المجموع : 6
قِف على الباب طالبا
قِف على الباب طالبا / ودع الدمع ساكبا
وتوسلْ به إِليه / من الذنب تائبا
تلق من حسن فضله / عند ذاك العجائبا
خف منه أن يرا / ك على الذنبِ راكبا
فهو يُجزِى على اليسي / رِ ويعطي الرغائبا
زينة العبدِ بالتقى / فاجعل الصدق صاحبا
والله لولا أَنَّ ذكرَك مؤْنِسي
والله لولا أَنَّ ذكرَك مؤْنِسي / ما كان عيشي بالحياة يطيبُ
ولئن بكتْ عيني عليك صبابةً / فلكل جارحةٍ عليك نحيبُ
أَتظنُّ أَن البعد حلَّ مودتي / إِن بَانَ شَخْصك فالخيال قريبُ
كيف السلوُّ وقد تمكَّن في الحشا / وَجدٌ على ما في الفؤاد رقيبُ
وإِليك قد رَحَلَ الهوى بحُشَاشتي / والسُّقمُ مُشْتَمِلٌ وأَنتَ طبيبُ
حاولتُ وصلكمُ فعزَّ المطلبُ
حاولتُ وصلكمُ فعزَّ المطلبُ / وذهبت أَسأَلكم فضاقَ المَذهَبُ
لا تَعتبوا أَني تشَكَّيْتُ الهَوَى / ردُوُّا علىَّ تصَبُّرِي ثم اعْتبوا
أَثْبَتُّمُ غَدراً وما أَنا غادرٌ / وجعلتمُ ذنباً وما أَنا مُذنِبُ
إِني لأَعجب من تحمُّلِيَ الهوى / وبقاءُ جسمي بعد ذلك أَعجَبُ
لابدَّ منكم فاهجروا أَو وَاصلوا / ما مثلكم في الحبَّ من يُتَجَنَّب
اصرِفوا عنِّي طَبِيبي
اصرِفوا عنِّي طَبِيبي / وَدَعُوني وَحَبيبي
عَلَّلوا قلبي بذكراهُ / فقد زادَ لهيبي
طابَ هَتكي في هواهُ / بَينَ وَاشٍ ورقيبِ
لا أُبالي بفَوَات النَّف / سِ ما دامَ نصيبي
ليسَ مَن لامَ وإِن أَطن / بَ فيه بمصيبِ
جَسَدي راضٍ بسُقمي / وَجُفُوني بنَحيبي
يا حاديَ العِيسِ اصطَبِر ساعةً
يا حاديَ العِيسِ اصطَبِر ساعةً / فمهجتي سارت مع الرَّكبِ
لا تَحدُ بالتفريق عن عاجلٍ / رِفقاً بقلبِ الهائمِ الصَّبِّ
لو كنتَ تدري ما احتكامُ الهوى / وجَورهُ من تَلَفِ القَلبِ
رثيتَ لي مما يُجنُّ الحَشَا / من شدة الهجَران والكَربِ
يا من يصارِمُني بلا سببِ
يا من يصارِمُني بلا سببِ / مَهْلا فإِنَّ هواك بَرَّح بي
انظر إلى رمَقٍ تجيلُ به / أَيدي الهوى أَنفاسَ مكتَئِبِ
واسمَح بحسن العَطفِ منك لمن / غَادَرتَهُ وَقْفاً على العَطبِ
قد فُلَّ صبري فيك منهزماً / لا ينثني وهواكَ في الطَّلَبِ