المجموع : 58
خُذوا من ذمامي عُدةً للعواقب
خُذوا من ذمامي عُدةً للعواقب / فيا قربَ ما بيني وبينَ المطالبِ
لَواني زماني بالمرام وربما / تَقاضيتُه بالمرهفات القواضِبِ
على حين ما ذدتُ الصِّبا عن صبابةٍ / ذيادَ المَطايا عن عِذابِ المشاربِ
وأعرضت عن وصل الخريدة والهوى / يُطاوعُني طوعَ الذَّلول لراكبِ
ورضْتُ بأَخلاقِ المشيب شبيبةً / مُعاصيةً لا تسكتينُ لجاذبِ
عقائلُ عزمٍ لا تُباحُ لضارعٍ / وأسرارُ حزمٍ لا تذاعُ لِلاعِبِ
وللهِ مقذوفٌ بكل تَنوفَةٍ / رأي العزَّ أَحلى من وصال الكواعب
أغرَّ الأعادي أَنني بتُّ مُقتراً / وربَّ خلوٍّ كان عَوناً لواثبِ
رويدكُم إِني من المجد موسِرٌ / وأنْ صَفِرَتْ عما أفدتم حقائبي
هل المالُ إلا خادمٌ شهوةَ الفتى / وهل شهوةٌ إلا لجلب المعاطبِ
فلا تطلبنْ منه سوى سدِّ خَلَّةِ / فإنْ زاد شيئاً فليكن للمواهبِ
مَرِهْتُ بإدْماني سُرى كل حادثٍ / ولا كحلَ إلا من غبار المَواكبِ
فلا تصطلوها إِنها دارِمِيَّةٌ / مواقدها هامُ الملوكِ الأغالبِ
سأَضرمُها حمراءَ ينزو شرارُها / على جنبات القاع نَزْوَ الجنادبِ
بكل تميميٍّ كأن قميصهُ / يلاثُ بغُصنِ البانَةِ المُتعاقبِ
يحارب مسروراً بما هو مُدْركٌ / فتحسَبُه للبشر غيرَ محاربِ
تمدُّ برقراق الدماءِ جراحُها / أَتيّا ولمَّا يأَتِ سيلُ المذانبِ
إذا كذبَ البرقُ اللموعُ لشائمٍ / فبرقُ ظُباها صادقٌ غيرُ كاذبِ
نجيعُ كسح الغيث يهمي على الثرى / وثائرُ نَقْعٍ كارتكام السَّحائبِ
فوارسُ باتوا مجمعينَ فأَصْبَحوا / وآثار عقدِ الرأي عقدُ السَّبائبِ
إذا شرعوا الأَرماح للطعن خلتَهم / بُدوراً تجاري في طِلاب كواكبِ
أسوداً إذا شبَّ الخميسُ ضِرامهُ / أسالوا نفوس الأسد فوقَ الثعالبِ
فطال اعتراكُ القوم حتى تصادموا / على سننٍ من طائح الهام لاحِبِ
فلزَّهم طولُ الطِّراد وحرُّهُ / إلى وطءِ أعجازِ البيوت العوازبِ
فازخور الطَّعنِ بين غَطارف ال / كماةِ ولا بين الإِماءِ الحواطبِ
وآمن من لم يركب السيف عنُقهُ / غداة استبان البأس صعب المراكبِ
وركبٍ كأَنَّ العيس أَيَّانَ ثوروا / تساوقُ أَعناق الصَّبا والجنائبِ
خفافٌ على أَكوارِها فكأنَّهم / من الوبَر المأنوس عند الغوارب
إذا أضمرتم ليلةٌ أظهرتهمُ / صبيحتُها بين المُنى والمآربِ
وبي ظمأٌ لم أَرضَ ناقعَ حَرِّهِ / سواكَ في الكأس فضلٌ لشاربِ
أبا عُمارةَ أنْ شطَّتْ منازلُنا
أبا عُمارةَ أنْ شطَّتْ منازلُنا / فمن معاليك إِدْناءٌ وتقريبُ
كما يجوزُ ضياء الشمس مطلعها / ويبعث العَرْفَ للمستنشق الطيب
أنت الأمير ووجه الشمس مُلْتثمٌ / واليوم ليلٌ بركض الخيل غربيب
تشقى بك النيب في شهباء مجديةٍ / وترتوي بكَ في الرَّوْع الأنابيب
فلا حمامٌ وبأسٌ منك مُصْطلمٌ / ولا غَمامٌ وكفَّاكَ الشآبيبُ
ماضٍ على الهولِ لا يثنيك عن خطر / عيش نضير ولا حسناءُ رُعبُوبُ
جاورتَ جدَّك مُستناً بسُنَّتهِ / فالخير مُنتجعٌ والبأسُ مرهوبُ
أحنُّ شوقاً على نأي الديار بنا / كما تحنُّ إلى جيرانها النِّيبُ
ولو ثنتْ عن وداد الشيء غَيبتهُ / لما أَضَرَّ بفرط الشوقِ يعقوبُ
والوصف يغني عن الرؤيا لذي أملٍ / كما نعيمُ جِنانِ الخُلد محبوبُ
لا غرو أن تفرع العلياءَ مُبتدراً / وقومك النُبلُ الغُرُّ المُناجيبُ
قومٌ إذا غضبوا فالنارُ مضرمةٌ / وفي التَّجاوز أطوادٌ شَناخيبُ
الموردونَ العوالي وهي ظامئةٌ / والمقدمون وقلب الذِّمْر مرعوبُ
زنادُ مجدٍ أضاء الأفْقَ قادحُهُ / له بمجد رسول الله أُلْهوبُ
وعاصفٍ بكُماةٍ الشركِ صارمهُ / من الجحاجحِ والأبطال مَخضوبُ
غَرثانُ والعام خصبٌ من مكارمه / ظمآن والجود من كفيه أثغوب
صدقُ البديهة في اثبات حجَّته / وللرويَّةِ تَصْعيدٌ وتصْويبُ
ردت له الشمس حيث الليل مقترب / وأحسن القولَ في تكليمه الذِّيبُ
ترفَّعتُ عن مدح الرجال وقادني
ترفَّعتُ عن مدح الرجال وقادني / إيابٌ لأسباب الضَّرورة يغلبُ
غداةَ قُفولٍ من خُراسانَ عاطفٍ / يكدُّ ظهور اليعملات ويُتْعبُ
وأجمَمْتُ قولي عن ثناء مُنوِّلٍ / وإنْ طابَ عِرض أو تكرم مكسب
فلا مدحَ إلا مفخرٌ وبَسالةٌ / ولا منشدٌ إلا المليكُ المحجَّبُ
وقالوا بخيلٌ بالمدائح عاتِبٌ / على دهره حتَّامَ يشكو ويعْتبُ
فقلتُ لهم والفضل ينغض عِطفَهُ / وبي ضجْرةٌ سوداؤها تُتهِيَّبُ
علامَ أذيعُ الحمد والذمُّ واجبٌ / وأرضى عن الأيام والمجدُ مُغضب
وعزٌّ أتى من سِنْجرٍ فأحلَّني / محلَّ الثريَّا والمُبادونَ رُسَّبُ
سَريتُ به وجه الفصاحة أن تُرى / تُزفُّ إلى غير المكانِ وتُخطبُ
وأبلجُ جادتْ أصْفهانُ بفضلِه / رحيبُ الفِنا والخُلق أفضى وأرحب
سخوتُ له بالمدح حُباً وقُرْبةً / فلا بالنَّدى يلوي ولا أنا أكذبُ
وهل كيمين الدين طودٌ إذا انتدى / رزينٌ وصرفُ الدهر يغلي ويجلب
وغيثٌ هطولٌ لا يغِبُّ قُطارهُ / يسحُّ على الأزمات رفداً ويُكسب
وليثٌ إذا خامَ الكميُّ جرتْ به / عزائكُ لا نابٌ طريرٌ ومِخلبُ
يُبالغُ في كسب المحامدِ أنَّه / رأى كل كسبٍ ما خلا الحمد يذهب
وكم من يدٍ بيضاء أسْدى تبرُّعاً / إليَّ وقد ضَنَّ البخيلُ المُخيِّبُ
شكرتُ ولَجَّ الجودُ منه فكلَّما / نضمتُ فصيحاً جادني منه صَيِّب
خلائقُ جلَّتْ أن تُقاسَ بخمرةٍ / ولكنها من رائق الخمر أعْذبُ
هَيابا عليٍّ دَعْوةَ من مُغامرٍ / جَريءٍ إذا هابَ الجبانُ المُجنِّب
تَهنَّ بودِّي أنه لكَ عُدَّةٌ / أعزُّ من السيف الحُسام وأرهب
وما طابَ قلبي فيك يا كامل النُّهى / لمكرمةٍ إلا وعرضك أطيبُ
نكِّبا صمتي وخافا صخبي
نكِّبا صمتي وخافا صخبي / لا ركبتُ الخيل إنْ لم أغضبِ
واحذرا آخرَ حِلْمِي إنما / لَهْذَمُ الذابلِ أقصى الأكعبِ
واذَنا للقول من معدنه / إنَّ جِدَّ القولِ غيرُ اللعبِ
وانظُراني وانظرا الحاسد لي / فمع اللَّحظِ زوالُ الرِّيبِ
أحرزَ المُوجِفُ غاياتِ العُلى / والمُجاري عاثرٌ في الخَبَبِ
يا رُواة الشعر لا ترووهُ لي / فبغير الشعر شيدتْ رتبي
ودعوه لضعافٍ عِيُّهُمْ / مانعٌ عنهم زهيدَ المكْسبِ
وَرَدوا الفضْلَ وما بَلُّوا به / مِسْمعاً والشربُ غيرُ المشربِ
كل غمرٍ وكِلٍ في عيشهِ / عاجزٍ عن شرفٍ في نصبِ
ذلَّ حتى إن بدا لم أكترث / أوْ عَوى مُجتهداً لم أُجب
إنْ يُبحْ قولي يوماً أرَبي / فلقد أحْمي بسيفي حسبي
لستُ بالقاعد عن مكرُمةٍ / وأبو رغْوان ذو المجد أبي
عفِّروا للسلم من أوجُهكم / إنها خيلُ حكيمِ العربِ
قبلَ يومٍ هامُه في صُعُدٍ / حيثما أبْدانُه في صَبَبِ
يعسلُ الذِّئبُ إلى معركهِ / شايمَ الأرزاقِ عند الثعلبِ
أيها الناطقُ الذي شغل الألْ
أيها الناطقُ الذي شغل الألْ / بابَ منَّا بذكرِ كل لُبابِ
كفكف القول ما استطعت فقد تؤ / ذنُ بالسُّكْر كثرةُ الاطْرابِ
نَغض العطف إذ نَطقتَ قريضٌ / مُسْكرٌ دونهُ حُميَّا الشَّرابِ
فخشيتُ العقاب إذ هو صِرْفٌ / وإذا الشِّرْبُ جالبٌ للثَّواب
كيف لا يجلبُ الثَّواب افْتكاري / في غُلامٍ غضٍّ حديثِ الشَّبابِ
كتمتْ رِقَّةُ الخلائقِ منه / مُعْجزاتِ العُلوم والآدابِ
ناظمٌ من بديهةِ القولِ ما تَقْ / صُرُ عنه رويَّةُ الأحْقابِ
كل روعاءَ لو تقلَّدها الفا / رسُ أغنت عن مرهفٍ قِرْضابِ
صادراتٌ ألْفاظُهنَّ عِذابٌ / عن خِلالِ مُهذَّباتٍ عِذابِ
لو بدا الماءُ للعُطاشِ مع العِشْ / رِ وقيلتْ ثنتْ صدورَ الركابِ
أذكرتني أيامَ عصْر التَّصابي / ومِراحي وأين عصرُ التَّصابي
حينَ لا آمرٌ يُطاعُ سوى اللَ / هِ ولا حاكمٌ سوى الأحْبابِ
ففؤادي من الجوى في زفيرٍ / ودموعي من الأسى في انْسكابِ
والوفا بالعهود فرضٌ ولا مِثْ / لَ الوفاء بالعهودِ للأتْرابِ
فلئنْ أصحبَ الحرونُ لا بُدَّ / لهذا الحرون من أصْحابِ
وتراءيتني على الحي بالصُّبْ / حِ مُغيراً في جحفلٍ غَلاَّبِ
أسكبُ العُرْف والدماء ولا أسْ / أَمُ بذل النَّدى وضرب الرقابِ
فالتمسْ ما تشاءُ مني تجدْني / كافلاً بالمُنى وبالآرابِ
لست أرضاً ولا ترى فلئن كُنْ / تُهما عن توسُّعٍ في الخطابِ
فثَرى تُربةِ الحُسينِ شِفاءٌ / لعُضال الأعْراض والأوْصابِ
ومن الأرض بكَّةٌ وهي بيتُ ال / لّهِ ذاتُ الحَجيج والأجْلابِ
أبا شجاعٍ كمال الدين دعوةَ ذي
أبا شجاعٍ كمال الدين دعوةَ ذي / أُبيَّةٍ دونها الأرماحُ والقُضُبُ
إني مدحتكَ والآمالُ يُنغِضُها / إلى مكارمك المشهورة الطَّربُ
وما أجدتُ بقولي فيكَ قافيةً / حتى تحققتُ ديناً أنها تَجِبُ
فاعلم حقوقي فرضاً غيرَ نافلةٍ / واغنم ثناءَ هو العَلْياءُ والرُّتَبُ
فإنَّ مَطْلَ أمينِ الدين أغضبني / ومن تميمٍ يفرُّ الموت إنْ غضبوا
عدلت حتى التقى الضِّدان بينهما / وُدُّ التجانس لا ذُعرٌ ولا هربُ
أعْيا طوال القنا أحوالُ مفسدةٍ / ففرقتها بك الأقلامُ والكُتُبُ
يا ناسكاً ورعاً من غير ما رَجَبٍ / هناك دهرك إذ مجموعهُ رَجَبُ
وما برحتَ مُطاع الأمرُ ما طلعت / شمسٌ وأنبت روض الهامد السحبُ
مظفر الدين إنْ فاقَ الرجال فقد
مظفر الدين إنْ فاقَ الرجال فقد / فاق الجياد بيوم الطَّردِ أشْهبهُ
تعلَّم السَّبْقَ منه في مناقبهِ / من فرط ما راح يجريه ويركبُهُ
مُصْغٍ إلى هاجس من سر فارسه / كأنه بضمير الركضِ يضْربهُ
يدنو عليه بعيد الأرض مُرتكضاً / كأنَّ مربطهُ في الشد سبسبه
يَرَ نُقشٌ كسليمانٍ بأشْهبَه / إذا غدا ورخاءُ الريح مركبه
لما تعوَّد في حربٍ خِضابَ دَمٍ / غدا لدى السلم بالحِنَّاء يخضِبهُ
معاذَ اللهِ أنْ أُزجي عِتاباً
معاذَ اللهِ أنْ أُزجي عِتاباً / أكونُ به بعيداً عن صَوابِ
ولا سيما عِتابَ أخي عَلاءٍ / سليم العِرْض من عارٍ وعابِ
تودُّ مضاءهُ بيضُ المواضي / ويحسد جودهُ دَرُّ السَّحابِ
ولكني مَريرٌ ذو غباءٍ / وإنْ حُلِّيتُ بالشيمِ العِذابِ
ولم أخْشَ الذُّبابَ لهُ ولكنْ / ثناني حُبُّ حَلْواءِ الذُبابِ
ولو نبأُ الخسيفةِ نَمَّ يوماً / لضاقَ القاعُ بالحُمْسِ الغضابِ
وأقبلتِ الغطارفُ من تميمٍ / بنو الصَّيْفِيِّ لا سعدُ الربابِ
إذا سُلَّتْ سيوفهُم لروْعِ / فلا إغْمادَ إلا في الرقابِ
فإنْ أمسيتُ بدراً في مَقامٍ / فأنت الشمس من غير ارْتيابِ
حماني النُّورَ ذو ذَنْبٍ ولكنْ / بعُقْدةِ مُرْتجٍ في ظل بابِ
وكم لك يا عليَّ الخيرِ عندي / أيادٍ لا تُعَدَّدُ بالحسابِ
لها أرَجٌ إذا حَدَّثتُ عنها / كما نُشرت لطيماتُ العِيابِ
فكُن لي في العِباب أخا احْتمالٍ / فمعْيارُ المودَّةِ في العتابِ
هنيئاً لعلْياءِ المراتبِ أنها
هنيئاً لعلْياءِ المراتبِ أنها / تُحلَّى بمجد الدين فخر المراتب
هُمامٌ غنيُّ من طبيعيِّ مجده / ومفخرهِ عن مُحْرزٍ بالمكاسبِ
إذا ستن في الجدوى وشدَّ على العدى / أَبَرَّ على حدِّ الظُّبى والسّحائب
سليمُ الطَّوايا لا يُجنُّ ضغينةً / ولا يفرش الأعداء لِينَ المُواربِ
تطيشُ الرزايا حولهُ وهو راسخٌ / يزيد وقاراً من طروقِ النَّوائبِ
فلا زالَ ذا أمْرٍ مُطاعٍ ونِحلةٍ / شعاعٍ وعيشٍ مُطمئنِّ الجوانبِ
أذِنتْ لكَ العلياءُ نازِحُها
أذِنتْ لكَ العلياءُ نازِحُها / فبعيدُ كل فضيلةٍ كَثَبُ
وبَرَعْتَ في بأسٍ وفي كَرَمٍ / فالحاسِدانِ البيضُ والسُّحُبُ
وغَدا الشُّهودَ بما فضلْتَ بهِ / السَّيفُ والأقلامُ والكتُبُ
وحَباكَ فاخِرَ كل مكْرُمةٍ / فاتتْ سواك السعي والنسبُ
فبَهاءُ دينِ اللّهِ أنتَ بهِ / شَهِدَ الفَعالُ واُسْجِلَ اللَّقبُ
يُزْهي القوافيَ اِذْ مُدحْتَ بها / الداعيانِ العُجْبُ والطَّرَبُ
مَرَحاً بذكرِ حُلاحِلٍ نَدُسٍ / ما في كمالِ فَخارهِ ريَبُ
فَلْيهنِ عصراً أنت واحدهُ / فضلاً وبعضُ شهورهِ رجَبُ
اِقبالُ جَدِّكَ صاعِداً أبداً / لا يرْتقيهِ الخَطْبُ والنُّوبُ
وبقيتَ ما سَجعَ الحمامُ وما / جَنَّ الظَّلامُ ودارَتِ الحِقَبُ
سعِدَ الزمانُ وكل موسم غبطةٍ
سعِدَ الزمانُ وكل موسم غبطةٍ / مأثورةٍ بالصَّاحب بن الصَّاحبِ
ببهاءِ دين اللّهِ والنَّدُسِ الذي / وقفَ الثراءَ على ندىً ورغائبِ
نشوانُ من ذكر العلاء كأنما / في كل منقبةٍ مُدامةُ شاربِ
تُربي على الطَّود المُنيفِ أناتُه / ويفوقُ حدَّ صوارمٍ وقواضِبِ
ويبيتُ منهُ جارهُ وضيوفُهُ / رُغداً وأمْناً في حمىً ومَلاعبِ
بممدَّحٍ لا يُستزادُ بمدحهِ / صَفْوِ الخلائقِ سالمٍ من عائِبِ
بفتىً أبَرَّ على الصباحِ نِجارُه / وازداد اِشْراقاً بفخرِ مكاسِبِ
أقولُ وقد طابَ النسيم بمدرجي
أقولُ وقد طابَ النسيم بمدرجي / وزاد مراح العيس وامْتعج الركبُ
ومادتْ بأعطافِ المداليج نشوةٌ / مُرَنِّحةٌ حتى كأنهمُ شَرْبُ
روَيْدكم لا تحسبوها خميلةً / يُشبُّ على أكنافها المنْدل الرطْبُ
ولكنْ حديثٌ من علي بن أحمد / تُحلَّى بذكراهُ المَقاولُ والكتبُ
تأرج في النادي فطارتْ به الصَّبا / مطيَّةُ صدقٍ لا تكلُّ ولا تكبو
أبي الفضل قاري الضيف في كل أزمة / وحامي حريم الجار أسلمهُ الصحبُ
وموسعُ خِصْب المُسنتين بجوده / وقد أخْلَفتْهم عند أنوائها السُّحبُ
يشيمون برق البِشْر من قسماته / فيُعْقبهم منه التبوُّجُ والسّكْبُ
اذا ضاقت الدُّنيا عليهم خصاصةً / فنائلهُ رحْبٌ ومنزلهُ رحْبُ
ثناؤهم حصنٌ منيعٌ لعِرْضهِ / من الذَّمِّ لكن مالُهُ لهمُ نَهْبُ
فعاش بهاءُ الدين يُرْجى ويتقَّى / يذاد به عن أرضنا الخطب والجدب
وهُنِّيءَ شهرُ الصوم منه بشامخٍ / مُنيفٍ وعضبٍ لا يكلُّ ولا ينبو
وكنت أبْحتُ الشعر حين ملكته
وكنت أبْحتُ الشعر حين ملكته / اِباحَةَ ماءِ الرافدين لشاربِ
فلما جرى مجرى الرياح وطبَّقت / قوافيهِ أقطار البلادِ العوازبِ
وعم عموم الشمس في رونق الضحى / يُنيرُ سَناهُ أسْنِماتِ الركائبِ
هممتُ بحظرٍ بعد طولِ اِباحةٍ / لسوءِ اشتراكٍ لا لسوء الرغائبِ
فحين بدت شمس العُلى دراميَّةً / بها فخرُ شيخيها لقيطٍ وحاجبِ
نطقت صؤوتاً في النديِّ ولم اُبَلْ / تشابُهَ منبوذِ الحصى بالكواكبِ
فحبَّرتُ في تاج الملوكِ قلائداً / تزينُ الليالي قبل زين التَّرائبِ
قديمُ هوىً من حبِّه غيرُ حادثٍ / ومدحُ عُلىً من وصفهِ غيرُ كاذبُ
فتىً كالحسام العضب زينٌ لناظرٍ / وحتفٌ لأعداءٍ واُنسٌ لصاحبِ
اذا ما ادلهمِّ الخطب جلَّى ظلامه / بساجٍ من الآراء ماضي المَضاربِ
نبيهٌ يفِرُّ الكبر عن لين لُطْفه / ويزدادُ عطفاً بازديادِ المراتبِ
وتُحطمُ من آرائهِ البيضُ والقَنا / وتذهبُ فحوى كُتْبهِ بالكتائبِ
ولا يبتغي من دهره شرفَ الغنى / اذا ظَفِرتْ آمالُهُ بالمناقبِ
ولم يعدُ في طوع الاِمام نصيحةً / ولو أوطأتهُ فوق شوْكِ العقاربِ
فلا برحتْ غرسَ الخلافة دولةٌ / يفيء عليها العِزُّ من كل جانبِ
الحمدُ للّهِ كان المجدُ مُقْتسماً
الحمدُ للّهِ كان المجدُ مُقْتسماً / مُفرَّقأً في شعوب الناس ذا شُعبِ
فآثر اللّهُ أنْ يُحْوي مُفَرَّقهُ / بالجمع ما بين فخر التُّرك والعرب
حاشا اللَّيوث من التِيا
حاشا اللَّيوث من التِيا / ثِ والجبال من اضطرابِ
والصَّارم الهندي من / طبعٍ يعوقُ عن الضَّرابِ
ولقد عجبتُ من الطبي / بِ وأنْ يُخبِّرَ بالصوَّابِ
اِذ أقدمتْ يده ومب / ضَعهُ على الأُسدِ الغِضاب
فيما لو انَّ الجيشَ يو / جِفُ بالمُسَوَّمةِ العِرابِ
يبغيه أصبح تاوياً / سَدِكَ المعَاطسِ بالتُّرابِ
فبقيتَ يا تاجَ الملو / كِ على الأجانبِ والصِّحابِ
صدراً مُطاعَ الأمرِ عُمِ / رَ الدهر محميَّ الجَناب
لا ينقضي يومٌ خَلا / لكَ من ثناءٍ أو ثوابِ
تعدَّتك أعراضُ الخطوب وجانبت
تعدَّتك أعراضُ الخطوب وجانبت / جنابك عُمر الدهر أيدي النوائبِ
ولا زلْت حلف الصحَّتين كليهما / مُطاعاً حميد المبتغى والعواقبِ
فحاسد فضليك الشهيرين في الورى / ثقالُ الغوادي أو خِفافُ القواضبِ
فلا سيف اِلا وهو للعزم مُذْعنٌ / ولا غيث الا شاهدٌ للرغائبِ
سهرتُ حِذاراً اذ سهرتم وربما / يبرُّ على الأوصابِ سوءُ المحاسبِ
وبدَّلتُ بأسي من حذاري ضَراعةً / يُظاهرها فيض الدموع السواكبِ
اذا ساورتني فِكرةٌ بعد فِكرةٍ / تقلَّبت كرْباً جانباً بعد جانبِ
كأمِّ الوحيد الفرد من بعد كَبْرة / تُصدِّق من اِشفاقها كلَّ كاذبِ
إِلى أن تجلَّتْ عن مُشارٍ مُؤمَّل / رفيعِ عمادِ البيتِ جَمِّ المناقبِ
صبورٍ على الجُلَّى أبيٍّ عن الدَّنا / حليمٍ عن العُظمى هَنيِّ المواهبِ
أَبي جعفرٍ تاج المُلوكِ الذي به / تبلَّج أفْقُ المجد بعد الغياهِبِ
فشكراً لمنْ أحيا بطوْلِ حِياتهِ / نفوس الأماني من قريبٍ وعازبِ
كأنَّ القَنا والمَشْرفيَّةَ بالضُّحى
كأنَّ القَنا والمَشْرفيَّةَ بالضُّحى / لدى مأزقٍ غابت بصبحٍ كواكبهْ
تُصَرِّفها أبطالُ وِتْرٍ تَرفَّعوا / عن الشَّنقِ المرذول والعار صاحبه
أبَوْا غير ضربٍ في المفارق أرْعلِ / وطعنٍ كولْغ الذئب تدمى ثعالبهْ
سُطا شرف الدين الوزير وعزمهُ / على الأمر أعْيا القادرين مطالبُهْ
همامٌ كنصل السيف ندبٌ إِلى العلى / جزيلٌ أياديهِ كثيرٌ مَناقبهْ
اذا شطَّ مأمولٌ من المجد والعُلى / حوتْهُ له أقلامهُ وقواضِبهْ
فماضٍ وهاماتُ الرجالِ غُمودُه / وجارٍ وساحاتِ الطُّروسِ مذاهبه
تبارى اليهِ عند سَلْمٍ ومَعْركٍ / حميديْنِ منه كُتبهُ وكَتائبهْ
اذا بخل الجون المُسفُّ بودقْهِ / على مُسْنتٍ أغنتهُ عنه رغائبهْ
طليقُ المُحيَّا يسبق البشر جوده / وتتبعُ حُسْنَ الاِعتذارِ مواهبه
كأَنَّ نديَّ الحي عند حديثهِ / مُعرَّسُ داريٍّ تُفضُّ حقائبُهْ
فلا ناشِقٌ اِلا جَوادٌ وباسِلٌ / تَهزُّهُما أخلاقهُ ومذاهبهْ
فتىً طابَ ميلاداً وطابَ غريزةً / وطابت مساعيه وطابتْ مكاسبهْ
فجاء كغمرِ الماء يُرْدي مُزحماً / ويُسْبحُ عوَّاماً ويلْتذُّ شاربه
يُجاهرُ بالضرب العنيفِ بَسالةً / ويكْبُرُ قدراً أنْ تدبَّ عقاربُهْ
أَبو جعفرٍ غرس الخلافة مصطفى الا / ِمامةِ هادي كل مجدٍ وغاربُهْ
أباحَ ظلامَ الليلِ والحَظِّ جودُه / ونورُ مُحيّاهُ فزالتْ غَياهبُهْ
تعلَّمتِ البيداءُ فُسْحةَ صدرهِ
تعلَّمتِ البيداءُ فُسْحةَ صدرهِ / فأدمتْ خفاف اليَعْملاتِ النجائب
وأشبِههُ الطَّوْدُ المُنيفُ رزانةً / فلم يخش من مَرِّ الصَّبا والجنائب
وتابعَ سلْسالُ الفراتِ ودجلةٍ / سجاياه لذَّ طعماً لشاربِ
وكاد السَّحاب الجون يُثجمُ حيثما / رأى جودَ كفَّيه بودْق الرغائبِ
ووَدَّتْ سهام الراشقين مضاءه / اذا شدَّ في اِثر العدو المحاربِ
وقال الضُّحى لما رأى صبح وجهه / لعافيه اني في عِدادِ الغياهبِ
فيالك من صدرٍ تجمَّعَ عندهُ / شتيتُ المعالي من قريبٍ وعازبِ
تقمَّص ملبوسَ الوزارة عالماً / بسرِّ عُلاها من مقيمٍ وذاهبِ
تقمَّصها بالدَّهي والبأسِ ماجِدٌ / حوى المجد ما بين النُّهى والتجارب
فجاء كهنديٍّ جُرازٍ تزيدهُ / يدُ القيْنِ اِرهافاً لهتْك الضرائب
تَؤودُ قوى أتباعِهِ عَزماتُه / فأكْفاهمُ مُستهدفٌ للمعاتبِ
اذا عجزوا عن أمره نهضت به / ضِرامةُ مطرور الغِرارين قاضبِ
يهونُ عليه الفقرُ اِلا من العُلى / ويعلمُ أنَّ الحمدَ خيرُ المكاسبِ
فلا بُلْغَةٌ اِلا لطُعْمةِ ساغِبٍ / ولا عِزَّةٌ اِلا لنُصرةِ صاحبِ
أعادَ له الأحرارَ عُبْدانَ طاعةٍ / لِما عمَّهُمْ من بِشْرهِ والمواهبِ
فَظلَّ أبيُّ القومِ بعدَ تَعَزَّزٍ / يرى لَثْمَ نعليهِ أجَلَّ المراتبِ
أبو جعفرٍ غَرْسُ الخِلافةِ مُص / طفى الاِمامة مجموعُ العُلى والمناقبِ
يسرُّ تميماً وهو من قد علمتمُ / وتمكُّنه من نجْرها والمنَاسبِ
أعادتْ به الأهْدامَ وهي قشيبةٌ / وهامدُها ذا غُدْنةٍ ومذانبِ
فلا برحتْهُ عِزَّةٌ قَعْسريَّةٌ / تصونُ حِماهُ من طروق النَّوائب
يُعجزُ في مدحه وقد علمتْ
يُعجزُ في مدحه وقد علمتْ / توحُّدي في الفصاحةِ العربُ
فان أصبْتُ الصَّوابَ في مِدَحي / فللقوافي وخاطِري طَرَبُ
لم يُزدِ الشِّعْرُ في مناقبهِ / واِن أجادَ المُفَوَّهُ الذَّرِبُ
لكنْ يَزينُ الكمالَ رونْقُه / تُجْلى المواضي ويُرفَعُ الذَّهبُ
ذِمْرٌ إِذا ما الخميسُ نازلَهُ / فللخميسِ الويْلاتُ والحَرَبُ
واِنْ هَمى والبلادُ ما حِلَةٌ / فأينَ منهُ البحارُ والسُّحبُ
يقْظانُ قد أرْهبتْ كِفايتُه / فأذْعَنَ الكاتبونَ والكُتُبُ
فكلُّ ما شَيَّدتْ رَوِيَّتُهمْ / مُهَدَّمٌ بارْتجالهِ خَرِبُ
فعاشَ تاجُ الملوكِ ما ادَّلَجَ الس / اري وأدْنى من موردٍ قَرَبُ
حمدتُ اصطباري اِذ جرى بي إلى مدى
حمدتُ اصطباري اِذ جرى بي إلى مدى / أراني ضياء الشمس بعد غُروب
وأيقنتُ أن الصبَّر أكرمُ نجدةً / على الشرِّ من شخت الغرار ضروب
وما هي اِلا شمس مجدٍ وسُؤددٍ / تبلَّجُ عن طلق الجبينِ وهوبِ
فتى الخير سعد الدين يحمي نَزيلَه / ويُمطرُ بالنَّعماءِ كلَّ جَديبِ
وبي بُرحاءٌ كالسِّنانِ وهِزَّةٌ / اليك وباغي المجدِ غيرُ كَذوبِ