المجموع : 8
لَعَمْري لَقَدْ حَكَّتْ رَحَى الحرب بَعْدَما
لَعَمْري لَقَدْ حَكَّتْ رَحَى الحرب بَعْدَما / أطارَتْ لُؤَيّاً قَبْلُ شَرْقاً وَمُغْرِبا
بَقِيَّةَ آلِ الكاهنينَ وعَزَّها / فَعادَ ذَليلاً بَعْدَ ما كان أَغْلَبا
فَطَاحَ سَلامٌ وابنُ سَعْيَةَ عَنْوةً / وقيدَ ذَليلاً للمنايا ابن أخطبا
وأجْلَبَ يَبْغي العِزَّ والذلَّ يَبْتضغي / خِلافَ يَدَيْه ما جَنَى حِينَ أَجْلبا
كتارِكِ سَهْلِ الأرْضِ والحَزْنُ هُمُّهُ / وَقَدْ كانَ ذا في الناسِ أَكْدَى وَأَغْلَبا
وَشَأْسٌ وَعَزّالُ وَقَدْ صُلِيَا بِها / وما غُيِّبا عَنْ ذاكَ فِيمْنَ تَغَيَّبا
وَعَوْفُ بنُ سَلْمى وابنُ عوفٍ كلاهما / وكَعْبٌ رئيسُ القَومِ حانَ وخُيِّبا
فبُعْداً وَسُحْقاً للنَّضِير ومِثْلُها / إِنِ أعْقَبَ فَتْحٌ أَو إنِ اللهُ أَعْقَبَا
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنّي كَعْبُ
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنّي كَعْبُ /
مفرَّحُ الغَمَّا جريءٌ صُلْبُ /
إذ شَبَّتِ الحربُ تلتْها الحربُ /
معي حُسَامٌ كالعَقيقِ عَضْبُ /
نَطؤُكُمْ حَتّى يُذَلَّ الصَّعْبُ /
نُعطي الجزاءَ أو يفيء النَّهْبُ /
بكفِّ ماضٍ لَيْسَ فيه عَتْبُ /
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنّي مَرْحَبْ
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنّي مَرْحَبْ /
شَاكٍ سلاحي بَطَلٌ مُجَرَّبْ /
إذا الليوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبْ /
وأحْجَمَتْ عَنْ صولةِ المغَلَّبْ /
سَائِلْ قريشاً غداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدِ
سَائِلْ قريشاً غداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدِ / ماذا لَقِينا وما لاقوا من الهَرَبِ
كنّا الأُسُودَ وكانوا النُّمورَ إذ زَحَفُوا / ما إنْ نراقِبْ مِنْ آلٍ ولا نَسَبِ
فَكَمْ تَرَكْنا بِها مِنْ سَيِّدٍ بَطَلٍ / حامي الذِمارِ كريمِ الجَدّ والحَسبِ
فِينا الرسُولُ شِهابٌ ثُمَّ يَتْبَعُهُ / نُورٌ مُضيءٌ لَهُ فَضْلٌ على الشُّهُبِ
الحَقُّ مَنْطِقُهُ والعَدْل سِيرَتُهُ / فَمَنْ يُجبْهُ إليهِ يَنْجُ مِنْ تَبَبِ
نَجْدُ المقدَّمِ ماضي الهمِّ مُعْتَزِمٌ / حينَ القلوبُ على رجفٍ منَ الرُّعُبِ
يَمْضي ويذْمرُنَا عَنْ غيرِ مَعْصِيةٍ / كأَنَّه البَدْرُ لم يُطْبَعْ على الكَذِبِ
بَدَا لنا فاتَّبَعْناهُ نُصَدِّقُهُ / وَكَذَّبه فكُنَّاأسْعَدَ العَربِ
جالُوا وجُلْنا فَمَا فَاؤوا وما رَجَعوا / ونَحْنُ نَثْفُنُهُمْ لَمْ نَأْلُ في الطلبِ
ليسَا سواءً وشتَّى بين أمِرهمَا / حِزْبُ الإلهِ وأهْلُ الشِّركِ والنُّصبِ
أبْقَى لنا حَدَثُ الحروبِ بَقِيَّةً
أبْقَى لنا حَدَثُ الحروبِ بَقِيَّةً / مِنْ خَيْرِ نِحْلَةِ رَبِّنا الوَهَّابِ
بيضاءَ مُشْرِفةَ الذُّرَى وَمَعاطناً / صُمَّ الجذوعِ غَزيرةَ الأَحْلابِ
كاللُّوبِ يُبذل جمُّها وحَفيلُها / للجارِ وابنِ العمِّ والمنتابِ
ونزائعاً مثلَ السِّراحِ نَما بها / علَفُ الشَّعيرِ وجِزَّةُ المقضابِ
عَرِيَ الشَّوى مِنها وأرْدَفَ نَحْضَها / جُرْدُ المُتونِ وسائِرُ الآرابِ
قُوداً تُراحُ إلى الصيَّاحِ إذا غَدَتْ / فِعْلَ الضِّراءِ تَراحُ للكلاّبِ
وتحوطُ سائمةَ الدّيارِ وتارَةً / تُرْدِي العِدَى وتَؤُوبُ بالأَسْلابِ
حوشُ الوحوشِ مطارَةٌ عِنْدَ الوَغَى / عُبْسُ اللّقاءِ مُبِينَةُ الأَنْجابِ
عُلِفَتْ على دَعَةٍ فصارَتَ بُدَّناً / دُخْسَ البَضِيعِ خَفِيفَةَ الأَقْصابِ
يَغْدونَ بالزَّغْفِ المُضاعفِ شَكَّهُ / وبمُتْرصَاتٍ في الثقافِ صِيَابِ
وصوارمٍ نَزَعَ الصَّيَاقِلُ غَلبَها / وَبِكلِّ أرْوَعَ ماجدِ الأَنْسَابِ
يَصِلُ اليمينَ بمارنٍ متقاربٍ / وُكِلَتْ وَقيعَتُهُ إلى خَبَّابِ
وأعزَّ أزْرَقَ في القناةِ كَأَنَّهُ / في طُخْيةِ الظَّلْماءِ ضَوْءُ شِهابِ
وكتيبةٍ ينفي القِرَانَ قتيرُهَا / وتَرُدُّ حدَّ قَوَاحزِ النُّشَّابِ
جَأْوي مُلملَمَةٍ كأَنَّ رِمَاحَها / في كلِّ مُجْمَعَةٍ ضريمةُ غابِ
يَأْوي إلى ظِلِّ اللّواءِ كأَنَّهُ / في صَعْدَةِ الخَطّيّ فَيْءُ عُقابِ
أعْتَبَ أبا كَربٍ وأعْيَتْ تُبَّعاً / وأَبتْ بَسالتُها على الأَعرابِ
ومواعِظٍ مِنْ رَبِّنا نُهدي بها / بِلسانِ أزهرَ طيّبِ الأثوابِ
عُرِضَتْ عَلَينا فاشْتَهَينا ذِكْرَهَا / مِنْ بَعْدِ ما عُرِضَتْ على الأَحْزابِ
حِكْماً يراها المجرمونَ بِزَعْمِهِمْ / حَرَجاً ويَفْهَمُها ذَوُو الأَلْبابِ
جاءَتْ سَخينةُ كي تُغالِبَ رَبَّها / فَلْيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ
أُقاتِلُ حَتِّى لا أَرَى لي مُقاتِلاً
أُقاتِلُ حَتِّى لا أَرَى لي مُقاتِلاً / وأَنْجُو إذا غُمَّ الجبانُ مِنَ الكَرْبِ
وأَغْضُوا عَنِ الفَحْشاءِ لا تَعْرِضُوا لها
وأَغْضُوا عَنِ الفَحْشاءِ لا تَعْرِضُوا لها / ولا تَطْلُبُوا حَرْبَ العَشِيرَةِ بالقَلْبِ
ولا تَقْضِبُوا أَعْراضَهَمُ في وُجُوهِهِمُ / ولا تَلْمسُوها في المجالسِ والرَّكْبِ
ولا تَأكُلُوا مالاً بإِثْمٍ ولا تَكُنْ / مُعانِدُهُ بالتُّرَّهاتِ وبِالغَضْبِ
إذا قَصُرَتْ أسيافُنا كانَ وَصْلُها
إذا قَصُرَتْ أسيافُنا كانَ وَصْلُها / خُطَانَا إلى أعْدَائِنَا فَنُضَارِبِ