القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَبو الفَتْح كَشاجم الكل
المجموع : 35
حسْبي من اللهو وآلات الطربْ
حسْبي من اللهو وآلات الطربْ / ومن ثَراءٍ وَعَتَادٍ ونَشَبْ
ومن مُدامٍ ومَثَان تصطخِبْ / وهمَّةٍ طامحةٍ إلى الرُّتَبْ
مجالسٌ مَصونةٌ عن الرَّيَبْ / مَعْمورةٌ من كل علم يُطَّلبْ
تكادُ من حرِّ الحديث تلتهبْ / شعراً وأخباراً ونحواً يقتضبْ
ولغةً تجمع ألفاظَ العربْ / وفقراً كالوعد في قلب المُحِبْ
أو كَتَأَتّي الرزقِ من غير طلبْ / نَعَمْ وَحَسْبي من دُوِيِّ تُنتخَبْ
مُحَلَّياتٍ بِلُجَيْنٍ وذهبْ / مِحْبَرَةٌ يُزهَى بها الحِبْر الأَلَبْ
مثقوبةٌ آذانها وفي الثُّقَبْ / مثل شُنُوفِ الخُرَّدِ البيض العرب
تضمن قطراً فيه للكُتْبِ عُشُبْ / أَسْودُ يجري بمعانٍ كالشُّهُبْ
لا تَنْضُبُ الحكمة إلا إن نَضَبْ / نيطَت إلى يسرى يدي بسببْ
كالقُرْط في الجيد تَدَلّى واضطربْ / تصحبُها والأخواتُ تصطحبْ
كِنانَةٌ تودع نَبْلاً من قصب / لم يَعْلُها ريشٌ ولم تُكْسَ عَقَبْ
لا تَضْحكُ الأوراقُ حتى تنتحِبُ / ترمي بها يُمناي أغراضَ الكتبْ
رمياً متى أقصد به السَّمتَ أُصِبْ / ومدية كالعضْب ما مس قضبْ
غَضَبِي على الأقلام من غير سببْ / تسطو بها في كلّ حين وتَثِبْ
وإنما ترضيك في ذاكَ الغضبْ / فتلك آلاتي وآلاتي تُحَبْ
والظرف في الآلات شئ يستحبْ / لا سيَّما ما كان منها للأدبْ
ضَرَبٌ في ارتشاف ذاك الرُّضابِ
ضَرَبٌ في ارتشاف ذاك الرُّضابِ / خُلَّبا كان برقُ ذاك السحابِ
يا مَهاةَ الفلاةِ يا عِرْضَةَ الأع / راض يا عَذْبَةَ الثنايا العذابِ
أمِنَ العدلِ أنَّ من سوف يقضى / فيكِ نحباً وَكَّلْته بانتحابِ
كيف يصحو نشوان خمر الثَّلِثَيْ / نِ وخمرِ الهوى من الإِطْرابِ
ومن الحين أن غزلانَ رملٍ / صائداتٌ باللحْظِ آسادَ غابِ
في رِياض الجمالِ يأخذن ما شئ / ن من الجُلَّنار والعنابِ
وأبى حبُّها يمينُ أخي الح / بِ لقد جاوبَتْ سريعَ الجوابِ
لَوْذَعِياً أمضَى من السيفِ في الرَّوْ / ع وأذكى في ظُلْمةٍ من شهابِ
اغْضَبِي إن أردب وارضَيْ فعندي / عَزَماتٌ مثلُ السيوفِ القضابِ
لستُ ممن يقول إنَّ الغِنَى تُدْ / رَكُ أسبابُه بلا أسبابِ
فالتَّداني من التَّنائي وما الرا / حةُ إلا في الكدِّ والإتعابِ
فابْشِري وَلْتَنَلْ بشارتُك الرِّك / بَ فهذا أوانُ حَلِّ الرِّكابِ
بفناءٍ كأنما انتظَمَ الده / رُ عليه وانحلَّ عقدُ السِّخابِ
وكأنَّ الخطوبَ خوفاً تواصَت / بينَها باجتنابِ ذاكَ الجَنَابِ
فيه سَبْطُ البناتِ من آل إبرا / هيم صعب المَرام سَهْلُ الحِجابِ
لم يُعَلِّلْ نصيبَهُ من مَعَالي / جدِّه يَعُرب الكريمِ النِّصابِ
يُعجَبُ الناسُ أنه أَفْضلُ النا / سِ عُلاً وهو غيرُ ذي إعْجابِ
وَكَثيرٌ حياؤُه والعَطَايا / يَتَبَرَّجْن مِنْهُ للخطَّابِ
لو تبحَّرت جُودَةُ تَحَسِبْتَ ال / بَحْرَ في صدرهِ الرّحيبِ الرّحابِ
أَغْربَتْ في النّدَى سَجاياهُ قِدْماً / فدعوناهُ طالب الطُّلابِ
شَرَفٌ كيف ما تصفَّحْتَ صافَحْ / تَ عليه ديباجَةَ الأحْسابِ
مثلَ بَيْتِ الله الذي أينما وجْ / هت وجهاً فأَنْت في مِحرابِ
وحكيمُ الزمان لم يُؤت عند ال / خَطْب من حكمةٍ وفَصْلِ الخطابِ
في يَدَيْ رأيه من الفِكْر مِرْآ / ةٌ تُرِيه الحِجَا بغير حِجابِ
ما رأَتْهُ الخُطُوب أَطْرَقَ إلاَّ / نَكَصَتْ خيفةً على الأعْقابِ
ورياضُ الجَمَالِ في وجهِهِ تُغْ / ذَى بماءِ العُلا وماءِ الشَّبابِ
وكأنَّ الظلامَ والنورَ طَيْفا / ةُ غَداةَ الإرْغَابِ والإرْهابِ
خُضْتُ منه بحر النَّوالِ وأهديْ / تُ إليه دُرَّ الكلامِ العجابِ
كلُّ بيتٍ أَعَمُّ طِيباً وأذْكى / أرْجاً من تنفُّسِ الأحبابِ
يا أخا المجد يا أبا الحسن المح / سن في فادح الخُطوبِ الصعابِ
والكريمُ الذي على كَرمِ الأخ / لاقِ منه مُعَوّلُ الآدابِ
إنا إن لم تَرَ التجوُّزَ في الحك / م وأَنْصَتَ أوّلُ الأصحابِ
والشريفُ الذي يرى بَيْنَنَا الآ / دَابَ أدْنى قرباً من الأَنْسابِ
مِدَحي ما حَييتُ تَتْرَى وإن كا / ن اعتقادي زيارةُ الإِغْبابِ
فاستمِع لي هَنِيتَ شاميَّةَ الألْ / فاظ حُسناً نجديَّةَ الإعْرابِ
بِنْتَ فكرٍ كِسوتها حلل الصِّد / ق فكادت تكونُ أمَّ الكتابِ
وَصَبُ الهوى ما كان من أوصابه
وَصَبُ الهوى ما كان من أوصابه / لولا طُرُوقُ خياله المُنْتابِهِ
يأبى وقد حسر الصباح لِثامَهُ / إلا تحية ركبه ورِكابِهِ
خُلوه يندب شجوه فلعله / يشفى الذي نَكَأْتَه من أندابِهِ
وتعجَّبْتُ بدمٍ ولوْ / تركت له دمعاً إذاً لبكى بِهِ
ما أَنْصَفَتْه يكون من أعدائِها / في زُعْمِها وتكونُ من أَحْبَابِهِ
وهي التي قالت لجارةِ بَيْتِها / قولاً دموعي كُنَّ رَدَّ جوابِهِ
ما كان ينفعُهُ لدى شبابهِ / فعلام يُتعب نفسَهُ بِخَضابِه
وعجبتُ منه يعود بعدُ إلى الهوى / فكأنَّ عذباً كان طعمُ عذابِهِ
غُصُنٌ من البان انثَنى وجناتُه / عن ورده واهتزّ عن عنابِهِ
وكأنما خَلْخالُه وَسِوارُه / صَمَتَا لنُطق وِشاحه وحِقابِهِ
وكأنما ضن الحُسَيْنُ بعِرْضِه / يومَ التفرُّق ضِنَّه بسحابِهِ
أَسَدٌ وَبيضُ الهند من أَظْفاره / صِلٌّ وسُمر الخَطِّ من أنْيابِهِ
تَلْقَى الملوكُ الصيدَ حول رِواقِهِ / للإذن أو زُمَراً على أبوابِهِ
يحوُون بين جلوسه وركوبِهِ / شرفاً بِلَثْم بساطه وركابِهِ
أبناء معتصَبٍ بجوهر تاجه / متلفّع برداءِ ظلِّ عُقَابِهِ
فإذا رَمى هدف الخطوبِ فإنما / في رقعة البُرْجاس سَهْم صوابِهِ
والملكُ يعلم حين غاب بأنه / ما غاب عنه غيرُ ضَيْغَمِ غابِهِ
ألقى أزمَّتَهُ إلى تدبيره / لما رأى طَبًّا بقوْدَ صعابِهِ
فكأنما هو مُحرم في حُلَّةٍ / لِعَفَاف شِيمته وطُهر ثيابِهِ
وافى فصدَّقَتِ الظنونُ ونُضّت / كُرَبُ القريضِ له وكان لِما بِهِ
في زجرِ فالٍ بان صادقُ وعده / وطلوع سعد لاح ضوء شِهابِهِ
أتت البشارة قصره بقدومه / فَعَلاَ سُرور صُحونه وقِبابِهِ
واختال فيه فوَدَّ تِبْرُ سُقوفه / لو أنه بمكان ثوب رحابهِ
حسداً على ما مس من أذياله / في مشيه واشتم من هُدَّابهِ
وارتاح مجلسنا إليه فلم يُعج / في صدره إلا على محرابهِ
بسجودِ مقبُولِ السجودُ مثابه / ودعاءِ مسموعِ الدعاء مُجابِهِ
لي في ذمامك حرمةٌ قد أكدت / سبباً يراه المجدُ من أسبابِهِ
علمت عهدك أن يصعّر خده / كبراً وأُبّهة على أصحابِهِ
بمواهبٍ ضاعفن من أموالِه / ومذكراتٍ زِدْن في آدابِهِ
وكسوتَه بالميل ثوب مناقب / تبقى عواقبهن في أعقابِه
فمتى تطلب أن يقوم بشكر ما / أو ليتَ أتعبَ نفسه بطلابِهِ
معلنةُ الأوتار صخابة
معلنةُ الأوتار صخابة / لها حنينٌ كحنين الغريبْ
زادت على المزهر طيباً وقدْ / تاهت على النّاي بخَلقٍ عجيبْ
مَكْسُوّةٌ أحشاؤُها حلةً / من جلد أحشاء غزالٍ ربيبْ
كأنما تسعةُ أوتارها / نصبن أشراكاً لصَيْدِ القلوبْ
مذبةٌ تهدى إلى سيّدٍ
مذبةٌ تهدى إلى سيّدٍ / ما زال عن كل ولي يَذُبْ
طريفَةٌ لم يخْلُ من مثلِها / مجلسُ ذي ظرْفٍ ولا ذي أَرَبْ
ناصيةُ الأدهم في عُودِها / لم تك من عُرْفٍ ولا من ذَنَبْ
وذاك فالٌ إن تأملتَهُ / لما تُرجّى من نواصي الرتَبْ
لطيفةٌ تجمعُها حليةٌ / مُذْهَبَةٌ في قائمٍ منتخَبْ
كأنها في ظهر مجدولةٍ / ذؤابةٌ أنبوبُها من ذَهَبْ
قليلةُ المقدار لكنها / أكثرُ منها أنها من مُحِبْ
عجبي ممن تعالت حالُه
عجبي ممن تعالت حالُه / وكفاه اللَّهُ ذلاّت الطلبْ
كيف لا يقسم شطريْ عمره / بين حالين نعيمٍ وأدبْ
ساعةً يمتع فيها نفسَه / من غذاءٍ وشرابْ منتخبْ
ودُنُوٍّ من دُمى هنَّ له / حين يشتاق إلى اللهو لُعَبْ
مرّةً جِداً وأخرى راحةً / فإذا ما غسق الليلُ انتَصَبْ
فقضى الدنيا نهاراً حقها / وقضى لله ليلاً ما يجبْ
تلك أقسام متى يعمل بها / عامل يَسعد ويَرْشد ويُصبْ
الحمد لله نال الناسُ حظهُمُ
الحمد لله نال الناسُ حظهُمُ / وأخطأتني مع استحقاقها الرُّتَبُ
وعاقَني عن طِلابِيها أُصَيْبَيةٌ / يأبى فراقهُمُ الإشفاق والحربُ
ولي قوادمُ لو أني جدفت بها / لأنهضتْني ولكن أفرُض زُغُبُ
وللمراتب أسبابٌ مبلِّغةٌ / كمالَها عنَّ من إدراكِها سَبَبُ
وما التعجُّبُ لو أني ظَفِرْتُ بها / بل في تنكُّبها اللاوي بها العجب
فإن يكن أدبٌ من رُتبةٍ عوَضاً / فقد قضى ما عليه العلمُ والأدبُ
جُدْ لي بِبَرْكارِك الذي صَنَعَتْ
جُدْ لي بِبَرْكارِك الذي صَنَعَتْ / فيه يَدَاً قينِهِ الأَعاجيبا
ملْتئُم الشفرتيْن معتدلٌ / ما شينَ من جانبٍ ولا عيبا
شخصان في شكلٍ واحدٍ قُدرا / ورُكّبا بالعقولِ تركيبا
أشبه شيئين في اشتباكِهما / بصاحبٍ ما يُمل مصحوبا
أوثق مِسمارُهُ وغيِّب عن / نواظر النّاقدينَ تغييبا
فغين من تجتليه تحسبُه / في قالبِ الإعتيلِ مصبوبا
وضمُّ شطريه محكِمٌ لهما / ضمٌّ محبٍّ إليه محبوبا
يزدادُ حرصاً عليه مُبصرُهُ / ما زاده بالبنانِ تقليبا
فقوله كلما تأمَّلَهُ / طُوبى لمن كان ذالهُ طوبى
ذو مُقْلَةٍ بصَّرتَهُ مُذهبَةٍ / لم تألُهُ زينةَ وتَذْهيبا
يُنْظَر منها إلى الصّوابِ فما / يزال منها الصوابُ مطلوبا
لولاه ما صحّ شكل دائرةٍ / ولا وجدنا الحسابَ محسوبا
الحقُّ فيه فإن عدلتْ إلى / سواه كان الحسابُ تقريبا
لو عين إِقْليدسِ به بَصُرت / خرَّ له بالسُّجود مكبوبا
فابْعثه واجنُبْهُ لي بِمِسْطَرة / تُلْفِ الهوى بالثّناء مجنوبا
لا زلت تُجدي وتَجْتَدي حِكَماً / مستوهباً للصَّديق موهوبا
لا تظنين في بكاء النُّؤْى والطنب
لا تظنين في بكاء النُّؤْى والطنب / ولا تُحَيّ وجه الحيِّ من كَثَبِ
ولا تجد بغمامٍ للغميم ولا / تسمح لِسِرْب المها بالواكف السَّرِب
رَبْعٌ تعفَّى فأعفى من جوى وَأَسى / قلبي وكان إلى اللَّذّات مُنقلَبِ
سيانِ بان خليطٌ أو أقام به / فإنما عامرُ البيْداء كالخرِب
أبهى وأجملُ من ذكر الجمال ومن / إدمان ذكرِ هوىً يَهْوى على قَتَبِ
مَدُّ البَنَان إلى كأْسٍ على سُكرٍ / ورفْعُ صوتٍ بتطريبٍ على طرْبِ
حمراءُ إذْ جُلِيَتْ في الكأس نقَّطها / مزاجُها بدنانيرَ من الحَبَبِ
كم جدَّدت وهي لم تُغْضَضْ خواتُما / من الدُّهور وكم أبْلَت من الحِقَبِ
كانت لها أرجُلُ الأعلاج واترةً / بالدوس فانتصفَتْ من أرؤُسِ العربِ
يَسْقيكها مَرِسُ الخُمارِ بدرُ دجىً / ألحاظُهُ للمعاصي أوكد السببِ
يومي إليك بأطرافٍ مطرَّفَةٍ / لها خضابان للعُنّاب والعنبِ
تَسْبيك قامتُه إن قام يمزجها / موشَّحاً بصليبٍ صيغَ من ذَهَبِ
كم مرَّةٍ قلتُ إذْ أهدى تَدَلُّلُهُ / إليّ جِدَّ الردى في صورة اللّعبِ
يا ضاحكاً حين أبكاني تبسَّمُهُ / حقٌّ من الحب تُبْكيني وتضحكُ بي
أفدي التي كلّف الفؤادُ من أجلِها
أفدي التي كلّف الفؤادُ من أجلِها / بالعودِ حتى شفّى إطرابا
تاهَتْ بجمعِ صناعتَيْن وأظهرَتْ / كِبْراً بذاك وأُعْجِبَتْ إعجابا
قالت فضَّلتك بالغِناء وأنت لا / تَشْدو وكنّا مثلَكُم كتابا
فَعُنِيتُ بالأوتار حتى لم أدعْ / نَغَماً ولم أُغْفل لهُن حسابا
وأَلِفْتُها فأغار ذاك على يَدِي / قَلمي وعاتَبَها عليَّ عتابا
فجعلتُ للقرطاس جانِبَ صدرهِ / وجعلتُ جانب عجزه مِضرابا
ها قد كَتَبْتُ فما رَدَدْتَ جَوابي
ها قد كَتَبْتُ فما رَدَدْتَ جَوابي / ورجعْتَ مَخْتوماً إلى كتابي
وأتى رسولي مُستكيناً يشتكي / ذلَّ الحِجَابِ ونَخْوَةَ البوابِ
وكأنَّنَي بك قد كَتَبْتَ معذِّراً / فظلمتني بملامَةٍ وعِتابِ
فارجِعْ إلى الإنصاف واعلمْ أنَّه / أولى بذي الأَلْبَاب والأحسابِ
يا رحمةَ اللَّهِ التي قد أصْبحتْ / دون الأنام على سوْط عذابِ
بأبي وأمي أنت من مستجمعٍ / تِيهَ القِيان ورِقَّةِ الكتابِ
عَدِمتُ رياسة قومٍ شقُوا
عَدِمتُ رياسة قومٍ شقُوا / شباباً ونالُوا الغِنى حينَ شابوا
حديثٌ بنعمتِهم عهدُهُم / فليس لهم في المعالي نِصابُ
يَرَوْنَ التكبّرَ مُستصوباً / من الكبر والرأْيُ لا يُستَطابُ
فإن كاتَبُوا صادقُوا في الدُّعاءِ / كأنَّ دعاءَهُمُ مُسْتَجَابُ
لا أحبُّ الدواةُ تُخْشَى يَراعاً
لا أحبُّ الدواةُ تُخْشَى يَراعاً / تلك عندي من الدُّوِيِّ معيبهْ
قلمٌ واحدٌ وَجَوْدةُ خطّ / فإذا شئت فاستزِدْ أُنْبُوبَهْ
هذه قُعْدَةُ الشُّجاعِ عليها / أبداً سيرُهُ وتلك جَنيبَهْ
ومنْزِلِ قينةٍ سَهْلُ الجَنَابِ
ومنْزِلِ قينةٍ سَهْلُ الجَنَابِ / تضمَّنَ كُلَّ آنِسَةٍ كَعَابِ
غَذَتْهَا نِعْمَةٌ ولذيذُ عيشٍ / فأنبَتَ صدرها ثَمَر الشَّبابِ
فمن عوّادةٍ تَشْدو وأخرى / بِمَعْزَفَةٍ وأخرى بالرّبابِ
ومُحْسِنَةٍ موَقِّعةٍ بِطَبْلٍ / كَصَوْت الرَّعْد من خَلَلِ السَّحابِ
وشافِعَةٍ صواحبُها بناي / أَحَنَّ من الخليعِ إلى التَّصابي
وراقصَةٍ على كُرَةٍ وحَبْلٍ / كخطْف البرقِ أو لَمْعِ السّرابِ
ركبتُ به مطايا اللّهْوِ حتى / حَطْنُ به مطَلّحَةً ركابي
فما بَقِيَتْ به عذراءُ إلاَّ / صَبَتْ نحوي وَهَامَ فُؤادُها بي
أُواصلُ هذه فَتَغَارُ هذي / وَتَعْتِبُ أو تُعرِّضُ بالعتابِ
وأخرى بينَنَا بالكُتُبِ تَسْعَى / مُكَاتمةً وتَرْجِعُ بالحَوابِ
فما إن رُمْتُه حتى تَوَلّى / بِذاتِ يدي وأوْدي باكتسابي
ورأيتُه في الطِّرسِ يكتُبُ مرةً
ورأيتُه في الطِّرسِ يكتُبُ مرةً / غلطاً يُواصِل محوَهُ بِرُضابِهِ
فوددتُ أنّي في يده صحيفةٌ / ووددتُه لا يهتَدِي لصَوابِهِ
لا تنْسَ وعداً بيننا قد اقتربْ
لا تنْسَ وعداً بيننا قد اقتربْ / واجتنبِ العُذْرَ ففي العُذْرِ العَطَبْ
وَعُجْ بنا والشرق مُبْيَضُّ العَذَبْ / نَسْعى إلى جَنَّةِ لَهْوٍ ولَعِبْ
حديقةٌ تُهدِي إلى النَّفْسِ الطَّرَبْ / قد جاءَ فيها الباقلاّءُ بالعَجَبْ
بهجةُ عَيْنٍ وشِفاءٌ للسَّغَبْ / يُخَالُ فيه النٌّورُ جَزِعا في سَخَبْ
أو بُلْقَ طيّرٍ وَقَعا على القُضُبْ / في ظلِّ سِدْرٍ مُثِمْرٍ داني الهَدَبْ
فيهِ لأنواعٍ من الطير صَخَبْ / إذَا الرِّياحُ زَعْزَعَتْ تِلْكَ الشُّعَبْ
أَهْدَى لنا بياذِقاً مِن الذَّهَبْ /
مَمْلُوكَةٌ تَمْلِكُ أَرْبَابَها
مَمْلُوكَةٌ تَمْلِكُ أَرْبَابَها / ما شانَهَا ذَاكَ ولا عابَها
قد سُمِّيَتْ بالضِّدِّ مَظْلُومَةً / وهِيَ التي تَظْلِمُ أحبابَها
لم أرضَ عَنْ نفسي مخافةَ سُخْطِها
لم أرضَ عَنْ نفسي مخافةَ سُخْطِها / وَرِضَى الفَتَى عن نفسه إغْضابُها
ولو أنَّني عنها رَضيتُ لقصّرَتْ / عما تُريد بمثِلهِ آدابُها
وتَبيّنَتْ آثارُ ذاكَ فأكثَرَتْ / عَذْلي فطالَ فيه عِتابُها
صرتَ يا عامِلَ البريد مَقِيتاً
صرتَ يا عامِلَ البريد مَقِيتاً / وقديماً إليّ كُنْتَ حبيبَا
كنتَ تستثقِلُ الرقيبَ فقدْ صِرْ / تَ علينا بما وَلِيتَ رَقيبا
شَنِئَتْكَ النفوسُ وانحرفَتْ عن / كَ قلوبٌ وكنتَ تَسْبي القُلوبا
أفلا يعجَبُ الأَنامُ لشَخْصٍ / صار قِرْداً وكان ظِبْياً رَبِيبَا
كثرّ الإحسانُ أعدا
كثرّ الإحسانُ أعدا / يَ فصبراً واحتِسَابَا
ما يعاديني إلاّ / كلُّ مَنْ عادَى الصَّوابا
زَعَمُوا أن افْتِنَاني / صار لي نقصاً وَعَابا
زادني اللَّهُ من الحِكْ / مَةِ حظًّا واكْتِسابَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025