المجموع : 14
عبدُكَ شمسَ الدولة المرتجى
عبدُكَ شمسَ الدولة المرتجى / منتظرٌ تشريفكَ المذهبا
فاعتبْ صلاحَ الدِّين لي حالتي / عساهُ بالإصلاح أَنْ يعتبا
عَرِّفْهُ ماثمَّ فإنّي أَرى / من فضلهِ للفضلِ أن يغضبا
وكيف يَرْضَى ذاكَ بعضَ الرِّضا / ومجدُهُ يأباهُ كلَّ الإبا
وقُلْ له جاءَتْهُ ملبوسةٌ / تخلّفتْ من تُبَّعٍ في سبا
عمامةٌ رقّتْ ورثّتْ فما / نشرتُها إلا وطارتْ هَبَا
إنْ أَغبّتْ خَدَماتي
إنْ أَغبّتْ خَدَماتي / فدعائي ما أَغبّا
وأَخو الإغبابِ بالتخ / فيف قد يزدادُ حُبّا
فأَقلْ عثرةَ عبدٍ / تابَ إنْ قارفَ ذَنْبا
إنّه أَوَّلُ مَنْ نادَ / ى ندَى المولَى ولبّى
شابَ مِن عتبكَ للخو / ف وإنْ أَعتبَ شَبّا
ورثتُ من سَلَفي رقي لطاعته
ورثتُ من سَلَفي رقي لطاعته / وذلكَ الرقُ للأَسلاف أَحسابُ
ما كانَ لولا الرِّضا والسُّؤلُ منه لنا / خصبٌ ومحلٌ وإجداءٌ وإجدابُ
قد قلتُ لولا التُّقى ما غيرُ صارمه / للعُمر والرِّزق مَنّاعٌ ووهّابُ
مُعمّرٌ بعمود الصُّبح بيتُهم / له من الشُّهب أَوتادٌ وأَطنابُ
أَبشرْ بفتح أَمير المؤمنينَ أَتى / وصيته في جميع الأرض جوّابُ
ما كانَ يخطرُ في بالٍ تصوُّره / واستصعب الفتح لمّا أُغلقَ البابُ
وخامَ عنه الملوكُ الأقدمونَ وقد / مضتْ على النّاس من بلواهُ أَحقابُ
وجاءَ عصرُكَ والأيامُ مقبلةٌ / فكان فيه لفيض الكفر إنضابُ
نصرٌ أَعادَ صلاحُ الدين رونقَهُ / إيجازُه ببليغِ القولِ إسهابُ
قرعُ الظُّبى بالظُّبى في الحرب يُطربُهُ / لاقينةٌ صَنَعٌ باللّحن مطراب
أَحيا الهُدى وأَماتَ الشِّركَ صارمُه / لقد تجلّى الهُدى والشِّركُ منجابُ
بفتحه القدسَ للإسلام قد فتحتْ / في قمع طاغية الإشراك أبواب
ففي موافقة البيت المقدَّس لل / بيت الحرام لنا تيهٌ وإعجابُ
والصخرُ والحجرُ الملثومُ جانبهُ / كلاهما لاعتمار الخلق محرابُ
نفى من القدس صلباناً كما نُفيت / من بيت مكّة أَزلامٌ وأَنصابُ
الدهرُ ينصرني ما دام ينسبني / لخدمة الناصر المنصور نسّابُ
بطاعة النّاصر بن المستضيء أبي ال / عباس أحمد للأَيام أصحابُ
أقسمتُ سوى الجهاد ما لي أَرَبُ
أقسمتُ سوى الجهاد ما لي أَرَبُ / والرَّاحةُ في سواهُ عندي تَعَبُ
إلاّ بالجِدِّ لا يُنالُ الطّلَبُ / والعيشُ بلا جدِّ جهادٍ لَعِبُ
أصدوداً ولم يَصُدُّ التصابي
أصدوداً ولم يَصُدُّ التصابي / ونفاراً ولم يَرُعْكَ المشيبُ
وكتابُ الشّباب لم يطوه الشي / بُ ولا مَسَّ نقشَةُ التَشْريبُ
ما أَخجلني وقد أتتني الكتبُ
ما أَخجلني وقد أتتني الكتبُ / تشكو وتقولُ إنّهم قد عتبوا
هم أهلُ مودَّتي رضوا أم غضبوا / ما أَعظمَ زلّتي إذا لم يهبوا
للغزو نشاطي وإليه طرَبي
للغزو نشاطي وإليه طرَبي / ما لي في العيش غيرَهُ من أَرَب
بالجدِّ وبالجهاد نُجحُ الطلّب / والرَّاحةُ مستودعةُ في التّعَب
ساكني مصر هناكُمْ طيبُها
ساكني مصر هناكُمْ طيبُها / إنَّ عيشي بعدكمْ لم يطبِ
لا عدمتُم راحةً مِن قربها / فأَنا من بعدها في تعبِ
لا تركتُ الغمضَ يغشى ناظري / لا ولا طيبَ الكرى يأنسُ بي
لا وأَيام اجتماعي بكم / إنها كانت زمان الطَّربِ
أَنتمُ روحي وأَنتم منيتي / أَنتم سُؤلي وأَنتم أَربي
ليتني لما دعا داعي النَّوى / بيَ من بينكمُ لم أجِبِ
وأَنختُ العيسَ في أَبوابكم / ولأَجواز الفلا لم أَجُبِ
وتصبَّرتُ على عتبكمُ / وتلومتُ بتلكَ العَتَبِ
بَعُدَ العهدُ بأخباركمُ / فابعثوا أَخباركم في الكُتبِ
ليتَ مصراً عرفتْ أَنّي وإنْ / غبتُ عنها فالهوى لم يغبِ
فمتى أَظفرُ من قربكمُ / يا أَخلايَ بنجحِ الطَّلبِ
ومتى أَحصلُ بالوصلِ على ال / واصلِ المرتقبِ المقتربِ
ومتى أَطلعُ في أُفقكمُ / قمراً يجمعُ شملَ الشُّهُبِ
بالجدِّ أَدركتَ ما أَدركتَ لا اللّعب
بالجدِّ أَدركتَ ما أَدركتَ لا اللّعب / كم راحةٍ جُنيَتْ من دوحةِ التّعبِ
يا شيركوهُ بن شاذي الملكُ دعوةَ مَنْ / نادى فعرَّفَ خيرَ ابنٍ بخيرِ أَبِ
جرى الملوكُ وما حازوا بركضهمُ / من المدى في العُلى ما حُزْتَ بالخَبَب
تَمَلَّ من مُلْكِ مصرٍ رتبةً قصرتْ / عنها الملوكُ فطالتْ سائرَ الرُّتَبِ
افخرْ فإنَّ ملوكَ الأرضِ قاطبةً / أَفلاكُها منكَ قد دارتْ على قُطَبِ
فتحتَ مصرَ وأَرجو أَن تصير بها / مُيَسَّراً فتحَ بيت القدس عن كَثَبِ
قد أَمكنتْ أَسدَ الدِّين الفريسةُ من / فتحِ البلادِ فبادرْ نحوَها وَثبِ
أنتَ الذي هو فردٌ من بسالته / والدِّينُ من عزمه في جحفلِ لجبِ
في حَلْق ذي الشِّرك من عدوى سُطاك شَجاً / والقلبُ في شَجنٍ والنّفسُ في شَجَبِ
زارتْ بني الأَصفر البيضُ التي لقيتْ / حُمْرَ المنايا بها مرفوعَةَ الحُجُبِ
وإنها نَقَدٌ من خلفها أَسَدٌ / أرى سلامتها من أَعجب العَجَبِ
لقد رَفَعْنا إلى الرَّحمن أيديَنا / في شكرِنا ما بهِ الإسلامُ منكَ حُبي
شكا إليكَ بنو الإسلام يُتْمهمُ / فقمتَ فيهم مقامَ الوالدِ الحدبِ
في كلِّ دارٍ من الإفرنجِ نادبةٌ / بما دهاهم فقد بانوا على نَدَبِ
من شر شاور أَنقذتَ العبادَ فكم / وكم قضيتَ لحزبِ اللّهِ من أَرَبِ
هو الذي أطمعَ الإفرنجَ في بلد ال / إسلام حتى سَعوا للقَصد والطّلَبِ
وإنَّ ذلكَ عندَ اللّه محتسبٌ / في الحشر من أَفضل الطاعات والقُرَبِ
أَذلَّه الملكُ المنصورُ منتصراً / لما دعا الشِّركُ هذا قد تعزَّز بي
وما غضبتَ لدين اللّه منتقماً / إلاّ لنيلِ رضا الرَّحمنِ بالغَضَبِ
وأنتَ من وقعتْ في الكُفر هيبتُه / وفي ذويهِ وقوعَ النّار في الحَطَبِ
وحينَ سرت إلى الكُفّار فانهزموا / نُصرتَ نصرَ رسولِ اللّهِ بالرُّعبِ
يا محيي الأُمة الهادي بدعوته / للرُّشْد كلَّ غوي منهمُ وغبي
لما سعيتَ لوجه اللّه مُرتقباً / ثوابَهُ نلتَ عفواً كلَّ مُرتقبِ
أَعدتَ نقمةَ مصر نعمةً فغدتْ / تقولُ كم نكتٍ للّه في النكبِ
أركبتَ رأْسَ سنان رأسَ ظالمها / عَدْلاً وكنتَ لوزْر غيرَ مُرتكبِ
رُدَّ الخلافةَ عباسية ودع الدَّ / عيَّ فيها يصادفْ شرَّ مُنْقَلَبِ
لا تقطعَنْ ذنبَ الأفعى وترسلها / فالحزمُ عندي قطعُ الرأس كالذَّنبِ
سقى اللّهُ إنساناً لعيني دفنتُهُ
سقى اللّهُ إنساناً لعيني دفنتُهُ / على رَغْم أَنْفي جاعلاً قبرَه قلبي
فلا تَحْسَبوا أَنَّ التُّرابَ ضريحُهُ / فمنزلُهُ بين التّرائب لا الترْبِ
أنتم تحبونَ بالإعراض تَعْذيبي
أنتم تحبونَ بالإعراض تَعْذيبي / وتقصدونَ بخلق الَدِّ تَهْذيبي
ساروا فيا صِحّتي من مُهجتي ارتحلي / غابوا فيا سنتي عن مُقلتي غيبي
قد كان يهضمني دهري فأَدركني / محمدُ بنُ أَبي بكر بن أَيوبِ
الكاملُ المالكُ الأَملاكَ حيثُ له / رقُّ الأَعاجم منهم والأَعاريبِ
مُعَطّرٌ عرفُهُ عرفاً ومكرمة / مخمّرٌ طينُهُ بالطُّهر والطيبِ
دعتكَ مصر إلى سلطانها فأَجبْ / دعاءَها فهو حقٌّ غيرُ مكذوبِ
يومُ النّوى ليس من عُمري بمحسوب
يومُ النّوى ليس من عُمري بمحسوب / ولا الفراقُ إلى عَيْشي بمَنْسُوب
لم أَنسَ أُنسي بكم والشّملُ مجتمعٌ / وعيشتي ذاتُ تطريز وتذهيب
ما اخترتُ بُعْدَكَ لكنَّ الزمانَ أتَى / كَرْهاً بما ليس يا محبوبُ محبوبي
أرجو إيابي إليْكم ظافراً عَجِلاً / فقد ظفرتُ بنجم الدِّين أَيُّوبِ
موفَّقُ الرأْي ماضي العَزْم مُرتفعٌ / على الأَعاجم مَجْداً والأَعاريبِ
أحبّكَ اللّهُ إذْ لاَزمْتَ نَجْدَتَهُ / على جبين بتاج المُلْكِ مَعْصُوبِ
أخوكَ وابنُك صدقاً منهما اعتصما / باللّه والنَّصرُ وعدٌ غيرُ مكذوبِ
هما هُمامانِ في يومَيْ وغىً وقرىً / تعوَّدا ضربَ هام أَو عراقيبِ
غدا يشبّان في الكفّار نارَ وغىً / بلفحها يُصبحُ الشبّانُ كالشِّيبِ
بملك مصر ونصرُ المؤمنين غداً / تحظى النُّفوسُ بتأْنيس وتطيبِ
ويستقرُّ بمصر يوسفٌ وبه / تَقَرُ بعد التّنائي عينُ يعقوبِ
ويلتقي يوسفٌ فيها بإخوته / واللّهُ يجمعهم من غير تثريبِ
فارجو الإله فعن قُربٍ بنُصرته / سيكشفُ اللّهُ بلوى كلِّ مكروبِ
أما العمادُ فقد تضاعفَ شكرُه
أما العمادُ فقد تضاعفَ شكرُه / نعماكَ شكر الرَّوض نُعمى الصَيِّبِ
لعمامةٍ ذهبيةٍ كغمامةٍ / يبدو بها برقُ الطِّرازِ المغربي
ما كان أَحسنَ حاله لو أَنّه / شُفعت عمامته بثوب مُذهبِ
أيا ساكني مصر أَلم تتحتَّفوا
أيا ساكني مصر أَلم تتحتَّفوا / بأَنكم لم تبرحوا ساكني قلبي
حنانيكمُ زادَ الحنينُ إليكمُ / فأَضعفَ من صبري وضاعفَ من كربي
لقد أَشفقتْ من لوعة الحبِّ مُهجتي / وهل مهجةٌ تَبْقَى على لوعة الحبِّ
ولو أَنّني أَودعتُ شوقي كتبكم / لخفت لقلبي مُحرقاً وقده كتبي
بغير الرِّضا منّي ببعدِ مزاركم / رضيتُ بإهداءِ السّلامِ مع الرَّكبِ