المجموع : 74
نزل الحديد فكان سيفاً قاضبا
نزل الحديد فكان سيفاً قاضبا / قسم العداة مشارقاً ومغاربا
بأسٌ شديد فيه بل ومنافع / للناس فليمض المعاند هاربا
وبه الأمين عليَّ كان نزوله / فأسرَّ قلباً بالأمان وقالبا
في ليلة هي ليلة القدر التي / فيها رسول الله نال مواهبا
فأخذته بيدي اليمين حقيقة / فوجدته أمضى السيوف مضاربا
مقدار أربعة الأصابع قدره / في طول باع بالرزانة سالبا
فلذا تراني لا أحارب دائماً / هذا الورى إلا وكنت الغالبا
أما المحبة فهي قلبي والحشا / بل كل كلي لست فيه كاذبا
رعدت بها مني الضلوع وقد همى / مطر علينا قبل كان سحائبا
وملئت من أنس الوجوه ووحشة ال / عدم انقضت ولقد قضيت مآربا
ولقد أماطت لي بثينة برقعاً / عن طلعة شمسية وجلاببا
ومشت بأنواع الغلائل تنجلي / ودنت تقلب أعينا وحواجبا
وسعت إلى نحوي ولم أك غيرها / فغدوت مطلوبا ولم أك طالبا
هذا الوجود جميعه كلي بلا / شكٍّ عداةً قد حوى وحبائبا
والخلق ناراً لايزال وجنة / والأمر أنواراً غدا وغياهبا
والكل كلي ما معي غيري فلا / تتعب وكن لي في الجميع مصاحبا
وأنا الحقيقة والشريعة لا تقف / فيصير شيء منهما لك حاجبا
وافعل ولا تفعل جيمع أوامري / واترك ولا تترك لنهيي تائبا
واقعد وقم وتقاوَ واعجز إن ترم / وصلي وكن بي طالعاً أو غاربا
فأنا حقيقتك المكلفة التي / بِأَلَسْتُ قلت لها وكنت مخاطبا
للذنب سر عجيبُ
للذنب سر عجيبُ / وفيه خبثٌ وطيبُ
وفي أناس نعيم / وفي أناس لهيب
فاحذره واقبل عليه / فهو الجمال المهيب
لولاه ما كان قرب / ولا تلاقى الحبيب
ولا النبيون كانوا / ولا المقام القريب
فهو الحجاب لخلق / فمخطئٌ ومصيب
لأنه السور فيه / للفرقتين نصيب
فرحمة باطناً إذ / في الظاهر التعذيب
والكون ما تم إلا / به ففاز اللبيب
إياك إياك فافهم / فالشمس ليلاً تغيب
ومن يناديك يوما / فإنه سيجيب
أقسمت عليك أيها المحبوبُ
أقسمت عليك أيها المحبوبُ / أن تسمح لي فوصلك المطلوبُ
أرسل منك القميص مع ريح صبا / يا يوسف عصرنا أنا يعقوب
ظاهرْ ومَنْ يعشقُهْ عن رُؤْيِتُهْ محجوبْ
ظاهرْ ومَنْ يعشقُهْ عن رُؤْيِتُهْ محجوبْ / باطِنْ ومعناهْ لفظْ الكونْ لَهُ منسوبْ
يا ذا الذي مِنْ بِعادُهْ مدمعُهْ مسكوبْ / نفسَكْ حجابَكْ أَمِتْها تشهَدْ المطلوبْ
فؤادي من الأشواق والصبوة امتلا
فؤادي من الأشواق والصبوة امتلا / وبي أعضل الأمر المشق وأشكلا
فيا من تمادت في التجنب والقلى / إذا قلت أهدى الهجر لي حلل البلى
تقولين لولا الهجر لم يطب الحب /
عدمت اصطباري بين قربك والنوى / وقد جد في الأحشاء وجد بها ثوى
تحيرتُ إن قلت ارفقي حثني الهوى / وإن قلت هذا القلب أحرقه الجوى
تقولي بنيران الجوى شرف القلب /
رويدك يا من بالتجافي أمتَّني / وأهملتَ فيما بالوصال وعدتني
إذا قلت رفقاً إنني ذبتُ زدتني / وإن قلت ما ذنبي إليك أجبتني
وجودك ذنبٌ لا يقاس به ذنبُ /
أنا عندي أن الشهودَ حجابُ
أنا عندي أن الشهودَ حجابُ / والتنائي سيان والإقترابُ
فادخلوا دار صبوتي يا ندامى / واحذروا أن يريبكم مرتاب
هذه ملة المفضل طه / فافهموا إن تكن لكم ألباب
ما عليكم من لفظها العذب فيها / للذي ينكر المعاني عذاب
فهلموا إلى الحمى وارفعوا عن / بابه الستر فهو نعم الباب
واشربوا فضلَ خمرتي من إنائي / وسط حاني يا أيها الأحباب
إنما عندي الشراب وغيري / عنده موضع الشراب سراب
أنا خمار ديرها وكفوفي / هذه عند أهلها أكواب
ورَهابينُها رعيَّةُ حكمي / كل داع بي عندهم مستجاب
قرب الفجر فاشربوا بِكْرَ دَنٍّ / ما على وجهها سواكم نقاب
وارفعوا لي نفوسكم عن كؤوس / هي فيها لكم يورق الشراب
هي بحر وما سواها فموج / وهي خمر والعالمون حباب
قام شماس ديرها يتمشى / وعليه من نورها أثواب
وجلتها القسوسُ بين أناس / عندهم في جمالها أوصاب
فاحتسَوها ما بين جنك وعود / حيث راق الصبا ورق رباب
ثم راحوا مجردين سكارى / وتثنوا معربدين فغابوا
خرجوا عن نفوسهم وعن الكو / ن وعن كل ما لهم يستطاب
ثم عن ذلك الخروج فكانوا / صوراً للوجود فيها انقلاب
وهم الحان والدنان وكاسا / ت الطلا والديار والأبواب
وهم الفوز في جنان نعيم / وسواهم جهنم وعذاب
طفِّحوا الكأسَ يا سقاة الحميَّا / دار من فرط رقصنا الدولاب
وبأشواقنا الحمائم هاجت / فغناءٌ على الربا وانتحاب
والبرايا عن الحبيب سؤال / كلهم حائر ونحن جواب
بين أهل الجحود والتكذيبِ
بين أهل الجحود والتكذيبِ / كل أمر من الأمور عجيبِ
تركوا ريبةً بأهل ارتيابٍ / واسترابوا في أمر كل أريبِ
كثر الإفتراء منهم جهاراً / ولهم فيه غاية التشبيب
وله بينهم إدارة كأس / مزجته حلاوة التقريب
كم سمعنا منهم قبيحة قذف / أوصلوها بالعار والتعييب
طعنوا بالتوهمات علينا / في أمور بدت لكل لبيب
واستخفوا بنا على سوء ظن / ثم عادوا باللوم والتأنيب
أنكروا رؤية الملاح وألغوا / بالتساوي ما بين ظبيٍ وذيب
وأرادوا أبطال رؤية فرق / في الورى بين يابس ورطيب
كل ذا من كثافة الطبع فيهم / وقصور العقل الخبيث السليب
ولهم قبح نيةٍ في سواهم / أوصلتهم غدا إلى التعذيب
طال ما أهلك المهيمن منهم / جسداً من ضلاله في لهيب
وأكب الإله في النار نفساً / نشأت بالنفاق في تقليب
وابتلاهم ربي بكل بلاء / علَّ أن يرجعوا بقلب منيب
وعليهم من الرزايا توالت / ظلمات كوابل في الصبيب
فأصروا واستكبروا بنفوس / لم تخف من رب إليها قريب
لا اتعاظ ولا اعتبار بشيءٍ / عندهم في شهادة ومغيب
وهم العمي عن سواء سبيل / لا يبالون بالبصير الرقيب
أهملو النفس ثم في الغير همّوا / بكثير التنقير والتنقيب
كلما نبهوا على الحق ناموا / عنه بالإضطرار والتغليب
بعدت شقَّةُ الكمال عليهم / فتسلوا عن ذاك بالتكذيب
قمت فيهم معلماً حسب جهدي / ناصحاً بين سائلٍ ومجيب
داعياً للهدى بإخلاص قلب / وكلام فصل وصدر رحيب
حافظاً مع كبيرهم وصغير / حرمات الوداد بالترحيب
فرأوني بوصفهم ورموني / بالذي فيه هم من التركيب
زعموا أن حذقهم كاشف عن / خبث أمري فاستقبحوا نفح طيبي
قلبوني وغيروني لديهم / وعلى الناس أعجموا تعريبي
ألحدوا في صفات مدحي ومالوا / عن صوابي وأبعدوا تقريبي
فعلوا مثل فعل أهل اعتزال / في كلام المهيمن المستجيب
حيث قالوا فيه بأغراض نفس / يتقالون كل روض خصيب
جعلوه مذاهباً بعقول / دب فيها الوسواس أي دبيب
وأحالوه باطلاً وهو حق / ظاهر الحكم عند كل نجيب
كل هذا وليس يخفى أذاني / بالهدى بينهم ولا تثويبي
وأنا الشمس لا تراني عيون / عميت عن جمال وجه حبيبي
فإذا رمتني فسر مثل سيري / لا تصافح كفي بكف خضيب
كن معي لي مقلداً أو توقف / دائماً لا تخض مع المستغيب
لم أكلفك أن ترى حسن حالي / في البرايا أو أن تكون نسيبي
أو على النصر لي أراك مقيماً / أو بدنياك أن تزيد نصيبي
إنما الجود منك جود ذباب / كف جهداً من الأذى عن لسيب
يا نفوسا يستنبطون المعاني / من قبيح الكلام بالترتيب
إن تكونوا في السوء أهل اجتهاد / أهله بين مخطئٍ ومصيب
وأراكم مصممين على ما / فيه أنتم بغير ما تثريب
أتساوون كل أبيض عرضٍ / في المعالي بأسود غربيب
هب عليكم تلوح مشتبهات / أنفس القوم وهي في تهذيب
ما استطعتم بالذوق أن تفرقوا ما / بين فرث ورائق من حليب
ما نفوس قد أسلمت كنفوس / عابدات من الهوى للصليب
رب ناس لهم جسوم رجال / ونفوس خلت من التأديب
وعقول بالوهم تنقاد طوعا / للهوى والضلال قود الجنيب
من أتاهم بعلمهم جحدوه / كيف من جاءهم بعلم غريب
بادروا بالوقوع في أهل بدر / ثم أضحى وقوعهم في القليب
أنكروا الكشف في الطريق وقالوا / كل هذا تخيلات المريب
فتراهم للشر في تهوين / وتراهم للخير في تصعيب
أنطقوا كل بومة بهواهم / وأرادوا السكوت للعندليب
حاولوا يطفئون بالزور نوري / ويذلون عز قدري المهيب
فرأوا من عناية الله بي ما / أصبحو منه في أسى ونحيب
وإلى الله قد توسلت فيهم / وعليهم رب العباد حسيبي
يا عارف الله أنت الحي صاحبْ قرْبْ
يا عارف الله أنت الحي صاحبْ قرْبْ / ومنكرك ميتْ من جِسْمُو دُفِنْ في الترْبْ
ما السمْ سمّ الأفاعي كالعسلْ في الشرْبْ / ولا أسود الحمى مثل الكلاب الجرب
دع جمال الوجه يظهرْ
دع جمال الوجه يظهرْ / لا تغطي يا حبيبي
طول ليلي فيك أسهرْ / زاد شوقي ونحيبي
هكذا المحبوب يقهرْ / بالجفا قلب الكئيبِ
كل شيء عقد جوهرْ / حلية الحسن المهيبِ
كان قلبي عنه غافلْ / وهو لا يغفل عني
فانثنى يختال رافلْ / بثياب النفس مني
فأنا للحق مظهر / بين أهلي كالغريب
كل شيء عقد جوهر / حلية الحسن المهيب
يا مسمى بالإسامي / كلها وهو المنزه
أنت في الكل مرامي / فيك عيني تتنزه
ساطع الطلعة أزهر / في شروق ومغيب
كل شيء عقد جوهر / حلية الحسن المهيب
هب لراعي الدير يفتح / نوره الشعشاع باهي
فاسمع النغمة ترتح / واغتنم صوت الملاهي
وقتنا نقرة مزهر / وغناء العندليب
كل شيء عقد جوهر / حلية الحسن المهيب
يا سقاة الراح قوموا / طلع الفجر علينا
عن سوى الخمرة صوموا / أين من يفهم أينا
كأسها أبهى وأبهر / عندنا من نفح طيب
كل شيء عقد جوهر / حلية الحسن المهيب
خمرنا خمر المعاني / عتقت من قبل آدم
ولها نحن القناني / من زمان قد تقادم
من يذق بالسر يجهر / بين ناء وقريب
كل شيء عقد جوهر / حلية الحسن المهيب
أدخُلِ الحاناتِ واشطَحْ / وانثني سكراً وعربِدْ
واشربْ الكاسَ المطفَّحْ / نلتَ ملكاً متأبِّدْ
إنه الصرف المطهر / عن قبيح ومعيب
كل شيء عقد جوهر / حلية الحسن المهيب
لمعت أنوار سلمى / لك من خلف الستاير
لا يكن طرفك أعمى / عن تناويع الأشاير
إن أمر الحق أظهر / عند غير المستريب
كل شيء عقد جوهر / حلية الحسن المهيب
صل يارب وسلم / لي على المختار طه
من له كنت تكلم / ليلة الإسرا شفاها
فضله لا زال يشهر / بين غر ولبيب
كل شيء عقد جوهر / حلية الحسن المهيب
وعلى آل النبي / وعلى كل الصحابه
ما أتى عبد الغني / بالقوافي المستطابه
ولذات الخدر أمهر / ما حواه من نصيب
كل شيء عقد جوهر / حلية الحسن المهيب
خلني في محبة المحبوب
خلني في محبة المحبوب / فهي عندي نهاية المطلوب
وتباعد يا جاهلاً يا خبيثاً / عن طريقي وعد عن أسلوبي
بك لو قد أراد ربك خيراً / قلت مما عملت يا نفس توبي
لكن الله قد أضلك جهلاً / بالمقام المعظم المرغوب
إن تكن قد أعبت ما أنا فيه / ثم أصبحت منكراً مشروبي
أنت في الكفر حيث تجعل عيباً / ليس من كان فيه بالمعيوب
وعلى الله منكر والنبيي / ن بما قد عددته في الذنوب
فإلَهُ الورى له محبوبٌ / واسمه المصطفى شفاء القلوب
وكذاك الرسول من جاء يدعو / نا بحقٍ للفرض والمندوب
كان محبوبه ابن حارثة زي / داً تبناه فهو كالمنسوب
ولموسى فتاه يوشع محبو / بٌ وقد جل عن جميع العيوب
وابن يعقوب وهو يوسف حسن / كان محبوب ذي التقى يعقوب
ثم داوود كان بالحسن مغرى / وسقى بالجمال ألطف كوب
ظن داوود إنما قد فتنا / ه كما قال عالم بالغيوب
وكثير من أمة الخير كانوا / بهوى الحسن في فؤاد طروب
ولنا اسوة بهم عن عفاف / وتقى واستقامة ورسوب
فإذا ما رميتنا بقبيح / أو ليس الجميع بالمكتوب
طبعنا الحب ليس ينفك عنا / بأباطيل جاهل محجوب
لكن الله حسبنا فهو كافي / نا على كل ذي افتراء كذوب
قلبي لعلم الإله بابُ
قلبي لعلم الإله بابُ / وماله دونه حجابُ
وكل أحوالنا تناجي / وكل إداراكنا خطاب
وكل أرواحنا عمار / وكل أجسامنا خراب
وكل معقولنا كؤوس / وكل محسوسنا شراب
وكل أعدائنا سؤال / وكل أحبابنا جواب
وكل وقت لنا دنو / وكل حين لنا اقتراب
وكل شيء له إلينا / من حيث معروفنا انتساب
وكل لفظ لنا رسول / وكل معنى لنا كتاب
وروحنا للسوى حسام / يخفيه من جسمنا قراب
ورؤية الحق جل فينا / وليس فيها لنا ارتياب
والشمس في الأفق ذات نور / وإن بدا دونها السحاب
ونحن من ربنا كلام / لنا وألفاظه العذاب
ونحن قوم إذا أردنا / أرشدنا الدف والرباب
ونحن روح الجميع صرنا / وذهب الماء والتراب
ونحن حق ونحن خلق / ونحن قوس ونحن قاب
وكشفت وجهها سليمى / وانهتك الستر والنقاب
وراق خمر الوجود منها / ونحن من فوقه حباب
وحاصل الأمر كل شيء / غير إله الورى سراب
يامن يحب حبيبَهْ
يامن يحب حبيبَهْ / اترك جيمع العيوبِ
واقدم بنفس منيبهْ / واشرب بألطف كوبِ
تلقى الأمور العجيبه / في الحب للمحبوب
ولا تخف شر غيبه / من جاهل محجوب
روى الثقات غريبه / للديلمي المرغوب
في ذي المعاني النسيبه / فردوسه المطلوب
قد قال من بث طيبه / طه شفاء القلوب
العشق من غير ريبه / كفارة للذنوب
يا أيها الناس خذوا حذركم
يا أيها الناس خذوا حذركم / من صحبة الفاسق والكاذب
والتزموا صحبة أهل التقى / جماعة السنة والواجب
فصاحب مع صاحب دائما / كقلم بين يدي كاتب
يكتب ماقد شاء فيه به / بحكم عقد الصحبة اللازب
روى ابن مسعود عن المصطفى / قال رسول الخالق الواهب
اعتبروا الأرض بأسمائها / واعتبروا الصاحب بالصاحب
يقولون لا تنطق بما أنت عارف
يقولون لا تنطق بما أنت عارف / به بين أهل الجهل ذاك معيب
فقلت لهم خلوا الملام فإننا / بحكم التجلي والمجال قريب
شربنا وأهرقنا على الأرض جرعة / وللأرض من كأس الكارم نصيب
بأوج الهوى كم منزل قد علمتُهُ
بأوج الهوى كم منزل قد علمتُهُ /
ولوح وجودي بالكمال رقمتُهُ /
ولما جرى دمعي وصبري عمدتُهُ /
أبى الحب أن يخفى وكم قد كتمتُهُ / فأصبح عندي قد أناخ وطنبا
توقيت من شؤم السوى سوء مكره /
وطائر سرِّي ساكنٌ أوجَ وكرِهِ /
ومن لفؤادي قد حلا كأس فكره /
إذا اشتد شوقي هام قلبي بذكره / وإن رمت قربا من حبيبي تقربا
له نور وجه أصبح الكون ظلَّهُ /
تبارك فينا ذو العلا ما أجله /
هو الحق كلى قد أحل محله /
فيبدو فأفنى ثم أحيى به له / ويسعدني حتى ألذ وأطربا
طلعة المحبوبْ غاية المطلوبْ
طلعة المحبوبْ غاية المطلوبْ / من رأى يدري والسوى محجوبْ
وجهه ظاهرْ باهر الأسلوبْ / لوح نوارني بدا بالورى مكتوبْ
جل من إبدعْ سرَّه المودعْ / في جميع الكون فافتح المخدعْ
وافهم الأسرار لا تكن مغلوب / لوح نوراني بدا بالورى مكتوب
أيها الحادي يمنة الوادي / حسِّنْ الإنشادْ إنني صادي
واسأل الأحبابْ عن شج مسلوب / لوح نوراني بدا بالورى مكتوب
لاحت الأنوارْ زادت الأطوار / والفتى المشتاق صاحب الأسرار
وهو للعشاق كلهم يعسوب / لوح نوراني بدا بالورىمكتوب
كل من يعرف قلبه يغرف / من بحار العلم جهله يصرف
كاسه الملآن رائق المشروب / لوح نوراني بدا بالورى مكتوب
يا أهيل الحي إن قلبي حي / يا رفيقي قم لحبيبي حي
وارتشف خمري فهو ملء الكوب / لوح نوراني بدا بالورى مكتوب
صل يا رحمن دائم الأزمان / للنبي المختار جاء بالقرآن
من له عبد للغني منسوب / لوح نوارني بدا بالورى مكتوب
غنت سويجعة الهوى فوق الروابي
غنت سويجعة الهوى فوق الروابي / فأهاج الذكر مابي
وسألتها عن أصل بعدي واقترابي / قالت الحق جوابي
إن الفنا هو للفتى كشف النقاب / وبه رفع الحجاب
من رام يشرب من صفا هذا الشراب / يتجرد من ثياب
يا طلعة الأنوار في جنح الدياج / هي للروح تناجي
صرف صفت للشاربين بلا مزاح / وبها ضاء سراجي
قام المليح بها يدندن بابتهاج / واهب السر لراجي
هذا مقام القرب في نص الكتاب / ما به شوب ارتياب
نادى المؤذن في منارات اليقين / من ترى منك يقيني
فلقد خلوا بي في حمى الحصن الحصين / فهوى المحبوب ديني
إن الصلاة لوجه حبي كل حين / وحي جبريل الأمين
وإليه من أغياره أبدا متابي / إنه كان ثوابي
سرٌّ سرى في الكائنات بلا حلول / بين هاتيك الطلول
فتقاصرت عن فهمه كل العقول / وإشارات النقول
من كان مشغوفا بأقمار الأفول / قلبه قلب جهول
وهو الذي مما يحاول في عذاب / تحت أستار القباب
بالجزع بين ربا المنازل فالمصلى / ركع الصب وصلَّى
وجمال وجه حبيبنا فينا تجلى / وبما شاء تحلى
يهنيك يا من في محاسنه تملى / وعن الغير تخلى
حتى انقضى ما بيننا وقت العتاب / ومضى يوم الحساب
هذا المقام مقام ربات الخدور / حضرات كالبدور
فارفع قليلا عنك أطراف الستور / وتملَّى بالحضور
واكشف عن الغيب المقدس حجب نور / قد تجلى فوق طور
وتحقق المطلوب بالأمر المهاب / فيك منه ليث غاب
وعلى الرسول صلاة ربي مع سلامي / سيد الرسل الكرام
ماراق من عبد الغني طيب الكلام / في تقاسيم النظام
والآل والأصحاب أهل الإحتشام / من بهم نلت مرامي
والسالكين بمقتضى هذا الخطاب / في محجات الصواب
حرم آمنٌ لكعبة قلبي
حرم آمنٌ لكعبة قلبي / أنا فيه مخطوف عقل ولب
هائم أطلب الوجود فألقى / حجباً أسدلت ببعد وقرب
وهو فينا مظاهر ومجالي / إن سلكنا به مسالك حب
يا بني قومنا قفوا بحمانا / واصحبونا وشاركونا بشرب
هذه طلعة الحبيب جهارا / تجمع الحسن للنواظر تسبي
أنا شَرْقٌ لشمسها فاجتلوني / ليس عني يوماً تميل لغرب
أنا ربي بما أقول عليم / حيث بي كان قائلاً أنا ربي
كل لطف من لطفه مستعار / وهو عني على الحقيقة يبني
كنته حين كانني فاستوينا / في ترجي اللقا وتفريج كربي
وهي روح مهبها ذات أمر / وأنا هائم بذاك المهب
وإذا ما ناديت أطلب أمراً / فهي بي ذلك النداء تلبي
فاعروفوني بها ولا تعرفوها / بي فستر الوجود ذلك دأبي
رح يا أنا يا فاسد التركيبِ
رح يا أنا يا فاسد التركيبِ / يا حائلاً بيني وبين حبيبي
يا غيمة سترت ضياء الشمس عن / عين الشهود وأبعدت تقريبي
يا ليتني بك لم أكن متستراً / في زي أسود بالسوى غربيب
أنت الذي أثقلتني ومنعتني / عن أن أفوز من العلا بنصيب
مع أنك البرق اللموع من الحمى / لكن جمودك معجِمٌ تعريبي
فأنا الكثيف ومن شغفت بحبه / ذاك اللطيف عليك فهو حبيبي
جسم بليت به كليل مظلم / من حكم طبع سائق للهيب
نشأت به نفس تكامل جهلها / فخلت من التثقيف والتأديب
فكأنه وكأنها لما أبت / رشداً كنيسة راهب بصليب
لولا العناية هكذا هي لم تزل / طبق الملام ومقتضى التأنيب
لكن أنار الله مصباح الهدى / فيها بفتح للغيوب قريب
وأحالها شمساً تشعشع نورها / بعد الجمود بسرعة التقليب
والروح من أمر الإله ككوكب / دبَّ الضيا منه بغير دبيب
روح شريف حكمه متناسق / فينا بأنواع من التهذيب
وهو الذي يروي لنا خبر الحمى / وتفوح فينا منه نفحة طيب
فأنا الذي أبدو كملعة بارق / عن غيب أمر الله بالترتيب
وأنا الذي قد صرت روحاً ظاهراً / في كل هيكل سائل ومجيب
أبدا أحن إلى حقيقة منشئى / مني بقلب في الكمال منيب
والأمر أمر الله ليس لغيره / من ذاك شيء يا ذوي التقريب
أيها الطالع من مشرق أفلاك الغيوب
أيها الطالع من مشرق أفلاك الغيوب / أيها النازل في خيمات أنوار القلوب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي
نفحت ريحانة الأسرار من روض اللقا / فسكرنا بشميم الطيب من ذاك الهبوب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي
لي بنجد فالنقا فالسفح من وادي مِنى / جيرة وجدي بهم يجلو عن القلب الكروب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي
لا تلمني يا عذولي في هوى الغيد الحسان / إن ديني واعتقادي بالذي خلف الجيوب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي
وجه محبوبي تبدى فانمحى كل السوى / واستوى مني على عرشي بلا مسِّ لغوب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي
كل من يعرض عنا هو في نار الجفا / والذي يرغب فينا كفرت عنه الذنوب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي
عشقنا العشق المصفى من تصاوير الورى / فاشربوا يا قوم منه إنه في كل كوب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي
يا نداماي رويداً سكر الكاس بنا / وانثنى الكوب علينا وهو نشوان طروب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي
إن صحوي بعد سكري هو صحوي في الهوى / حيث شمس الذات مني ما لها عني غروب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي
وعلى طه صلاة الله مني والسلام / كلما عبد الغني لذَّ لُهْ طعمُ اللبوب
يا ظاهر في قلبي / ارفق بي