القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَديع الزَّمان الهَمَذاني الكل
المجموع : 15
عليّ أن لا أريح العيش والقتبا
عليّ أن لا أريح العيش والقتبا / وألبس البيد والظلماء واليَلَبا
وأترك الخود معسولاً مقبلها / وأهجر الكأس تغذو شربها طربا
حسبي الفلا مجلساً والبوم مطربة / والسير يسكرني من مسه تعبا
وطفلة كقضيب البان منعطفاً / إذا مشت وهلال الشهر منتقبا
تظل تنثر من أجفانها حبباً / دوني وتنظم من أسنانها حببا
قالت وقد علقت ذيلي تودعني / والوجد يخنقها بالدمعِ منسكبا
لا دَرَّ دَرّ المعالي لا يزال لها / برق يشوقك لا هوناً ولا كثبا
يا مُشرعاً للندى عذباً موارده / بيناه مبتسم الأرجاء إذ نضبا
اطلعت لي قمراً سعداً مطالعه / حتى إذا قلت يجلو ظلمتي غربا
كنت الشبيبة أبهى ما دجت درجت / وكنت كالورد أذكى ما أتى ذهبا
استودع اللّه عيناً تنتحي دفعاً / حتى تؤوب وقلباً يرتمي لهبا
وظاعناً أخذت منه النوى وطراً / من قبل أن أخذت منه المنى أربا
فقلت ردي قناع الصبر إن لنا / إليك أوبة مشتاق ومنقلبا
أبى المقام بدارِ الذل لي كرم / وهمة تصل التخويد والخببا
وعزمة لا تزال الدهرَ ضاربةً / دون الأمير وفوق المشتري طنبا
يا سيد الأمراء افخر فما ملكٌ / إلا تمناك مولى واشتهاك أبا
إذا دعتك المعالي عُرْفَ هامتها / لم ترض كسرى ولا من قبله ذنبا
أين الذين أعدّوا المال من ملكٍ / يرى الذخيرة ما أعطى وما وهبا
ما السيفُ محتطماً والسيلُ مُرتكماً / والبحر ملتطماً والليل مقتربا
أمضَى شبا منك أدهى منك صاعقة / أجدَى يميناً وأدنى منك مطلبا
وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا / لو كان طلق المحيَّا يُمطر الذهبا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت / والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
يا مَن يراه ملوك الأرض فوقهم / كما يرون على أبراجها الشُّهبا
لا تكذبَنَّ فخير القول أصْدقه / ولا تهابنَّ في أمثالها العَربا
فما السموءَلُ عهداً والخليل قِرى / ولا ابن سُعدى ندى والشنفري غلبا
من الأمير بمعشار إذا اقتسموا / مآثر المجد فما أسلفوا نَهَبا
ولا ابن حُجر ولا الذبيان يعشرني / والمازني ولا القيسي منتدبا
هذا لركبته هذا لرهبته / هذا لرغبته هذا إذا طربا
لا يغرنك الذي
لا يغرنك الذي / أنا فيه من الطلبْ
أنا في ثروة تشق / لها بردة الطرب
أنا لو شئت لاتخذ / تُ سقوفاً من الذهب
أنا طوراً من النبيط / وطوراً من العرب
كذا من شام بارقة العذاب
كذا من شام بارقة العذاب / ومنته المنى رشف الرضاب
يلاقي الدهر مصفر الحواشي / ويرعى العيش مغبر الجناب
أأن قدح الصبا في الأفق ناراً / تركت الجفن مخضلَّ السحاب
أأن سجع الحمام طربت وجداً / وعادتك العوائد من رَباب
أوجداً سرْع هذا واكتئابا / حلفت لتوكلَن بغير نابِ
ألم أنذرك عن طلب الصبايا / ألم أخبرك عن نكدِ التصابي
حياءك يا حمام وبعضَ هذا / لعل جميع ما بك بعض ما بي
فقدت حمامة وفقدتُ ليلى / وأسود مثل خافية الغُرابِ
أليس الشيب أغزاني جيوشاً / فآبت بالسبايا من شبابي
أليس الدهر غير في عذاري / بوفديه وذلك من مُصابي
فعللني بأعذب من شرابِ / وأخلفني بأكذب من سرابِ
وقاريّ القميص له ذماء / تقطع دونه مهج الضَّبابِ
حذاريّ الجناح أرقت فيه / لغير حزازة ولغير عابِ
ولما أسمع القاضي نداء / وأعجلني المثول عن الجوابِ
حباني من قريضك عقد در / وأسمعني به فصل الخطابِ
نسيباً لو تجسم مجتناه / لضمن حلية صدر الكعاب
ومدحاً لو يصيب على المساوي / لعدن مساعياً وشك انقلاب
ولفظاً كنت أحسبه شروداً / تحاوَلُ دونه عصم الهضاب
ومعنى كنت أعهده نفوراً / عن الألباب أحذر من غُرابِ
قواف تُستطاب إذا أعيدت / وحسبك من معاد مُستطابِ
وليت نشيدها وجلوت منها / على الأسماعِ أبكار النقابِ
وظلت أذوب في يدها اهتزازاً / وكدت أشق من طرب ثيابي
وصرت إذا سردت البيت منها / لفرطِ العجب أخرج من إهابي
فظنك في سواي وتلك حالي / ووهمك في الجميعِ وذاك دابي
وكُلفت الجواب فقلت غُنم / لعمر أبيك لم يك في حسابي
ولولا ما أؤكد من ذمامِ / يقل له نشاطي وانتدابي
أخا العشرين أنت من المعالي / بمنزلةِ الْحُسامِ من القرابِ
تراضعنا معاً ثدي الليالي / وذلك بيننا رحم انتسابِ
فرأيك في مطالبتي إذا ما / نشطت فإنه عين الصوابِ
أخوان من أمٍّ وأبْ
أخوان من أمٍّ وأبْ / لا يفتران عن الشغَبْ
ما منهما إلا ضن / يشكو معاناة الدَّأبْ
وكلاهما حنق الفؤا / دِ على أخيه بلا سببْ
يغريهما بالشرِّ سبط / الريح وابن أبي الخشب
ما منهما إلا به / شرط اليبوسة والْحَرَبِ
فلنا بصلحهما ردى / ولنا بحربهما نشبْ
يا أيها الملك الذي / في كل خطب ينتدبْ
أخرجه إخراج الذكي / فقد وصفت كما وجبْ
يقولون لي لا تحب الوصيَّ
يقولون لي لا تحب الوصيَّ / فقلت الثرى بفمِ الكاذبِ
أحب النبي وأهل النبي / وأختص آل أبي طالبِ
وأعطي الصحابة حق الولاء / وأجري على السَّنن الواجبِ
فإن كان نصباً ولاء الجميع / فإني كما زعموا ناصبي
وإن كان رفضاً ولاء الوصي / فلا يبرح الرفض من جانبي
فللّه أنتم وبهتانكم / وللّه من عجب عاجبِ
فلو كنتم من ولاءِ الوصي / على العجب كنت على الغاربِ
يرى اللّه سري إذا لم تروه / فلم تحكمون على غائبِ
ألا تنظرون لرشد معي / ألا تَهتدون إلى اللّه بي
أيرجو الشفاعة من سبهم / بل المثل السوء للضاربِ
أعز النبي وأصحابه / فما المرء إلا مع الصاحبِ
حنانيك من طمع بارد / ولبيك من أمل خائبِ
تمنوا على اللّه مأمولكم / وخُطُّوه في الْجَمد الذائبِ
نعم قبّح الشتم من مذهب / وشتّامة القومِ من ذاهبِ
له في المكارمِ قلب الجبانِ / وفي الشُّبهات يد الخاطبِ
قبحاً لهذا الزمان ما أربُه
قبحاً لهذا الزمان ما أربُه / في عمل لا يلوح لي سببه
ماذا عليهِ من الكرامِ فما / تظهر إلاَّ عليهمُ نوبه
ألم يجد في سواكم سَعة / ممن يسوَّى برأسهِ ذنبه
لا يعرف الضيفُ أين منزله / ولا يرى المجد أين منقلَبه
ما لي أرى الحر ذاهباً دمه / ولا أرى النذل ذاهباً ذهبه
أفلح من لؤمه وسيلته / وليس ينجو من جُرمه حسبه
من شاء أن لا يناله زمن / فليكن العرض جُلّ ما يهبه
أراحنا اللّه منك يا زمناً / أرْعنَ يصطاد صقره حَزَبُه
يا ساغباً جائع الجوارح لا / يسكن إلا بفاضلٍ سغبه
يا ضرماً في الأنامِ متقداً / والجود والمجد والندى حطبه
يا صائداً والعلى فريستُه / وناهباً والجمال مُنْتَهَبه
يا سادتي لا تكن عظامكمُ / لعضة الدهر إن يَهِج كلبه
فالدهر لونان لا يدوم على / حال سريع بالناسِ مضطَرَبه
أتى بخيرٍ لم تَرتقبه كذا / أتى بشرٍ وليس تحتسبُه
رعاكم اللّه وهو حسبُكُم / من زمنٍ لم يِغبّنا عَجَبه
ما أقرب النصر من رجائكمُ / إن يشأ اللّه ترتفع حُجُبه
وابأبي أنت وذاك الشنب
وابأبي أنت وذاك الشنب / والويل من غنجك لي والْحَرَبْ
يا شُغلاً جاء ولم يُنتظر / وآفةً حلّت ولم تُرتقب
لم تَضْنَ ألحاظك هذا الضنى / إلا ومنهن لِحَيْني سبب
أخوان مصطلحان صلح عتابِ
أخوان مصطلحان صلح عتابِ / متعانقان تعانق الأحبابِ
كل يباعد عن أخيه رأسه / دَلاًّ عليه أي بأني الآبي
يحكيهما في الشكل لام لفٍ جرت / في خطة يد حاذق الكُتاب
حتى إذا أكرمت منا واحداً / فله الإهانة لا من استيجاب
شيء يسرك عكسه ويسرني / إن كنت منفذه يدى أصحابي
وشاكية تكذبُ
وشاكية تكذبُ / تئن ولا تتعبُ
مؤخرها محرج / مقدَّمها سبسبُ
وأولها حية / وآخرها عقرب
تعد ليوم القرى / وساعةَ ما تغضب
وتُركب لكنها / إلى راحة تركب
وتذهب لكنها / إلى الحين لا تذهب
وتكتب لكنها / بلا قلم تكتب
كصدغه إذ تعقرب
كصدغه إذ تعقرب / وقده إذ تنصب
وبعد ذلك ظهري / من الهوى قد تحدب
ما طَفْلة ليس سوى إهابها
ما طَفْلة ليس سوى إهابها / يفرشها المرء ولا يحظى بها
تُلاصِق الخد وذا من دابها / شَبعى وإن لم تعتلف بنابها
قد ملأت حاشيتي جرابها / أُخرج وإلا كلنا قمنا بها
مولاي إن عُدْت ولم ترضَى لي
مولاي إن عُدْت ولم ترضَى لي / أن أشرب البارد ولم أشربِ
إمتط خدي وانتعل ناظري / وصد بكفي حُمَة العقربِ
تاللّه ما أنطق عن كاذبٍ / فيك ولا أبرق عن خلبِ
فالصفو بعد الكدر المعتري / كالصحوِ بعد المطرِ الصيّب
إن أجتن الغلظة من سيد / فالشوك عند الثمرِ الطيب
أو نقد الزور على ناقدِ / فالخمر قد تُعصب بالثيبِ
فؤادك أين سباه بماذا
فؤادك أين سباه بماذا / بمقلته مَنْ غزال رَبيبْ
سِلاَباً نعم أين وسط الطريق / متى اليوم هذا سلاب غريب
عجبت لمفتون يخلف بعده
عجبت لمفتون يخلف بعده / لوارثه ما كان يجمع من كسبِ
حووا ما له ثم استهلوا لقبره / ببادي بكاء تحته ضحِكُ القلب
وكلني بالهم والكآبة
وكلني بالهم والكآبة / طَعّانَةٌ لعانةٌ سَبَّابَهْ
للسلفِ الصالح والصحابَهْ / أساءَ سمعاً فأساء جابه
تأمَّلُوا يا كبراء الشيعة / لعشرةِ الإسلامِ والشريعه
أتستحلُّ هذه الوقيعة / في تبع الكفرِ وأهل البيعه
فكيفَ من صدقَ بالرسالهْ / وقام للدِّين بكُلِّ آلهْ
واحرز اللّه يد العقبى له / ذَلِكُمُ الصديقُ لا مَحَالَهْ
إمام من أُجمع في السقيفه / قطعاً عليهِ أنهُ الخليفهْ
ناهيكَ من آثاره الشريفه / في رَدِّهِ كيد بني حنيفه
سَلِ الجبالَ الشُّمَّ والبحارا / وسائلِ المنبر وَالْمَنَارَا
واستعلمِ الآفاقَ والأقطارا م / ن أظهر الدين بها شِعارا
ثم سَلِ الفرسَ وبيت النار / من الذي فَلَّ شبا الكفار
هل هذه البيضُ من الآثارِ / إلا لثاني المصطفى في الغارِ
وسائِلِ الإسلام من قوَّاهُ / وقال إذْ لم تَقُلِ الأفواهُ
واستنجز الوعدَ فأوْمى اللّهُ / من قامَ لما قعدوا إلا هو
ثاني النبي في سِني الولادهْ / ثانيهِ في القبر بلا وسادهْ
أتأمُلُ الجنة يا شتامهْ / ليست بمأواك ولا كرامَهْ
إنَّ امرأً أثنى عليه المصطفى / ثُمَّت والاَه الوصيُّ المرتضى
واجتمعت على معاليه الوَرَى / واختارهُ خليفةً رَبُّ العُلاَ
واتبعتهُ أُمَّةُ الأُمِّيِّ / وبايعتهُ راحةُ الوَصِيِّ
وباسمٍهٍ استسقى حَيَا الوسمي / ما ضرَّهُ هجو الخوارزميِّ
سبحان من لم يُلقمِ الصخرَ فمه / ولم يُعدهُ حجراً ما أَحْلَمَهْ
يا نذل يا مأبُونُ أفطِرت فمه / لشد ما اشتاقت إليك الحطمه
إن أميرَ المؤمنين المرتضى / وجعفر الصادِقَ أو مُوسَى الرِّضَى
لو سمعوك بالخنا مُعَرّضَا / ما ادَّخَروا عنك الحسامَ المنتضَى
ويلك لم تنج يا كلب القمر / ما لك يا مأبونُ تغتاب عُمَرْ
سيد من صامَ وحج واعتمر / صَرِّحْ بإلحادِكِ لا تمشي الخمرْ
يا مَنْ هجا الصِّدِّيق والفاروقَا / كيما يقيمَ عند قومٍ سُوقا
نفخت يا طبلُ عليْنا بوقا / فما لك اليومَ كذا موهوقاً
إنك في الطعنِ على الشيخين / والقدح في السَّيِّد ذي النورين
لواهِنُ الظهر سخين العين / معترضٌ للحين بعد الحين
هلا شغلت باستك المغلومه / وهامةٍ تحمِلُهَا ميشومه
هلا نهتك الوجنة الموشومه / عن مشتري الخلد ببئر رومه
كفى من الغيبة أدنى شمه / من استجاز القدح في الأئمّهْ
ولم يعظم أمناءَ الأُمَّهْ / فلا تلوموه ولومُوا أمَّهْ
ما لكَ يا نذل وللزكيَّهْ / عائشة الراضية المرضيهْ
يا ساقِطَ الغيرة والحمية / ألم تكن للمصطفى حظيَّهْ
من مبلغٌ عنِّي الخوارزميَّا / يخبره أنَّ ابنهُ عَليَّا
قد اشترينا مِنهُ لحمانيَّا / بشرطِ أَنْ يفهمنا المعنيَّا
يا أَسَدَ الخلوة خنزير الملا / مَا لَكَ في الجري تقود الجملا
يا ذَا الذي يثلبني إذا خلا / وفي الْخلا أطعِمُهُ ما في الخلا
وقُلتُ لَمَّا احتفل المِضمارُ / واحتفتْ الأسماعُ والأبصَارُ
سوفَ ترى إذَا انْجَلى الغبارُ / أفرسٌ تحتي أم حِمَارٌ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025