القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صُرَّدُر الكل
المجموع : 12
حرامٌ علىَّ طُروقُ الديا
حرامٌ علىَّ طُروقُ الديا / رِ ما دام فيها الغزالُ الربيبُ
أشاهد في جانبيها هواىَ / لغيري وماليَ فيه نصيبُ
وقد كان فوضَى فكان المنى / تعللنى والتمنِّى كذوبُ
فلمَّا تصيَّده قانصٌ / ألدُّ على ما حواه شَغوبُ
تداويتُ من مرضٍ في الفؤاد / بيأسىَ واليأسُ بئسَ الطبيبُ
فقد وهبَ الثأرَ ذاك الحريصُ / ونام على الحقدِ ذاك الطلوبُ
ومن عزَّ مطلبُه مُهمَلا / فكيف به وعليه رقيبُ
فلا حظَّ فيه سوى لمحةٍ / تُنافس فيها العيونَ القلوبُ
وُجود الأمير بأمثاله / فكلُّ بعيدٍ عليه قريبُ
وهوب الجيادِ وبيضِ القِيا / ن والظبي يرتجُّ منه الكثيبُ
وعَقَّار كُومِ الصَّفايا إذا / تعذَّرَ عند الضُّروع الحليبُ
تَعيثُ الأخلاّءُ في ماله / كما عاث في جانب السِّربِ ذيبُ
وما يسحَرُ القولُ أخلاقَهُ / ولكنّه الكرمُ المستجيبُ
ظفِرتَ وويلُ امّها حُظوةً / ببدرٍ تُزرُّ عليه الجيوبُ
إذا رُدِّد الطَّرفُ في حسنه / أثار البديعَ وماج الغريبُ
عُبوسٌ يُولَّد منه السرورُ / ومن خُلُقِ الخندريسِ القُطوبُ
وتيهٌ كأَنْ ليس بدرُ السماء / يُلمُّ الكسوفُ به والغُروبُ
ولولا حياءٌ تقمَّصتُهُ / لأجلكَ حجَّ إليه النسيبُ
سأطوِى على لَهبٍ غُلَّتى / إلى أن يُعطَّلَ ذاك القَليبُ
وأعلمُ أنْ سيباحُ الحمى / إذا أظهر الشَعراتِ الدبيبُ
طِرازٌ ينمنُمِ في العارضيْن / يُزَّينُ منه الرداء القشيبُ
فما ذلك الحسنُ مستقبَحا / بشَعرٍ ولو لاح فيه المشيبُ
قد رجعَ الحقُّ إلى نِصابهِ
قد رجعَ الحقُّ إلى نِصابهِ / وأنت من كلّ الورى أولىَ بهِ
ما كنت إلا السيفَ سلَّته يدٌ / ثُمّ أعادته إلى قِرابهِ
هزَّتهُ حتى أبصرْتُه صارما / رونقُه يُغنيه عن ضِرابهِ
أَكرِمْ بها وزارةً ما سلَّمت / ما استُودِعت إلا إلى أربابهِ
مشوقة إليك مذ فارقتَها / شوقَ أخي الشِّيب إلى شبابهِ
مثلُك محسودٌ ولكن معجز / أن يُدرَكَ البارقُ في سحابهِ
حاولها قومٌ ومن هذا الذي / يُخْرِجُ لينا خادرا من غابهِ
يُدمِى أبو الأشبال من زاحمَهُ / في خِيسهِ بظُفره ونابهِ
وهل سمعتَ أو رأيت لابسا / ما خلَع الأرقمُ من إهابهِ
لا تحسَبا لهوَ الحديث ماحيا / حَتما قضاه الله في كتابهِ
مرُّ النسيم غاديا ورائحا / لا يُزلقُ الأصمَ عن هِضابهِ
وليس يُعطى أحدا قيادَه / أمرٌ لسانُ المجد من خُطَّابهِ
تيقَّنوا لما رأَوها صعبةً / أن ليس للجوِّ سوى عُقابهِ
إن الهلالَ يُرتَجى طلوعُه / بعد السَّرارِ ليلةَ احتجابهِ
والشمس لا يُوءَس من طُلوعِها / وإن طواها الليلُ في جِلبابهِ
ما أطيبَ الأوطانَ إلا أنها / للمرء أحلىَ أثرَ اغترابهِ
كم عَودةٍ دلَّت على دوامها / والخُلدُ للإنسان في مآبه
لو قَرُبَ الدُّرُّ على جالبه / ما لجَّجَ الغائصُ في طِلابه
ولو أقام لازما أصدافَه / لم تكن التيجانُ في حسابه
من يعشق العلياءَ يلقَ عندها / ما لقىَ المحبُّ من أحبابه
طورا صدودا ووصالا مرّةً / ولذّةُ الوامقِ في عتابه
وبّما اعتاصَ الذي تأمُلُه / وأصبحَ المخوفُ من أسبابهِ
ما لؤلؤ البحر ولا مَرجانه / إلا وراءَ الهول من عُبابهِ
ذلَّ لفخر الدولة الصعبُ الذُّرَى / وعلَّم الأيام من آدابهِ
واستخدم الدهرَ فما يأمره / إلا أتى الطاعةَ في جوابه
يكاد من تهذيبه أخلاقَهُ / أن يستردَّ الغدرَ من ذئابهِ
قد طأطأتْ أيامُه أعناقَها / خاضعةً تسير في رِكابِه
كأنها عصائبٌ من طالبي / ثوابهِ أو خائفى عِقابهِ
إن أخطأتْ واصلت اعتذارَها / وإن أصابت فهو من صوابهِ
يا ناشد الجُود وقد أضلَّه / مالك لا تبغيه في جَنابِه
حيث أقام أبصرَ الناسُ الندى / تُشير كفاه إلى قِبابهِ
ترى وفودَ الشكر حولَ بيته / كأنها الأوتادُ في أطنابه
ما ثوَّروا الآمال عن صدروهم / إلا أناخت بفِناء بابهِ
وكيف لا يهوىَ الرجاءُ رَبعَه / وليس مَرعاه سوى أعشابهِ
قَلَّد أيدي المكرُماتِ إذَنهُ / فرفَعتْ من طَرَفَىْ حِجابهِ
لا تشئلنَّ عن مدى معروفه / أو تسل الوسمىَّ عن مَصابهِ
يكفيك ما يبسُطه من بِشره / أن تطلبَ الإذن إلى حُجَّابهِ
يطغَى بتكرير السؤال رفدهُ / والدَّرُّ جيَّاشٌ على احتلابهِ
هو الذي أفعالهُ من حسنِها / كأنما اشتُقِقن من ألقابهِ
مَن حسَبُ السؤددِ في صميمهِ / ونسبُ العلياء في لُبابهِ
كالسمهرىّ عزمُه لو لم يكن / ينقُص عنه الرمحُ باضطرابهِ
شكرا وزير الوزراء تستزد / أضعافَ ما بُلّغتَ من وَهابهِ
قدِمتَ كالغيث أصاب ظامئا / سنوَّفه الخَدَّاعُ من سَرابهِ
كم ساجدٍ لمّا سموتَ طالعا / كأنه صلَّى إلى مِحرابِه
وصائم رؤياك قد أغنته عن / طعامه طِيبا وعن شرابهِ
ولو أطاق الدَّستُ سعيا لسعى / مستقبِلا يختال في أثوابهِ
كان حشاه قلِقا حتى احتبى / في صدره من كان من آرابه
لأقمت في نعماءَ مطمئنَّةٍ / تُحكِّم الفؤادَ في إطرابهِ
تساعد الدنيا على زينتها / وتغلب الدهر على أحقابهِ
ألقت عصاها وارتمت ركابُها / في سُرَرِ الوادى وفي شِعابهِ
قد أُعفىَ المارنُ من خَشاشهِ / ورُوّحَ الغاربُ من أقتابهِ
على يديك المرتجَى إنعامُها / تابَ غرابُ البين من نُعابهِ
يا صِحابي واينَ منِّىَ صَحبى
يا صِحابي واينَ منِّىَ صَحبى / صرَعتهم عيونُ ذاك السِّربِ
يومَ أبدَوا تلك الوجوهَ علمنا / أنما يُشهَر السلاحُ لحَربِ
لحظاتٌ أسماؤهنّ استعارا / تٌ وما هنّ غير طعنٍ وضربِ
إن أُجبْ داعىَ الهوى غيرَ راضٍ / فالصدَى بالنداءِ كُرْهاً يلبِّى
هل أرى في السهادِ صُبحاً بعينى / من أرى في الرقاد ليلا بقلبي
أملٌ كاذبٌ قِطافُ ثمارٍ / من غصونٍ ملتفّةٍ بالعصْبِ
كلّما رنَّح النسيمُ فروعَ ال / بان هزَّت أطافَها بالعُجبِ
إِنَّ روضَ الخدودِ ليس لرعىٍ / وخمورَ الثغور ليست لشُربِ
أرِنى مِيتَةً تطيبُ بها النف / سُ وقتلاً يلَذُّ غيرَ الحبِّ
لا تَزُلْ عن العقيقيِ ففيهِ / وطرِى إن قضَيتُه أو نحبى
أجميلٌ ألاّ أزورَ ديارا / يوم بانوا دفنتُ فيها لبّى
لا رعيتُ السوامَ إ قلتُ للصُّح / بةِ خِفّى عنه وللعيس هُبّى
وقفةٌ بالركابِ تُجمعُ فيها / فرحةٌ لي وراحةٌ للرَّكْبِ
في كِناس الأَرْطَى شبيهةُ لعسا / ءَ حَماها العفافُ مثلَ الحُجْبِ
يُتمارَى أهذه من نِتاج ال / وحش أم تلك من بناتِ العُربِ
طلعتْ وِجهةً وقابلها البد / رُ فسوَّت ما بين شرقٍ وغربِ
كلُّ شيء حسبتُه من تجنّي / ها سوى عدّها الصبابةَ ذنبى
وسدادٌ رأىُ العذول ولكن / ليس يُعِفى الغرامُ من قال حَسبي
ربّما أقلع المتيَّمُ بالعذ / رِ وزاد استهامةً بالعتبِ
مثلما ازداد في الندَى شرفُ ال / دين لجَاجاً على الملام الصعبِ
مشرق الوجه باذل الفم بالنَّيْ / ل وحسنُ الغديرِ زهرُ العُشبِ
كاد أن يرفع الموازينَ إِعلا / ماً لَنا أنّ مالَه للنهبِ
واهب الخُرّد العطابيلِ والكو / مِ المطافيلِ والعتاقِ القُبِّ
وبُدورِ النُّضار أعجلها الطا / لبَ تِبرا عن سبكها والضربِ
شرفٌ صغَّر الذي عظَّموه / من كرامٍ أخبارُهم في الكُتْبِ
غمَس الشكر في سلاف أيادي / ه فحيّاه باللسان الرَّطْبِ
لا سقَى الله معشرا وهو فيهم / لِمَ يَرْجُونَ بارقاتِ السُّحبِ
عرفَت فضلَه الرجالُ فألقت / بالمقاليدِ للخُشاشِ النَّدبِ
طبَعوا بَهرَجَ المعالي ليحكو / هُ وليس النبيُّ كالمتنَبِّى
من له رِحلتا قريشٍ إلى المج / د تؤوبان من علاءٍ بكسبِ
كيف لا يملأ الحقائبَ شكرا / وهو في متجَر المكارم يُربى
شنَّ غاراتِه على عازبِ السؤ / ددِ ما يقترِحْ يحوز ويَسبي
هممٌ لا تَرى العلَّو علوّا / أو تُدلَّى على النجوم الشُّهبِ
طاعناتٌ فروعُها في الدَّرارِى / ضارباتٌ عروقُها في التُّربِ
سابقاتٌ وفدَ الرياح إذا يو / مُ رِهانٍ أجراهما من مَهَبِّ
شرفٌ دلَّ حاسدُوه عليه / ودليلُ القِرَى نُباحُ الكلبِ
إنّ هذا الهماَم قد عطَّل الرم / حَ وأبدَى كَهامةً في العضبِ
صقَل الرأى بالتجاربِ حتى / هو أنقى مَتنٍ وأذلقُ غربِ
وحمَى في رِباعه غابةَ اللي / ث بتدبيره وبيتَ الضبّ
ذو هباتٍ يُدنى لمحتلبِ الخي / رِ لَبوناً تِدُّر من غير عَصبِ
من صريح يعطيك زبداً بلا مخ / ضٍ ويُغنيك عن تعنّى الوَطبِ
ومتى يعترضه محتطبُ الش / رّ يجدْ عنده وَقودَ الحربِ
أسمرا كالرشاءِ يُرسله الرامحُ / في كلِّ طعنةٍ كالجُبِّ
وغَموضَ الحدين من جوهر ال / موت مُوَلًّى على النفوس لغصبِ
وسَبوحا قَوداءَ تحتلب الجِر / يةَ في حافرٍ كمثلِ القعبِ
لوذعىٌّ تهيج منه الأعادي / قانىءَ الظُّفر من فؤادٍ وخِلْبِ
عندَه للأمور أشفَى دواءٍ / وعلاجُ الشؤن خيرُ الطِّبِّ
أبدا جزُمهُ برغم الليالي / غُدَّةٌ أمسكتْ لَهاةَ الخَطْبِ
هو إما الذُّعافُ رقرقه الص / لُّ لحاويهِ أو هِناءُ النُّقْبِ
تقتِضى المشكلاتُ منه مقالا / يتولَّى حكَّ القلوب الجُربِ
حِكَمٌ لو أصابها حىٌّ عَدوا / نَ ادّعَوها لعامرِ بنِ الظَّرْبِ
إنما أنت يا محمدُ للنا / س شبيهُ المبعوثِ من آل كعِب
ذاك كان الربيعَ إذ قَحَط ال / دِّينُ وأنت الربيعُ عامَ الجدبِ
أطلعَ الله للخلافةِ نجما / منك عن سعدك المخلِّد يُنبِى
دولةٌ مذ دعيتَ فيها عميدا / غَنِيتْ من عَمودِها والطُّنْبِ
فلها السَّرحَ بالبسالةِ يحمِى / ولها الفىءَ بالأمانةِ يَجى
وإذا رايةٌ أُمدتْ بإقبا / لك سارت منصورةً بالرُّعبِ
كيفَ لم تَلبَس السِّوارَ حُلِيًّا / في يدٍ أُولعت بكشفِ الكربِ
قَرَّ عينا بمهرجانٍ وعيدٍ / أحفا بالحبيبِ نفسَ المحبِّ
لم يُطقْ واحدٌ قضاءَ أيادِي / ك فوافاك مستغيثا بِتِرْبِ
حَوْلُ هذا مستوفِزٌ لرحيلٍ / وثناءٍ وطَوْلُ هذا لقُربِ
جُمعا في غِلالةٍ نسجِ أيلو / لَ لها رقّةُ الفؤاد الصبِّ
فتلقَّ السرورَ من كلّ وادٍ / وتملَّ النعيمَ من كلّ شِعْبِ
كلّما جادت الليالي بفنٍّ / منه صابت أيامُهنّ بضربِ
لستُ فيه أُهِدى هديّةَ مثلى / بل هداياىَ شكرُ عبدٍ لربِّ
أنا لولاك لم أحُكْ بُردةَ الشِّع / ر ولا كان لؤلئى للثَّقبِ
غيرَ أني إذا زجرتُ القوافي / فيك خبَّت على طريقٍ لَحْبِ
والمديحُ العتيقُ للعِرض واقٍ / والمديحُ الهجينُ بعضُ الثَّلبِ
قلَّ نفعي بما حويتُ فيا لي / تَ ذوى الجهلِ يستبيحونَ سَلْبي
انَظُر المنهلَ المصفَّقَ مَورو / داً فأطويهِ جازئا بالرَّطْبِ
لِمَ يستنزلُ الزمانُ جدودى / وهي من عزِّك المنيع بهَضْبِ
أتُراني مثلَ الكواكب أبطا / هُنَّ سيرا ما دار حولَ القُطبِ
إنها عَقْبةٌ لضيقٍ تجَلَّى / ثم تُفِضى إلى مجالٍ رَحبِ
تفيض نفوسٌ بأوصابها
تفيض نفوسٌ بأوصابها / وتكتم عوَّادُها ما بِها
وما أنصفتْ مهجةٌ تشتِكى / هواها إلى غير أحبابها
ألا أرِنى لوعةً في الحشا / وليس الهوى بعضَ أسبابها
ومن شرفِ الحبِّ أن الرجا / لَ تشرِى أذاه بألبابها
وفي السِّرب مُثْرِيةٌ بالجمالِ / تُقسِّمه بين أترابها
فللبدر ما فوق أزرارها / وللغصن ما تحت جِلبابها
كأنّى ذَعرتُ بها في الخِبا / ءِ وحشيَّةً عند مِحرابها
أتبِّعها نظرا معجَلا / يعثِّر عينى بهُدّابها
متى شاء يقطِف وردَ الخدود / وقَتْهُ الأكفُّ بعُنّابها
كفانىَ من وصلها ذكرةٌ / تمرُّ على بَرْد أنيابها
وأن تتلألأ بروقُ الحمى / وإن أضرمتنى بإلهابها
وكم ناحلٍ بين تلك الخيا / م تحسَبه بعضَ أطنابها
فمن مخبرٌ حاسدى أننى / وهبتُ الأمانى لطُلاّبها
فإن عرَضتْ نفسَها لم تجد / فؤادىَ من بعض خُطّابها
يُسرُّ الغطارفةَ الأكرمي / ن قَرعُ مديحى لأبوابها
فها هي من قبل رفع الحجاب / يضاحكنى بشرُ حُجّابها
أنزِّه قَعْبىَ عن خَلِّها / وآنَفُ من مخِض أوطابها
وأعلم أن ثيابَ العفا / ف أجملُ زِىٍّ لمجُتابها
عدلتُ السرابَ بأوراقها / ولمعَ البروق بأذهابها
ولو شئتُ أرسلتُها غارةً / تعود إلىَّ بأسلابها
ولكننى عائفٌ شهدَها / فكيف أنافسُ في صابها
تذِلُّ الرجالُ لأطماعها / كذلِّ العبيد لأربابها
فلا تقطِفنّ ثمارَ المُنى / فبئسَ عُصارةُ أعنابها
وعُجْ بالأجلِّ أبي قاسمٍ / لتأتى المكارمَ من بابها
فنعمَ الرياضُ لمرتادِها / ونعمَ الديارُ لمنتابها
وأوديةٌ من يَرِدْ ماءَ ها / يرَ السُّحبَ من بعض شُرّابها
إلى كعبة الجود من راحتيه / تُشدّ الرحالُ بأقتابها
مناقبُ مثلُ عِدادِ الرمالِ / تكُدُّ أناملَ حُسّابها
وتُتعبُ ألسنَ دُرَّاسِها / وتُفنِى قراطيسَ كُتَّابها
تجاوزتَ حدّ صفاتِ البليغ / فمادُحها مثلُ مُغتابها
يذُمُّ البضائعَ ما لم يُعِ / دَّ من الشكر أوفرَ أكسابِها
تظُنُّ بأفواه مُدّاحهِ / عُقارا تدارُ بأكوابها
تُصافَحُ منه أكفُّ الرجاء / برطبِ الأنامل وَهَّابها
كأنّ الشؤالَ على رِفده / قِداحٌ تفوذ بأنصابها
إذا اشتكت الأرضُ داءَ المحو / لِ داوَى رُباها بإخصابها
من العصبة المدركين العُلا / بأحسابها وبأنسابها
أجاروا على الدهر من صَرفِه / وجاروا على الأُسْد في غابها
وساسوا ولاءَ قلوبِ الرجال / بإرغابها ثم إرهابها
كنوزُ محامِدها والثناءِ / عليها ذخائرُ أعقابها
ولم تَلبَس الرَّيْطَ إلا رأيتَ / محاسنَها نقشَ أثوابها
تعجَّبُ من حُسن بهجاتها / إلى أن ترى حسنَ آدابها
وإنَّ مكارمَ أخلاقها / تقوم مقاماتِ ألقابها
تمَلَّ بأيّام هذا الزمان / تجرُّ ذلاذلَ جِلبابها
مقامَ السواد لأربصارها / ومثلَ النُّخاع لأصلابها
إذا أنت أفنيتَ أيّامَها / توالت عليك بأحقابها
ما زال يكِشف عنّى كلَّ طارقةٍ
ما زال يكِشف عنّى كلَّ طارقةٍ / ما خوَّل الله من صُمِّ الأنابيبِ
إن أمطرتْها بنانٌ جاش غاربُها / على المهَارقِ منهلَّ الشأبيبِ
حتى بلغن إلى الغاياب حاسرةً / هُتْمَ السنابكِ من بدءٍ وتعقيبِ
واحتضَرتْها المُدَى نحتاً وقد فُلِقتْ / هاماتُها بين تصعيدٍ وتصويبِ
فعادَ من طول ما يسِرى عَشَنَّقُها / مدغَّما بين أطرافِ الرواجيبِ
وعندك الدوحةُ العلياء تُنبِتها / مَنابت النبع في شُمّ الشَّنا خيبِ
فقُدْ غلىَّ جيادا من ضوامرِها / صمَّ السنابكِ سَبْطاتِ الظَّنابيبِ
تختال في حَبِرَات الوشى تائهةً / على متون العوالى والقواضيبِ
لو أن بعض غصون الأيك أشبهها / ألهى الحمائمَ عن شدوٍ وتطريبِ
ولو يبايعني الخَطِّىُّ أنْفَسه / لم أعطِه شطرَ أُنبوبٍ بأنبوبِ
وحَملُ كفّى على الأقلام تُرسلها / يطلب حملى على الجُردِ السِّراحيبِ
لا يملِك الفارسُ المغوارُ شِدتهُ / ولا بسالَته إلا بمركوبِ
أيا وَلد الحُصَين وما حُصَينٌ
أيا وَلد الحُصَين وما حُصَينٌ / لماذا ضلَّ سعيُك هِجتَ حَربى
أطلتُ تفكُّرىَ فرأيتُ علمى / وجهلُك ضدُّه فعرفتُ ذنبى
وما أهجوك أنك أهلُ هجوٍ / ولكنّى أجرِّبُ فيكَ ضربي
وهل عيبٌ على شَفَراتِ سيفي / إذا استمحنتُها في لحمِ كلبٍ
أبا الخير المفيدَ لكلِّ خيرٍ
أبا الخير المفيدَ لكلِّ خيرٍ / وكاسىَ نُبْلهِ ريشَ الصوابِ
ومن ألقى إليه الناسُ طرًّا / مقاليدَ الكتابة والحسابِ
ومن إن شاء إنشاءً بليغا / فليس يَعُوزه فصلُ الخطابِ
فضائلُ يُنسَب الإحسانُ فيها / كما نُسب القِطارُ إلى السحابِ
أرانا كلَّ معجِبةٍ إلى أن / أرانا عنده لونَ الشبابِ
مِدادا إن تضمَّنه محلٌّ / ظننتُ مقرَّه وكرَ الغرابِ
فما أدرى أمن كُحلٍ مُماع / تجسَّم أم دُجَى ليلٍ مذابِ
تقولُ اللِّمة الشمطاءُ لمّا / رأته ليتَ هذا من خِضابى
وقد أزِفَ الرحيلُ فلا مقامٌ / سوى شدّ الرِّحال على الركابِ
إلى ملكٍ توسَّط بين بَرٍّ / وبحرٍ طافحٍ سامى العُبابِ
فلستُ بواجدٍ فيه أنيسا / سوى الحيتان تُقرنُ بالضِّبابِ
فزوّدْنى من الأنقاسِ قدرا / يقوِّتنى إلى حين المآبِ
فإن أسعفتَ بالأقلام مَنًّا / فما يغنى الطعامُ عن الشرابِ
يا آل عَوفٍ أنجدوا الصّبَّا
يا آل عَوفٍ أنجدوا الصّبَّا / ولطالما فرَّجتمُ الكَرْبا
كان ابتداء أخيكُمُ مِقَةً / ثم استحالت بعدَ ذا حَربا
كُفُّوا ظباءً في مَسارحكم / تَسبى إذا غُزيتْ ولا تُسْبَى
وخذوا يدى اليمنَى معاهِدةً / أن لا تعاوِد مقلتى الحُبَّا
قالوا حلَلنا عنهُ رِبقَتَهُ / صدقَوا وشَدّوا العينَ والقلبا
قالوا ابن مالكَ قَرنانٌ فقلت لهم
قالوا ابن مالكَ قَرنانٌ فقلت لهم / كذبتُمُ وأثمِتم بل له ذَنَبُ
لو كان يملِك قرنا كان ينطح عن / شاةٍ كلُّ تيسٍ فوقَها يثبُ
علَى مَن تبيعُ متاعَ الأدبْ
علَى مَن تبيعُ متاعَ الأدبْ / وتنثُرُ دُرَّ كلام العرَبْ
ومن يستحقُّ حُلِىَّ المديح / يصاغُ له كحُلِىّ الذهبْ
سَنَحْن كما اعترضَ الربرب
سَنَحْن كما اعترضَ الربرب / ولكنَّ صدَّهُم أعجبُ
وجوهٌ ترقرقَ ماء الجما / لِ فيهنّ لو أنّه يُشرَبُ
ما يصنَعُ المستسِرُّ بالغابِ
ما يصنَعُ المستسِرُّ بالغابِ / صُنعَ ظِباءٍ وراءَ أطنابِ
جفونُ هذِى باللحظِ تُرسلُها / أقتلُ مِن ذا بالظُّفْرِ والنابِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025