القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مُسلم البَهْلاني الكل
المجموع : 6
سقى الله سوحا منبتي من جنابها
سقى الله سوحا منبتي من جنابها / وبارك في قطانها ورحابها
وسحت شآبيب الرضا ببشامها / ولافتئت مغبوطة بشبابها
فرغت لها من كل هم وإن نأت / وخلفت نفسي لا تريم ببابها
وان ارتباط النفس في عرصاتها / شهود يريح النفس بين إغترابها
وكيف سلوي وارتياحي بغيرها / وعنبرة الاكوان نفس ترابها
اهابت بشكواها إلينا افتقادنا / وفيها إلينا فوق اضعاف ما بها
اذا لاح برق اوقدت في جوانحي / لواعج تنسى النار لفح اهابها
ولم تقدم الشكوى شرارة مهجتي / ونيران شواق النفس ملء اهابها
ولكن شكوى الحب للحب بثه / مزيد تباريح الجوى في عذابها
بنفسي من تشكو إلى ذي صبابة / وليت النوى طارت مطار غرابها
بحكم بنات الدهر فارقت إلفها / وسلني عنها لم اضق عن جوابها
بهن تركت الالف رغما وانه / لترك حياة النفس بين شعابها
خليلي شان الدهر بين مشتت / فما الفة الاثنين الا اغتنا بها
ولولا ولوع الدهر بالبين لم تزل / يتيمة هذا البحر تحت عبابها
ولا رجعت فوق الفنون حنينها / هتوف شجتها مثلها بغيابها
ولا خليت دور الفضائل والتقى / وطارت اعاصير الفنا بصحابها
أما هكذا الاقدار تنفذ حكمها / بلى ان هذا خصلة من عجابها
تريد الاماني ان تقر قرارها / وتابى لها الاقدار غير انتيابها
على عجمات الصبر شجت قلوبنا / ليمتاز رخو الصبر بين صلابها
بعيشكما هل تعلمان وديعة / ولم تطرق الاكدار عتتبة بابها
وهل مقلة لم يملأ الدمع غربها / وهل كبد لم تحترق بمصابها
افيضا علي العذر إن تك اسوقي / لدى فعلات الدهر أهل صعابها
انلزم هذا الدهر خلة منصف / تزول جبال الأرض قبل انقلابها
وللكل منه طعنة فوق نحره / ولا تنثني للبرء الا ثنى بها
ومن لي وللأيام ان تعقب امرءا / وقد فرغت كل النهى من عتابها
لقد كاشفتنا بالذي في ضميرها / وعم الورى ما انفقت من جوابها
لأعمد ممن ينسب الغدر نحوها / وتصريفها فرع لأصل صوابها
الم تظهر التحقيق عن ذات طبعها / فما ثقة الاحرار منها بعابها
ومن ظن بالأيام ما ليس خلقها / اضاف لها مالم يكن من حسابها
افادت ذوي الأبصار كيف اقتضاؤها / بما اتقنوا من درسهم في كتابها
فاذسقت المخدوع شهدا بكاسها / فقد بصرته لودرى كأس صابها
شكا الناس من ايامهم بعد فوزها / لهم بين بحري مائها وسرابها
ولا اشتكي منها ولست الومها / على الحلو والمر الذي في شرابها
ومن كشف الأيام كشفي خصالها / وشاهد كنه الحال خلف حجابها
رماها بصبر لا تقيم ظهورها / عليه والقى حبله في رقابها
على انني والصبر بعد احبتي / كهيم فلاة اثكلت بذئابها
متى ادعي صبرا لماضي عهودهم / ولست بلاقيها عقيب ذهابها
عهود كامثال العرائس ودعت / وواحزنا حادي المنايا حدابها
اقمت لعهد الحزن بعد انصرافها / ظعائن تم السيراثر ركابها
ابعد بني السبطين في الأرض سلوة / وقد اضمرتهم في قلوب يبابها
ابعد النجوم المشرقات هداية / وقد افلت لا مرتجى لإيابها
ابعد انفرادي عن عرانين هاشم / هناء وفي عيني انهداد قبابها
فيالسراة القوم اين مقركم / معاهدكم قد عمرت بخرابها
وعهدي بكم والنور في الارض ساطع / باوجهكم فاليوم اين ثوى بها
وعهدي بكم أن الرسول بحارها / فماذا قضى وحيا بغور عبابها
وعهدي بكم أهل الكساء كساءها / فواحربا قد عرّيت من ثيابها
وعهدي بكم والعلم في كبد السما / سراجا فما بال الظلام سجى بها
وعهدي بكم والأرض أنتم غيوثها / فقد اجدبت من غيثها وسحابها
بنى العلم ما بالاختيار كسرتم / معاهده بالحزن بعد انتصابها
لقد كان هذا العلم نفسا وروحها / جباتكم ما الشان بعد اقتضابها
مدينته انتم مباني عروشها / وانتم بني الزهراء ابناء بابها
فمن لي بالانوار بعد انطفائها / وعضتكم أم اللهيم بنابها
افيقوا بني المختار بعد هجوعكم / تدع سنة المعروف بعد انتحابها
افيقوا تداعي الفضل وانقض اسه / وعز على العلياء ندب انتدابها
افيقوا فإن المكرمات تعطلت / معالمها واندك مرسى هضابها
زكت بكم الأكوان حينا وبوركت / فيا بركات افرغت من عيابها
وكنتم نصاب الفضل في الخلق حقبة / فمن للعلى بعد افتقاد انتصابها
فيا غرباء الأرض هل هي نجعة / تمن برجعاها عقيب اغترابها
فهيهات لا اقفال والرمس حائل / وأينق اظفار الردى في هبابها
ارى الأرض تدري انكم من سيوفها / فمن دابها اغمادكم في قرابها
فيا لسميط ما رضائي بعيشة / خلافكم إلا رضا بذهابها
اجدكم هذا الرحيل مجدد / وقد بنتم للنفس طول اكتئابها
اعيشا وقد القى الجران طليحكم / بزيزاء تذروها الرياح بما بها
نزعتم الى الارماس وحيا وتلكم / لعمركم لا منثنى عن مآبها
لقد انطقتني بالرثاء صفاتكم / وإذ أخرستني دهشتي بانسلابها
ولو ان تابين الرثاء مبرد / أسا النفس لكن مسعر لالتهابها
احباي برح الطاعنين مبرح / ولكن عزاء النفس فضل احتسابها
تذوب الليالي من أسى بين اضلعي / بمعترك بيني وبين حرابها
ولو حجزت بيني وبين صروفها / صروف لكان العزم لي في ضرابها
ولكنها تعنو لذل انتقابها / مقادير تفري جلدها باختلابها
واوشك مقدار يؤم حصادها / بلا دافع يأتي بحين انتكابها
كذا كل شيء ما خلا الله منته / لحد ومرمى نفسه لتبابها
فيا عرصة الابرار ما عنك رغبة / وان دام بالاشباح طول مغابها
واني لأرجو أن فيك بقية / من البيت تسعى في صلاح منابها
وتعمر رسما شد ما التمأت به / شعائر دين الله بعد انشعابها
وتجري مياه الفضل في مدح روضة / بكف امين الوحي فيض شرابها
هنا مطمح الامال في عثرة الهوى / لان كمال المصطفى من ذنابها
فلا توحشونا من معالي اصولكم / وطبع فروع الاصل صدق انجذابها
عليكم سلام الله ما السحب امطرت / وروى شباما رائنات انسكابها
وعلل هاتيك المشاهد روحه / وريحانه ما لاح برق جنابها
أبا الحارث اسمع حديثا جرى
أبا الحارث اسمع حديثا جرى / على قصة راق اعجابها
تشوقت يوما للقياكم / كذا يجذب النفس أحبابها
فسرت أنص الى بابكم / وقد أرهق النفس أتعابها
ولما حللت بدار المزور / ومن عادة الدار ترحابها
اذا نحن بالباب زنجية / تقض الشياطين أنيابها
فقلنا لها ابلغى أمرنا / فقالت مقابركم بابها
وهرت علينا كما ينبغي / وجاءت قضايا وأسبابها
فقلنا لشخص الى جنبها / فديتك هل أنت بوابها
فحول عن وجهنا وجهه / وجملة نحو واعرابها
فقلت اقتصر يا بُنيَّ اقتصر / فما نحن حرب وأحزانها
دعونا لها قنبرا والفتى / يصف الصحاف وينتابها
فقال اخرجوا نحو اشغالكم / فما للطفيلي أطيابها
فقلت لنفسي لا تضجري / فهذي الزنوج وآدابها
وقال بجنبي فتى صبركم / تخف على النفس أوصابها
لعل تمر بكم ساعة / فتغنى الزنوج واشعابها
فيقضى لنا فرج عاجل / وتعلم في الدار أصحابها
فقلت وبالصبر ترجو لنا / فقال بصبرك يجتابها
فقلت نصحت وطال الوقوف / وهاضت جسوم واصلابها
وعيدانكم ودخان السجار / شواظ على الدار الهابها
وفوج يحط وفوج يطير / ورقص الجواري والعابها
وأغرق وقتي بلا طائل / تمط سعال واضرابها
فقلت العطالة مشئومة / وشر وقد طال اسهابها
فقمت أصلي الى خلوة / تبين في الدار محرابها
وطالت صلاتي ولي وقفة / الى أن تقشر ارابها
وبعد الصلاة علت ضجة / من الذكر أطنب أحزابها
الى أن ثغى الجن من هولها / وفر عن الدار أوشابها
وزلزلت الأرض زلزالها / وخذ على الأرض أقهابها
فلم تغن شيئا ً وطال المقام / وحالت سنون وأحقابها
وفيها بنينا لنا حارة / وشقت من الهند أخشابها
ومن حولها جنة زخرفت / وزانت وأقطف أعنابها
وقارنت في منزلي زوجة / أطالت وأنجب انجابها
ولم نرزق الاذن من عندكم / وضوعف في الدار حجابها
ولما ضجرنا انقلبنا الى / ديار تطاول تقلابها
وعند الرجوع جهلنا الطريق / وزال عن الدرب انصابها
ولا غرو هذا فان السنين / يدور على الناس دولابها
وأضللت داري الى أن بدت / رسوم حوتهن اعتابها
وألفيت ذريتي كلها / لطول المدى شاب أعقابها
وألفيت كتبي محشورة / فقيل بنو الفار تنتابها
فهذا أبا الحارث المنتهى / لأعجوبة طال أغرابها
فكل بلايا أبي مسلم / عليك ونومك أسبابها
بإسمك سيدي تجلى الكروب
بإسمك سيدي تجلى الكروب / وذكرك تطمئن به القلوب
بحمدك سبحت روحي ونفسي / وقلبي فيك منكسر قطيب
بثثت إليك أحزاني وكربي / وحالي عنك ربي لا تغيب
برحمتك استغثت ولي يقين / بأن من استغاثك لا يخيب
بلطفك سيدي فرج وبشرى / وإن عقدت شدائدها الخطوب
بمنظرك العلي صفات نفسي / وما جرت علي به الذنوب
بسوء الاختيار عصيت ربي / وتلك قضية منها أتوب
بصرت بزلتي سراً وجهراً / وسرك ليس تهتكه العيوب
بعيد من عبيدك كل خير / ولكن أنت بالحسنى قريب
برأفتك استجرت من الخطايا / فكل مكاسبي اثم وحوب
برئت إليك مما لست ترضى / وأنت على براءتي الرقيب
بأوبة مخلص لم يبق شيء / سواك على الوجود له حبيب
بعثت إليك من سري رجاء / وأنت عليم ما تخفى الغيوب
بصير بي وما أخفي وأبدي / وما يأتي به الزمن العصيب
بما نجيبت نوحاً حين نادى / وأنت لكل من نادى مجيب
بما نجيت يؤنس حين نادى / وسبح فانجلت عنه الكروب
بما نجيت أيوب المنادي / ونعم العبد أواب منيب
بديع الكائنات الطف بعبد / له من كل سيئة نصيب
برحمتك التي وسعت أصبني / فإنك من تشاء بها تصيب
بلياتي أحاطت بي ومالي / عليها سيدي صبر رحيب
بنصرك استعد لكل هول / بحولك كل هول لا ينوب
بحولك رب لي نصر عزيز / بحولك رب لي فتح قريب
بدالي من جلالك قهر خصمي / فاسهمهم إلي لهم تصيب
بغوا بي السوء فانجدلوا وخابوا / كذلك كل جبار يخيب
بعزتك اعتصمت فلا أبالي / وإن نصبت مكائدها الخطوب
بعز اللّه سلطاني عليهم / وعدل اللّه سلطان مهيب
بقدرتك استجرت من الأعادي / فأنت القاهر الحكم الحسيب
بنور محمد نور يقيني / وصل عليه ما نارت قلوب
مفتيَ العَصر ما على مستهام
مفتيَ العَصر ما على مستهام / عض تفاح وجنتي الحبيب
فانثنى مغضباً وقال حرام / عض تفاحنا بعين الرقيب
ما على المستهام إثم بهذا
ما على المستهام إثم بهذا / وأرى الإثم راجعاً للحبيب
هيمان العشاق نوع جنون / ومناط التكليف عند القلوب
مكنوني أعض منه كما شئت / وخلو بيني وبين الذنوب
ولكنه يعطي بميزان عقله
ولكنه يعطي بميزان عقله / حقائق آل الله بجر الحقائب
وينفل حيث النفل حمد وحكمة / نوافل ليست دون وكف السحائب
يحيد عن الاسراف نفساً زكية / فيعصمها في صالحات المواهب
ولو قام فيما تشتهي النفس من يد / لضايق جدواه مناط الكواكب
يراقب بين القبض والبسط حكمة / فمذهبه في الجود خير المذاهب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025