القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الدَّهّان المَوصِلي الكل
المجموع : 7
بَكا آمِناً أَن صارَ سِتراً عَلى الحُبِّ
بَكا آمِناً أَن صارَ سِتراً عَلى الحُبِّ / خَطا الناسُ في اِسترقاقهم دمعة الصَبِّ
ضَلالاً كَذم المَوتِ عِشقاً فانَّهُم / عَلى الدَهر ماذاقوه مِن أَسهَمِ النَصبِ
يَظنونَ دَمعي مِن قَذى العين دامياً / وَجَدِّكَ ما يُدميه إِلّا جَوى القَلبِ
فَلا يَعدُ داراً بانَ بالعيش أَهلُها / سوى واكف الأَجفان مِن وابِل السُحبِ
وَما ذاكَ مِن بُخل بِها غير أَنَّني / أَرى أَنَّ مَجرى سَيله دائم الجَدبِ
فَيا شُغلي عَن كُلِّ شيء بِفارغ / حَبيب عَلى بُخل مُعادٍ عَلى الحُبِّ
إِذا بلَّغتُهُ سَلوَتي ظلَّ ساخِطاً / وان بَلَّغتُهُ صَبوَتي عَدَّها ذَنبي
مَتى آنفِ الظُلمَ الَّذي سامَ حَمله / وَلا القَلبُ مِن صَحبي وَلا الصَبرُ مِن حِزبي
وَيا ظَمأي بينَ التَحجُّبِ وَالنَوى / إِلى زَمَني بَينَ التَجَنّب وَالعتبِ
وَشَوقي إِلى وعد وان لَم يُجد بِهِ / وان كانَ لا يَشتاق شيءٌ مِن الكذبِ
دَعو الغاديَ الشَرقيض يَحمِلُ عَرفكم / لِيُطفىء ما يَلقونَ في الجانِبِ الغَربي
أَزيروا الكَرى وَالطَيفَ عَنّيَ ساعَةً / وَذَلِكَ شيءٌ لا يَضُرُّ مِن القُربِ
وَباكٍ بأَرض الشام امّا صَبابَةً / إِلى الاَهلِ أَو غَيظاً لِمعجز عَن الكُتب
أَقامَ فَلا الأَقدارُ تقضي بِعَوده / اليهم وَلا تُدنيهِ مِن مَنزِل الخِصب
إِذا البينُ لَم يُوصِل إِلى ذي بَصيرة / وَهَيهاتَ تُجدي غُربة المندلِ الرطب
وَما نافِعي عِندَ الوجوه كَأَنَّها / فَسا الصَخرِ صَخراً أَنَّني صارِمُ العضبِ
وَبالجَرع رَسمٌ مِثلُ جِسميَ شاحِبُ
وَبالجَرع رَسمٌ مِثلُ جِسميَ شاحِبُ / يَدعو الصَبابَةَ صَمتُهُ فُتُجاوِبُ
أُزجي إِلَيهِ عبرةً هيَ في الجَوى / ظِلٌّ وَفي الطَلَلِ المَحيل سَحائِبُ
وَأَزورُهُ فَرداً مَخافَةَ لائِمٍ / أَو غيره مِن أَن يُساعِدَ صاحِبُ
دِمَنٌ رأَيتُ البين صاحَ غُرابُهُ / في بَينها فَعَلِمتُ مَن هُوَ سالِب
وَعلِمتُ مُذ طَلَعت شُموسُ حُمولِهُم / في سُحبِ دَمعي أَنَّهُنَّ غَوارِب
سِيّانَ نَومي في هَواكَ وَيَقظَتي / وَمعَ الخَواطىءِ سَهمُ حَتفٍ صائِب
سِيّانَ نَومي في هَواكَ وَيَقظَتي / لَولا يُعَلِّلُني الخَيالُ الكاذِبُ
في الحالَتَينِ أَراكَ إِلّا أَنَّني / في اليَوم أَنسى أَنَّ شَخصَكَ غائِب
وَبَخيلَةٍ بالوَصلِ لَو سَمَحَت بِهِ / لَعَدت صَوارِمُ دونَهُ وَقَواضِبُ
ما إِن تَخيب بِنَيل سُؤلٍ سائِلاً / حَتّى يَخيبَ لَدى طَلائِعَ طالِبُ
مُتَواضِعٌ وَالنَجمُ دونَ مَحَلِّهِ / صَعبٌ وَما لِمَدى عُلاه مُقارِب
كالشَمس في كَبِد السَماء مَحلُّها / مُتَباعِدٌ وَضياؤُها مُتَقارِبُ
جعل الجنوحَ إِلى التَسالِم سُلَّماً / لِلحَرب فَهوَ مُوادِعٌ وَمُحارِبُ
طَرفُ المحبّ مُوكَّلٌ بِعَذابِهِ
طَرفُ المحبّ مُوكَّلٌ بِعَذابِهِ / لا تَعذِلوهُ فَتأثموا بِعِتابِهِ
كَبِدٌ تعاوَرها الغَرامُ فَأَصبحت / زَفَراتُهُ قَد تَرجَمَت عَمّا بِهِ
وَجرت عليهِ نَوائِبٌ مِن دَهرِهِ / وَأَشدُّها فيه قِلى أَحبابِهِ
فَكأَنَّ داعيةَ الهَوى في جِسمِهِ / سَيفٌ يُقَطِّعه بحدِّ ذُبابِهِ
شابَت لِما تَلقاهُ قُذَّةُ صَبرِهِ / وَغَرامُهُ في عُنفُوانِ شَبابِهِ
لَم تَستَهِلَّ عَلى الخُدودِ دُموعُهُ / إِلّا لِسَقم دبَّ تَحتَ ثِيابِهِ
وَتَنوفَة أَنفقت فيها همةً / راضَت مِن التَهذيبِ حَلَّ صِعابه
أَكسبَت فيها القَلب عِلَّة حُرقَة / مُستأسِداً فاِختالَ في جِلبابِهِ
وَبَغيت للآمال منهج رُشدها / فَمَضَت تُنافِسُ في حَثيث طِلابِهِ
لا أَستَميحُ الدَهرَ سَيبَ عَطائِهِ / كرماً وَلا أَمتارُ وَبلَ سَحابِهِ
وَجَعَلتُ صَبري مَعقِلاً وان اِغتَدى / صَرفُ الزَمانِ بظفره وَبنابهِ
تَحتَ الظَلام مُحتَجِباً
تَحتَ الظَلام مُحتَجِباً / يَعتِبُني لا عَدِمتُ مَن عَتَبا
جاءَت بِلا مَوعِدٍ / قُلتُ مِنهُ المُنى فما اِحتَسَبا
فاِعتَجبوا مِم مَلامَة جَلَبَت / لَيالي جَلَبا
ما عُذرُ عَيني لا تَفيضُ فَتسكَبُ
ما عُذرُ عَيني لا تَفيضُ فَتسكَبُ / لِليَومِ تُدَّخرُ الدُموعُ وَتُطلَبُ
وَإِذا أَرَدتَ عَلى الصَبابَةِ شاهِداً / فالدَمعُ أَعدلُ شاهِدٍ لا يَكذِبُ
لَم يَستَبِق في العَينِ ماء شُؤونِها / إِلّا وَنارُ القَلبِ حرّى تَلهَبُ
لا مَرحَباً بالأَرحبيَّة أَوردت / خَبَراً يَضيقُ بِهِ الفَضاءَ الأَرحبُ
غَلبَ الأَسى فيها التَجَلَّدَ بَعدَ ما / كانَ التَجلدُّ بالأَسى لا يُغلَبُ
فَسَقى الغَمامُ الصَيِّبُ الخَضِلُ النَدى / قراً بمصرَ بِهِ الغمامُ الصَيِّبُ
غيثَ البِلادِ إِذا يًصوّحُ نَبتُها / وَدَعا الحَيا مِنها المَكانُ المُعشِبُ
بادي السَكينَة في النُفوسِ محكّمٌ / حَسَنُ اللِقاءِ إِلى القُلوب مُحَبَّب
يا ثُلمة ثَلَمَ الزَمانُ بِها العُلى / ما إِن تُسدّ وَصَدعُها ما يُرأبُ
عَظُمَت رزيّتهُ فأَقصر عاجِزٌ / عَن وَصفِ شِدَّتها وَقَصَّر مُطنِبُ
لَهفي عَلَيكَ وَما يَردُّ تَلَهُّفي / مَيتاً وَلَكِنَّ التأسُفَ يعذبُ
تَركَ القُلوبَ عَلى الأَسى مَوقوفةً / أَبَداً عَلى إِنَّ القُلوبَ تُقلَّبُ
نُحنا عَلَيهِ كَما / مَدحاً فَأَبكانا عَليهِ المُطرِبُ
وَإِذا عَتِبتُ عَلى اللَيالي بَعدَهُ / قالَ التأسي ما عَلَيها مَعتَبُ
ما عَهدُنا بالشَمسِ قَبلَكَ بُرجَها / نَعشٌ وَلا بَينَ المَقابِر تَغرُبُ
أُصبحتَ تَحتَ الأَرضِ تُرغِبُ في الأَسى / من كانَ نَحوَكَ في الحَوائج يَرغَبُ
يَهدي إِلَيهِ بِعَرفه طيبُ الثَرى / مَن كانَ يَهديهِ الثَناءُ الطَيِّبُ
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى / أَنَّ المَكارِمَ في التُرابِ تُغَيَّبُ
ما العَيشُ بَعدَكَ بالهنيّ وَإِنَّما / مَن عاشَ بَعدَكَ بِالحَياة مُعَذَّبُ
وَلَئِن قَضيتَ لَقَد تَرَكتَ كآبةً / ما تَنقَضي وَحَرارَةً ما تَذهب
أَتعبتَ بَعدَكَ دونَ شأوك كل من / وَطىء الحَصا بَل دون شأوك مُتعَبُ
مَن لِلمَعالي تُرتَقى أَو تَنثَني / مَن لِلمَحامِدِ تُقتَنى أَو تُكسَبُ
مَن للأُمور المشكِلاتِ يَحلُّها / مَن للثُغور المُستَضامَةِ يَغضَب
مَن لِلأَرامِلِ وَاليتامى كافِلاً / يَكفيهُمُ إِذ لا خَليلُ وَلا أَبُ
مَن للمقانِبِ وَالكَتائِبِ رَدُّها / إِن فُلَّ جَيشٌ أَو تقنَّع مِقنَبُ
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ في مَلكوتِهِ / وَالصالِحونَ وَبعض ما تَستَوجِبُ
فاسلم صَلاحَ الدينِ ما هبَت صَباً / أَو لاحَ بَرقٌ أَو تَبدّا كَوكَبُ
لا زالَ عزّمكَ ماضياً ما يَنثَني / وَشَديدُ بأسِك ماضياً ما يَذهَبُ
وَجَميلُ صَبرِكَ في الرَزايا يَعتَلي / وَكَريمُ عُودِكَ في الحَوادث يَصلُب
حاشى وَقارَك أَن يَطيرَ بِهِ الأَسى / أَو أَن يُزَعزعه المَرامُ الأَصعَبُ
أَي اجتِماعٍ لَم يُرع بِتَفُرِّقٍ / يَوماً وَأَيّةُ فِرقَةٍ ما تُنكَبُ
كَم قَد دَجا خَطبٌ وَجأشُكٌ ثابِت / وَتقلَّبت حالٌ وَقَلبُكَ قُلَّبُ
وَإِذا تَخَطّاكَ الرَدى وَأَصابَنا / فَسَوى إِذا سَلم الذُرى وَالمنكِبُ
مِنكَ ذاكَ لِشَقوَتي
مِنكَ ذاكَ لِشَقوَتي / وَأَكثَرُ اِحساني اليك فَتَغضَبُ
أَيا نازِحاً وَجدي بِه غَيرُ نازِحٍ / يَجدُّ بِقَلبي حُبُّهُ وَهوَ يَلعَبُ
قالوا سَلا صَدَقوا عَن
قالوا سَلا صَدَقوا عَن / السُّلوان لَيسَ عَن الحَبيبِ
قالوا فَلِمَ ترك الزيا / رَةَ قُلتُ مِن خَوف الرَقيبِ
قالوا فَكَيفَ يَعيش مَع / هَذا فَقُلتُ مَن العَجيبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025