المجموع : 10
لئنْ كانَ يهديني الغُلامُ لوجهتي
لئنْ كانَ يهديني الغُلامُ لوجهتي / ويقتادُني في السير إذْ أنا راكبُ
لقد يَستضيءُ القومُ بي في أمورهم / ويخبو ضياءُ العين والرأيُ ثاقبُ
مدحتُ الأمير الفتحَ أطلُبُ عُرفَهُ
مدحتُ الأمير الفتحَ أطلُبُ عُرفَهُ / وهل يُستزادُ قائلٌ وهو راغبُ
فأفنى فنونَ الشعر وهي كثيرةٌ / وما فنيتْ آثارُه والمناقبُ
في كل يوم لي ببابك وقفةٌ
في كل يوم لي ببابك وقفةٌ / أطوي إليها سائر الأبواب
فإذا حضرت وغبتُ عنك فإنه / ذنبٌ عقوبتُهُ على البوَّابِ
أقمتُ ببابك في جفوةٍ
أقمتُ ببابك في جفوةٍ / يُلوِّن لي قولَه الحاجبُ
فيطمعني تارةً في الوصول / وربَّتَما قال لي راكبُ
فاعلم عند اختلاف الكلام / وتخليطه أنَّه كاذبُ
وأعزم عزماً فيأبى عليّ / امضاءَه رأيي الثاقبُ
وأني أراقب حتى يثو / بَ للحرِّ من رأيه ثائبُ
فإن تعتذرْ تُلِفِني عاذراً / صَفوحاَ وذاك هو الواجبُ
وإلا فإني إذا ما الحبا / ل رَثَّتْ قُواها لها قاضبُ
أبو جعفرٍ كالناس يرضى ويغضبُ
أبو جعفرٍ كالناس يرضى ويغضبُ / ويبعدُ في كل الأمور ويقربُ
ولكنْ رضاه ليس يُجدي قلامةً / فما فوقه إذْ سخطُهُ ليس يُرهبُ
لو تَخيَّرتُ ما هَوِيتُ ولو مُلّ
لو تَخيَّرتُ ما هَوِيتُ ولو مُلّ / كتُ أمري عرفتُ وجهَ الصواب
لم يشنها استحالةُ اللون عندي / أنها صبغة كلون الشباب
غناؤكِ عندي يُميت الطَرَبْ
غناؤكِ عندي يُميت الطَرَبْ / وضربُك بالعود يُحيي الكُرَبْ
ولم أرَ قبلكِ من قَيْنةٍ / تُغنِّي فأحسَبُها تنتحبْ
ولا شاهدَ الناسُ أنسيّةً / سواك لها بَدَنٌ من خشبْ
ووَجْهٌ رقيبٌ على نفسه / يُنفِّرُ عنه عيونَ الرّيب
فكيف تصُدِّين عن عاشق / يَوَدُّكِ لو كان كلباً كَلبْ
ولو مازجَ النارَ في حَرِّها / حديثُكَ أخْمَد منها اللَّهب
أسكرتني سكراً بغير شرابِ
أسكرتني سكراً بغير شرابِ / وأتتْ إذْ أتتْ بأمر عُجابِ
لم تُرجِّعْ بآيةٍ من كتاب الل / ه حتى نَسيتُ أُمَّ الكتابِ
أذكرتني بصوتها صوتَ داو / د يُقَرِّي الزَّبور في المحرابِ
آبَ أمرُ الإسلام خيرَ مآبهْ / وغدا الملكُ ثابتاً في نصابهْ
مستقرّاً قرارُهُ مطمئناً / آهلاً بعد نأيه واغترابهْ
فاحمد الله وحده والتمس بالعفو / عمن هفا جزيل ثوابهْ
في كلّ يومِ لي ببابكَ وَقْفَةٌ
في كلّ يومِ لي ببابكَ وَقْفَةٌ / أطوي إليها سائرَ الأبوابِ
فإذا لقيتُكَ رُحْتُ قد رَوَّحْتُ عن / قلبي الهموم وأُبْتُ غير مآبِ
وإذا حَضَرْتُ وغبتُ عنك فإنَّهُ / ذنبٌ عُقوبَتُهُ على البوَابِ
أعليٌّ أنك قد شَغَلْتُ بنعمةٍ / قَدَّمْتَها شكري وحُسْنَ ثوابي
لكن رأيتُكَ قد خصصتَ عصابةً / وعَمَمْتَني لست لهم أسبابي
فإذا انفردت رأيتُ شكركًَ واجباً / وإذا اجتمعنا كنتُ كالمرتابِ
رأيتُكَ يا ابنَ أبي كاملٍ
رأيتُكَ يا ابنَ أبي كاملٍ / كثيرَ الرواية جمّ الكُتُبْ
عليماً بأخبار هذا الزمان / وأحوال عُجْمهم والعَرَبْ
تُمَيِّز مختلفات الخِلال / ما عِيبَ منها وما لم يُعَبْ
فتأتي الذي أنت أولى به / وتجتنبُ الخُلقَ المُجْتَنَبْ
فهل جاز عندكَ أو هل يجوزُ / أن يَرْجِعَ الحُرُّ فيما وَهَبْ
ولا سيّما في الذي يبتديه / قبلَ السُّؤالِ وقبلَ الطَّلَبْ
وَهَبْتَ لنا خِطَّةً من يكُنْ / بها نازلاً فهو كالمغتربْ
بناحيةٍ بعدتْ أن تُزار / إلاّ بحمل الأذى والتَعَبْ
وإلاّ على رِقْبةٍ في المسير / وخوفٍ على النفس دون السّلَبْ
تنال بها الزادَ إن نِلْتَهُ / بعيدَ المدى عَسِرَ المجتلبْ
وتستعذبُ الماء عن ليلتين / إذا ما السّحاب بها لم يَصُبْ
فقُمْنا بشكرك في العالمين / وسارَ القريضُ به والخُطبْ
وشُبْنا لنبلُغَ جُهْدَ الثناءِ / صدق الحديث ببعض الكذب
كأنك بوّأتنا منزلاً / عتيداً به لامرئٍ ما أحَبْ
مُحيطاً بما تشتهيه النفوس / يرى رغبةً دُونه من رَغب
فَبَيْنا نقدِّر فيه البناء / ونسأل كيف يُباع الخَشَبْ
لنشرعَ في الأمر ما راعنا / سوى بدوةِ لك لم تُحتَسب
أفي الدين عندك هذا الفعال / أم في المروة أم في الأدب
وماذا نقول لإخواننا / إذا قال قائلهم ما السبب
فإنك تعْلَمُ ما في الجواب / ولا يقنعونَ إذا لم نُجِبْ