القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 19
في ليلة ليس بها كوكب
في ليلة ليس بها كوكب / كأنما مشرقها مغرب
يمسي سواداً كل ما بينها / ففوقها وتحتها غيهب
لا يدرك الفكر بها مطلباً / فكل ما يطلبه يهرب
جاؤا بمظلوم إلى ظالم / قالوا له هذا هو المذنب
بكى وفي الدار بكور مثله / فكل من في داره ينحب
وقد رأينا حوله صبية / تندب حين أمهم تندب
قال اجعلوه مثل أترابه / من كان من مذهبه يذهب
وأقبل الصبح على أيم / وصبية ليس لديهم أب
يا بحر لو تنطق أخبرتنا / ما قال من غيبت إذ غيبوا
دعا باسمه داعي النوى فأجابا
دعا باسمه داعي النوى فأجابا / وودع أحباباً لهُ وصحابا
صريع الهوى لو أن للحظ معتباً / لصاغ لهُ زهر النجوم عتابا
لقد لمستهُ يوم شط برحله / أشعة الحاظ الحسان فذابا
سيبكي لمنآه رباب وزينبٌ / كذاك سيبكي زينباً وربابا
فلا تعجبوا من هلكه يوم بينه / فليس هلاك البائنين عجابا
إلا أنه دهر رمى فأصابه / وقدماً رمى من قبلهُ فأصابا
أراني وحيداً والحوادث جمة / ألاقي طعاناً جيشها وضرابا
أثبّت أقدامي وأبرز صفحتي / لديها ولا أرضى هناك حجابا
فأطعمها من لحم جسمي مطعماً / شهيّاً واسقيها الدماء شرابا
إذا ما تعدّاني طلاب أردتهُ / فلا كان لي ذاك الطلاب طلابا
ولي أمل أودى الزمان بنجحه / وخيّبه سوء الظنون فخابا
ولو شئت وفّيت الليالي حسابها / عليه ولكن لا اشاء حسابا
هواي هوى لم يذخر الناس مثله / به طبت ما بين الكرام وطابا
أحب الليالي لا للهوٍ وإنما / لأقرأ سفراً أو خط كتابا
تسيّر أقلامي ركاباً خواطري / فتدرك من ظعن الخيال ركابا
فتأني عصيّات المعاني مطيعة / تجرّر من سحر الكلام ثيابا
نواهز من حدّ البلاغة رتبة / إذا نالها الأدراك كان شهابا
صعاب على غيري إذا هو رامها / وإن رمتها ليست عليّ صعابا
أبى الله غلا أن أزيد تصابياً / لمجدي ومجدي أن يقال تصابى
فمن مبلغ عني الغضاب الألى جنوا / بأني امرؤ ما أن أخاف غضابا
أذم فلا أخشى عقاباً يصيبني / وامدح لا أرجو بذاك ثوابا
على م أحابي معشراً أنا خيرهم / ومثلي إذا حابى الرجال يحابى
وقائلة حتى م يُفني شبابهُ / فقلت إلى أن لا يصير شبابا
الى أن تزول الأرض عن نهج سيرها / وتصبح هذي الكائنات خرابا
ولما غدا قول الصواب مذمماً / عزمتُ على أن لا أقول صوابا
فجافيت أقلامي وعفت استقامتي / ورحت أرجّي للسلامة بابا
سينشد ميدان الصبا بعد عزلتي / إذا ناب عني ذو القصور منابا
لي الله أما منْ رضيت فقد مضى / برغمي وأما من أبيتُ فآبا
ردي يا جيادي البحر غير جوافل / وخوضي عباباً للردى وعبابا
فما العز إلا أن يدور بنا المدى / فنمسي حضوراً مرة وغيابا
وما بأس من شام الليوث فلم يهب / إذا شامه ليث العرين فهابا
أقول وقد مرت بي الريح موهناً / وحيت بيوتاً بالحمى وقبابا
الكني إلى الأحباب حيث لقيتهم / خطاب امرئ انشا الفؤاد خطابا
غداً تقطع الأسباب بيني وبينهم / ويحرم كل خلة وحبابا
وتجدب الأرض عادرتها خصيبة / سحاب مضت لم تبق بعد سحابا
في نصرة الحق تصدق الخطب
في نصرة الحق تصدق الخطب / يا دهر فاسمع لتشهد الكتب
اليوم جند الأقلام غالبة / لا البيض تغني عنها ولا القضب
إستوثق اليأس من مواضعه / هذي نفوس كالنار تلتهب
وعاد صرف الزمان متضعاً / وهادنت بعد حربها النوب
فلينهض الشرق أهل نجدته / قد آن أن ينهضوا وأن يثبوا
اليوم نبني ما غيرنا هدموا / وفي غد نسترد ما سلبوا
إن الحياة التي نجن بها / راحتنا كلنا بها تعب
لولا بلاد عرفتها وطناً / لم أطلب المجد مثل من طلبوا
تفديك نفسي وما يلم بها / يا مهد آبائي الالى ذهبوا
أبكيك أرثيك ما حييت وإن / مت فروحي عليك تنتحب
قال الأعادي فينا مقالتهم / قد شهد الله أنها كذب
ليس العداء الذي نرى عجباً / وإنما ودهم هو العجب
إلا يزعهم عن زورهم أدب / فإننا وازع لنا الأدب
ومن له في هجائنا ارب / فما لنا في هجائه أرب
لن يغلبوا الحق في معاشره / من غالبوا الحق قبلهم غلبوا
ما أزهد الناس إذ ترغبهم / وأطمع الناس إن هم رغبوا
هم يطلبون الخسيس إن حرموا / ويسأمون النفيس إن وهبوا
وشقوة الحر بينهم عظمت / إذا أتى ناصحاً لهم غضبوا
الشر حي يا صدور قد كشفت / لك الخوافي وزالت الحجب
ويا قلوب الأحرار لا تجبي / إن قلوب الاحرار لا تجب
للحق رمح سنانه ذرب / وصارم في حديده شطب
كلاهما ضربه له نفذ / فلا يقي مغفر ولا يلب
إنا لقوم إن يختلف نسب / ما بيننا فالعلى لنا نسب
لم يقطع الدهر بيننا سبباً / إلا وقد مد بيننا سبب
يا عصر عصر العلوم هل أمل / فيك لأهل النهى فيرتقبوا
شموسك اليوم غير ثابتة / تبدو قليلاً لنا فتحتجب
ما ضرها لو تظل مشرقة / وتنجلي عن سنائها السحب
لا بد للمجد من معاودة / يا مجد عد فالكرام قد طلبوا
كلما هب من فروق نسيم
كلما هب من فروق نسيم / الهب الشوق في الحشا الهابا
لو يفيد العتاب في الحظ شيئاً / كنت أوسعته عليك عتاباً
نحن في بلدة عديمة صحو / لا نرى في السماء إلا سحابا
استسرت نجومها في دجاها / وأخوك الهلاك في الأفق غابا
ما بها روضة ولا عندليب / غير أنّا بها سمعنا الغرابا
تتهادى على الوحول ونأوي / لبيوت تخالهن قبابا
لا نرى في الشتاء إلا صقيعاً / لا نرى في الربيع إلا ترابا
لهف نفسي على ليالٍ تقضت / رق فيها عهد الصفاء وطابا
أسفرت عن صباح بُعد طويل / لست أدري متى يكون اقترابا
يا أخا الود ما يصدك عنا / وبنا نائب من الدهر نابا
إن تكن جفوة فرأيك أعلى / أن نجافي على البعاد الصحابا
أدكرني وليس مثلك ينسى / حين تتلو هناك هذا الكتابا
لا تبالي إمّا استطال اغترابٌ
لا تبالي إمّا استطال اغترابٌ / جهل قوم ما النفي أمرٌ يعابُ
واصبري للزمان حيناً فإني / أرتجي أن يزول هذا السحابُ
نحن جند الصواب مهما انهزمنا / عن أعاديه فالصواب صوابُ
وصروف الزمان فيها اختلاف / فوز حزب تنكى به أحزابُ
أفسد الظلم أنفس الناس حتى / لو رأى الناس عادلاً لارتابوا
قد أجيعوا فالبعض يأكل بعضاً / غنمٌ بعضهم وبعض ذئاب
أفلا يزال السوط حاكمكم
أفلا يزال السوط حاكمكم / وأبو السياط بيلدِزٍ ذهبا
أفلا يزال الدهر يعجبكم / ضرب ومضروب ومن ضربا
ونقول أحرار فنمدحكم / لا حرّ فيكم كلنا كذبا
لا تسلبوا الأوطان باقية ال / أرواح إن كثرها سُلبا
ذهبت مطامعكم بما جمعت / لا فضة أبقت ولا ذهبا
ما ينقضي من أمركم عجب / إلا ليحدث بعده عجبا
أخ جاء يدعوني إلى نصر أخوة
أخ جاء يدعوني إلى نصر أخوة / وهذا يراع سامع ومجيب
فقلت له لا تسلم النفس للأسى / إذا ساء عيش أنه سيطيب
وهذي الليالي لا يقر قرارها / فمن لم يصبه الخير سوف يصيب
لنا أكبد لا تخمد النار تحتها / ولا هي من حر اللهيب تذوب
أظن لنا في ذمة الدهر طلبة / وأدراكها للآملين قريب
قضى زعماء السوء فينا بما قضوا / لهم دوننا في الطيبات نصيب
نخال جديدات الأمور عجيبة / وما تحت فسطاط السماء عجيب
ظلمتم الدهر فما ذنبه
ظلمتم الدهر فما ذنبه / يرحمه من ظلمكم ربه
شاب بكم في حسرة رأسه / أما كفى في حسرة شيبه
يا ليته عاتبكم مرة / فربما يصلحكم عتبه
لقد مضى من زمن جده / فلا يغرنكمو لعبه
ما للهدى قد ضل عن أرضكم / ما خطبه إذ ضل ما خطبه
أخواننا إن الصبا غركم / وهكذا في غيركم دأبه
قد كان مرعى فانقضى خصبه / هذا الذي بنصره جدبه
بت عليه بعده نادياً / وليس بجدي بعده ندبه
أشكو إلى الله قلوباً جنت / وإنني من قد جنى قلبه
أين الوفاء لا أرى من وفا / أمات أم أماته حزبه
أحزننا أحزننا بعده / وقبله افرحنا قربه
الحمد لله مضى ما مضى / لا يغضه باق ولا حبه
يا منزلاً بات الهوى صبه / وإنني قبل الهوى صبه
أظل ابكيك بدمعي وإن / ينفد يجد بغيره غربه
عذبتني بهواك يا قلبي
عذبتني بهواك يا قلبي / إن كنت لست تفيق ما ذنبي
روحي الفداء لها فإن رضيت / مني الفداء فإنه حسبي
أنا من يموت بحبها كلفاً / ويعيش بعدي عندها حبي
في مهجتي نار إذا اضطرمت / أخشى حرارتها على لبي
يا نارها زيدي ويا كبدي / ذوبي ويا نسماتها هبي
الله صورها لأعشقها / عشقي لها قد شاءه ربي
يا معشر الشعراء حسبكمو / أو ليس حقي التيه من عجبي
من ذا يراك ولا يحبك
من ذا يراك ولا يحبك / سل إن أردت يجِبْك قلبك
أنظر إلى المرآة تعـ / ـلمْ كيف أنت وكيف حبك
من مبلغ قلبك عن قلبي
من مبلغ قلبك عن قلبي / بعض الذي فيه من العتب
هل يستطيع الصبر طول النوى / وكان لا يصبر في القرب
نوى أتي في مستهل الهوى / كغصة في أول الشرب
لم تذنبي أنت ولكنني / أذنبت في خوفي من الذنب
لو كنت تعلم إذ سألتك مابي
لو كنت تعلم إذ سألتك مابي / لرددت يا ربع الحبيب جوابي
سلبت شبابك نازلات جمة / أني كذلك قد سلبن شبابي
لهفي على عهدي وعهدك بالصبا / أيام يجمعنا هوى الأحباب
إذ لا يهددني الزمان بفرقة / أبداً ولا يرضى الحبيب عذابي
متهادياً أما على وشي الربى / أو لا فتحت كواعب الأعناب
فمن الخدود إذا أشاء فواكهي / ومن الثغور إذا اريد شرابي
مالي جفيت وكنت أحسب ودهم / أفنى ولا يفنى مدى الأحقاب
إني أعاتبهم على ما قد جنوا / لو كان يعطفهم عليّ عتابي
أسلمت للأوصاب قلباً سالماً / قد كنت أحميه من الأوصاب
وتركت جسمي للحاظ دريئة / ترمي إليه بأسهم الأهداب
لا تعجبوا للحب إن غلب النهى / فالحب غلاب النهى الغلاب
قد كنت تفتنني الغدائر ضلة / فإذا بهن مصايد الألباب
تنساب فوق معاطف مخذولة / تنساب في تيه وفي أعجاب
ولرب ليل بت في سدفاته / ندمان أقداح سمير كعاب
أشكو لهن لواعجي فيزدنها / وبكل واحدة هنالك ما بي
إني نزعت عن الغرام بمهجتي / وتركت في اسر الجمال نهابي
وبرزت للايام مطلعاً بها / فهزمتها بالبأس عن آراني
أما لو يفيد العتب لارتاح عاتبه
أما لو يفيد العتب لارتاح عاتبه / دعوه فهذا البرق لا بد كاذبه
قلوبكم هامت كما هام قلبُهُ / وأمس طلبتم ما هو اليوم طالبهُ
فلا تحسبوه خاسراً ليس خاسراً / تجاربكم زالت وهذي تجاربه
لهُ مثلهُ في أنسه ونفاره / يراضيه أياماً وأخرى يغاضبه
بأية عين أم لأية زلّة / نراقبه في حبِه ونحاسبه
ألا أنه سهم أصاب فؤاده / وكل فؤاد ذلك السهم صائبه
تذكرت ريعان الشباب الذي مضى / فأحزنني أن لن تعود أطايبه
لقد كنتُ أقضي ليلتي في حديثه / يسائلني عن حبه فأجاوبه
سمعتُ بنات الورْق تشدو ضحيّة / فقلت اسمعوا هذه الطيور تخاطبه
لها مهجٌ فيها هوى تحتهُ لظى / فإما سرت ريح توقد لاهبه
أرى اليأس أدنى للشفاء من الرجا / إذا عزّ مطلوب سلا عنه طالبه
وكم من جوى مستمكن في جوانح / أهاب به لوم فجاشت غواربه
بالله من منا يصيب إذا اشتكى
بالله من منا يصيب إذا اشتكى / قولي اصيب كما أقول أصيب
قومي نسائل في السماء نجومها / فلقد اسائل بعضها فتجيب
أرنو إلى الآفاق وهي جوامد / ونثور أشجاني لها فتذوب
ألا ما لسيدتي ناحبه
ألا ما لسيدتي ناحبه / بروحي مدامعها الساكبه
يكاد على خدها الاحمرار / يبين لناظره لاهبهْ
وليست بمعرضة في دلال / ولكن أرى أنها غاضبة
ألا صدقت هذا العبرات / وقد كنت أحسبها كاذبة
لمن يذخر الودّ مسلوبهُ / إذا هو أرضى به سالبه
تمنيت لو كتبت ما بها / ولكنها لم تكن كاتبه
تفتش ليست ترى صاحباً / يقاسمها الحزن أو صاحبه
لقد غلب اليأس آمالها / وآمالها كانت الغالبه
أزيلي الحجاب عن الحسن يوماً / وقولي مللتُكَ يا حاجبه
فلا أنا منك ولا أنت مني / فرح ذاهباً إنني ذاهبه
ألم يبق إلا ذا الفؤاد المعذب
ألم يبق إلا ذا الفؤاد المعذب / كفى ما به في غيره متطلب
سيجزيك عن آلامه بدعائه / ويرجو لك الإسعاد وهو يعذب
دعا فأجبته وطن حبيب
دعا فأجبته وطن حبيب / وقمت مودعاً وطناً حبيباً
سيضى المنزل الداني بعيداً / ويمسي المنزل النائي قريباً
تناقلك المعالي في سراها / صعوداً لا نخاف له صبوباً
لئن جاوزت في البعد المآقي / فلست مجاوزاً فيه القلوبا
سنذكر منك أخلاقاً حساناً / تزيد على النوى حسناً وطيباً
ونتبعك الثناء بكل أرض / يقوم إذا نزلت بها خطيباً
فيملأ صدقه أذناً سميعاً / ويطرب صدقه قلباً طروباً
ويجري في نشيدهم مديحاً / ويقطر في نفوسهم نسيباً
لقد أمتعتها بالسلم حتى / تكاد اليوم لا تدري الحروبا
فعش يا مسكويل لود مصر / ونرجو بعد ذلك أن تؤوبا
تموت أنت وأحيا
تموت أنت وأحيا / هذا القضاء العجيب
يبقى المريض ليشفي / حيناً ويودى الطبيب
إن أبعدتك المنايا / إن اللقاء قريب
أو ساء بعدك عيش / فالموت سوف يطيب
لقد صبرنا كثيراً / وساعدتنا القلوب
واليوم ذبنا وذابت / إن الحديد يذوب
لا تبكين حبيباً / فكم هناك حبيب
قد كنت فينا غريباً / وما هناك غريب
بلغت دار أمان / ترتد عنها الخطوب
كأنما يراعه سوطه
كأنما يراعه سوطه / يضرب إن جد ولا يكتب
لا تدع العجمة أسلوبه / فليس في أسلوبه معرب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025