المجموع : 6
سقى الله سوحا منبتي من جنابها
سقى الله سوحا منبتي من جنابها / وبارك في قطانها ورحابها
وسحت شآبيب الرضا ببشامها / ولافتئت مغبوطة بشبابها
فرغت لها من كل هم وإن نأت / وخلفت نفسي لا تريم ببابها
وان ارتباط النفس في عرصاتها / شهود يريح النفس بين إغترابها
وكيف سلوي وارتياحي بغيرها / وعنبرة الاكوان نفس ترابها
اهابت بشكواها إلينا افتقادنا / وفيها إلينا فوق اضعاف ما بها
اذا لاح برق اوقدت في جوانحي / لواعج تنسى النار لفح اهابها
ولم تقدم الشكوى شرارة مهجتي / ونيران شواق النفس ملء اهابها
ولكن شكوى الحب للحب بثه / مزيد تباريح الجوى في عذابها
بنفسي من تشكو إلى ذي صبابة / وليت النوى طارت مطار غرابها
بحكم بنات الدهر فارقت إلفها / وسلني عنها لم اضق عن جوابها
بهن تركت الالف رغما وانه / لترك حياة النفس بين شعابها
خليلي شان الدهر بين مشتت / فما الفة الاثنين الا اغتنا بها
ولولا ولوع الدهر بالبين لم تزل / يتيمة هذا البحر تحت عبابها
ولا رجعت فوق الفنون حنينها / هتوف شجتها مثلها بغيابها
ولا خليت دور الفضائل والتقى / وطارت اعاصير الفنا بصحابها
أما هكذا الاقدار تنفذ حكمها / بلى ان هذا خصلة من عجابها
تريد الاماني ان تقر قرارها / وتابى لها الاقدار غير انتيابها
على عجمات الصبر شجت قلوبنا / ليمتاز رخو الصبر بين صلابها
بعيشكما هل تعلمان وديعة / ولم تطرق الاكدار عتتبة بابها
وهل مقلة لم يملأ الدمع غربها / وهل كبد لم تحترق بمصابها
افيضا علي العذر إن تك اسوقي / لدى فعلات الدهر أهل صعابها
انلزم هذا الدهر خلة منصف / تزول جبال الأرض قبل انقلابها
وللكل منه طعنة فوق نحره / ولا تنثني للبرء الا ثنى بها
ومن لي وللأيام ان تعقب امرءا / وقد فرغت كل النهى من عتابها
لقد كاشفتنا بالذي في ضميرها / وعم الورى ما انفقت من جوابها
لأعمد ممن ينسب الغدر نحوها / وتصريفها فرع لأصل صوابها
الم تظهر التحقيق عن ذات طبعها / فما ثقة الاحرار منها بعابها
ومن ظن بالأيام ما ليس خلقها / اضاف لها مالم يكن من حسابها
افادت ذوي الأبصار كيف اقتضاؤها / بما اتقنوا من درسهم في كتابها
فاذسقت المخدوع شهدا بكاسها / فقد بصرته لودرى كأس صابها
شكا الناس من ايامهم بعد فوزها / لهم بين بحري مائها وسرابها
ولا اشتكي منها ولست الومها / على الحلو والمر الذي في شرابها
ومن كشف الأيام كشفي خصالها / وشاهد كنه الحال خلف حجابها
رماها بصبر لا تقيم ظهورها / عليه والقى حبله في رقابها
على انني والصبر بعد احبتي / كهيم فلاة اثكلت بذئابها
متى ادعي صبرا لماضي عهودهم / ولست بلاقيها عقيب ذهابها
عهود كامثال العرائس ودعت / وواحزنا حادي المنايا حدابها
اقمت لعهد الحزن بعد انصرافها / ظعائن تم السيراثر ركابها
ابعد بني السبطين في الأرض سلوة / وقد اضمرتهم في قلوب يبابها
ابعد النجوم المشرقات هداية / وقد افلت لا مرتجى لإيابها
ابعد انفرادي عن عرانين هاشم / هناء وفي عيني انهداد قبابها
فيالسراة القوم اين مقركم / معاهدكم قد عمرت بخرابها
وعهدي بكم والنور في الارض ساطع / باوجهكم فاليوم اين ثوى بها
وعهدي بكم أن الرسول بحارها / فماذا قضى وحيا بغور عبابها
وعهدي بكم أهل الكساء كساءها / فواحربا قد عرّيت من ثيابها
وعهدي بكم والعلم في كبد السما / سراجا فما بال الظلام سجى بها
وعهدي بكم والأرض أنتم غيوثها / فقد اجدبت من غيثها وسحابها
بنى العلم ما بالاختيار كسرتم / معاهده بالحزن بعد انتصابها
لقد كان هذا العلم نفسا وروحها / جباتكم ما الشان بعد اقتضابها
مدينته انتم مباني عروشها / وانتم بني الزهراء ابناء بابها
فمن لي بالانوار بعد انطفائها / وعضتكم أم اللهيم بنابها
افيقوا بني المختار بعد هجوعكم / تدع سنة المعروف بعد انتحابها
افيقوا تداعي الفضل وانقض اسه / وعز على العلياء ندب انتدابها
افيقوا فإن المكرمات تعطلت / معالمها واندك مرسى هضابها
زكت بكم الأكوان حينا وبوركت / فيا بركات افرغت من عيابها
وكنتم نصاب الفضل في الخلق حقبة / فمن للعلى بعد افتقاد انتصابها
فيا غرباء الأرض هل هي نجعة / تمن برجعاها عقيب اغترابها
فهيهات لا اقفال والرمس حائل / وأينق اظفار الردى في هبابها
ارى الأرض تدري انكم من سيوفها / فمن دابها اغمادكم في قرابها
فيا لسميط ما رضائي بعيشة / خلافكم إلا رضا بذهابها
اجدكم هذا الرحيل مجدد / وقد بنتم للنفس طول اكتئابها
اعيشا وقد القى الجران طليحكم / بزيزاء تذروها الرياح بما بها
نزعتم الى الارماس وحيا وتلكم / لعمركم لا منثنى عن مآبها
لقد انطقتني بالرثاء صفاتكم / وإذ أخرستني دهشتي بانسلابها
ولو ان تابين الرثاء مبرد / أسا النفس لكن مسعر لالتهابها
احباي برح الطاعنين مبرح / ولكن عزاء النفس فضل احتسابها
تذوب الليالي من أسى بين اضلعي / بمعترك بيني وبين حرابها
ولو حجزت بيني وبين صروفها / صروف لكان العزم لي في ضرابها
ولكنها تعنو لذل انتقابها / مقادير تفري جلدها باختلابها
واوشك مقدار يؤم حصادها / بلا دافع يأتي بحين انتكابها
كذا كل شيء ما خلا الله منته / لحد ومرمى نفسه لتبابها
فيا عرصة الابرار ما عنك رغبة / وان دام بالاشباح طول مغابها
واني لأرجو أن فيك بقية / من البيت تسعى في صلاح منابها
وتعمر رسما شد ما التمأت به / شعائر دين الله بعد انشعابها
وتجري مياه الفضل في مدح روضة / بكف امين الوحي فيض شرابها
هنا مطمح الامال في عثرة الهوى / لان كمال المصطفى من ذنابها
فلا توحشونا من معالي اصولكم / وطبع فروع الاصل صدق انجذابها
عليكم سلام الله ما السحب امطرت / وروى شباما رائنات انسكابها
وعلل هاتيك المشاهد روحه / وريحانه ما لاح برق جنابها
أبا الحارث اسمع حديثا جرى
أبا الحارث اسمع حديثا جرى / على قصة راق اعجابها
تشوقت يوما للقياكم / كذا يجذب النفس أحبابها
فسرت أنص الى بابكم / وقد أرهق النفس أتعابها
ولما حللت بدار المزور / ومن عادة الدار ترحابها
اذا نحن بالباب زنجية / تقض الشياطين أنيابها
فقلنا لها ابلغى أمرنا / فقالت مقابركم بابها
وهرت علينا كما ينبغي / وجاءت قضايا وأسبابها
فقلنا لشخص الى جنبها / فديتك هل أنت بوابها
فحول عن وجهنا وجهه / وجملة نحو واعرابها
فقلت اقتصر يا بُنيَّ اقتصر / فما نحن حرب وأحزانها
دعونا لها قنبرا والفتى / يصف الصحاف وينتابها
فقال اخرجوا نحو اشغالكم / فما للطفيلي أطيابها
فقلت لنفسي لا تضجري / فهذي الزنوج وآدابها
وقال بجنبي فتى صبركم / تخف على النفس أوصابها
لعل تمر بكم ساعة / فتغنى الزنوج واشعابها
فيقضى لنا فرج عاجل / وتعلم في الدار أصحابها
فقلت وبالصبر ترجو لنا / فقال بصبرك يجتابها
فقلت نصحت وطال الوقوف / وهاضت جسوم واصلابها
وعيدانكم ودخان السجار / شواظ على الدار الهابها
وفوج يحط وفوج يطير / ورقص الجواري والعابها
وأغرق وقتي بلا طائل / تمط سعال واضرابها
فقلت العطالة مشئومة / وشر وقد طال اسهابها
فقمت أصلي الى خلوة / تبين في الدار محرابها
وطالت صلاتي ولي وقفة / الى أن تقشر ارابها
وبعد الصلاة علت ضجة / من الذكر أطنب أحزابها
الى أن ثغى الجن من هولها / وفر عن الدار أوشابها
وزلزلت الأرض زلزالها / وخذ على الأرض أقهابها
فلم تغن شيئا ً وطال المقام / وحالت سنون وأحقابها
وفيها بنينا لنا حارة / وشقت من الهند أخشابها
ومن حولها جنة زخرفت / وزانت وأقطف أعنابها
وقارنت في منزلي زوجة / أطالت وأنجب انجابها
ولم نرزق الاذن من عندكم / وضوعف في الدار حجابها
ولما ضجرنا انقلبنا الى / ديار تطاول تقلابها
وعند الرجوع جهلنا الطريق / وزال عن الدرب انصابها
ولا غرو هذا فان السنين / يدور على الناس دولابها
وأضللت داري الى أن بدت / رسوم حوتهن اعتابها
وألفيت ذريتي كلها / لطول المدى شاب أعقابها
وألفيت كتبي محشورة / فقيل بنو الفار تنتابها
فهذا أبا الحارث المنتهى / لأعجوبة طال أغرابها
فكل بلايا أبي مسلم / عليك ونومك أسبابها
بإسمك سيدي تجلى الكروب
بإسمك سيدي تجلى الكروب / وذكرك تطمئن به القلوب
بحمدك سبحت روحي ونفسي / وقلبي فيك منكسر قطيب
بثثت إليك أحزاني وكربي / وحالي عنك ربي لا تغيب
برحمتك استغثت ولي يقين / بأن من استغاثك لا يخيب
بلطفك سيدي فرج وبشرى / وإن عقدت شدائدها الخطوب
بمنظرك العلي صفات نفسي / وما جرت علي به الذنوب
بسوء الاختيار عصيت ربي / وتلك قضية منها أتوب
بصرت بزلتي سراً وجهراً / وسرك ليس تهتكه العيوب
بعيد من عبيدك كل خير / ولكن أنت بالحسنى قريب
برأفتك استجرت من الخطايا / فكل مكاسبي اثم وحوب
برئت إليك مما لست ترضى / وأنت على براءتي الرقيب
بأوبة مخلص لم يبق شيء / سواك على الوجود له حبيب
بعثت إليك من سري رجاء / وأنت عليم ما تخفى الغيوب
بصير بي وما أخفي وأبدي / وما يأتي به الزمن العصيب
بما نجيبت نوحاً حين نادى / وأنت لكل من نادى مجيب
بما نجيت يؤنس حين نادى / وسبح فانجلت عنه الكروب
بما نجيت أيوب المنادي / ونعم العبد أواب منيب
بديع الكائنات الطف بعبد / له من كل سيئة نصيب
برحمتك التي وسعت أصبني / فإنك من تشاء بها تصيب
بلياتي أحاطت بي ومالي / عليها سيدي صبر رحيب
بنصرك استعد لكل هول / بحولك كل هول لا ينوب
بحولك رب لي نصر عزيز / بحولك رب لي فتح قريب
بدالي من جلالك قهر خصمي / فاسهمهم إلي لهم تصيب
بغوا بي السوء فانجدلوا وخابوا / كذلك كل جبار يخيب
بعزتك اعتصمت فلا أبالي / وإن نصبت مكائدها الخطوب
بعز اللّه سلطاني عليهم / وعدل اللّه سلطان مهيب
بقدرتك استجرت من الأعادي / فأنت القاهر الحكم الحسيب
بنور محمد نور يقيني / وصل عليه ما نارت قلوب
مفتيَ العَصر ما على مستهام
مفتيَ العَصر ما على مستهام / عض تفاح وجنتي الحبيب
فانثنى مغضباً وقال حرام / عض تفاحنا بعين الرقيب
ما على المستهام إثم بهذا
ما على المستهام إثم بهذا / وأرى الإثم راجعاً للحبيب
هيمان العشاق نوع جنون / ومناط التكليف عند القلوب
مكنوني أعض منه كما شئت / وخلو بيني وبين الذنوب
ولكنه يعطي بميزان عقله
ولكنه يعطي بميزان عقله / حقائق آل الله بجر الحقائب
وينفل حيث النفل حمد وحكمة / نوافل ليست دون وكف السحائب
يحيد عن الاسراف نفساً زكية / فيعصمها في صالحات المواهب
ولو قام فيما تشتهي النفس من يد / لضايق جدواه مناط الكواكب
يراقب بين القبض والبسط حكمة / فمذهبه في الجود خير المذاهب