المجموع : 15
عليّ أن لا أريح العيش والقتبا
عليّ أن لا أريح العيش والقتبا / وألبس البيد والظلماء واليَلَبا
وأترك الخود معسولاً مقبلها / وأهجر الكأس تغذو شربها طربا
حسبي الفلا مجلساً والبوم مطربة / والسير يسكرني من مسه تعبا
وطفلة كقضيب البان منعطفاً / إذا مشت وهلال الشهر منتقبا
تظل تنثر من أجفانها حبباً / دوني وتنظم من أسنانها حببا
قالت وقد علقت ذيلي تودعني / والوجد يخنقها بالدمعِ منسكبا
لا دَرَّ دَرّ المعالي لا يزال لها / برق يشوقك لا هوناً ولا كثبا
يا مُشرعاً للندى عذباً موارده / بيناه مبتسم الأرجاء إذ نضبا
اطلعت لي قمراً سعداً مطالعه / حتى إذا قلت يجلو ظلمتي غربا
كنت الشبيبة أبهى ما دجت درجت / وكنت كالورد أذكى ما أتى ذهبا
استودع اللّه عيناً تنتحي دفعاً / حتى تؤوب وقلباً يرتمي لهبا
وظاعناً أخذت منه النوى وطراً / من قبل أن أخذت منه المنى أربا
فقلت ردي قناع الصبر إن لنا / إليك أوبة مشتاق ومنقلبا
أبى المقام بدارِ الذل لي كرم / وهمة تصل التخويد والخببا
وعزمة لا تزال الدهرَ ضاربةً / دون الأمير وفوق المشتري طنبا
يا سيد الأمراء افخر فما ملكٌ / إلا تمناك مولى واشتهاك أبا
إذا دعتك المعالي عُرْفَ هامتها / لم ترض كسرى ولا من قبله ذنبا
أين الذين أعدّوا المال من ملكٍ / يرى الذخيرة ما أعطى وما وهبا
ما السيفُ محتطماً والسيلُ مُرتكماً / والبحر ملتطماً والليل مقتربا
أمضَى شبا منك أدهى منك صاعقة / أجدَى يميناً وأدنى منك مطلبا
وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا / لو كان طلق المحيَّا يُمطر الذهبا
والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت / والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا
يا مَن يراه ملوك الأرض فوقهم / كما يرون على أبراجها الشُّهبا
لا تكذبَنَّ فخير القول أصْدقه / ولا تهابنَّ في أمثالها العَربا
فما السموءَلُ عهداً والخليل قِرى / ولا ابن سُعدى ندى والشنفري غلبا
من الأمير بمعشار إذا اقتسموا / مآثر المجد فما أسلفوا نَهَبا
ولا ابن حُجر ولا الذبيان يعشرني / والمازني ولا القيسي منتدبا
هذا لركبته هذا لرهبته / هذا لرغبته هذا إذا طربا
لا يغرنك الذي
لا يغرنك الذي / أنا فيه من الطلبْ
أنا في ثروة تشق / لها بردة الطرب
أنا لو شئت لاتخذ / تُ سقوفاً من الذهب
أنا طوراً من النبيط / وطوراً من العرب
كذا من شام بارقة العذاب
كذا من شام بارقة العذاب / ومنته المنى رشف الرضاب
يلاقي الدهر مصفر الحواشي / ويرعى العيش مغبر الجناب
أأن قدح الصبا في الأفق ناراً / تركت الجفن مخضلَّ السحاب
أأن سجع الحمام طربت وجداً / وعادتك العوائد من رَباب
أوجداً سرْع هذا واكتئابا / حلفت لتوكلَن بغير نابِ
ألم أنذرك عن طلب الصبايا / ألم أخبرك عن نكدِ التصابي
حياءك يا حمام وبعضَ هذا / لعل جميع ما بك بعض ما بي
فقدت حمامة وفقدتُ ليلى / وأسود مثل خافية الغُرابِ
أليس الشيب أغزاني جيوشاً / فآبت بالسبايا من شبابي
أليس الدهر غير في عذاري / بوفديه وذلك من مُصابي
فعللني بأعذب من شرابِ / وأخلفني بأكذب من سرابِ
وقاريّ القميص له ذماء / تقطع دونه مهج الضَّبابِ
حذاريّ الجناح أرقت فيه / لغير حزازة ولغير عابِ
ولما أسمع القاضي نداء / وأعجلني المثول عن الجوابِ
حباني من قريضك عقد در / وأسمعني به فصل الخطابِ
نسيباً لو تجسم مجتناه / لضمن حلية صدر الكعاب
ومدحاً لو يصيب على المساوي / لعدن مساعياً وشك انقلاب
ولفظاً كنت أحسبه شروداً / تحاوَلُ دونه عصم الهضاب
ومعنى كنت أعهده نفوراً / عن الألباب أحذر من غُرابِ
قواف تُستطاب إذا أعيدت / وحسبك من معاد مُستطابِ
وليت نشيدها وجلوت منها / على الأسماعِ أبكار النقابِ
وظلت أذوب في يدها اهتزازاً / وكدت أشق من طرب ثيابي
وصرت إذا سردت البيت منها / لفرطِ العجب أخرج من إهابي
فظنك في سواي وتلك حالي / ووهمك في الجميعِ وذاك دابي
وكُلفت الجواب فقلت غُنم / لعمر أبيك لم يك في حسابي
ولولا ما أؤكد من ذمامِ / يقل له نشاطي وانتدابي
أخا العشرين أنت من المعالي / بمنزلةِ الْحُسامِ من القرابِ
تراضعنا معاً ثدي الليالي / وذلك بيننا رحم انتسابِ
فرأيك في مطالبتي إذا ما / نشطت فإنه عين الصوابِ
أخوان من أمٍّ وأبْ
أخوان من أمٍّ وأبْ / لا يفتران عن الشغَبْ
ما منهما إلا ضن / يشكو معاناة الدَّأبْ
وكلاهما حنق الفؤا / دِ على أخيه بلا سببْ
يغريهما بالشرِّ سبط / الريح وابن أبي الخشب
ما منهما إلا به / شرط اليبوسة والْحَرَبِ
فلنا بصلحهما ردى / ولنا بحربهما نشبْ
يا أيها الملك الذي / في كل خطب ينتدبْ
أخرجه إخراج الذكي / فقد وصفت كما وجبْ
يقولون لي لا تحب الوصيَّ
يقولون لي لا تحب الوصيَّ / فقلت الثرى بفمِ الكاذبِ
أحب النبي وأهل النبي / وأختص آل أبي طالبِ
وأعطي الصحابة حق الولاء / وأجري على السَّنن الواجبِ
فإن كان نصباً ولاء الجميع / فإني كما زعموا ناصبي
وإن كان رفضاً ولاء الوصي / فلا يبرح الرفض من جانبي
فللّه أنتم وبهتانكم / وللّه من عجب عاجبِ
فلو كنتم من ولاءِ الوصي / على العجب كنت على الغاربِ
يرى اللّه سري إذا لم تروه / فلم تحكمون على غائبِ
ألا تنظرون لرشد معي / ألا تَهتدون إلى اللّه بي
أيرجو الشفاعة من سبهم / بل المثل السوء للضاربِ
أعز النبي وأصحابه / فما المرء إلا مع الصاحبِ
حنانيك من طمع بارد / ولبيك من أمل خائبِ
تمنوا على اللّه مأمولكم / وخُطُّوه في الْجَمد الذائبِ
نعم قبّح الشتم من مذهب / وشتّامة القومِ من ذاهبِ
له في المكارمِ قلب الجبانِ / وفي الشُّبهات يد الخاطبِ
قبحاً لهذا الزمان ما أربُه
قبحاً لهذا الزمان ما أربُه / في عمل لا يلوح لي سببه
ماذا عليهِ من الكرامِ فما / تظهر إلاَّ عليهمُ نوبه
ألم يجد في سواكم سَعة / ممن يسوَّى برأسهِ ذنبه
لا يعرف الضيفُ أين منزله / ولا يرى المجد أين منقلَبه
ما لي أرى الحر ذاهباً دمه / ولا أرى النذل ذاهباً ذهبه
أفلح من لؤمه وسيلته / وليس ينجو من جُرمه حسبه
من شاء أن لا يناله زمن / فليكن العرض جُلّ ما يهبه
أراحنا اللّه منك يا زمناً / أرْعنَ يصطاد صقره حَزَبُه
يا ساغباً جائع الجوارح لا / يسكن إلا بفاضلٍ سغبه
يا ضرماً في الأنامِ متقداً / والجود والمجد والندى حطبه
يا صائداً والعلى فريستُه / وناهباً والجمال مُنْتَهَبه
يا سادتي لا تكن عظامكمُ / لعضة الدهر إن يَهِج كلبه
فالدهر لونان لا يدوم على / حال سريع بالناسِ مضطَرَبه
أتى بخيرٍ لم تَرتقبه كذا / أتى بشرٍ وليس تحتسبُه
رعاكم اللّه وهو حسبُكُم / من زمنٍ لم يِغبّنا عَجَبه
ما أقرب النصر من رجائكمُ / إن يشأ اللّه ترتفع حُجُبه
وابأبي أنت وذاك الشنب
وابأبي أنت وذاك الشنب / والويل من غنجك لي والْحَرَبْ
يا شُغلاً جاء ولم يُنتظر / وآفةً حلّت ولم تُرتقب
لم تَضْنَ ألحاظك هذا الضنى / إلا ومنهن لِحَيْني سبب
أخوان مصطلحان صلح عتابِ
أخوان مصطلحان صلح عتابِ / متعانقان تعانق الأحبابِ
كل يباعد عن أخيه رأسه / دَلاًّ عليه أي بأني الآبي
يحكيهما في الشكل لام لفٍ جرت / في خطة يد حاذق الكُتاب
حتى إذا أكرمت منا واحداً / فله الإهانة لا من استيجاب
شيء يسرك عكسه ويسرني / إن كنت منفذه يدى أصحابي
وشاكية تكذبُ
وشاكية تكذبُ / تئن ولا تتعبُ
مؤخرها محرج / مقدَّمها سبسبُ
وأولها حية / وآخرها عقرب
تعد ليوم القرى / وساعةَ ما تغضب
وتُركب لكنها / إلى راحة تركب
وتذهب لكنها / إلى الحين لا تذهب
وتكتب لكنها / بلا قلم تكتب
كصدغه إذ تعقرب
كصدغه إذ تعقرب / وقده إذ تنصب
وبعد ذلك ظهري / من الهوى قد تحدب
ما طَفْلة ليس سوى إهابها
ما طَفْلة ليس سوى إهابها / يفرشها المرء ولا يحظى بها
تُلاصِق الخد وذا من دابها / شَبعى وإن لم تعتلف بنابها
قد ملأت حاشيتي جرابها / أُخرج وإلا كلنا قمنا بها
مولاي إن عُدْت ولم ترضَى لي
مولاي إن عُدْت ولم ترضَى لي / أن أشرب البارد ولم أشربِ
إمتط خدي وانتعل ناظري / وصد بكفي حُمَة العقربِ
تاللّه ما أنطق عن كاذبٍ / فيك ولا أبرق عن خلبِ
فالصفو بعد الكدر المعتري / كالصحوِ بعد المطرِ الصيّب
إن أجتن الغلظة من سيد / فالشوك عند الثمرِ الطيب
أو نقد الزور على ناقدِ / فالخمر قد تُعصب بالثيبِ
فؤادك أين سباه بماذا
فؤادك أين سباه بماذا / بمقلته مَنْ غزال رَبيبْ
سِلاَباً نعم أين وسط الطريق / متى اليوم هذا سلاب غريب
عجبت لمفتون يخلف بعده
عجبت لمفتون يخلف بعده / لوارثه ما كان يجمع من كسبِ
حووا ما له ثم استهلوا لقبره / ببادي بكاء تحته ضحِكُ القلب
وكلني بالهم والكآبة
وكلني بالهم والكآبة / طَعّانَةٌ لعانةٌ سَبَّابَهْ
للسلفِ الصالح والصحابَهْ / أساءَ سمعاً فأساء جابه
تأمَّلُوا يا كبراء الشيعة / لعشرةِ الإسلامِ والشريعه
أتستحلُّ هذه الوقيعة / في تبع الكفرِ وأهل البيعه
فكيفَ من صدقَ بالرسالهْ / وقام للدِّين بكُلِّ آلهْ
واحرز اللّه يد العقبى له / ذَلِكُمُ الصديقُ لا مَحَالَهْ
إمام من أُجمع في السقيفه / قطعاً عليهِ أنهُ الخليفهْ
ناهيكَ من آثاره الشريفه / في رَدِّهِ كيد بني حنيفه
سَلِ الجبالَ الشُّمَّ والبحارا / وسائلِ المنبر وَالْمَنَارَا
واستعلمِ الآفاقَ والأقطارا م / ن أظهر الدين بها شِعارا
ثم سَلِ الفرسَ وبيت النار / من الذي فَلَّ شبا الكفار
هل هذه البيضُ من الآثارِ / إلا لثاني المصطفى في الغارِ
وسائِلِ الإسلام من قوَّاهُ / وقال إذْ لم تَقُلِ الأفواهُ
واستنجز الوعدَ فأوْمى اللّهُ / من قامَ لما قعدوا إلا هو
ثاني النبي في سِني الولادهْ / ثانيهِ في القبر بلا وسادهْ
أتأمُلُ الجنة يا شتامهْ / ليست بمأواك ولا كرامَهْ
إنَّ امرأً أثنى عليه المصطفى / ثُمَّت والاَه الوصيُّ المرتضى
واجتمعت على معاليه الوَرَى / واختارهُ خليفةً رَبُّ العُلاَ
واتبعتهُ أُمَّةُ الأُمِّيِّ / وبايعتهُ راحةُ الوَصِيِّ
وباسمٍهٍ استسقى حَيَا الوسمي / ما ضرَّهُ هجو الخوارزميِّ
سبحان من لم يُلقمِ الصخرَ فمه / ولم يُعدهُ حجراً ما أَحْلَمَهْ
يا نذل يا مأبُونُ أفطِرت فمه / لشد ما اشتاقت إليك الحطمه
إن أميرَ المؤمنين المرتضى / وجعفر الصادِقَ أو مُوسَى الرِّضَى
لو سمعوك بالخنا مُعَرّضَا / ما ادَّخَروا عنك الحسامَ المنتضَى
ويلك لم تنج يا كلب القمر / ما لك يا مأبونُ تغتاب عُمَرْ
سيد من صامَ وحج واعتمر / صَرِّحْ بإلحادِكِ لا تمشي الخمرْ
يا مَنْ هجا الصِّدِّيق والفاروقَا / كيما يقيمَ عند قومٍ سُوقا
نفخت يا طبلُ عليْنا بوقا / فما لك اليومَ كذا موهوقاً
إنك في الطعنِ على الشيخين / والقدح في السَّيِّد ذي النورين
لواهِنُ الظهر سخين العين / معترضٌ للحين بعد الحين
هلا شغلت باستك المغلومه / وهامةٍ تحمِلُهَا ميشومه
هلا نهتك الوجنة الموشومه / عن مشتري الخلد ببئر رومه
كفى من الغيبة أدنى شمه / من استجاز القدح في الأئمّهْ
ولم يعظم أمناءَ الأُمَّهْ / فلا تلوموه ولومُوا أمَّهْ
ما لكَ يا نذل وللزكيَّهْ / عائشة الراضية المرضيهْ
يا ساقِطَ الغيرة والحمية / ألم تكن للمصطفى حظيَّهْ
من مبلغٌ عنِّي الخوارزميَّا / يخبره أنَّ ابنهُ عَليَّا
قد اشترينا مِنهُ لحمانيَّا / بشرطِ أَنْ يفهمنا المعنيَّا
يا أَسَدَ الخلوة خنزير الملا / مَا لَكَ في الجري تقود الجملا
يا ذَا الذي يثلبني إذا خلا / وفي الْخلا أطعِمُهُ ما في الخلا
وقُلتُ لَمَّا احتفل المِضمارُ / واحتفتْ الأسماعُ والأبصَارُ
سوفَ ترى إذَا انْجَلى الغبارُ / أفرسٌ تحتي أم حِمَارٌ