍ شَرِبُوا وَطَابُوا
لَوْلاَ الحِمَى وَصَبَايَا بِالْحِمَى عُرُبُ
لَوْلاَ الحِمَى وَصَبَايَا بِالْحِمَى عُرُبُ / مَا كَانَ فِي البَارِقِ النَّجْدِيِّ لي أَرَبُ
حَلَّتْ عُقُودَ اصْطِبَارِي دُوْنَهُ حُلَلٌ / حُقُوُقهَا كَارتِيَاحاتِي لَهَا تَجِبُ
وَفِي رِيَاضِ بِيوُتِ الحَيِّ مِنْ إِضَمٍ / وَرْدٌ جَنِيٌّ وَفِي أَكْمَامِهَا القُضُبُ
يَسْقِي الأَقَاحِيَ مِنْهَا قُرْقُفٌ فإِذَا / لاَحَ الحَبَابُ عَلَيْهَا فَاسْمُهُ الشَّنَبُ
يَقْضِي بِهَا لِعُيُونِ النَّاظِرينَ عَلَى / كُلِّ القُلُوبِ قَضَاءٌ مَا لَهُ سَبَبُ
إِلاَّ تَمَارُضَ أَجْفَانٍ إِذَا سَلَبَتْ / فَمُقْتَضَى هَمِّهَا المَسْلُوبُ لاَ السَّلَبُ
وَلِي لَدَى الحِلَّةِ الفَيْحَاءِ غُصْنُ نَقَا / يَهْفُو فَيَجْذِبُهُ خَفْقٌ فَيَنْجَذِبُ
لاَ يَقْدِرُ الحِبُّ أنْ يُخْفِي مَحَاسِنَهُ / وَإِنَّمَا فِي سَنَاهُ الْحُجْبُ تَحْتَجِبُ
أُعَاهِدُ الرَّاحَ أَنَّى لاَ أُفَارِقُهَا / مِنْ أَجْلِ أَنَّ الثَّنَايَا شِبْهُهُا الحَبَبُ
وَأَرْقُبُ البَرْقَ لاَسُقْيَاهُ مِنْ أَربَى / لَكِنَّهُ مِثْلُ خَدَّيْهِ لَهُ لَهَبُ
يَا سَالِماً فِي الهَوَى مِمَا أُكَابِدُهُ / رِفْقَاً بِأَحْشَاءِ صَبٍّ شَفَّهَا الوَصَبُ
فَالأَجْرُ يَا أَمَلي إِنْ كُنْتَ تَكْسِبُهُ / مِنْ كُلِّ ذِي كَبِدٍ حَرَّاءَ تَكْتَسِبُ
يَا بَدرَ تَمٍّ مُحَاقِي فِي زِيَادَتِهِ / ما أَنْ تَنْجَلِي عَنْ أُفْقِكَ السُّحُبُ
صَحَا السُّكَارَى وَسُكْرِي فِيكَ دَامَ وَمَا / لِلسِّكْرِ من سَبَبٌ يُرْوَى ولاَ نَسَبُ
قَدْ أَيَّسَ الصَّبْرَ وَالسِّلْوَانَ أَيْسَرُهُ / وَعَاقَبَ الصِّبَّ عَنْ آمَالِهِ الوَصَبُ
وَكُلَّمَا لاَحَ يَا دَمْعِي وَمِيضُ سَنىً / تَهْمِي وَإِنْ هَبَّ يَا قَلْبِي صَباً تَجِبُ
مَا صَادِحَاتُ الحَمَامِ في القُضُبِ
مَا صَادِحَاتُ الحَمَامِ في القُضُبِ / وَلاَ ارْتِفَاعٌ المُدَامِ بِالْحَبَبِ
إِلاَّ لِمَعْنىً إذَا ظَفَرْتَ بِهِ / أَلْزَمَكَ الجَدُّ صَوْرَةَ اللَّعِبِ
مِنْ أَجْلِ ذَا فِي الجَمَالِ مَا نَقَلَتْ / قَوْماً عَنِ الْقَبْضِ بَسْطَةُ الطَّرَبِ
قَدْ شَاهَدُوا مُطلَقَ الجَمَالِ بِلاَ / رَقِيبِ غَيْرِيَّةٍ وَلاَ حُجُبِ
فَأَوْلَعُوا بِالقُدُودِ مَايِسَةً / أَعْطَافُهَا وَالمَبَاسِمِ الشُّنُبِ
وَافْتَتَنُوا بِالعُيونِ إنْ رَمَقتْ / تَرْمِي قَسّيّاً بِأَسْهِمِ الهُدُبِ
وَأَسْلَمُوا فِي الهَوىَ أَزِّمَّتَهُمْ / طَوْعاً لِحُكْمِ الكَواعِبِ العُزُبِ
مَا فِي خَبَايَا غَرَامِ أَنْفُسِهِمْ / شَائَبِةً مِنْ شَوَائِبَ الرِّيَبِ
قَدْ خُلِقَتْ للجَمَالِ أَعْيُنُهُمْ / وطُهِّرَتْ بِالمَدَامِعَ السُّرُبِ
ما لاَحَظُوا رُتْبَةً تُقَيِّدُهُمْ / وَهُمْ جَمِيعاً عُمَارَةُ الرُّتَبِ
فَطُفْ بِحَانَا تِهِمْ عَسَى قَبَسٌ / مِنْ بَعْضِ كَاسَاتِهِمْ بِلا لَهَبِ
تَصْرِفُ مِنْ صَرْفِهَا هُمُومَكَ أَوْ / تُصْبحُ فِي القَوْمِ مُلْحَقَ النَّسَبِ
وَكُنْ طُفَيْلَتَهُمْ عَلى أَدَبٍ / فَمَا أَرَى شَافِعاً سِوىَ الأَدَبِ
وَإِنْ تَدَانَيْتَ مِنْ سُرَادِقِهِمْ / فَاسْجُدْ لِعزِّ الجَمَالِ وَاقْتَرِبِ
وَغِبْ حَنَانَيْكَ فِي حُضَورِهِمُ / عَنْكَ فَمنْ غَابَ عَنْهُ لَمْ يَغِبِ
وَاصَلَنِي هَجْرُ مَنْ أُحِبُّ
وَاصَلَنِي هَجْرُ مَنْ أُحِبُّ / فَلَمْ يَغِبْ لاَ وَلاَ يَغِيبُ
فَلَوْ يَكُونُ السُّلُوُّ حَياً / مَا مَاتَ مِنْ هَجْرِهِ المُحِبُّ
وَا رَحْمَتَا لاِنْكِسَارِ جَفْنِ / لاَ يَعْرِفُ الصَّحْوَ مِنْهُ هَدْبُ
جَارَ عَلَيْهِ الخُمَارُ حَتَّى / أَتْلَفَهُ والخُمَارُ صَعْبُ
يَا غُصْناً لا يَمِيلُ نَحْوِي / وَالمَيْلُ في الغُصنِ مُسْتَحَبُ
صَيْرتَني كَالنَّسِيمِ سُقْماً / لِمْ لاَ تَمِيلُ إذَا أَهِبُّ
أُحْكُمْ فَفِيكَ العَذَابُ عَذْبُ
أُحْكُمْ فَفِيكَ العَذَابُ عَذْبُ / مَا بَعْدَ حُلْوِ الخِطَابِ خَطْبُ
لِي وَلَهُ فِي هَوَاكَ فَارَ / وَدَمْعُ صَبٍّ عَلَيْكَ صَبُّ
وَمَا تَنَزَّهْتُ فِيكَ حَتَّى / فِيكَ نُزِّهْتُ حِينَ أَصْبُو
وَأَمْكَنَنِي مِنْ لَمَاكَ بَرْقٌ / مِنَ الحَيَا لاَ يَكَادُ يَخْبُو
يَا سَائِلي عَنْ شَذَا نَسِيمٍ / قَمِيصُهُ بِالوِصَالِ رَطْبُ
ذَاكَ سَلاَمُ الحَبِيبِ وَافَى / فِي عَهْدِهِ لِلِّثَامِ قُرْبُ
إِذَا تَجَلَّى عَلَى النَّدَامى / فَهْوَ لَهُمْ خُضْرَةٌ وَشُرْبُ
وَعَاذِلِي عَادَ لِي بِلُطْفٍ / تَكَادُ مِنْهُ الصِّبَا تَهِبُ
أَضْمَرَ غَدْراً فَعَادَ عُذْراً / إذْ رُفِعَتْ للمُحِبِّ حُجْبُ
رَوَتْ نَفَحَاتُ الطِّيبِ عَنْ نَسْمِةِ الصِّبَا
رَوَتْ نَفَحَاتُ الطِّيبِ عَنْ نَسْمِةِ الصِّبَا / حَدِيثَ غَرَامٍ عَنْ سُوَيْكِنَةِ الخِبَا
وَأَهْدَى النَّسِيمُ الحَاجِريُّ سَلاَمَهَا / فَيا لُطْفَ مَا أَهْدَى النَّسِيمُ وَمَا حَبَا
أَيَا صَاحِبي مَا لِلْحِمَى فَاحَ نَشْرُهُ / فَهَلْ سَحَبَتْ لَيْلَى ذِيولاً عَلَى الرُّبَا
فماذا الشَذا إلاَّ وقد زَار طَيْفُهَا / فأهْلاً بطَيْفٍ زارَ مِنْهَا وَمَرْحَبا
فَيا طِيبَ عَيْشٍ مَرْ لِي بِفِنَائِهَا / وَلَوْ عَاد يَوْماً كَأنَ عِنْدِي أَطْيَبا
لَيِاليَّ أُنْسٌ كُلُّهَا سَحَرٌ بها / وَأَيَّامُ وَصْلٍ كُلُّهَا زَمَنُ الصّبا
مُمُنْعَةٌ رَفْعُ الحِجابِ وَضَوْءُهُا / كَفَاهَا فَمَا نْحتَاجُ أَنْ نَتَنَقَّبا
هِيَ الشَمْسُ إلاَّ أنْ نُورَ جَمَالِهَا / يُنَزْهُهَا في الحُسْنِ أنْ تَتَحَجْبا
لَئِنْ أَخْلَفَ الوَسْمِيُّ مَا حِلَ تُرْبِهَا / فقَدْ رَاحَ مِنْ دَمْعِ المُحِبْينَ يَخْصِبَا
لَوْلاَ الحَيَاءُ وَأَنْ يُقَال صَبَا
لَوْلاَ الحَيَاءُ وَأَنْ يُقَال صَبَا / لَصَرَخْتُ مِلْءَ السَّمْعِ وَاطرَبا
حَضَرَ الحَبيبُ وَغابَ حَاسِدُنا / مِنْ بَعْدِ طُولِ تَحَجُب وَخَبا
فَاليَوْمَ أخْلَعُ فِيكَ يا أَمَلي / ثَوْبَ الوَقارِ وَأطْرَحُ الرُّتَبا
قمْ فاسْقِنِي مِنْ يَدَيْكَ صَافَيةً
قمْ فاسْقِنِي مِنْ يَدَيْكَ صَافَيةً / خَدُّكَ يَكْسُو شُعَاعَهَا لَهَبا
كَأنَّ مَاءَ الصَّفاءِ قَابَلَهَا / مِنْكَ ابتسامٌ فَمَثْلَ الحَبَبا
فَهَا أَنَا فِي الخُضُورِ مُنْتَهز / يا مُنْيَةَ النَّفْسِ غَيْبَةَ الرُّقَبا
مِنْ عَجَبِ أنَّنِي أَزيُدك مِنْ / شُرْبِي وَسُكْرِي على قدْ غَلَبَا
أَهَلاً بمُعْتَلِ النَّسِيمٍ وَمَرْحَبا
أَهَلاً بمُعْتَلِ النَّسِيمٍ وَمَرْحَبا / وَمُذَكْرِي عَهْدَ الصِّبَابَةِ وَالصِّبا
حَمَلَ التَّحِيَّةَ عَنْ أَهَيْل المُنْحَنَى / وَأَبَان عَنْهُمْ بالمَقَالِ وَأَغرَبا
فَعَرَفْتُ عَرْفَهُمُ بِهِ لَكِنَّنِي / أَنْكَرْتُ صَبْراً عَنْ عُهُودِيَ نَكَّبا
يَا عَاذِلي كُنْ عَاذِرِي فِي حُبِّهمْ / لَمْ ألْقَ للسِّلْوَانِ عَنْهُمْ مَذهَبا
لاَ تَلْح فِيْهمْ مُغْرَماً أَلِفَ الضَّنَا / يَجدُ السِّقَامَ بهُمْ لَذِيذاً طَيِّبا
نَزَلَ الغَرَامُ بِهِ فرَحْلَ صَبْرَهُ / عَنْهُ وَخَيْمَ في حَشَاهِ وَطَنْبا
غِبْتُمْ وَأَنْتُمْ حَاضِرونَ بمُهْجَتي / أفْدِي الحُضُورَ بمُهَجَتِي وَالغَيْبا
مَا هَب مِنْ نخوكُمْ نَسِيمُ صَبَا
مَا هَب مِنْ نخوكُمْ نَسِيمُ صَبَا / إِلاَّ وَأَذْكَى بمُهْجَتِي لَهَبا
وَلاَ شَدَا مُطْربٌ بذِكْرِكُمْ / إلاَّ وَنَادَى المَشُوُقُ واطرَبا
وَلاَ تَذكُرْتُ عِيشَةَ سَلفَتْ / بالخِيفِ إلاَّ وَقلْتُ وَا حَرَبا
لا نَالَ مِنْكَ المَشُوُقُ بُغْيَتَهُ / إِنْ كان يَوْماً إلى سِوَاكَ صَبَا
يَا حَبْذا لَوْعَتي عَليْكَ وَيَا / بُشْرَاىَ إنْ مُتُّ فِيكَ مُكْتَئِبا
أحْبَابَنا هَلْ بقُرْبِكُمْ أَمَلُ / أَمْ هَلْ بوَصْلِكُمُ أَرَى سَبَبا
آهاً لأَيَّامِنَا بقُرْبكُمُ / وطِيبِ عَيْشٍ بِوَصْلِكُمْ ذهَبا
يَا سَائقَ العِيسِ نَحْوَ كاظِمَةٍ / أَبْلغْ سَلامِي لِنَازِليِنَ قَبا
وقلْ قضَى ذلِكَ المَشُوُقُ بِكُمْ / وَمَا قضَى مِنْ وصَالِكُمْ أَرَبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025